q
ظهرت، تنبيهات جديدة على منصة «فايسبوك»، تسأل بعض المستخدمين في الولايات المتحدة الأميركية إن كانوا على علم بـ«تحوّل» أحد معارفهم إلى «متطرّف»، ملحقة بتأكيد من الشركة يقول: «تلقّى آخرون في حالتك دعماً سرّياً». في حين أن تنبيهاً آخر قال لمستخدمين معيّنين: «من المحتمل أنك تعرّضت إلى محتوى متطرّف...

ظهرت، تنبيهات جديدة على منصة «فايسبوك»، تسأل بعض المستخدمين في الولايات المتحدة الأميركية إن كانوا على علم بـ«تحوّل» أحد معارفهم إلى «متطرّف»، ملحقة بتأكيد من الشركة يقول: «تلقّى آخرون في حالتك دعماً سرّياً». في حين أن تنبيهاً آخر قال لمستخدمين معيّنين: «من المحتمل أنك تعرّضت إلى محتوى متطرّف ومؤذ في الآونة الأخيرة»، مضيفاً: «إن جماعات العنف تحاول التلاعب بغضبك وخيبة أملك، يمكن لك أن تتخذ خطوات الآن كي تحمي نفسك والآخرين». وكلا التنبيهين احتويا على رابط يوصل المستخدم بجهة داعمة. فما هي خلفيات هذه الخطوة وخطرها؟ وهل يمكن الثقة بعملاق التواصل الاجتماعي ذي التاريخ المُظلم؟

في السنوات القليلة الماضية، تعرّضت شركة «فايسبوك» لحملات شنها سياسيون ومنظمات حقوقية، تطالبها بتحسين إدارتها لخطاب الكراهية والتطرّف والتنمّر الرقمي والمعلومات المضللة المنتشرة على منصة التواصل الأشهر على الإطلاق.

ويمكن القول إن الشركة بدأت بالفعل بالقيام بعدة خطوات، برزت بشكل أساسي بعد جائحة «كورونا»، حين أزالت منشورات تحوي معلومات مضللة. وتصاعدت هذه الحملة حتى وصلت إلى إضافة تنبيهات على منشورات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. كما تبنّت الخطوةَ منصّة «تويتر» أيضاً. وبالإضافة إلى ذلك، كان لا بدّ من فعل شيء ما تجاه حملات القتل العنصري والعرقي، والتي باتت تُنقل بشكل مباشر عبر المنصة، كحادثة قتل المصلين في مسجدي كرايستشيرش بهجوم نيوزيلندا الشهير عام 2019.

هذه الأحداث، والكثير غيرها، جعلت من الشركة تتجه نحو إدارة المحتوى المنشور على منصتها بشكل مختلف. لكن يبقى حدثان هما الأبرز أو حجر الأساس لما يحصل اليوم: أوّلهما، «غزوة» الكابيتول في السادس من كانون الثاني. وثانيهما، نظرية «كيو أنون» المؤامراتية التي انتشرت كالنار في الهشيم بين «الترامبيين».

وبحسب وكالة «رويترز»، قال موقع «فايسبوك» إن هذه التنبيهات اختبار صغير يقتصر على منصته الرئيسية فقط داخل الولايات المتحدة، في حين أن المعلومات التي ستنتج عنه ستشكل قاعدة أساسية لمشروع أكبر، سيسمح للشركة بتفعيل هذه التنبيهات حول العالم.

وأضافت «فايسبوك»، في بيان، «نحن نتشارك مع منظمات غير حكومية وخبراء أكاديميين في هذا المجال ونأمل أن نشارك المزيد في المستقبل». بمعنى أن الرابط الموصول بتلك التنبيهات، والذي يعِد بتقديم المساعدة، سيصل المستخدمين بمنظمات غير حكومية وخبراء منتشرين حول العالم، يعملون لدى «فايسبوك»، وهو أمر كان قد تطرّق إليه مؤسّس الموقع، مارك زوكربيرغ، في خلال جلسة استجواب في الكونغرس الأميركي العام الماضي.

بمعزل عن الهدف الظاهر، وبغضّ النظر عن الموقف من سياسات دونالد ترامب، تواجه الخطة الأسئلة التالية: من أعطى أكبر ناشر محتوى في العالم الرقمي سلطة أن يقرّر ما الأفكار أو التوجّهات التي يجب على الناس أن يتخذوها؟ وما الذي يمنع «فايسبوك» الذي تعتبر مقاومة الشعوب ضد الاحتلال والهيمنة عملاً «إرهابياً»، وهو الذي يحذف منشورات فقط لوجود كلمة «مقاومة»؟ ماذا لو بدأ الطلب من «مخبريه» الرقميين الجدد الوشاية بأصدقائهم المقاومين؟ ثم ألا يعدّ هذا تجنيداً لعملاء؟

يذكر أن ترامب كان اتهم عمالقة التكنولوجيا بأنهم «ذراع الحزب الديموقراطي» في فضاء الديجيتال، وأنه وحزبه الجمهوري يعانون من قمع وتحجيم لأفكارهم على تلك المنصات.

ومطلع العالم الحالي، وبعد إغلاق كل من «تويتر» و«فايسبوك» و«إنستغرام» حسابات ترامب، قال موظف الاستخبارات السابق إدوارد سنودن: «أعلم أن ما حصل مع ترامب سيدخِل البهجة إلى قلوب معارضيه، لكن عليكم أن تتخيّلوا عالماً بعد انتهاء أيام ترامب الأخيرة، حيث سيكون ما حصل مع الرئيس هو الهدف النهائي لعمالقة التكنولوجيا مع كل المستخدمين». مضيفاً: «إنها عمارة قمع، وهي تتصاعد»!

اضف تعليق