q
ماذا تفعل عندما تجد أمامك كومة من المخلفات الإلكترونية تريد أن تتخلص منها؟ قد يكون من الصعب عليك معرفة كيفية عمل ذلك بشكل صحيح. لكن الأمر المؤكد أن التخلص منها في سلة المهملات العادية ليس ضاراً بالبيئة فحسب، بل قد يكون أيضاً مخالفاً للقانون وفقاً لما تريد التخلص منه.

ما مصير الاجهزة الإلكترونية التي نستعملها في حياتنا. كثيرون لا يعلمون أنها لا تفقد قيمتها حتى بعد عطلها، فهي تحتوي على مواد غالية الثمن مثل الذهب النقي. وبرز الحقائق حول نفاياتنا الإلكترونية هي: كمُ النفايات الإلكترونية التي تنتج في العالم؟ في جميع أنحاء العالم يتم إنتاج حوالي 50 مليون طن من النفايات الإلكترونية والكهربائية سنوياً، حسب ما رصده تقرير مشترك جديد نشرته سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة، إذا استمر استهلاكنا وإتلافنا لهذه الأدوات بالمعدل الحالي، تتوقع جامعة الأمم المتحدة (UNU) بأن تكون هناك زيادة تصل إلى 120 مليون طن في الثلاثين عاماً القادمة.

كم من هذه الأدوات يعاد تدويرها؟ يعاد تدوير 20 بالمائة فقط من نفاياتنا الإلكترونية بشكل رسمي. ووفقًا لتقرير جديد للأمم المتحدة يدعمه المنتدى الاقتصادي العالمي ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، يعمل ملايين الأشخاص حول العالم في قطاع النفايات الإلكترونية، يجب الإشارة إلى أن السموم في النفايات الإلكترونية، لها آثار صحية سلبية.

ماذا يحدث لـ 80 في المائة المتبقية؟ ينتهي الأمر ببعض هذه الأدوات الإلكترونية غر الصالحة في مدافن النفايات، في حين تحرق الأخرى، وهو ما يؤدي إلى انبعاثات كربونية تؤثر سلبا في البيئة.

من هي الدول الأكثر إنتاجا للنفايات الإلكترونية؟ توصلت إحدى الدراسات السابقة التي أجرتها جامعة الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة والصين أنتجتا أكبر قدر من النفايات الإلكترونية عام 2016، إذ بلغت 7.2 و6.3 مليون طن على التوالي. وتلتهما اليابان بـ 2.1 مليون طن.

ما هي أهمية النفايات الإلكترونية؟ لهذه النفايات الإلكترونية قيمة كبيرة، فالخبراء يقولون إن طنا من النفايات الإلكترونية يحتوي ما قيمته مائة مرة من الذهب النقي، مقارنة بالطن الواحد من الذهب الخام. لأن الذهب الخام يحتوي على عناصر مختلفة وليس الذهب النقي وحده، تساوي القيمة المادية لنفاياتنا الإلكترونية حاليا أكثر من 62.5 مليار دولار.

هكذا يمكنك التخلص من المخلفات الإلكترونية بأمان!

مع الوقت تتكاثر لدينا المخلفات الإلكترونية والتي نريد التخلص منها لإفساح المكان لأجهزة أخرى جديدة. لكن عملية التخلص من تلك الأجهزة قد تشتمل على مخاطر منها الانفجارات واشتعال الحرائق.. إليك بعض النصائح في هذا السياق.

ماذا تفعل عندما تجد أمامك كومة من المخلفات الإلكترونية تريد أن تتخلص منها؟ قد يكون من الصعب عليك معرفة كيفية عمل ذلك بشكل صحيح. لكن الأمر المؤكد أن التخلص منها في سلة المهملات العادية ليس ضاراً بالبيئة فحسب، بل قد يكون أيضاً مخالفاً للقانون وفقاً لما تريد التخلص منه.

هناك عدد كبير من الخيارات للتخلص بشكل آمن ومسؤول من مخلفات التكنولوجيا القديمة. إذا كانت الأجهزة الخاصة بك لا تزال في حالة جيدة، فقد تتمكن حتى من الحصول على أموال مقابل التخلي عنها. هذه بعض توصيات الخبراء لموقع "ريفيود" التقني.

لكن قبل ذلك، عليك مراعاة أنه غالباً ما تحتوي أجهزتك القديمة على بيانات حساسة، مثل البيانات المصرفية أو صورك الخاصة وغيرها. للحفاظ على أمان بياناتك، قم بإزالة أي أدوات تخزين في الجهاز قبل التخلص منه.

1- التخلص من البطاريات

إذا كانت لديك بطارية سيئة أو تالفة وتحتاج إلى التخلص منها، فعليك اتباع بعض الاحتياطات من أجل سلامتك وسلامة البيئة.

توصي وكالة حماية البيئة الأمريكية بربط الأطراف الموصلة للبطاريات بشريط كهربائي غير موصل للتيار ووضع البطاريات التي يمكن التخلص منها في عبوة، ما يقلل من مخاطر نشوب حريق.

أما بالنسبة لبطاريات الليثيوم، فيجب ألا يتم ثقبها أو إتلافها بأي شكل من الأشكال لأنها تشكل خطراً كبيراً يتمثل في اندلاع الحرائق أو حتى الانفجارات. خذ البطارية إلى أقرب موقع للتخلص من النفايات الإلكترونية أو ورشة إصلاح تقنية في أقرب وقت ممكن.

2- تبرع بأجهزتك القديمة للجمعيات الخيرية

إذا كنت تريد التخلص من الأجهزة التي لاتزال في حالة جيدة، فعليك التفكير في التبرع بها. تقدم العديد من المنظمات حول العالم أجهزة تقنية مستخدمة لمن يحتاجون إليها، وقد يكون تبرعك معفياً من الضرائب. تنتشر حول العالم منظمات خيرية تقدم الأجهزة الإلكترونية المستعملة للسكان المحرومين منها بسبب وضعهم الاقتصادي.

إذا كنت ترغب في المشاركة بشكل أكبر مع مجتمعك، فتواصل مع منطقتك التعليمية المحلية أو المكتبة أو مجلس المدينة أو مكاتب الخدمات العامة الأخرى لمعرفة ما إذا كان لديهم برامج لإعادة توزيع أجهزة التكنولوجيا المستخدمة لمن يحتاجونها.

3- استفد من برامج الاسترداد وإعادة الشراء

لتقليل المخلفات الإلكترونية وجعل حياتك أسهل، قررت الكثير من شركات التكنولوجيا استعادة الأجهزة المستعملة. إذا كنت قد اشتريت هاتفًا خلويًا مؤخرًا، على سبيل المثال، فربما تم عرض نقود مقابل هاتفك القديم من الشركة المصنعة في مقابل الحصول على هاتف جديد مع دفع الفارق.

تمتلك كل من آبل Apple وسامسونغ Samsung وستابلس Staples وبيست باي Best Buy برامج إعادة شراء تقنية، كما هو الحال مع العديد من الشركات المصنعة وتجار التجزئة الآخرين حول العالم.

كما توجد لدى الكثير من الشركات في أوروبا والولايات المتحدة قائمة ببرامج الاسترجاع للأجهزة المستعملة التي توفر مزيداً من التفاصيل حول العملية وتأثيرها على الاستدامة. تعمل الكثير من تلك البرامج على منع تصدير النفايات الإلكترونية إلى البلدان النامية وهي ممارسة شائعة تنقل عبء معالجة النفايات ونواتجها الثانوية إلى الفئات السكانية الضعيفة.

4- ماذا أفعل بالأجهزة المعطلة؟

لسوء الحظ، ليست كل الأجهزة الالكترونية قابلة للإصلاح، وبغض النظر عن مدى وعيك بالبيئة بشأن تقنيتك، فسوف ينتهي بك الأمر مع المخلفات الإلكترونية التي تحتاج إلى التخلص منها بشكل صحيح. تشمل النفايات الإلكترونية الشائعة البطاريات المستنفدة ذات الاستخدام الواحد، والشاشات المكسورة، وأجهزة الكمبيوتر التالفة.

يتطلب التخلص السليم خدمات نفايات متخصصة. الاستثناء الرئيسي هو البطاريات القلوية التي تُستخدم مرة واحدة، والتي يمكن التخلص منها قانونيًا مع القمامة العادية في كل مكان في الولايات المتحدة باستثناء كاليفورنيا. ومع ذلك، يشجع خبراء البيئة بشدة على أن تأخذ بطارياتك القلوية المستعملة إلى صندوق أو مركز إعادة التدوير.

من الخيارات السهلة أيضاً نقل النفايات الإلكترونية إلى متجر بيع بالتجزئة يوفر صندوقًا مجانيًا للتخلص من البطاريات والأجهزة الالكترونية الصغيرة. تنتشر مثل هذه الخدمة في الكثير من مراكز بيع المنتجات التكنولوجية حيث توجد بها صناديق للنفايات الإلكترونية يمكنك وضع أشيائك بها مجانًا.

أيضاً تقدم العديد من المدن حول العالم خدمات النفايات الإلكترونية التابعة للبلدية. بالنسبة للهواتف المحمولة على وجه التحديد، فإن الكثير من مراكز تدوير البطاريات ستأخذ منك الهواتف مجانًا.

هذا ما يجب الانتباه له عند شراء جهاز كمبيوتر مستعمل!

تدفع الظروف المالية البعض لتفضيل شراء جهاز كمبيوتر مستعمل بدلا من الحصول على جهاز جديد، خاصة مع ارتفاع أسعار بعضها. وكالسيارات، فلأجهزة الكمبيوتر المستعملة سوق واسع ولكن عليك أولا الحرص من بعض الأمور .. ما هي؟

مع ارتفاع أسعار بعض الأجهزة لما تتمتع به من مواصفات، قد يصعب للبعض شراء الجهاز المطلوب، ما يفتح الباب أمام خيار شراء جهاز مستعمل بسعر معتدل.

وببعض الحرص، يمكن الحصول على جهاز مستعمل جيد. وتقدم النسخة الدولية من موقع "بيزنس إنسايدر" عدد من النصائح التي يجب مراعاتها لدى البحث في سوق أجهزة الكمبيوتر المستخدمة.

تتسم وتيرة الابتكار والتغيير في سوق أجهزة الكمبيوتر بكونها بطيئة في السنوات العشر الأخيرة، فالجهاز الذي تم تصنيعه عام 2017 لا يختلف كثيرا من حيث الشكل أو الوظائف عن جهاز مُصنع عام 2020، ولكن بمرور بضعة سنوات على شراء جهاز الكمبيوتر واستخدامه، تبدأ علامات التقدم في السن بالظهور عليه.

ففي أجهزة الكمبيوتر المكتبية، تبدأ وحدة المعالجة المركزية CPU في التباطؤ، وسيفتقد الجهاز الأقدم عمرا الوصالات المطلوبة لربطه بالهواتف المحمولة الحديثة، كما ستقل مساحة التخزين المتاحة على القرص الصلب بمعدلات كبيرة. ولهذا فمن الأفضل تجنب شراء الأجهزة القديمة نسبيا لتجنب الحاجة لتبديلها بجهاز أحدث في المستقبل القريب.

في حالة شراء جهاز مستعمل، قد يكون من الصعب التأكد من قيمته، خاصة لو افتقدت الدراية بمستجدات عالم تكنولوجيا. ولتعويض ذلك الأمر، عليك الانتباه لبعض النقاط.

بغض النظر عن عمر الجهاز، احرص على تجنب أجهزة الكمبيوتر ذات أقراص التخزين التقليدية HDD، وأبحث في المقابل عن ما يعرف بأقراص الحالة الصلبة Solid State Drive (SSD)، على ألا تقل سعة تخزينها عن 128 جيجابايت.

وبالنسبة لما يعرف بمشغل الجهاز أو Processor، فاحرص على أن ينتمي للجيل السابع من المشغلات. ويمكنك التعرف عليها من خلال الرقم الذي تحمله حيث يجب أن يكون -7000 أو -8000 أو أعلى، فأي مشغل أقدم من الجيل السابع سيجعل الجهاز أبطئ، كما يجب البحث عن جهاز ذو شاشة تعمل بتقنية HD IPS وبمعدل دقة لا يقل عن 1920x1080، إذ أن الشاشات الأقدم ستبدو الصورة عليها باهتة.

البطارية هي أهم مكون بجهاز الكمبيوتر المحمول، وقدم البطارية يعد من أكثر أسباب رغبة أي شخص في بيع جهازه القديم، ولدى شراء جهاز كمبيوتر محمول مستعمل، عليك باختبار البطارية أولا والتأكد من أن يتم شحنها كاملة ثم ترك الجهاز مفتوح حتى فراغ البطارية بالكامل. وإن توفر لك الوقت والفرصة، يفضل إجراء الاختبار مرة ثانية.

كما يجب عليك الانتباه بأنه من الصعب أحيانا استبدال البطارية القديمة لبعض أجهزة الكمبيوتر المحمول ببطارية أخرى حديثة، لا يمكنك غالبا أن تثق فيما قد تحملة ذاكرة التخزين لجهاز كمبيوتر مستعمل، فربما يوجد عليها برمجيات خبيثة، حتى لو لم تظهر لك، ولهذا من الأفضل أن تقوم بنفسك بمسح ذاكرة التخزين قبل آن تبدأ في استخدام الجهاز المستعمل.

في سوق الأجهزة المستعملة، يوجد نوعين من أجهزة الكمبيوتر وهما المستخدمة Used أو المجددة Refurbished، والجهاز المجدد تم اختباره للتأكد من أنه يعمل جيدا، كما يتمتع بضمان وغالبا ما تم استبدال القطع القديمة أو الهالكة فيه بقطع أحدث لتكون حالته أقرب للجهاز الجديد، ويعد الأمر في غاية الأهمية، خاصة بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة حيث يعني هذا استبدال البطارية القديمة بأخرى حديثة.

هكذا يمكن التخلص من البطاريات المستعملة بشكل صحيح!

تحتوي البطاريات المستعملة على معادن ثقيلة تلوث البيئة وتضر بها، لذلك ينصحُ الخبراء بضرورة التخلص منها بشكل صحيح لتفادي أضرارها وتجنب ترسب أية مواد سامة، ولكي يتم الاستفادة من مكوناتها في اعادة تصنيع بطاريات جديدة.

بالرغم من عدم معرفة بعضنا ماهية الطريقة الصحيحة للتخلص من البطاريات المستعملة، يتثاقل البعض الآخر كسلا في اتباع الخطوات الصحيحة. الخبراء يؤكدون على وجوب عدم التعامل مع البطاريات على أنها نفايات عادية، بل يجب التخلص منها بطريقة مختلفة.

في تقرير نشرته مجلة "فوكوس" الألمانية، فإن كل مواطن في ألمانيا يستهلك في المتوسط 20 بطارية. وقال "تسولتان بيارني" من المكتب الاتحادي للبيئة أن هذه البطاريات المستخدمة تحتوي على 8 آلاف طن من الحديد وقرابة 5 آلاف طن من الزنك وألفين طن من النيكل و6 أطنان من الفضة، وأضاف "بيارني" أن الشركات المصنعة للبطاريات يمكنها الاستفادة من هذه المعادن لتصنيع بطاريات جديدة مرة أخرى.

وأشار التقرير الصحفي إلى أن البطاريات لا يمكن اعتبارها نفايات عادية وبالتالي يجب التخلص منها بشكل صحيح، ورميها في الطبيعة يعد "تصرفا غير مسؤول" لأن هذه البطاريات تحتوي أيضا على معادن ثقيلة ضارة بالبيئة. ويحذر "تسولتان بيارني" من ذلك، فعلى سبيل المثال، إلقاء رؤوس البطاريات، التي تحتوي غالبا على الزئبق، بلا مبالاة في الطبيعية يجعل المادة الكيماوية السامة تتسرب إلى الأرض التي تعجز عن تفكيكها وتصل في النهاية عبر السلسلة الغذائية إلى جسم الإنسان.

ولذلك، فإن القانون في ألمانيا، كما هو الحال في كثير من الدول التي لديها قوانين تحدد كيفية التعامل والتخلص من البطاريات، يُحتم على المستهلكين جمع البطاريات ورميها في حاويات مناسبة بمتاجر الأجهزة الإلكترونية أو في مراكز خاصة لتخزين وحدات الطاقة المستعملة.

أما بطارية ليثيوم-أيون المستعملة في الكاميرات الرقمية أو الهواتف المحمولة على سبيل المثال يُمكنها أن تسبب في اندلاع حرائق إذا لامست الهواء أو الماء، فعلى المستهلك أن يُغطي أقطاب البطارية بشريط قبل التخلص منها أو تخزينها لفترة أطول.

وغالبا ما تحتوي المحلات الكبيرة في ألمانيا على صناديق خاصة توضع قرب المدخل كي يتمكن المشترون من وضع البطاريات المستخدمة بداخلها والتخلص منها بطريقة سهلة.

المخاطر الصحية للنفايات الإلكترونية

تعرف النفايات الإلكترونية بأنها النفايات الكهربائية والإلكترونية التي نفد عمرها والتي كانت تعتمد على التيار الكهربائي أو المجال الكهرومغناطيسي للعمل.

وتشمل النفايات الإلكترونية الأجهزة المنزلية الصغيرة والكبيرة، ومعدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية، ومعدات الإضاءة، والأدوات الكهربائية والإلكترونية، ولعب الأطفال، والمعدات الترفيهية والرياضية، التي انتهى عمرها.

كما تشمل الأجهزة الطبية والبطاريات ولوحات الدوائر والأغلفة البلاستيكية وأنابيب أشعة الكاثود ومكثفات الرصاص.

وقدرت دراسة أعدتها جامعة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات ورابطة النفايات الصلبة الدولية، كميات النفايات الإلكترونية عام 2016 في أنحاء العالم بـ 45 مليون طن، وذكرت الدراسة أن وزن النفايات الإلكترونية في عام 2016 كان يعادل وزن برج إيفل نحو 4500 مرة.

ويتم التعرض لمخاطر النفايات الإلكترونية عبر التعرض لها أثناء التخلص غير الآمن منها أو إعادة التصنيع غير الآمنة أو التعرض لبقاياها، وذلك عبر ثلاث طرق:

إعادة التدوير غير الرسمية (informal recycling)، وفيها يعاد تدوير المخلفات الإلكترونية عبر تقنيات بدائية، وذلك للحصول على مواد من النفايات. ولا تستخدم تكنولوجيا ملائمة أو معدات وقائية مما يسمح بانبعاث المواد الكيميائية الخطيرة من المخلفات الإلكترونية.

إعادة التدوير الرسمية (formal recycling) وتتم باستخدام معدات مصممة خصيصا لاستخلاص المواد المطلوبة من المخلفات بأمان مع حماية العاملين من الآثار الصحية الضارة. وهذه المراكز مكلفة للبناء والتشغيل، وهي نادرة في البلدان الأقل نموا.

التعرض البيئي (environmental exposure)، وهو تعرض المقيمين الذين يعيشون ضمن مسافة محددة من مناطق إعادة تدوير النفايات الإلكترونية أو التخلص منها لمواد كيميائية.

المخاطر الصحية:

تغير في وظيفة الغدة الدرقية.

تغيرات في المزاج والسلوك.

انخفاض وظائف الرئة.

زيادة في حالات الإجهاض والإملاص "ولادة طفل ميت" (stillbirths)، والولادات المبكرة.

زيادة خطر انخفاض الوزن وتدني الطول عند الولادة.

الأشخاص الذين يعيشون في مدن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية أو يعملون في إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية كان لديهم أدلة على حدوث تلف أكبر في الحمض النووي.

مخزون عالمي ضخم من النفايات الالكترونية

يؤكد العلماء أنه يتعيّن تكثيف إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بشكل عاجل، لأن جهود التعدين بحثاً عن المعادن الثمينة أمر غير قابل للاستمرار، حسب "بي بي سي".

وقدّرت إحدى الدراسات أن مخزون الإلكترونيات المهملة في العالم بلغ 57 مليون طن في سنة 2021 وحدها، وفي الإطار، ترى الجمعية الملكية للكيمياء أن هناك الآن حاجة لبذل جهود عالمية للتخلُّص من تلك النفايات، بدلاً من تعدين باطن الأرض. وتشكّل الصراعات العالمية أيضاً تهديداً لسلاسل الإمداد بالمعادن الثمينة.

الجمعية المذكورة ترعى حملة للفت الانتباه إلى عدم استدامة استخراج جميع العناصر الثمينة المستخدمة في تكنولوجيا المستهلك، وتلفت إلى أن الاضطرابات الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، تسببت في ارتفاعات هائلة في أسعار مواد مثل النيكل، العنصر الرئيسي في بطاريات المركبات الكهربائية، ويؤدي هذا التقلّب في سوق العناصر إلى "فوضى في سلاسل التوريد" التي تُمكّن من إنتاج الإلكترونيات. وبالإضافة إلى ارتفاع الطلب، تسبب هذا في زيادة سعر الليثيوم، العنصر الآخر المهم في تكنولوجيا البطاريات بنسبة 500 في الماة تقريباً بين سنة 2021 و2022، وبعض العناصر الرئيسية بدأت تنفد ببساطة.

بدوره، يقول البروفسور توم ويلتون، رئيس الجمعية الملكية للكيمياء: "لا تزال عاداتنا في استهلاك التكنولوجيا غير مستدامة إلى حدٍ كبير، وقد تركتنا عرضة لخطر استنفاد العناصر الخام التي نحتاج إليها"، مضيفاً أن هذه العادات "لا تزال تفاقم الأضرار البيئية".

كما كشفت أبحاث جديدة أجرتها الجمعية عن تزايد طلب المستهلكين على تكنولوجيا أكثر استدامة. وفي استطلاع على الإنترنت شمل 10 آلاف شخص في 10 بلدان، قال 60% إنهم سيكونون أكثر ميلاً إلى التحوُّل إلى منافس العلامة التجارية المفضلة لديهم في مجال التكنولوجيا إذا علموا أن المنتج يُصنَع بطريقة مستدامة.

لماذا تشحن الهواتف الأفريقية التالفة إلى أوروبا؟

يقضي إريك آرثر معظم عطلاته الأسبوعية في التنقل بسيارته في مختلف أنحاء غانا لجمع الهواتف التالفة، من منزله في كيب كوست، يستطيع أن يسافر لمسافة 160 كيلومترا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث يزور محلات إصلاح الهواتف وساحات الخردة، أو أي مكان يستطيع الحصول منه على عدد لا بأس به من الهواتف التالفة.

أحيانا يتمكن من جمع 400 هاتف خلال عطلة أسبوعية واحدة. فضلا عن ذلك، يدير آرثر فريقا مكونا من ستة أشخاص يقومون بالشيء ذاته في أماكن أخرى من البلاد. عدد الهواتف التي يستهدف آرثر جمعها هو وفريقه 30 ألف هاتف في العام، ويدفع آرثر وأعضاء فريقه مبلغا صغيرا مقابل الهاتف الواحد هو 2.5-2.7 سيدي غاني، أو ما يعادل 44 سنتا أمريكيا، وعلى الرغم من أن تلك الهواتف لا يمكن إصلاحها، أحيانا يتعين على الفريق بذل بعض الجهد لإقناع أصحابها ببيعها.

يقول آرثر: "ثمن هاتف الأندرويد الجديد حوالي 150 دولارا، وأنا أعرض عليهم أقل من دولار واحد. ورغم أنهم لم يعد بإمكانهم استخدام تلك الهواتف، يقولون لي: لقد دفعنا ثمنا باهظا مقابل تلك الهواتف، فلماذا نبيعها لك بهذا الثمن الزهيد؟".

يعمل آرثر لحساب شركة Closing the Loop الهولندية التي تقوم بشحن الهواتف التي يجمعها آرثر وفريقه إلى أوروبا، حيث يتم تفكيكها وإعادة تدويرها. ثم تقوم شركة متخصصة بصهر الهواتف واستخراج نحو 90 في المائة من المعادن المستخدمة فيها، بينما يتم حرق المكونات البلاستيكية.

يقول يوست لي كلويفر الذي اشترك مع راينهارت سميت في تأسيس شركة Closing the Loop (كلوزينغ ذا لوب) إن الإجابة بسيطة. القارة الأفريقية ليس لديها بعد مصانع الصهر شديدة التعقيد اللازمة لاستخراج الكميات الصغيرة من المعادن باهظة الثمن التي تستخدم في صناعة الهواتف المحمولة.

يضيف لي كوليفر: "ليس هناك أي من الأشياء الضرورية لإنشاء مصنع (صهر) مستدام من الناحية الاقتصادية. كما أنه لا يوجد تشريعات أو بنى تحتية أو وعي لدى المستهلكين. ليس هناك المال اللازم لتمويل عملية الجمع وإعادة التدوير بالشكل الصحيح".

يباع نحو 230 مليون هاتف محمول في أفريقيا كل عام. وعندما تتوقف تلك الهواتف عن العمل، يذهب جزء منها إلى صناعة إعادة تدوير غير رسمية، لكن ينتهي الحال بغالبيتها في سلة المهملات، وفقا لمرصد النفايات الإلكترونية العالمية Global E-Waste Monitor، أنتجت أفريقيا 2.9 مليون طن من المخلفات الإلكترونية عام 2019، لم يتم جمع وإعادة تدوير سوى واحد في المائة منها.

ماذا نتعلم من الفرنسيين للاستفادة من الأجهزة الإلكترونية القديمة؟ يقول دي كلويفر: "البلدان الأفريقية خبيرة في إطالة دورات حياة المنتجات، وفي إصلاحها، وإلى حد ما في إعادة التدوير أيضا. إذا العقلية موجودة بالفعل، لكن الأدوات اللازمة غير متاحة، ولا سيما بالنسبة لهذا النوع من النفايات".

ولتمويل عملية جمع الهواتف في أفريقيا، توقع شركة Closing the Loop صفقات مع شركات ومنظمات تدفع لها حوالي 5 يوروهات (5.60 دولار أمريكي، 4.20 جنيه استرليني) مقابل كل هاتف محمول تشتريه أو تؤجره تلك الشركات والمنظمات من الجهة التي توفر التقنية.

ومقابل كل هاتف جديد، تقوم Closing the Loop بإعادة تدوير كمية مماثلة من النفايات الإلكترونية في البلدان التي تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لإعادة التدوير، وتغطي اليوروهات الخمسة نفقة جمع الهواتف وشحنها وإعادة تدويرها، مقابل بعض الربح الذي تحصل عليه شركة Closing the Loop، تشمل قائمة العملاء المتنامية الحكومة الهولندية وشركة الخدمات المالية KMPG. بالنسبة للعملاء، يعتبر ذلك استثمارا صغيرا نسبيا، ولكن له فوائد بيئية كبيرة.

ينتقد دي كلويفر بعض المجهودات الأخيرة الرامية إلى إقامة مشاريع لإعادة التدوير في أفريقيا، إذ يرى أنه في غياب نموذج مالي مستدام، وتشريعات يتم تطبيقها، فإن تلك المشروعات ستتعثر.

سيمون أندرسون، مديرة التخطيط والمبيعات بمركز المخلفات الكهربائية والإلكترونية (المعروف اختصارا ب WEEE) والذي يقوم بإعادة تدوير تلك المنتجات في كينيا، تدرك تماما تلك التحديات.

كينيا ليس لديها نظام وطني لإعادة التدوير تديره الحكومة، ولكن هناك خدمات لجمع المخلفات في بعض المناطق. وجاءت فكرة إنشاء المركز من منظمة "حواسب آلية لمدارس كينيا"، وهي منظمة غير ربحية تزود مدارس البلاد بحواسب آلية أعيد تأهيلها.

فقد أوضح لها عملها مع المدارس أن ثمة حاجة للتصرف في النفايات الإلكترونية، ومن هنا أُنشأت شركة إعادة التدوير في عام 2012، ويتوقع مركز WEEE أن يجمع 250 طنا من النفايات الإلكترونية هذا العام من خلال صفقات أبرمها مع شركات كبرى كتوتال إنيرجيز (Total Energies) وأبسا (Absa).

ولكن هذا الرقم لا يمثل إلا جزءا ضئيلا من النفايات الإلكترونية الكينية التي تقدر بنحو 50 ألف طن سنويا. ولدى أندرسون خطط طموحة تشمل إنشاء نقاط لجمع المنتجات الإلكترونية في كل أنحاء البلاد، حيث سيكون باستطاعة الأشخاص ترك أجهزتهم الإلكترونية غير المرغوب فيها في تلك النقاط.

تقول أندرسون إن الكينيين صار لديهم وعي متزايد بشأن المشكلات البيئية التي تتسبب فيها المخلفات الإلكترونية، ويودون أن يفعلوا شيئا للتغلب عليها، "غالبية الأشخاص لديهم وعي كبير بالمشكلات العامة الناتجة عن النفايات، والكثيرون منهم يرغبون في المشاركة في حلها، وسوف يكون بإمكانهم ذلك عندما تكون هناك بنية تحتية تدعمهم. نريد أن نكون جزءا من حل مشكلة النفايات الإلكترونية".

تتخذ الحكومة الكينية بعض الخطوات للمساعدة. على سبيل المثال، بدأ في العمل من أجل سن تشريع "تمديد مسؤولية المُنتِج" الذي سيحّمل منتجي البضائع الإلكترونية أو مستورديها مسؤولية إعادة تدويرها.

تقول أندرسون: "إننا نضغط من أجل (سن التشريع)، لأننا نرى ما الذي يحتاجه هذا البلد، كما نريد لكينيا أن تصبح مثالا يحتذى به في باقي البلدان الأفريقية"، وتضيف أن سن ذلك التشريع سوف يساعد كثيرا، "ربما ليس بشكل فوري، ولكنه سيغير المواقف تماما، وسيكون له تأثير هائل على الأهداف والبنى".

يقوم الفنيون العشرة الذين يعملون في ورشة مركز WEEE بتفكيك الأجهزة الإلكترونية بتأن وحذر. بعض المعادن كالحديد والنحاس يمكن استخلاصها محليا، ولكن المعادن النفسية كالذهب والبلاديوم والبلاتين المدمجة داخل لوحات الدوائر الإلكترونية لا يمكن استخراجها إلا بواسطة شركات صهر متخصصة في أوروبا وآسيا.

تتمنى أندرسون أن تتمكن في يوم من الأيام من بناء منشأة للصهر في كينيا: "كلما توسعنا، سنرغب بالتأكيد في جلب تلك التقنية إلى أفريقيا. لما لا نجلبها إلى شرق أفريقيا؟ لما لا نجلبها إلى كينيا ونيروبي؟ إن هذا جزء من رؤيتنا المستقبلية".

كما يأمل دي كلويفر أيضا أن تتمكن شركة Closing the Loop من تمويل منشآت لإعادة التدوير والصهر في أفريقيا، ولكن إلى أن يتحقق ذلك، فإن ثاني أفضل الخيارات هو شحن الهواتف المحمولة إلى أوروبا.

وبالعودة إلى كيب كوست في غانا، يقول إريك آرثر إنه لاحظ تحسنا في الطريقة التي يتم بها التعامل مع المخلفات الإلكترونية في الأعوام الأخيرة، لكنه يرى أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به، يقول آرثر إنه "مع زيادة الوعي، أظن أن الناس سيدركون ضرورة التخلص من النفايات الإلكترونية".

اضف تعليق