q

 نوقش في ملتقى النبأ الأسبوعي موضوعا عن "صورة التواجد الإيراني في العراق عبر وسائل الإعلام"، و"مستقبل الحشد الشعبي بعد انتهاء الحرب على داعش".

 وقال: النائب البرلماني السابق جواد العطار في مقدمة كلامه أن الحرب فيها ثلاثة أبعاد البعد الطائفي وهو بطل المعركة في الساحة وما يرتبط في الجانب الآخر منها وهو إسقاط التجربة الديمقراطية العراقية، باعتبارها تنمو في محيط غير ديمقراطي خاصة منطقة الحكم والسلطة. وأضاف أن الحرب على داعش لها أبعادا سياسية إذ أن السلطة في العراق هي جزء من محور إيران في صراعها مع الدول وبالتالي هي ورقه رابحة بيد إيران مقابل خصومها أو حلفائها وخاصة في الملف النووي وغيرها من الملفات، فضلا عن أن الحكومة العراقية لم تكن تتوقع أن الحرب ستزحف من سوريا إلى العراق.

 وتابع العطار: والبعد الثالث هو سوء الإدارة والفساد الإداري والمالي علما أن الانكسارات في سوريا هيأت الأرضية لمعركة داعش في العراق. ولولا فتوى المرجع السيستاني لكانت بغداد في خطر. وطرح العطار ثلاث أسئلة أحاطت بمحاور الموضوع.

س1/ ما هو سبب التركيز الإعلامي على التواجد الإيراني في المعركة عبر وسائل الاعلام العراقية والإيرانية والعالمية بشكل مكثف؟

وأجاب الصحفي حيدر مرتضى وانطباعا عن كتاب "صراع الحضارات": ان "العالم يتحالف على أسس أيدلوجية وليست قومية" وتابع حيدر إننا متفقون مع إيران أيدلوجيا وبيننا مصالح مشتركة ربما تكون دوافع للتحالف مع إيران وبين أن إعلامنا وإعلام إيران موجه للداخل وليس للخارج ولا مشكلة في ذلك، وحتى إيران لم توجه خطابها للخارج وأوربا كذلك ليس لديها اعتراض ولا تثير حساسيتهم هذه القضية.

فيما يرى الباحث حيدر الجراح من مركز الإمام الشيرازي ان تجربة الحروب لا تخاض بقوة عسكرية بل بقوة الإعلام ولهذا السبب كان التركيز الإعلامي وعاد الجراح الى ما حدث قبل 2003 من حرب إعلامية والترتيبات أيضا والمقدمات انطلقت إعلاميا في البداية وبالتالي انكشفت الأوراق واتضح أن قصة الأسلحة النووية هي مجرد ضغط إعلامي.

من جهته أجاب احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات بأن هذا السؤال به عوامل داخلية وخارجية مؤيدا زميله حيدر الجراح عن استخدام السلاح الإعلامي في المعركة، وهي قضية نفسية لتهديد وتخويف الخصم (داعش) بالدور الإيراني وضرب مثلا بشخصية قاسم سليماني وأضاف جويد أن الإيرانيين يظهرون انفسهم بأنهم دولة تقارع الإرهاب وتحافظ على الأمن والسلم العالمي وبالتالي تتحرك بحريتها، والان أصبحت ترتب أوراقها مع الأمريكان على أنها دولة تقاوم الشر (الإرهاب).

وفي الداخل تريد إيران أن تعطي رسالة لشعبها أنها صاحبة اليد الطولى وهي قادرة على أن تطول كل شيء بما في ذلك اليمن وسوريا وربما إسرائيل في يوم ما. وعليه لا يرى شيعة العراق انه من العيب أن يتحالفون مع دولة قوية.

 الشيخ مرتضى معاش أجاب أن الوجه الداخلي للمعركة الاعلامية انعكاس للاتفاق النووي بين إيران وأميركا وهي عاصفة قد تشكك بمصداقية إيران بعد أن انقلبت أمريكا من الشيطان الأكبر إلى الحليف الإستراتيجي، وأن إيران تريد أن تأخذ دور البطل في العراق من اجل الانفراد بقيادة العراق.

الدكتور علاء الحسيني من جامعة كربلاء أجاب أن هناك عوامل داخلية وخارجية الخارجية تخص الولايات المتحدة حيث أن كل المؤشرات تذهب باتجاه الجمهوريين وليس الديمقراطيين وهذه عوامل ضغط على أوباما الذي لم يلمس الشعب الأمريكي أي تغير في السياسة الأمريكية في فترة توليه الرئاسة إلى ذلك أراد اوباما أن يحل ولو معضلة واحدة وهي الملف الإيراني فبدأ باتجاه تخفيف الوطأة مع إيران وسمحت أمريكا بدور متزايد للإيرانيين في العراق واكتفت هي بالضربات الجوية.

 س2/ إلى أي مدى ستستمر المعارك وهل ستكون حرب استنزاف؟.

أجاب الشيخ مرتضى معاش: أن من ضمن الكلمات المهمة التي أكد عليها اوباما في خطاباته عن سوريا (إننا سنغير قواعد اللعبة) ومن هذا يتضح أن الصراع إذا نظرنا له من القمة سنفهم صراعات القاعدة وهو صراع بين الجمهوريين والديمقراطيين على مستوى مستقبل الرئاسة في امريكا إذ أن الجمهوريين يريدون اسقاط المشروع الاوبامي في كل مجال، وعليه فان مستقبل الحرب واستمرارها ستتأثر بعدة محاور منها محور الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين ومحور الصراع على ارث سايكس بيكو، واخيرا محور الصراع الإقليمي. وهي حروب متعددة تواجهها الحرب على داعش، وكذلك انعكاسات الوضع الخليجي الذي يمر بوضع غير متماسك وغير طبيعي.

ويرى محمد مسؤول العلاقات العامة في مؤسسة النبأ، أن معركة تكريت ستحسم وتنتقل المعركة إلى الرمادي بوجود تفاهمات لتحويل المعركة من تكريت إلى الرمادي ولا يدخل الجيش إلى الموصل وسوف لن يكون نفس الدور للحشد الشعبي في الموصل بل تبقى قضية الموصل بحاجة الى حشد دولي.

من جهته يعتقد الأستاذ حمد جاسم الباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، أن أمريكا لا علاقة لها بالهجوم على تكريت ولا ترتبط بالجمهوريين والديمقراطيين وأوضح أن توقف الزحف على تكريت رغم قدرة الحشد الشعبي على تحريرها أن الجيش والحشد مسموح له بالسيطرة على سامراء فقط وما تبقى سيكون جزء من الإقليم السني في المستقبل ويتوقع حمد أن الحرب لا تستمر فترة طويلة بل ستكون هناك اصطفافات واتفاقات لإنهاء المعركة.

ويعتقد الدكتور علاء الحسيني أن المعارك لا تتوقف عند هذا الحد ولا زال الجانب الإيراني يمد الفصائل المسلحة عسكريا ولوجستيا ويعتقد الدكتور علاء أن إيران ستتوقف في تكريت لأنها تشكل لهم نصرا معنويا.

 س/ماذا بعد انتهاء الحرب وما هو مصير الفصائل المسلحة؟

أجاب احمد جويد أن قسم من الفصائل سوف تنتهج نهج حزب الله في لبنان أي لا احد يقترب على سلاح المقاومة وستكون لها ذراع سياسي قوي يدخل ضمن الدولة وضمن البرلمان باعتبار انهم حصلوا على وجود عسكري وتناغم شعبي وهذا سيحقق لهم نجاحا في الانتخابات القادمة.

من جانبه أجاب الشيخ مرتضى معاش: ان هناك عوامل ستؤثر على شرعية الحشد الشعبي والمليشيات وقدرتها في التحكم على المسارات.

العامل الأول هو المرجعية في العراق التي تمتلك القدرة الكبيرة على ترشيد المتغيرات السياسية، العامل الثاني هو المتغيرات السياسية في إيران بين المتشددين والمعتدلين فإذا سيطر المعتدلون على المشهد الإيراني فقد يكون هناك تعاون مع المرجعية في العراق، في حين يتوقع الدكتور حمد جاسم، انه سيكون هناك احتمالين أمام الحشد الشعبي في المعركة وهما أما أن تقوم المرجعية بحله في موجب فتوى أو إقرار قانون الحرس الوطني. وعليه فأن الحشد الشعبي سيصبح جيش رديف للجيش النظامي ويكون منضبط ومنظم ليصبح عامل قوي كما حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن أيضا.

ويرجح الدكتور علاء الحسيني أن هذه الفصائل ستبقى متمسكة بسلاحها وتبقى قوة ساندة للجيش.

وختم الباحث جواد العطار الملتقى بجوابه قائلا:

1. أن البقاء على الحرس الوطني أو الحشد بعد انتهاء الحرب على داعش هو باتجاه عسكرة المجتمع.

2. استنزاف قدرات الدولة المالية والقدرات الشابة التي انصبت على الجانب العسكري وتوقع العطار أن المليشيات سيحتفظون بالسلاح المتوسط والبسيط وربما سيكون الحشد جزء من الجيش العراقي.

وخرج الملتقى بهذه التوصيات:

1. يمكن صياغة مشروع لجيش أو حشد شعبي احتياطي مجرد لديه امتيازات وإمكانيات للعيش ولكنه جندي تحت الطلب.

2. تلافي قضية الحرب بين الطوائف وتخفيف أعباء الميزانية والمرجعية لها الكلام الفصل في هذا الموضوع.

3. يمكن استثمار الصورة الجيدة التي أعطاها الحشد الشعبي للشيعة في العراق استثمارا ايجابيا جيدا باتجاه التهذيب وليس باتجاه عسكرة المجتمع.

 

اضف تعليق