q
غالبا ما يرتبط الانتحار بالشعور بالعزلة، وقد تتمكن من المساعدة في تبديد الأفكار الانتحارية عن طريق التواصل مع شخص ما، كل 40 ثانية ينهي شخص ما، في مكان ما في العالم، حياته، يموت ما يقرب من 800 ألف شخص منتحرا كل عام، وفقا لمنظمة الصحة العالمية...

غالبا ما يرتبط الانتحار بالشعور بالعزلة، وقد تتمكن من المساعدة في تبديد الأفكار الانتحارية عن طريق التواصل مع شخص ما، كل 40 ثانية ينهي شخص ما، في مكان ما في العالم، حياته، يموت ما يقرب من 800 ألف شخص منتحرا كل عام، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وهو السبب الثاني للوفاة في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 29 عاما، وذلك بعد حوادث الطرق، وتعد تلك الإحصاءات صادمة، لكن الموضوع لم يحظ بالمناقشة الكافية، حسبما تقول منظمة الصحة العالمية.

وكما يبدو هذا الفعل متطرفا للغاية، فإنه يؤثر بشكل متفرد على الأبناء والآباء، بالإضافة إلى أزواج، وأصدقاء وزملاء الضحايا، حتى إن إحدى الدراسات الأمريكية، التي نشرت العام الماضي، خلصت إلى إنه بالنسبة لكل شخص يقتل نفسه، فإنه يمكن أن يكون لذلك تأثير مباشر على ما يصل إلى 135 شخصا آخرين.

وأن التأثير النفسي على الأشخاص المقربين، يزيد كلما كانوا أكثر قربا من الضحايا، بصرف النظر عن الروابط العائلية، ولكن قد تكون هناك أوقات، نواجه فيها تحدي التحدث عن هذا الموضوع الصعب مع أشخاص يفكرون في الانتحار.

اذ تقول منظمة الصحة العالمية إنه من المهم مساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم للتغلب على ضغوط الحياة، وتقول: "بداية، نحن بحاجة إلى إدراك أنها محادثة صعبة. إنها ليست محادثة يومية عادية. لذلك سوف تشعر بالتوتر، وهذا جيد"، "لا يمكنك جعل الموقف أكثر سوءا، لأنه بالفعل أسوأ ما يكون. الشيء المهم هو الاستماع بطريقة لا تبدو فيها وكأنك توجه نقدا أو تصدر حكما".

وإليك بعض النصائح: اختر مكانا هادئا، حيث يشعر الشخص الآخر بالراحة، تأكد من توفر الوقت الكافي لكليكما للتحدث، إذا قلت الشيء الخطأ، فلا داعي للذعر، لا تبالغ في القسوة على نفسك، ركز على الشخص الآخر، وتواصل معه بالعين، وأطرح هاتفك جانبا. أعطه اهتمامك بالكامل، كن صبورا، قد يستغرق الأمر وقتا وعدة محاولات، قبل أن يكون الشخص مستعدا للانفتاح والتحدث، استخدم الأسئلة المفتوحة التي تحتاج إلى أكثر من الإجابة بنعم أو لا. تحقق أنك فهمت الإجابة، لا تقاطع أو تعرض حلا، لا تقفز بأفكارك الخاصة حول شعور الشخص الآخر، تحقق من أنه يعرف مكان الحصول على مساعدة طبية مهنية.

من هو المعرض للخطر؟ يؤثر الانتحار على الأشخاص من جميع الأعمار، لكن معدل الانتحار بين الرجال أعلى على مستوى العالم. والعديد من حالات الانتحار تحدث بشكل متهور في لحظات الأزمات، عندما ينهار الناس في مواجهة ضغوط الحياة، أو المشاكل المالية، أو انهيار العلاقات العاطفية، أو الألم المزمن والمرض.

وترتفع معدلات الانتحار بين سكان الريف، وكذلك بين الفئات المعرضة للمخاطر التي تعاني من التمييز، مثل اللاجئين والمهاجرين، والسكان الأصليين، ومثليي الجنس والسجناء، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تشمل المخاطر الأخرى التعرض للنزاعات، والكوارث، والعنف، وسوء المعاملة، والخسارة، أو الشعور بالعزلة.

ما يمكن للمجتمع فعله؟ تقول منظمة الصحة العالمية إنه يمكن للحكومات فعل الكثير لمنع الانتحار، بما في ذلك: كسر وصمة العار والتحدث عن الموضوع علنا، مساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم، للتغلب على ضغوط الحياة، خاصة في المدارس، تدريب العاملين في المجال الصحي من غير المتخصصين على تقييم السلوك الانتحاري وإدارته.

اكتشاف ودعم الأشخاص المعرضين للخطر، والحفاظ على الاتصال بهم على المدى الطويل، تقييد الوصول إلى الوسائل والأدوات المميتة، تبديد الخرافات، تحاول منظمات الصحة النفسية تبديد ما تقول إنه خرافة شائعة، ومفادها أن التحدث مع الناس عن الانتحار يغرس الأفكار الخاطئة في أذهانهم.

علامات تشير إلى أن المراهق يفكر في الانتحار

قد يقع العديد من المراهقين والمراهقات ضحية التنمر عبر الانترنت، وقد تؤدي هذه الضغوط التي يعيشها الضحية إلى الانتحار. فقد ارتفع معدل الانتحار بنسبة ملحوظة في السنوات الأخيرة. هذه بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها.

أظهرت دراسة حديثة ارتفاع معدلات الانتحار بين المراهقين في الولايات المتحدة، وخاصة بين الذكور. فقد ارتفع معدل الانتحار بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 19 عاماً من 8 لكل 100ألف إلى 12 لكل 100 ألف بين عامي 2007 و 2017، وقال أورين ميرون، المؤلف الرئيسي للدراسة وزميل باحث في كلية الطب بجامعة هارفارد لـDW: "إنه تهديد حقيقي للغاية". "نود جميعاً أن نعتقد أنه لن يحدث لنا".

معظم الأشخاص الذين تراودهم الأفكار الانتحارية هم في الحقيقة لا يودون الموت، بل لا يرغبون بمتابعة الحياة التي يعيشونها لذا من الممكن مساعدتهم قبل إقدامهم على ذلك. إذ من الممكن رصد بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الشخص انتحاري، أهمها:

1-الحديث عن الفكرة

يجب أن تؤخذ على محمل الجد عبارات مثل "لن أكون مشكلة بالنسبة لك لفترة أطول" أو "سأقتل نفسي"، حتى لو بالمزاح. قد لا يتم التعبير عنها حرفياً، ولكن قد يتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

2-سلوك التدمير الذاتي

وقالت كريستين هادفيلد، أستاذة علم النفس المساعدة في جامعة كوين ماري في لندن: "من المحتمل أن يحاول المراهقون الذين يؤذون أنفسهم الانتحار". قد يؤذون أنفسهم للحصول على الاهتمام، ولكن في مرحلة لاحقة قد يقدمون على الانتحار.

3- الانسحاب اجتماعياً

قد يكون الانسحاب أو الابتعاد عن العائلة والأصدقاء مؤشراً على الأفكار الانتحارية. وأوضحت هادفيلد: "الناس أقل عرضة للإصابة بمشاكل نفسية إذا كان لديهم الكثير من الدعم الاجتماعي".

من المهم أن يبدي الآباء اهتماماً إذا لاحظوا أن أطفالهم ينسحبون من دوائرهم الاجتماعية، ومن المهم أيضاً أن يخبروهم بأنهم إلى جانبهم وسيدعمونهم مهما كلف الأمر، ومن الضروري طلب المساعدة من معالج نفسي إذا كان المراهق غير راغب بالتحدث إلى والديه.

4-الشعور بالضغط أو اليأس

قد يقول المراهق: " أكره حياتي".. اطلب من ابنك المراهق التحدث عن مشاعره والاستماع إلى ما يقوله دائماً. وحاول أن تمده بالأمل دائماً وأن هناك حلاً لكل مشكلة.

5-تغيير الروتين اليومي

على سبيل المثال، إذا كان ينام لأوقات قصيرة وفجأة أصبح ينام لساعات طويلة أو العكس.

6-التخلي عن ممتلكاتهم

إذا أعطى مراهق ممتلكات ثمينة دون أي تفسير منطقي لذلك، فتحدث معه. بحسب هادفيلد "هذه علامة على أنهم وضعوا خطة."

7. التغيرات الشخصية، وتقلب المزاج، والقلق والإثارة

على الرغم من أن سن المراهقة سن التقلبات المزاجية، إلا أن المراقبة مطلوبة. تاريخ العائلة من اضطرابات المزاج أو السلوك الانتحاري هو عامل خطر للانتحار في سن المراهقة، إذا كان ابنك المراهق يظهر أي من علامات التحذير السابقة الذكر، فتحدث إليه حول هذا الموضوع، وقالت هادفيلد: "في حال لاحظت أي تغيير على ابنك المراهق تحدث إليه مباشرة، فمن الضروري وجود الوالد/ة الداعم المحب إلى جانبه..اسأل بشكل استباقي عن الخطأ وقدم المساعدة، لأن المراهقين قد لا يأتون إليك أولاً. لا تنتظر".

استخدام كبسولة انتحار

حصلت كبسولة لإنهاء الحياة على موافقة قانونية في سويسرا. الكبسولة المنتجة من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن تحريكها ووضعها في أي مكان. لكن الفكرة نفسها تلقى اعتراضاً شديداً وخصوصاً من الكنائس.

حصلت كبسولة على شكل نعش - تسمح لركابها بقتل أنفسهم وإنهاء حياتهم - على موافقة قانونية في سويسرا، وفقًا للشركة المصنعة للكبسولة، الآلة أطلق عليها اسم ساركو Sarco يمكن تشغيلها من الداخل من خلال غمزة من عين الشخص الراغب في الموت وتعمل عن طريق تقليل مستوى الأكسجين داخل الكبسولة إلى ما دون المستوى الحرج في عملية تستغرق أقل من دقيقة. وتحدث الوفاة من خلال نقص تبادل الاكسجين داخل جسم الإنسان، الأمر الذي يسمح للشخص بالموت بسلام نسبيًا ودون ألم.

والانتحار بمساعدة خارجية هو أمر مجاز قانوناً في سويسرا، وقد استخدم ما يقرب من 1300 شخص خدمات هيئتين للقتل الرحيم هما Dignitas و Exit العام الماضي. وتستخدم كلتا الشركتين عقار الباربيتيوريت السائل القابل للهضم لإحداث غيبوبة عميقة في غضون دقيقتين إلى خمس دقائق، تليها الوفاة.

وحجرة الانتحار هي من صنع الدكتور فيليب نيتشكي، الملقب بـ "دكتور ديث"، الذي يعمل كمدير لمنظمة Exit International غير الربحية وهي مؤسسة أخرى مختلفة عن مؤسسة Exit السابق ذكرها.

تم تصميم كبسولة ساركو Sarco - وهو اختصار لكلمة التابوت الحجري sarcophagus - ليتم تحريكها إلى موقع يفضله المستخدمون ليكون آخر ما يشاهدون قبل الوفاة. وعندما يقرر الشخص أنه قد حانت اللحظة يتم فصل كبسولة العقار الموجودة بالداخل لتطلق الغاز ويبدأ مستوى الاكسجين في الانخفاض تدريجيا ليدخل الشخص في غيبوبة ثم يموت.

وقد واجه الدكتور نيتشكي معارضة شديدة من قبل من معارضي القتل الرحيم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الطريقة المستخدمة. وكان نيتشكي قد صرح في عام 2018 خلال حوار لصحيفة الإندبندنت أنه "قد لا يكون الغاز أبدًا طريقة مقبولة للمساعدة على الانتحار في أوروبا بسبب الدلالات السلبية للهولوكوست حتى أن البعض اعتبر الكبسولة وكأنها نوع من التمجيد لغرف الغاز التي استخدمت خلال المحرقة".

أيضا امتد الاعتراض ليصل إلى تصميم الكبسولة شديد الرفاهية الذي يحظى بلمسة مستقبلية وكأنه تمجيد لفكرة الانتحار وإنهاء الحياة، بالإضافة إلى تطبيق الواقع الافتراضي الذي يسمح للأشخاص "بتجربة موتهم الافتراضي".

تم عرض تجربة الواقع الافتراضي للانتحار في كنيسة ويستركيرك في أمستردام في معرض للجنازات عام 2018، ما أثار مخاوف مجلس الكنيسة.

وقال جيروين كرامر، رئيس مجلس كنيسة ويستركيرك ، في ذلك الوقت: "لن يدعم المجلس أبدًا فكرة الانتحار من خلال تقديم المعدات والتي روج لها الدكتور نيتشكي، ونتساءل بجدية عما إذا كان هذا الأمر يساهم في مناقشة شاملة ودقيقة حول هذه القضية".. "لن نؤيد ولا يمكننا دعم أي اقتراح باستخدام مثل هذه المعدات".

وفي الوقت الحالي يوجد حاليًا نموذجان أوليان فقط من ساركو Sarco ، لكن شركة Exit International بدأت في إنتاج آلة ثالثة من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد على أمل أن تكون جاهزة للتشغيل في سويسرا العام المقبل.

من جانبه، قال الدكتور نيتشكي لوسائل الإعلام المحلية الأسبوع الماضي أنه "لا توجد قضايا أو ملاحقات قانونية بشأن الكبسولة على الإطلاق" وأن المناقشات جارية مع مجموعات مختلفة في سويسرا بهدف توفير الكبسولة للمساعدة على الانتحار، وأضاف: "نأمل أن نكون مستعدين لإتاحة ساركو Sarco للاستخدام في سويسرا العام المقبل".. "لقد كان مشروعًا مكلفًا للغاية حتى الآن ولكننا نعتقد أننا قريبون جدًا من التنفيذ الآن."

تنويه: إذا كنت تعاني من مشاعر الضيق والعزلة ، أو كنت تكافح من أجل مواجهة مصاعب الحياة، عليك التحدث مع أحد الأشخاص المختصين في الدعم النفسي أو الهيئات والجمعيات الأهلية الموجودة في بلدك دون تردد أو تأخير.

1 من كل 100 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم ناجمة عن الانتحار

أفاد تقرير جديد أصدرته منظمة الصحة العالمية، يوم الخميس، أن حوالي 1 من كل 100 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كانت ناجمة عن الانتحار، وأشار تقرير يستند إلى بيانات عالمية من عام 2019 إلى أن "الانتحار من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، بسبب الملاريا، أو فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، أو سرطان الثدي، أو الحرب والقتل"، وقالت منظمة الصحة العالمية إن الانتحار يصيب الشباب أكثر من غيرهم. ويُعد الانتحار رابع سبب رئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، وذلك بعد إصابات الطرق، وأمراض السل، والعنف.

أما الرجال فهم أكثر عرضة بمرتين مقارنة بالنساء للوفاة بسبب الانتحار، ويُذكر أن معدل الانتحار العالمي الحالي هو 12.6 لكل 100 ألف رجل مقابل 5.4 لكل 100 ألف أنثى، وبشكل عام، تُعد معدلات الانتحار بين الرجال هي الأعلى في البلدان ذات الدخل المرتفع، بينما أن معدلات الانتحار هي الأعلى بين النساء في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "لا يمكننا، ولا يجب، تجاهل الانتحار".

وأضاف: "اهتمامنا بالوقاية من الانتحار أكثر أهمية الآن، بعد عدة أشهر من التعايش مع جائحة كوفيد-19، ومع وجود العديد من عوامل الخطر للانتحار وفقدان الوظائف والضغوط المالية والعزلة الاجتماعية، والتي لا تزال موجودة إلى حد كبير. توفر الإرشادات الجديدة التي تصدرها منظمة الصحة العالمية اليوم مسارًا واضحًا لتكثيف جهود الوقاية من الانتحار"، ووجد أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن معدلات الانتحار قد تراجعت خلال العقدين الماضيين في جميع مناطق العالم، باستثناء الأمريكتين.

بعد انتحار 3 شباب.. إعادة فتح هذا المعلم السياحي في نيويورك وسط احتياطات مشددة

وبين عامي 2000 و2019، انخفض المعدل العالمي للانتحار بنسبة 36٪. وشملت هذه الانخفاضات 17٪ في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، و 47٪ في المنطقة الأوروبية، و49٪ في غرب المحيط الهادئ، وفي الفترة ذاتها، ارتفعت معدلات الانتحار بنسبة 17٪ في منطقة الأمريكتين.

وبالإضافة إلى تقريرها الجديد، نشرت منظمة الصحة العالمية أيضًا دليل "Live Life"، وهو يساعد على الوقاية من الانتحار، ويُنصح بالحد من الوصول إلى مبيدات الآفات والأسلحة الخطرة، وتثقيف وسائل الإعلام حول كيفية الإبلاغ عن الانتحار بمسؤولية، وتعزيز مهارات المواجهة لدى المراهقين، والتعرف المبكر على السلوك الانتحاري وإدارته.

ماذا وراء إنهاء آلاف ربات البيوت الهنديات حياتهن؟

لماذا تنتحر آلاف ربات البيوت الهنديات كل عام؟ وفقاً للبيانات الصادرة مؤخرًا عن المكتب الوطني لسجلات الجريمة التابع للحكومة، فقد انتحرت 22372 ربة منزل خلال العام الماضي، أي بمعدل 61 حالة انتحار كل يوم أو حالة انتحار واحدة كل 25 دقيقة، شكلت ربات البيوت 14.6 في المئة من إجمالي 153052 حالة انتحار مسجلة في الهند في عام 2020 وأكثر من 50 في المئة من إجمالي عدد النساء اللواتي انتحرن.

ولم يكن العام الماضي استثناءً، فمنذ عام 1997 عندما بدأ المكتب الوطني لسجلات الجريمة في تجميع بيانات الانتحار على أساس المهن، هناك أكثر من 20 ألف ربة منزل ينتحرن كل عام، وفي عام 2009، ارتفع عددهن إلى 25092، وتلقي التقارير دائما باللائمة في حالات الانتحار هذه على "المشاكل الأسرية" أو "القضايا المتعلقة بالزواج". ولكن ما الذي يدفع آلاف النساء إلى الانتحار حقاً؟

يقول خبراء الصحة العقلية إن أحد الأسباب الرئيسية هو تفشي العنف المنزلي، فقد أخبرت 30 في المئة من جميع النساء اللواتي شاركن في مسح حكومي جرى مؤخراً، أنهن تعرضن للعنف من قبل أزواجهن، عدا عن العمل اليومي المرهق الذي من شأنه أن يجعل تلك الزيجات قمعية ويحول المنازل الزوجية إلى سجن خانق.

تقول الدكتورة أوشا فيرما سريفاستافا، أخصائية علم النفس الإكلينيكي في مدينة فاراناسي الشمالية: "تتمتع النساء بالمرونة حقاً، ولكن هناك حدود للتسامح"، "يتم تزويج معظم الفتيات بمجرد بلوغهن سن الزواج القانوني، 18 عاماً، وحينها تتحول الشابة إلى زوجة وكنّة وتقضي يومها بالكامل في المنزل، لتقوم بجميع الأعمال المنزلية من تنظيف وطهي وأشياء من هذا القبيل، وتخضع لجميع أنواع القيود ولا تمتلك إلا القليل جداً من الحرية الشخصية ونادراً ما تحصل على أي أموال خاصة بها، "تعليمها وأحلامها لا أهمية لهما ويبدأ طموحها في التلاشي ببطء، ويسيطر عليها اليأس وخيبة الأمل ويتحول وجودهن في الحياة إلى عذاب"، تقول فيرما سريفاستافا، إن أسباب الانتحار تختلف عند النساء الأكبر سناً، "تواجه الكثيرات متلازمة العش الفارغ بعد أن يكبر الأطفال ويغادرون المنزل، يعاني الكثير منهن أيضاً من أعراض سن اليأس والتي يمكن أن تؤدي إلى نوبات اكتئاب وبكاء".

لكنها تقول إنه يمكن تجنب حالات الانتحار بسهولة وأنه "إذا أوقفت شخصاً للحظة ما وتحدثت إليه فقد يتوقف عن ذلك تماماً"، ويعود ذلك إلى أن العديد من حالات الانتحار الهندية تحدث في لحظة تهور، كما يوضح الطبيب النفسي، سوميترا باتير: "يعود الرجل إلى المنزل، يضرب زوجته فتنتحر"، ويقول إن بحثاً مستقلاً أظهر أن ثلث النساء الهنديات اللواتي ينتحرن، لديهن تاريخ من المعاناة من العنف المنزلي. لكن المكتب الوطني لسجلات الجريمة، حتى لم يذكر العنف المنزلي في بياناته كسبب لذلك.

تقول تشيتالي سينها، وهي عالمة نفس في مجال الصحة العقلية عبر تطبيق "ويسا" في بنغالور: "السبب الذي يجعل الكثير من النساء اللواتي يعشن في ظل العنف المنزلي، لا يزلن يحتفظن بصحتهن العقلية هو أنهن يتلقين دعماً غير رسمي".

وتقول سينها، التي عملت في وقت سابق لمدة ثلاث سنوات في مستشفى للأمراض النفسية الحكومية في مومباي، في تقديم النصح والمشورة للناجيات من محاولات الانتحار، إنها وجدت أن النساء شكلن مجموعات دعم صغيرة أثناء السفر في القطارات المحلية أو مع الجيران أثناء شراء احتياجاتهن.

وتقول: "لم يكن لديهن وسيلة أخرى للتعبير عن أنفسهن، وكان استقرارهن العقلي أحياناً يعتمد على هذه المحادثة التي يمكن أن يجروها مع شخص واحد فقط"، مضيفة أن تفشي الوباء والإغلاق أدى إلى تفاقم وضعهن، "يصبح المنزل مكاناً آمناً للنساء بعد أن يغادر الرجال إلى أعمالهم، لكن انتهى ذلك أثناء الوباء. وفي حالات العنف المنزلي، كان هذا يعني أيضاً أنهن كن محاصرات في كثير من الأحيان مع من يسيئون معاملتهن. كما أدى ذلك إلى تقييد حركتهن وقدرتهن على القيام بأشياء يجلب لهن الفرح أو الراحة. لذا يتراكم الغضب والأذى والحزن بمرور الوقت ويصبح الانتحار ملاذهن الأخير"، سجلت الهند أعلى معدلات الانتحار على مستوى العالم: يشكل الرجال الهنود ربع حالات الانتحار العالمية، بينما تشكل النساء الهنديات 36 في المئة، من جميع حالات الانتحار العالمية في الفئة العمرية من 15 إلى 39 عاماً.

لكن باتهير، الذي أجرى أبحاثاً حول الاضطرابات العقلية والوقاية من الانتحار، يقول إن الأرقام الرسمية في الهند أقل من الواقع ولا تعكس الحجم الحقيقي للمشكلة، "إذا نظرت إلى دراسة المليون وفاة التي درست ما يقرب من 14 مليون شخص في 2.4 مليون أسرة بين عامي 1998 و 2014) أو دراسة دورية لانسيت، فإن نسبة حالات الانتحار التي لا يتم الإبلاغ عنها في الهند تتراوح ما بين 30 و 100 في المئة".

"لا يزال الحديث عن الانتحار بشكل علني أمراً غير مرجح بين الأصحاب، فثمة وصمة عار مرتبطة به والعديد من العائلات تحاول إخفاء الأمر، وفي المناطق الريفية في الهند، لا يشترط تشريح الجثث، ومن المعروف أن الأغنياء يعتمدون على السكان المحليين للشهادة امام السلطات أن كانت وفاة عرضية وليس عملية انتحار، كما لا يتم التحقق من محاضر الشرطة"، في الوقت الذي تعمل فيه الهند على تطوير استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار، يقول الدكتور باتاري إن الأولوية يجب أن تكون لإصلاح دقة البيانات، "إذا نظرت إلى عدد محاولات الانتحار في الهند، فهي منخفضة بشكل مثير للسخرية. في أي مكان في العالم ، فهي عموماً تتراوح ما بين أربعة إلى 20 ضعفاً من عدد حالات الانتحار الفعلية. لذلك، إذا سجلت الهند 150 ألف حالة انتحار خلال العام الماضي، فذلك قد يعني أن عدد المحاولات الفعلية كانت تتراوح ما بين 600 ألف إلى ستة ملايين محاولة".

يقول الدكتور باتهير إن هذه الفئة من المجتمع هي الأكثر عرضة للخطر ويجب التركيز عليها في أي محاولة لمواجهة ظاهرة الانتحار، لكن البيانات الضعيفة تقف عثرة في وجهنا، كما يقول، "هدف الأمم المتحدة هو خفض حالات الانتحار على مستوى العالم بمقدار الثلث بحلول عام 2030، لكن في العام الماضي، زاد معدل حالات الانتحار لدينا بنسبة 10 في المئة مقارنة بالعام السابق. ولا يزال خفض معدل مجرد حلم بعيد المنال".

الانتحار بمساعدة الغير يشق طريقه في بريطانيا

تروي البارونة مولي ميتشر بتأثر كيف انتحرت خالتها المصابة بسرطان الكبد بعدما أسرفت في إحدى الليالي بتناول العقاقير والمشروب، في حالة ليست معزولة في بريطانيا حيث يعاقب القانون بالسجن 14 عاماً الأشخاص الذين يساعدون غيرهم على إنهاء حياتهم، وتقول العضو في مجلس اللوردات، وهو الغرفة العليا في برلمان المملكة المتحدة، إن "الموت بمفردك من دون أن تودع أحداً حتى زوجك أمر محزن جداً"، وقدمت ميتشر مشروع قانون للسماح في إنجلترا بما يفضل الناشطون البريطانيون تسميته "المساعدة على الموت" للمرضى في المرحلة النهائية، الذين يؤكّد طبيبان على الأقل أنهم سيموتون في أقل من ستة أشهر، وبعد الاستحصال على قرار قضائي، وكان البريطانيون قد نظروا عام 2015 في هذه المسألة، من دون إحداث أي تغيير. لكن "الأمور تسير حالياً في الاتجاه الصحيح"، على غرار ما يحصل في بلدان أخرى تتطور فيها التشريعات في هذا الخصوص، وفق ما توضح سارة ووتون من جمعية "الموت بكرامة"، وتوقفت الجمعية الطبية البريطانية النافذة في منتصف سبتمبر (أيلول)، عن معارضة الانتحار بمساعدة الغير، متخذة موقفاً محايداً، ما اعتبرته الجمعيات "خطوة تاريخية".

حكم بالموت، ويرى الناشط الستيني أليكس باندولفو، المصاب بمرض ألزهايمر، أن القانون "يجب أن يتغيّر فوراً" لوضع حد "للممارسات التمييزية"، مضيفاً أن "الانتحار بمساعدة الغير يُمارَس أصلاً مع الأشخاص المحظيين".

ويتابع، "الأشخاص الذين بإمكانهم إنفاق عشرة آلاف جنيه استرليني (13500 دولار) للإقامة في فندق أو للسفر يمكنهم الموت في مكان آخر" من دون أي عوائق، وليتفادى المرور بتجربة والده الذي عانى لخمس سنوات من الضمور الجهازي المتعدد، قرر باندولفو الانتحار بمساعدة الغير في سويسرا، في حين أنه كان يفضل أن يحصل ذلك في إنجلترا ليكون إلى جانب أحبائه، ويمزح قائلاً، "لست مستعجلاً على الموت، لكن حُكم عليّ به عام 2015، وأنا أموت أصلاً من هذا المرض العضال"، مضيفاً "كل ما أطلبه هو مساعدتي على الموت عندما يصبح المرض لا يُحتمل، أي القيام بتسريع الأحداث".

ويروي الرجل ذو الشعر الأبيض والممدد في فراشه في لانكاستر شمال إنجلترا، بحس فكاهي يتناقض مع وضعه، كيف أن المرض "أثّر بشكل كبير في حياته"، إذ أحدث تغييرات في ذاكرته وقدراته الحركية، وقدرته على التحدث والقيادة، ومتابعة مباريات كرة القدم، ومع ذلك، لن يكون باندولفو مؤهلاً للموت الرحيم وفق معايير مشروع القانون الحالي، ولن يكون متمتعاً بقدراته كلها عندما يبقى له ستة أشهر للعيش.

الانتحار: السبب الرابع للوفاة بين اليافعين ومصر الأولى عربيا

ضحاياه يقدرون بنحو 700 ألف شخص حول العالم كل عام، وشخص واحد يفقد حياته، بسببه كل 40 ثانية، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية، هل يمكنكم التخمين عما نتحدث؟ هؤلاء ليسوا ضحايا وباء فتاك ولا حرب ضروس وإنما أشخاص وقعوا فريسة للانتحار.

عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي في مختلف الدول العربية تكشف عن تنامى ظاهرة الانتحار بشكل كبير خاصة بين اليافعين.

ففي الشهور القليلة الماضية شاهدنا مقطعا مصورا لطالبة في كلية طب الأسنان تنتحر داخل مركز تجاري بمصر، ثم قرأنا عن شابين جامعيين ينتحران داخل فندق في الإسكندرية شمال البلاد، كذلك تابعنا أخبار من ألقى بنفسه في النيل بعد ترك رسالة غامضة لأبيه، فضلا عن من ألقى بنفسه تحت عجلات القطار.

في الأردن أيضا تداولت المواقع الإلكترونية أخبار حوادث مشابهة، ففي يوم واحد من شهر سبتمبر / أيلول الماضي، راح خمسة من الشباب ضحية الانتحار، الأخبار نفسها يمكن متابعتها في المغرب ولبنان والعراق، والقاسم المشترك بين كل هذه الأخبار هو عمر المقبلين على الانتحار ومعظمهم بين 18-25 عاما.

تحصر إحصاءات منظمة الصحة العالمية فقط عدد من انتحروا بالفعل، في حين يتجاوز عدد المحاولات الفاشلة هذا الرقم بكثير، وبحسب المنظمة، يعد الانتحار رابع سبب للوفاة بين اليافعين من الفئة العمرية بين 15 - 19 عاما، وتحل مصر في المرتبة الأولى عربيا من ناحية معدلات الانتحار، متفوقة في ذلك على دول تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية. وتليها السودان ثم اليمن فالجزائر، ففي عام 2019، انتحر في مصر وحدها 3022 شخصا، بحسب إحصاءات المنظمة، وتشكك المؤسسات الحكومية المصرية في هذه الأرقام وتصفها بالتقديرات غير الدقيقة، لكنها لا تنفى الظاهرة، فمركز البحوث الاجتماعية والجنائية أصدر تقريرا في عام 2020 أشار فيه إلى أن معدل الانتحار لا يتجاوز 1.29شخصا لكل 100 ألف نسمة خلال عام 2018، ورصد التقرير انتشار الانتحار بين سكان الريف وليس فقط سكان المدن المكتظة.

الدراسة أم الحياة؟ تواصلت مع مركز البحوث الاجتماعية والجنائية لسؤاله عن تفاصيل التقرير وأسباب الظاهرة بشكل عام، لكنهم رفضوا التعليق، لكن الدكتورة هالة حماد استشاري نفسي للأطفال و المراهقين عزت تنامي ظاهرة الانتحار بين اليافعين المصريين والعرب عموما إلى اطلاع الجيل الأصغر من اليافعين على مواقع إلكترونية تشجعهم على التفكير في الانتحار وتقدم لهم معلومات وتجارب لمجايليهم في دول أخرى، كما أشارت حماد إلى الضغوط التي تضعها الأسر على المراهقين لتحصيل درجات دراسية أفضل للحصول على وظائف مرموقة في المستقبل. فضلا عن الخوف المبالغ به عليهم في تلك المرحلة العمرية ما يجعلهم يشعرون بأنهم محاصرون ويريدون التخلص من هذه القيود.

وتساءلت أيهما أهم للأسرة، الدرجات العلمية أم حياة أبنائهم و نموهم العقلي والنفسي؟ وحذرت حماد من أن بعض الأسر لا تنتبه عادة لإصابة اليافعين من أبنائها بالاكتئاب باعتبار أنهم ما يزالون صغارا وليست لديهم مسؤوليات أو أعباء وضغوط، مؤكدة أن الاكتئاب والمرض النفسي عموما لا سن له. ويصيب المراهقين بل و الأطفال كما يصيب كبار السن، وترى الاستشارية النفسية أن الوصم المجتمعي المرتبط بالعلاج النفسي يحول دون علاج الكثيرين، مما يعرقل جهود إنقاذهم، ويمكن حماية هؤلاء الشباب - بحسب حماد - من الإقدام على الانتحار أو حتى التفكير به إذا تدخلت أسرهم مبكرا.

ولضمان حصول ذلك، حددت حماد علامات إذا ظهرت على أي مراهق، ينبغي التوجه فورا للطبيب النفسي وعلى رأسها عزلة المراهق وميله للجلوس بمفرده، النوم لساعات طويلة أو قلة النوم، الإفراط في الأكل أو قلة الأكل، قلة التركيز، عدم المذاكرة، التوقف عن ممارسة الرياضة، الابتعاد عن المشاركة والظهور في المناسبات العائلية.

ودعت إلى الالتزام بالعلاج النفسي المتخصص في حال اكتشاف أن المراهق مصاب بالاكتئاب، لأن "إهمال العلاج، وعدم اللجوء لمتخصصين، أو الامتناع عن تناول العقاقير قد يتسبب في كوراث وآثار نفسية قد لا يمكن علاجها في المستقبل أبدا".

من الحب ما قتل، أمجد علي من الأردن كان واحدا من الأشخاص الذين حاولوا الانتحار في سنين مراهقته، "كان مجرد وسيلة للضغط على عائلتي للقبول بالفتاة التي أحب"، يقول الشاب الجامعي الآن عن تجربة انتحاره الفاشلة قبل خمس سنوات، ويروي أمجد لبي بي سي أنه حاول الانتحار مرتين، إحداهما عندما كان في الـ 17 من عمره بعد أن رفضت عائلته زواجه من فتاة تكبره بـ 7 سنوات، وفي المحاولتين تم إنقاذ أمجد في اللحظة الأخيرة وهو الآن يقيم التجربة ككل بشكل مختلف ويقول "بعد أن التحقت بالجامعة اتسعت مداركي وقابلت أصنافا مختلفة من البشر وتغيرت نظرتي للحياة وللحب و للارتباط"، ولم يعد أمجد يفكر في الانتحار نهائيا ووصف هذه الطريقة في التعامل مع المشكلة وقتها بأنها كانت مجرد "مراهقة وتفكير طفولي".

المرض النفسي المتهم الأول، ويقول الدكتور حسين خزاعي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية إن "المرض النفسي مسؤول عن انتحار نحو 50% من الشباب الأردني تحت سن 25 عاما"، وبحسب إدارة المعلومات الجنائية في الأردن، ارتفع معدل الانتحار خلال العام الماضي، ويشهد الأردن حالة انتحار كل يومين، وهى النسبة الأعلى منذ 10 سنوات في البلاد، وفي عام 2020 وحده انتحر نحو 169 شخصا، بزيادة تقدر ب 45.7 % مقارنة مع معدلات الانتحار في عام 2019، اصطحبنا خزاعي إلى جسر عبدون في وسط عمان، وهناك أشار إلى أن معظم الشباب يختار الجسر الكائن وسط عمان لتنفيذ مخططه الانتحاري، حتى بات يعرف بـ "جسر المنتحرين"، ويشتكي خزاعي من أن جهود التعامل مع أولئك الذين يحاولون الانتحار في مكان عام، تقتصر على منعهم من الإقدام على الخطوة في حين يتم تركهم دون علاج نفسي يساعدهم في التعامل مع الأحاسيس التي أوصلتهم إلى لحظة الإقدام على الانتحار، ودعا الجهات المعنية إلى تحويل اليافعين مباشرة إلى الطبيب النفسي بعد منعهم من الانتحار. وأكد أن "العلاج النفسي ضرورة واجبة حتى بعد مجرد التفكير في الانتحار خصوصا أن هذه الأفكار تراود اليافعين أكثر من مرة عادة"، ولا يقتصر الأمر على اليافعين، فقبل 3 شهور من لقائنا بالدكتور خزاعي هدد مخرج وممثل مسرحي أردني يدعى إياد الريموني بالانتحار عبر موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" وذلك بعد استثناء اسمه من الترشح لمسابقة عالمية من جانب الجهات الأردنية المسؤولة وهو ما اعتبره "ظلم و تجاوز على حقوقه كفنان أردني".

تواصلت مع إياد البالغ من العمر 30 عاما، والذي قال لبي بي سي "كنت أحاول الضغط على صانعي القرار الأردنيين، فبعد رفض مسرحيتي شعرت بالدونية والاحتقار وتساوى الحياة والموت بالنسبة لي، فقررت الانتحار".

صور إياد محاولة انتحاره عبر خاصية فيسبوك مباشر، قبل أن يتدخل رجال الأمن ويمنعوه من الانتحار لكنه لا يزال يتذكر تلك اللحظة ويقول "لا يزال ابني وأسرتي يتذكرون هذه اللحظة ولا تفارق أذهانهم أبدا رغم مرور وقت"، ويضيف الريموني "لايزال ابني الصغير يتألم عندما يتذكر أنى كنت سأتركه وحيدا، هذا أقسي ما أشعر به الآن".

مصر والأردن مجرد دولتين في قائمة طويلة من الدول العربية التى تعانى من ارتفاع معدلات الانتحار بين شبابها، وفي غياب دارسات جامعة وشفافة عن أعداد المنتحرين وأسباب الانتحار، ستظل الأرقام المتاحة موضعا للتأويل بين الجهات التي تصدرها والحكومات المعنية.

اضف تعليق