q
تتسبب الأمطار إذا ما اقترنت بعوامل أخرى مرتبطة بالتخطيط العمراني، بحصول فيضانات وسيول جارفة. التغير المناخي يزيد من حدة مظاهر المناخ القصوى، بما يشمل الجفاف إضافة الى احتمال ارتفاع حدة العواصف والمطر. من المتوقع أن تصبح مثل هذه الظواهر المناخية القصوى أكثر تواتراً وأطول أمداً وأكثر حدة في المستقبل...

ومع الاحترار المناخي العالمي الناجم عن النشاط البشري، باتت الأجواء تحوي كميات أكبر من البخار ما يزيد من خطر حصول فترات من الأمطار الغزيرة على ما يفيد علماء. وقد تتسبب هذه الأمطار إذا ما اقترنت بعوامل أخرى مرتبطة بالتخطيط العمراني، بحصول فيضانات وسيول جارفة.

ويرى العلماء أن التغير المناخي يزيد من حدة مظاهر المناخ القصوى، بما يشمل الجفاف إضافة الى احتمال ارتفاع حدة العواصف والمطر.

من المتوقع أن تصبح مثل هذه الظواهر المناخية القصوى أكثر تواتراً وأطول أمداً وأكثر حدة في المستقبل.

فقد أدت الفيضانات في ولاية كنتاكي الأميركيّة التي دمّرت شرق الولاية الى مقتل 28 شخصًا على الأقلّ في ظلّ سوء أحوال الطقس.

وتسببت السيول والفيضانات المتواصلة في مناطق مختلفة من إيران منذ أكثر من أسبوع، بمقتل أكثر من 80 شخصا، بينما لا يزال زهاء 30 في عداد المفقودين

ولقي 7 أشخاص على الأقل مصرعهم جراء سيول ضربت عدة مناطق في الإمارات في الأيام الأخيرة.

وتوفي عشرة أشخاص في اليمن بينهم أربعة اطفال جرّاء سيول ناجمة عن أمطار غزيرة تتساقط على عدة مناطق في البلد الفقير الغارق في الحرب

وأودت الفيضانات التي اجتاحت الساحل الشرقي في آذار/مارس، والناجمة عن عواصف عنيفة دمرت غرب سيدني، بحياة 20 شخصا.

وفي باكستان وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إن 312 شخصا على الأقل لقوا حتفهم منذ حزيران/يونيو نتيجة هذه الأمطار.

ربع سكان العالم فيخطر

أفادت دراسة نشرت مؤخرا أنّ نحو ربع سكان العالم معرضون لخطر الفيضانات الكبيرة، وفي مقدمتهم سكان الدول الفقيرة.

ارتكزت الدراسة التي نُشرت في المجلة العلمية "نيتشر كومونيكيشن" Nature Communications على بيانات حول مخاطر فيضانات الأنهار والأمطار والبحار، وبيانات البنك الدولي حول توزيع السكان والفقر.

تبيّن أن نحو 1,81 مليار شخص، أي 23 بالمئة من سكان العالم، معرضون بشكل مباشر لفيضانات تزيد عن 15 سنتمترا خلال مئة عام. ويعيش 780 مليون نسمة من بين هؤلاء، بأقل من 5,50 دولارات في اليوم.

في شرق آسيا وجنوبها، ولا سيما في الصين والهند، يعيش 1,24 مليار شخص معرضين لهذا للتهديد.

وأكدت الدراسة وجود "مخاطر كبيرة على الأرواح وسبل العيش، خصوصاً بالنسبة للسكان الأكثر ضعفاً". ويعيش نحو 90 بالمئة من الأشخاص المعرضين في بلدان فقيرة أو متوسطة الدخل.

وأفاد الباحثون بأن حوالى 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي للعام 2020 يقع في مناطق معرضة للخطر. لكنهم حذروا من أن النظر إلى الجانب النقدي فقط، يمكن أن يتسبب بتحيز من خلال تركيز الانتباه على البلدان الغنية والمراكز الاقتصادية.

وأوضحت الدراسة التي أجراها جون رينتشلر من البنك الدولي وزملاؤه أن "البلدان منخفضة الدخل معرضة بشكل غير متناسب لمخاطر الفيضانات وهي أكثر عرضة للتداعيات الكارثية على المدى البعيد".

تقدم الدراسة "أول تقييم عالمي بين التعرض لمخاطر الفيضانات والفقر"، وفق توماس ماكديرموت، من جامعة غالواي الوطنية في أيرلندا، في تعليق نُشر في المجلة العلمية.

كذلك، حذر الباحثون من أن تغيّر المناخ والتوسع الحضري غير المدروس قد يضاعف المخاطر في السنوات المقبلة.

ضربت فيضانات غير مسبوقة الصين في حزيران/يونيو، ما أدى إلى إجلاء أكثر من 500 ألف شخص بشكل استباقي. تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة بمقتل أكثر من 100 شخص في بنغلادش في الشهر نفسه وأدت إلى فيضانات وضعت أكثر من سبعة ملايين شخص في وضع طوارئ.

وأكد العلماء أنّ تغيّر المناخ يجعل الأمطار الغزيرة أكثر تواتراً وشدة في أنحاء العالم.

الولايات المتحدة تواجه سلسلة كوارث

تشهد الولايات المتحدة سلسلة كوارث مرتبطة بالتغير المناخي مع اقتراب الصيف من فيضانات وحرائق مدمرة وعواصف رعدية وموجات حر قد تكون خطيرة بالنسبة لثلث السكان.

تأثر نحو 120 مليون أميركي بدرجة أو بأخرى بإنذار بموجة حر ضربت قسما من الغرب الأوسط وجنوب شرق الولايات المتحدة.

وحذرت مصلحة الأرصاد الوطنية بالقول إن قبة من الضغط المرتفع من المتوقع أن تتسبب بدرجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي، أو حتى قياسية.

وأضافت "هذا الحر الى جانب الرطوبة العالية، سيؤدي على الارجح الى درجات حرارة أعلى بكثير من 37 درجة مئوية في العديد من الأماكن".

في بعض مناطق انديانا وكنتاكي وأوهايو، يرتقب أن تصل الحرارة الى 43 درجة مئوية.

وأوضح أليكس لامرس الخبير في الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية أن هذه المنطقة ذات الضغط الجوي المرتفع هي التي تسبب ظواهر استثنائية.

وقال "في كثير من الحالات إذا كان هناك موجة حر قوية فستحصل حولها عواصف رعدية وأعاصير وفيضانات مفاجئة وأمطار غزيرة".

تسبب تداخل درجات الحرارة المرتفعة وكتل الهواء البارد في حدوث عواصف رعدية شديدة الاثنين ما ترك مئات الآلاف بدون كهرباء في الغرب الأوسط.

من المحتمل أن تتسبب هذه الجبهة الباردة في حدوث عواصف مدمرة أخرى مثل البرد أو الرياح العاتية.

إلى الغرب، أظهرت صور نشرتها وكالة المتنزهات الوطنية أضرار الفيضانات في متنزه يلوستون الذي بقيت مداخله كلها مغلقة مغلقة حتى إشعار آخر بسبب "ظروف خطيرة جدا" ناجمة عن فيضان نهر وأمطار غزيرة.

طلب من كل المتواجدين في الداخل مغادرة المتنزه الشاسع البالغة مساحته حوالى تسعة آلاف كلم مربعة والواقع بين ولايات وايومنغ ومونتانا وأيداهو (شمال غرب)

وقالت وكالة المنتزهات الوطنية على موقعها على الإنترنت إن "فيضانات نهر يلوستون تجاوزت المستويات القياسية" وتسببت في انهيارات تربة قطعت أجزاء من الطريق "ويمكن أن تتأثر عدة جسور" أيضا.

كما تم إصدار تحذيرات من موجة الحر في عدة مناطق في ولايتي كاليفورنيا وأريزونا حيث تزيد درجات الحرارة والجفاف المزمن من مخاطر الحرائق.

بحسب أليكس لاميرس فانه اذا كان من الصعب إقامة رابط مباشر بين الاحتباس الحراري وظاهرة الطقس، فان التغير المناخي هو بدون شك عاملا يزيد منها.

وقال "في كل ظاهرة مناخية، هناك عنصر الحظ السيئ (...) لكن جميعها مرتبطة بالمناخ، ولتبسيط الأمور فان التغير المناخي يزيد من احتمال حصول أحداث قصوى".

فيضانات في كنتاكي

يُكثّف عناصر الإنقاذ في ولاية كنتاكي الأميركيّة عمليّات البحث عن ضحايا الفيضانات التي دمّرت شرق الولاية وأودت بحياة 28 شخصًا على الأقلّ في ظلّ سوء أحوال الطقس، حسب ما أفاد حاكم الولاية.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى وجود 26 قتيلًا. وأعلن الحاكم في وقتٍ سابق أنّ عدد الضحايا مرشّح للارتفاع.

ولا يزال الوصول إلى بعض المناطق الجبليّة متعذّرًا في أعقاب الفيضانات التي حوّلت عددًا من الطُرق أنهارًا وحطّمت جسورًا وجرفت منازل. كما تتعقّد جهود الإنقاذ جرّاء رداءة خدمة الاتّصال عبر الهواتف المحمولة.

وقال حاكم الولاية آندي بيشير لشبكة "إن بي سي"، إنّ "هذه الفيضانات هي من بين الأكثر تسبّبًا للدمار والقتلى التي نشهدها في تاريخنا.. والأمطار تهطل في وقتٍ نحاول مواصلة عمليّات البحث".

وأضاف "سنعمل على التوجّه من منزل إلى آخر للبحث عن أكبر عدد من الأشخاص. وسنعمل حتّى تحت المطر. لكنّ الطقس يعقّد الوضع".

وقال "سنعثر على جثث على مدى أسابيع، جُرف كثير منها لمسافة أمتار، ربما على مسافة أكثر من ربع ميل من المكان الذي فُقِد فيه أصحابها".

وضربت الفيضانات منطقة في الولاية كانت في الأساس تُعاني الفقر جرّاء تراجع قطاع الفحم الذي شكّل عصب اقتصادها.

وقال بيشير إنّ الفيضانات "جرفت مناطق لم يكن سكّانها في الأساس يملكون الكثير".

وسجّل بعض مناطق شرق كنتاكي هطول أكثر من 20 سنتيمترا من الأمطار في 24 ساعة.

وارتفع منسوب المياه في الفرع الشمالي من نهر كنتاكي في وايتسبرغ إلى 20 قدما في غضون ساعات، وهو أعلى بكثير من المستوى القياسي السابق البالغ 14,7 قدما.

وحذّر مركز التنبؤ بالطقس التابع لهيئة الأرصاد الجوية الأحد من احتمال حصول فيضانات في جزء من الولايات المتحدة يشمل وسط كنتاكي وشرقها.

وقال على تويتر إنّ "خطر الفيضانات المفاجئة سيزداد خلال اليوم مع تطوّر الأمطار الغزيرة والعواصف الرعديّة واتّساع رقعتها".

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حال الطوارئ في كنتاكي جرّاء الفيضانات، ما يسمح بتخصيص مساعدات فدراليّة تُكمّل جهود الإنقاذ المحلّية التي تبذلها الولاية.

قال آندي بشير، حاكم ولاية كنتاكي الأمريكية “هناك أضرار واسعة النطاق مع نزوح كثير من العائلات وتوقع هطول مزيد من الأمطار”.

وكان بشير قد قال لشبكة (إن.بي.سي نيوز) يوم السبت “أعرف أن هناك العديد من الجثث الإضافية، ونعلم أنها ستزيد. سنستمر في العثور على جثث على مدى أسابيع”.

وتأكد مقتل أربعة أطفال يوم السبت، وقال حاكم الولاية لشبكة (إن.بي.سي نيوز) إنه يخشى أن يزيد الرقم اثنين آخرين على الأقل.

وهذه الفيضانات هي ثاني كارثة وطنية كبيرة في كنتاكي في سبعة أشهر وذلك بعد حدوث عدد كبير من الأعاصير أودت بحياة قرابة 80 شخصا في الجزء الغربي من الولاية في ديسمبر كانون الأول.

وأعلن بشير حالة الطوارئ ووصف الكارثة بأنها “واحدة من أسوأ وأخطر الفيضانات” في تاريخ كنتاكي.

وأفادت شركة تتابع انقطاع الكهرباء أنه حدث أكثر من 13 ألف بلاغ عن انقطاعات للتيار الكهربائي في الولاية في وقت مبكر من يوم الأحد.

وأوضح بشير أن إصلاح الدمار الذي نجم عن الفيضانات سيستغرق سنوات.

ومع الاحترار المناخي العالمي الناجم عن النشاط البشري، باتت الأجواء تحوي كميات أكبر من البخار ما يزيد من خطر حصول فترات من الأمطار الغزيرة على ما يفيد علماء. وقد تتسبب هذه الأمطار إذا ما اقترنت بعوامل أخرى مرتبطة بالتخطيط العمراني، بحصول فيضانات.

وتساقط في أجزاء من ولاية كنتاكي حوالى 20 سنتمترًا من الأمطار في 24 ساعة، وفي بعض الأماكن ارتفعت مياه الأنهار عدة أمتار فجأة فخرجت عن مسارها.

وفي منطقة جاكسون، تحوّل بعض الطرق أنهارًا، مع وجود سيّارات مهجورة في كلّ مكان.

أسبوع من السيول والفيضانات في إيران

تسببت السيول والفيضانات المتواصلة في مناطق مختلفة من إيران منذ أكثر من أسبوع، بمقتل أكثر من 80 شخصا، بينما لا يزال زهاء 30 في عداد المفقودين، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي السبت.

وأفاد الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر يعقوب سليماني أنه منذ بداية شهر مرداد وفق التقويم الهجري الشمسي (23 تموز/يوليو) "قتل 59 شخصا ولا يزال 30 في عداد المفقودين جراء الأحداث التي تسببت بها السيول"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا".

وعشية بدء الشهر وفق التقويم الإيراني (22 تموز/يوليو)، أدت سيول ناتجة من أمطار غزيرة الى مقتل 22 شخصا على الأقل في محافظة فارس (جنوب)، غالبيتهم ممن كانوا يمضون يوم العطلة عند ضفاف نهر ارتفع منسوبه بشكل كبير جراء الأمطار.

وأفاد سليماني أن أضرار السيول والفيضانات سجّلت في زهاء 60 مدينة و140 بلدة وأكثر من 500 قرية في الجمهورية الإسلامية التي يناهز عدد سكانها 83 مليون نسمة.

وكانت محافظة طهران الأكثر تأثرا اذ سجّل فيها مقتل 35 شخصا، بينما لا يزال العدد الأكبر من المفقودين في محافظة مازندران في شمال البلاد (20 شخصا)، وفق لائحة أعدها الهلال الأحمر.

وأفاد الاعلام الرسمي عن مقتل 14 شخصا في فيروزكوه إثر أمطار تسببت بانهيار صخري.

وأظهرت أشرطة وصور نشرتها وسائل إعلام إيرانية أو تم تداولها عبر مواقع التواصل، سيولا جارفة في العديد من المناطق، أكان داخل الأحياء أو على طرق عريضة. وجرفت المياه العديد من السيارات وأغرقت أماكن عدة بالوحل، وعمل عناصر الاغاثة على البحث عن مفقودين ورفع الأنقاض مستخدمين آلات ميكانيكية وأدوات يدوية.

وأفاد وزير الجهاد الزراعي جواد ساداتي نجاد أن التقديرات الأولية تشير الى تكبّد هذا القطاع خسائر بنحو 200 مليون دولار أميركي، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي.

ويعد المناخ في جنوب إيران ووسطها جافا الى حد كبير، الا أن هذه المناطق شهدت فيضانات في مراحل متعددة بدأ آخرها الأسبوع الماضي.

وحذرت منظمة الأرصاد الجوية من احتمال استمرار هطول الأمطار، خصوصا في المحافظات الشمالية والجنوبية، خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأدت فيضانات واسعة النطاق في إيران في آذار/مارس ونيسان/أبريل 2019، الى مقتل 76 شخصا على الأقل وأضرار قدرت قيمتها بحوالى ملياري دولار.

ويرى العلماء أن التغير المناخي يزيد من حدة مظاهر المناخ القصوى، بما يشمل الجفاف إضافة الى احتمال ارتفاع حدة العواصف والمطر.

وتزامنت السيول والفيضانات في إيران مع تسجيل ظواهر مماثلة في عدد من الدول العربية في منطقة الخليج.

فقد لقي سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم جراء سيول ضربت مناطق عدة في الإمارات خلال الأيام الماضية، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية ليل الجمعة.

قتل ستة أشخاص على الأقل ولا يزال آخرون في عداد المفقودين، جراء سيول ضربت فجر الخميس مناطق قرب طهران، وفق ما أفاد مسؤولون إيرانيون.

وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الإيرانية بير حسين كوليوند للتلفزيون الرسمي "حتى الآن، قتل خمسة أشخاص وأصيب تسعة بجروح جراء السيول في قرية إمام زاده داوود" الواقعة الى الغرب من العاصمة.

وأوضح أن الأمطار الغزيرة التي هطلت، أدت لانزلاق التربة في القرية، ما تسبب باحتجاز عدد من السيارات في الوحل.

وأظهرت صور وأشرطة مصوّرة تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قرية امام زاده داوود، سيلا من المياه داخل الأحياء. وفي أحد التسجيلات، يظهر شاب يتمسك بعمود بينما أحاط به الوحل من مختلف الجهات، قبل أن ينهار بعد لحظات حائط على مقربة منه.

وأكد وزير الداخلية أحمد وحيدي الذي وصل الى المنطقة المنكوبة، تواصل البحث عن مفقودين في محافظة طهران.

وأشار الى أن كميات الوحول التي اجتاحت قرية امام زاده داوود، وصل ارتفاعها أحيانا الى أربعة أمتار.

وفي شرق العاصمة، عثرت فرقة من خلية الأزمة في طهران على جثة شخص قضى جراء السيول، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وأعلن مسؤولون إيرانيون السبت مقتل 22 شخصا على الأقل جراء سيول ضربت الجمعة مناطق في محافظة فارس.

ويعد المناخ في جنوب إيران ووسطها جافا الى حد كبير، الا أن هذه المناطق شهدت فيضانات في مراحل متعددة.

ففي كانون الثاني/يناير، قضى ثمانية أشخاص على الأقل، غالبيتهم في فارس، جراء فيضانات نتجت عن أمطار غزيرة.

وخلال الأشهر الماضية، شهدت مناطق عدة في إيران خصوصا في الوسط والجنوب الغربي، احتجاجات على خلفية شحّ المياه والجفاف لأسباب عدة أبرزها انخفاض كميات المتساقطات في مناطق واسعة.

كما قتل 21 شخصا على الأقل ولا يزال اثنان في عداد المفقودين جراء سيول ضربت مناطق في محافظة فارس بجنوب إيران، وفق ما أفاد مسؤولون.

وقال مدير جمعية الهلال الأحمر في المحافظة حسين درويشي "قتل 21 شخصا ولا يزال اثنان في عداد المفقودين" جراء سيول أصابت منطقة استهبان، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي.

وتقع استهبان على مسافة نحو 170 كلم شرق مدينة شيراز مركز المحافظة.

وكانت حصيلة سابقة أوردتها وسائل إعلام رسمية، أفادت عن مقتل 17 شخصا وفقدان أثر ستة آخرين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن حاكم استهبان يوسف كاركر قوله "قرابة الساعة الخامسة عصر أمس (12,30 ت غ)، تساقطت أمطار غزيرة في بلدتي إيج ورودبال في الأجزاء الوسطى من استهبان، ما أدى الى سيول".

وأشار الى أن "55 من فرق الاغاثة تشارك في عمليات الانقاذ".

ووقعت السيول في يوم عطلة أسبوعية خلال فصل الصيف، حيث تستغل العديد من العائلات الإيرانية الفرصة للتنزه في أماكن ذات مناخ معتدل مثل ضفاف الأنهر والبحيرات ومناطق جبلية.

وأظهرت أشرطة مصوّرة نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية، سيولا موحلة في مجرى نهر رودبال، جرفت معها بعض السيارات. وظهر رجل يقوم بسحب أطفال من المقعد الخلفي لسيارة متوقفة عند ضفة النهر خشية أن تجرفها المياه، وتلقى المصير ذاته كسيارة بيضاء حاصرتها المياه وجرفتها عبر المجرى.

وبدا الذعر والتوتر على الأشخاص الموجودين في المكان، بينما كرّر الشخص الذي يقوم بالتصوير بهاتفه الخليوي عبارة "فيضان رودبال".

وكان حاكم استهبان يوسف كاركر قال لـ"إرنا" في وقت سابق إن "عددا من الأشخاص المحليين والزوار (من مناطق أخرى) الذين كانوا يتنزهون عند ضفاف النهر أو متواجدين في مجراه، باغتهم ارتفاع مستوى المياه".

وخلال الأشهر الماضية، شهدت مناطق عدة في إيران خصوصا في الوسط والجنوب الغربي، احتجاجات على خلفية شحّ المياه والجفاف لأسباب عدة أبرزها شح كميات المتساقطات في مناطق واسعة من الجمهورية الإسلامية.

ففي تشرين الثاني/نوفمبر، تظاهر الآلاف في مدينة أصفهان (وسط) احتجاجا على انخفاض منسوب نهر زاينده رود التاريخي، والذي يعزوه كثيرون الى تحويل مساره لمناطق أخرى.

والأسبوع الماضي، أوقفت الشرطة عددا من المخلّين "بالأمن" خلال تجمع احتجاجي على خلفية انحسار منسوب بحيرة أروميه (شمال غرب) التي كانت تعد الأكبر في الشرق الأوسط، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية محلية.

وشكّل جفاف البحيرة أحد أكبر الكوارث البيئية في المنطقة خلال ربع القرن الأخير بفعل الإهمال البشري والتغير المناخي، علما بأن السلطات قالت قبل نحو أربعة أعوام إن البحيرة بدأت باستعادة بعض منسوبها.

سيول في الإمارات

لقي 7 أشخاص على الأقل مصرعهم جراء سيول ضربت عدة مناطق في الإمارات في الأيام الأخيرة، بينما تواصل السلطات عمليات الانقاذ، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية.

وقال المدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية علي الطنيجي في مقطع فيديو نشرته الوزارة على تويتر "يؤسفنا أن نعلن أنه تم العثور على ستة أشخاص من الجنسيات الآسيوية متوفين جراء السيول" مشيرا أن البحث ما زال مستمرا عن شخص يحمل الجنسية الآسيوية أيضا.

وبعدها بقليل، أعلنت وزارة الداخلية العثور على المفقود "وقد فارق الحياة".

وبحسب الطنيجي فإن 80% من الأفراد الذين تضررت مساكنهم جراء السيول "عادوا إلى منازلهم"، مضيفاً أنه "تمت إعادة فتح أغلب الطرق التي تأثرت بالسيول".

وشهدت إمارات الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة تساقط كمية كبيرة من الأمطار الغزيرة غير المسبوقة في هذا الوقت من العام.

وتم إنقاذ أكثر من 870 شخصا في إماراتي الشارقة والفجيرة، بحسب ما أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

سيول في اليمن

توفي عشرة أشخاص في اليمن بينهم أربعة اطفال جرّاء سيول ناجمة عن أمطار غزيرة تتساقط على عدة مناطق في البلد الفقير الغارق في الحرب، فيما توقّفت الحركة المرورية في أحياء في العاصمة، حسبما أفاد مصدر طبي والسلطات المحلية.

وشهدت صنعاء التي تضم أبنية تاريخية مدرجة على لائحة الامم المتحدة للمواقع الأثرية العالمية، ومناطق مجاورة لها، تساقطا للأمطار اشتدت وتيرتها بشكل كبير، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.

وقال طبيب في المستشفى الجمهوري في صنعاء لفرانس برس إنّ الأمطار "تسبّبت في انهيار جزء من مبنى في العاصمة ما أدى إلى وفاة أربعة اطفال". ويقع المبنى المكوّن من ثلاثة طوابق في أحد الأحياء التاريخية.

وكانت شرطة المرور بأمانة العاصمة أعلنت عن "انقطاع شبه كلي للحركة المرورية في عدد من الشوارع والتقاطعات نتيجة سيول الأمطار الغزيرة"، حسبما نقلت وكالة الانباء "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين الذي يسيطرون على صنعاء منذ سنوات.

وفي محافظة ذمار جنوب صنعاء والخاضعة لسيطرة الحوثيين، توفي ستة أشخاص جراء تدفق سيول الأمطار، حسبما أقادت "سبأ".

ونقلت عن رئيس عمليات لجنة الطوارئ بالمحافظة نشوان السماوي أنّ "سيول الأمطار جرفت سيارة أثناء عبورها" على إحدى الطرق "ما أدى إلى وفاة ستة أشخاص كانوا على متنها".

وتتسبّب الأمطار الغزيرة والسيول التي تضرب اليمن في وفاة العشرات سنويا في أنحاء البلاد.

ويشهد اليمن صراعا منذ 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، ما أدى إلى وفاة مئات الآلاف ودفع الملايين إلى حافة المجاعة. وتسود هدنة هشة في البلاد منذ نيسان/ابريل.

وبسبب النزاع، تواجه السلطات المحلية صعوبات في جمع الأموال من أجل صيانة المواقع المهمة والتاريخية في البلد الفقير.

فيضانات في استراليا

فر آلاف من سكان الساحل الشرقي لأستراليا من منازلهم بينما تتوجه الأمطار الغزيرة شمالا بعدما خلفت فيضانات في سيدني حيث غمرت المياه الموحلة الطرق والجسور.

وحذرت السلطات في نيو ساوث ويلز من تشكل مزيد من السيول في شمال أكبر مدينة في أستراليا. كما حذرت من أن الأنهار التي ارتفع منسوب المياه فيها بسبب الأمطار، ما زالت تشكل خطرا في بعض أجزاء سيدني على الرغم من تراجع غزارة الأمطار في المدينة.

وحذر رئيس حكومة الولاية دومينيك بيروتيه من أن "هذا الوضع لم ينته بعد".

منذ بداية الفيضانات قبل نحو أسبوع، أصدرت إدارة الطوارئ أكثر من مئة أمر بالإخلاء. فقد طُلب من 85 ألف شخص مغادرة منازلهم على الفور أو الاستعداد لمغادرتها قبل ارتفاع مستوى المياه.

وفي كل منطقة غرب سيدني، فاضت الأنهار وتحولت مناطق واسعة إلى بحيرات بينما اجتاحت المياه الموحلة المنازل ما أدى إلى قطع الطرق والجسور.

وأعلنت الحكومة الفدرالية حالة الكارثة الطبيعية في 23 منطقة غمرتها الفيضانات في نيو ساوث ويلز وقدمت مساعدات للسكان المتضررين.

وزار رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي المنطقة المتضررة ووعد بالبحث عن "حلول طويلة الأمد" بعد الفيضانات الكارثية العديدة التي ضربت الساحل الشرقي لأستراليا خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.

وقال ألبانيزي إن "أستراليا كانت دائما معرضة لفيضانات وحرائق غابات" لكن العلماء يحذرون من أن تغير المناخ سيجعل هذه الظواهر أكثر تواترا وشدة. وهذا ما يحدث".

تتأثر أستراليا خصوصا بتغير المناخ إذ تتعرض باستمرار للجفاف ولحرائق غابات مدمرة، إلى جانب فيضانات متكررة وتزداد شدة.

وقالت إدارة الأحوال الجوية إن الجبهة الممطرة سترتفع على طول الساحل في وقت لاحق من الأسبوع.

وطلبت السلطات من آلاف الأستراليين إخلاء منازلهم في سيدني فيما تتساقط أمطار غزيرة على أكبر مدن البلاد وتغمر مياه الفيضانات ضواحيها.

وقُطعت الطرق في أنحاء المدينة وأكدت السلطات صدور 18 أمرا بالإجلاء لغرب سيدني، المنطقة التي غرقت بمياه فيضانات عارمة في آذار/مارس.

وقالت وزيرة خدمات الطوارئ في ولاية نيو ساوث ويلز ستيفاني كوك للصحافيين "إنها حالة طارئة تهدد الأرواح".

وتتعرض استراليا لبعض من أسوأ تداعيات التغير المناخي إذ ازدادت وتيرة وشدة موجات الجفاف وحرائق الغابات المميتة وحالات ابيضاض الحاجز المرجاني العظيم والفيضانات مع تغير أنماط الطقس العالمية.

مع توقع المزيد من الطقس المتقلب في الأيام المقبلة وصفت كوك الفيضانات بأنها "سريعة التطور" ونبهت المواطنين إلى أن يكونوا "مستعدين لإخلاء منازلهم خلال وقت قصير".

وفاضت مياه سد واراغبما في سيدني، على ما قالت، قبل الوقت التي توقعته الأرصاد بكثير.

وفي كامدن، الضاحية الجنوبية الغربية لسيدني التي تضم أكثر من مئة ألف شخص، غرقت المحلات ومحطة وقود بمياه الفيضانات.

وطلبت كوك من الأهالي المقيمين على طول 500 كلم من الساحل الشرقي لأستراليا، في كل من شمال وجنوب سيدني، التفكير في إلغاء مخططات سفرهم خلال العطلة المدرسية بسبب الطقس.

ونفذت خدمات الطوارئ 29 عملية إنقاذ من الفيضانات، وتلقت أكثر من 1400 اتصال في الساعات الأربع وعشرين الماضية وفق الوزيرة.

وأودت الفيضانات التي اجتاحت الساحل الشرقي في آذار/مارس، والناجمة عن عواصف عنيفة دمرت غرب سيدني، بحياة 20 شخصا.

أمطار الرياح الموسمية تشل أكبر مدن باكستان

أعلنت سلطات كراتشي أكبر مدينة في باكستان حالة طوارئ مناخية مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة المترافقة مع الرياح الموسمية، ما أدى إلى إغراق عدد كبير من منازلها وطرقاتها.

ورغم أن الأمطار الناجمة عن الرياح الموسمية التي تهب من حزيران/يونيو حتى ايلول/سبتمبر تعد أساسية لري المحاصيل وتجديد مياه البحيرات والسدود في جميع أنحاء شبه القارة الهندية، الا انها تجلب أيضا معها الكوارث كل عام.

وتأتي باكستان في المرتبة الثامنة في قائمة البلدان الأكثر تعرضا للطقس الحاد الناتج عن التغير المناخي، وفق منظمة "غيرووتش" البيئية غير الحكومية.

وأعلنت حكومة السند عطلة رسمية في كراتشي وحيدر أباد في محاولة لتجنب خطر الفيضانات، لكن المناطق المنخفضة التي تتعرض منذ أسابيع لأمطار غزيرة تحولت الى مناطق منكوبة.

وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إن 312 شخصا على الأقل لقوا حتفهم منذ حزيران/يونيو نتيجة هذه الأمطار.

وفي كراتشي تعرض شخصان على الأقل للصعق بالكهرباء الاثنين بسبب سقوط خطوط الكهرباء في الشوارع الغارقة بالمياه، وهذا يعد من أبرز أسباب الوفيات في المدينة خلال موسم الأمطار.

كما عطلت الأمطار الغزيرة رحلات الطيران والقطارات في المدينة الضخمة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.

وضربت البلاد أسوأ فيضانات عام 2010 حين غطت المياه ما يقرب من خمس مساحة البلاد، ما أسفر عن مصرع نحو ألفي شخص وتشريد 20 مليونا.

الامطار الغزيرة تغمر قرى في روسيا

قالت السلطات الروسية إن الأمطار الغزيرة غمرت عدة قرى في ياقوتيا بمنطقة الشرق الأقصى في روسيا.

تأثرت ياقوتيا بشدة خلال فصول الصيف الماضية بالظواهر المناخية القصوى - بما في ذلك حرائق الغابات والفيضانات - التي يقول العلماء إنها مرتبطة بتغير المناخ.

من المتوقع أن تصبح مثل هذه الظواهر المناخية القصوى أكثر تواتراً وأطول أمداً وأكثر حدة في المستقبل.

وقالت حكومة ياقوتيا إن الأمطار تسببت في الحاق أضرار جسيمة بالبنية المحيطة بأحد السدود ما أدى إلى غرق قرية نائية في سيبيريا "بالكامل تقريبا" تحت المياه.

وأضافت أن عشرات الأشخاص اضطروا إلى مغادرة منازلهم.

وكتبت حكومة ياقوتيا على تطبيق تلغرام "بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في 11 تموز/يوليو على الرغم من نشر بنية للحماية فقد انهار سد وأغرق قرية بتنكيس بالكامل تقريبًا".

تقع القرية الصغيرة على ضفاف نهر اديشا في شمال شرق سيبيريا.

وقالت الحكومة المحلية وصل منسوب المياه إلى مستوى الألف سنتيمتر (33 قدما) الخطير.

وأضافت أن الفيضانات غمرت 36 منزلا وأكثر من 100 قطعة أرض.

وتابعت أن عشرات الأشخاص انتقلوا إلى مراكز ايواء بينما أقام 72 آخرون مع أقارب.

نشرت الحكومة المحلية صورا لفرق الإنقاذ على متن قارب صغير ينقلون الخيول عبر القرية التي غمرتها الفيضانات وتحيط بها منازل خشبية غرقت تحت المياه.

وقالت أيضا إن السلطات تعمل على نقل الإمدادات إلى قرى أخرى غمرتها المياه.

ونشرت على تلغرام مقطع فيديو لطائرة صغيرة محملة بأكثر من طنين من الطعام لضحايا الفيضانات في قرية سورداخ النائية في الجزء الغربي من ياقوتيا.

وستنقل الطائرة بعد ذلك المسنين والأطفال من القرية إلى ياكوتسك عاصمة المنطقة.

وقالت السلطات إن الفيضانات في الأيام الأخيرة ألحقت ضررا ب85 منزلا في سورداخ حيث يعيش 317 شخصا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدلى في الماضي بتصريحات شكك فيها بظاهرة تغير المناخ، لكنه أمر حكومته في السنوات الأخيرة بحماية روسيا من آثار التقلبات المناخية.

اضف تعليق