q

وفقاً للباحثين فإن أربع نظريات تسيطر على وسائل الإعلام وتحدد طبيعة النظام الإعلامي فيها، تعرف هذه النظريات في التراث الإعلامي والاتصالي بنظم الإعلام أو نظريات الاتصال وهي: النظرية السلطوية، النظرية الشيوعية، النظرية الليبرالية، ونظرية المسؤولية الاجتماعية، ومن المعروف أن هذه النظريات في إطار المساعي الهادفة لحل الإشكالية المتعلقة بحرية الإعلام والمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، وقد تلا هذه النظريات ظهور نظريات أخرى ونماذج اتصالية متعددة تسعى جميعها لتفسير العملية الاتصالية وتبحث في مجالات متعددة أبرزها الأدوار المنوطة بوسائل الإعلام ومقدرة هذه الوسائل على التأثير في جماهيرها.

إن ما يميز النظريات، هو قدرتها الدائمة على بعث التساؤلات التي تستدعي البحث، وبالتالي الوصول إلى طرق جديدة للبحث العلمي، لكن، لا يكاد وجود نظرية في حقل الإعلام حائزة على الاتفاق الكامل حول كيفية عملها، وتأثيرها و تأثرها بالجمهور، و إنما عمل هذه النظريات هو تقديم تصورات حول ألية عمل الإعلام، وحول التغيرات الاجتماعية المحتمل حدوثها بسبب تأثر الجمهور بالوسائل الإعلامية أو الرسائل التي تصل إليه من خلالها، أي ما يمكن أن يحدث مستقبلا، فالنظريات هي محصلة ابحاث ودراسات عدة، وفترات زمنية عدة وضعت داخل اطار نظري وعملي ليتم دراسة تطورها بين حين وآخر، كما أن النظريات قامت في كثير من الأحيان على فرضيات قويت تدريجيا بعد الدراسات والتطبيقات.

فأن الأساس الفكري الذي انطلقت منه نظرية المسؤولية الاجتماعية هو أن الحرية حق وواجب ونظام ومسؤولية في وقت واحد، أي أن الحرية حق وراءه واجب لابد وان يشعر به المستمتع بهذه الحرية، أي أنها لا تثير غرائز القراء بقدر ما تثير عقولهم وتشجع هذه العقول بأن الصحافة تسد حاجة القارئ السريعة ولا تهمل الحقيقة، كما أضافت نظرية المسؤولية الاجتماعية إلى الأعلام مبدأين جديدين وهما الالتزام الذاتي من جانب الصحفي بالمواثيق الأخلاقية التي تحقق التوازن بين حرية الأعلام ومصلحة المجتمع، والالتزام الاجتماعي في تقديم الأحداث الجارية وتفسيرها في أطار له معنى.

وإنّ مفهومي الحرية والمسؤولية يكمل أحدهما الآخر، وأن أحدهما سبب ونتيجة للآخر، ذلك لأن الحريات التي اعترفت بها الدساتير المدنية للأفراد ليست حريات مطلقة فحسب، وإنما حريات محددة بحريات الأخرين وبالمصلحة العامة التي ينبغي أن يراعيها الفرد، وأن المسؤولية هي من ضروريات الحرية وهي في الوقت نفسه نتيجة طبيعية لها، فلا مسؤولية إذا لم تكن هنالك حرية.

خصوصا في عصر الاعلام الجديد الذي يمكن عدّه اليوم نظاماً عكسيا لنظام إعلامي يستند إلى جانب وفير من القواعد والضوابط والقوانين التي تحكم مجاله، وتراقب توازنه، لما ينطوي عليه من نقض للتقاليد المعرفية والمهنية المكونة للبيئة الإعلامية التقليدية.

فالإعلام التقليدي ظل يقابله الإعلام بصيغة الفرد، والرسائل المبنية بدأ يغمرها تدفق فائق الرسائل متحررة من ضوابط التحرير والكتابة، والحرية النسبية تقابلها اليوم حرية مطلقة، والموضوعية تراجعت أمام استفحال مظاهر الذاتية المفرطة، والحياة الخاصة احتلت صدارة عرض الأحداث في الأخبار وغير الإخبار، والجمهور المتجانس بدأ يتشتت تدريجيا مجاميع بلا حدود.

اقسام نظريات الاعلام:

قسم الباحثون نظريات الإعلام إلى:

1-النظريات المتعلقة بالجمهور: هذا النوع يرتبط ارتباطا كاملا بالجمهور المتلقي للرسائل الإعلامية، وأساس هذه النظرية هو أن المتلقي يستخدم وسائل الاعلام رغبة لإشباع دوافع سواء نفسية او اجتماعية، ومن هذه النظريات:

أ-نظرية الاستخدام والإشباع: تقوم هذه النظرية على أن المتلقي يقوم باستخدام وسائل الاعلام المختلفة لإشباع رغباته الكامنة لديه، وأن هذه هي الفائدة الوحيدة من الإعلام.

ب-نظرية الاعتماد: تفترض هذه النظرية أن استخدام وسائل الإعلام يعمل على التأثير في الجمهور، ومن خلال الرسائل المميزة والمكثفة، يتم الاعتماد على هذه الوسائل للحصول على المعلومات والأخبار.

2-النظريات المتعلقة بالقائم بالاتصال: يرتبط هذا النوع بمرسلي الرسائل والقائمين على توصيل المعلومات إلى الجمهور، ومن النظريات المتخصصة في هذا المجال:

أ-نظرية الرصاصة أو ما يطلق عليها (الحقن تحت الجلد): أهميتها أنها كانت بداية بحوث الإعلام، وهي قائمة على أساس أن الأشخاص ليسوا إلا مجتمع جماهيري، ووسائل الإعلام مصادر قوية تؤثر عليهم ويستجيبون لها.

ب-نظرية الغرس الثقافي: تركز على أولئك المتلقين للرسائل الإعلامية بصورة مكثفة، فتعمل على تشكيل المعنى، وإبراز الحقائق للجمهور بالطريقة التي تريد.

ج-نظرية ترتيب الأولويات: وتنطلق من أساس أن لوسائل الإعلام تأثير كبير في تركيز المتلقين، ومن هذا المنطلق تحدد كل جهة إعلامية أولوياتها فتعرضها بالكم والكيفية التي تريد.

3-النظريات المتعلقة بنوع التأثير وحجمه على المتلقي: وهما نوعان تأثير مباشر (قصير المدى)، وآخر تراكمي (طويل المدى).


اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
مصر
أحبائي
الإعلام مثل كل النشاطات الحديثة يدار بعلم ونظريات
وهناك من يطبق نظرية محددة بحذافيرها دون أى تعديلات
لكن الأذكياء يعرفون ان مسيرة الحياة كل فترة تخضع للمتغيرات
ومن ثم فإن النظرية تحتاج في بعض جوانبها الى بعض الحذف و الإضافات
احبائي
دعوة محبة
ادعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه...واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب و الخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الارض
جمال بركات....مركز ثقافة الالفية الثالثة2019-02-19