q

الإحباط هو حالة نفسية تصيب الشخص، نتيجة تعرضه لمختلف مصاعب الحياة والضغوطات الاجتماعية، والكثير من المشكلات ومواقف الفشل، أو عدم الوصول للنجاح المرغوب فيه أو المخطَّط له، بالإضافة إلى تعرض الإنسان إلى ظروف أقل ما يمكن أن توصف بأنها سيئة أو محبطة، وقد يقف أمامها مكتوف الأيدي ولا يحرك ساكنا، ولا يستطيع مواجهتها لأسباب عديدة، مما يصيبه ذلك بحالة من القلق، والتوتر، واليأس الشديد، وهذا الشعور أو الحالة النفسية السيئة، قد تؤدي إلى انهيار الشخص أو أسرته وبالتالي يشكل هذا خسارة للمجتمع.

أسباب الإحباط

لقد ذكرنا بعض الأسباب التي تقف وراء الإحباط فيما سبق، ولكن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشعور السيئ بالفشل، ومنها الشعور بعدم النجاح والفشل المتكرر في مواقف متعددة أو في تجارب عملية او فكرية متتالية، وعدم قدرة الإنسان على فعل ما يريد، كأن يبحث عن عمل ولا يجد ما يناسبه لعدة محاولات متتالية، وقد يأتي بسبب أشخاص آخرين، أو مثلا فيما يحدث للشاب عند الخوص في علاقة مع أصدقاء تنتهي بالفشل.

كذلك عند خسارة مشروع معين مثلا، أو فشل الدراسة يعد من الاسباب المهمة ايضا، أو يحبط نتيجة عدم التوصل لحلول للمشكلات التي يواجهها هو أو مجتمعه، وليس الفرد فقط من يقع بالإحباط واليأس، بل أحيانا شعوب بأكملها تصل لحالة الإحباط هذه، فخروجها من مأزق ودخولها في مأزق آخر يتسبب في توليد مشاعر الإحباط ولا أمل، ولكن الفشل وعدم تحقق الأهداف يفترض به أن يعلم الإنسان مواقف جديدة للنجاح والتقدم نحو الأمام وتجاوز الواقع، فلا يرتكب الأخطاء نفسها، ولا يدع الزمان يكرر نفسه.

علاج الإحباط أو الحد منه

ينبغي السعي إلى تبسيط الضغط النفسي، ومحاولة إيجاد حلول بديلة للعامل المؤدي إلى الإحباط سواء من خلال الخبرة الشخصية، أو الاستعانة بخبرة أشخاص آخرين، تغير الروتين اليومي، وخروج من هذه الحالة بالسفر لفترة، وممارسة الرياضة، التكلم مع الآخرين، وبوح ما موجود بداخل الشخص، وهذا الأمر يؤدي إلى راحة نفسية، والتخلص من هذا الشعور، إذا راودك الشعور بالبكاء أثناء مرورك بهذه المرحلة فلا تحبس دموعك، واعلم أن كل أمر عسير لا يبقى على حاله فالوقت جدير بإنهاء ما تعانيه، من حالة مزاجية سيئة، حيث إن دوام الحال من المحال، وهذه سنة الحياة، استمع أو اقرأ عن تجارب الآخرين، وطريقة مقاومتهم للظروف الصعبة والحالات الحرجة، وتعلم منهم كيفية تخطي العقبات التي تواجهك، واعلم أن تخطي هذه المرحلة هي دليل، على وجود قوة بداخلك تدعمك، للانطلاق إلى الأمام، وصعود أول درجة من سلم النجاح.

نصائح معينة في هذا المجال

لا تنتظر الرحمة والعطف من الآخرين وتقديم العون لك، لأن هذا العون قد يأتي وقد لا يأتي، وهذا ينطبق على الشعوب، كما ينطبق على الأفراد، فلا أحد يشعر بما تشعر به من مشاعر، ولا أحد يستطيع أن يضع نفسه بالكامل في مكانك، عليك أن تقف من جديد، ومحاولة أخر والتعلم من السابقة، والاثبات إلى الآخرين، بعدم وقوعك بسرعة والاستسلام إلى الضعف والياس، اعلم دوما أن الإنسان الناجح، هو من يتعرض للنقد والمحاربة ومحاولات الإحباط والتدمير، فالبعض لا يحب أن يرى الآخرين بحال أفضل منه، أو يرى نجاحه بفشل الآخرين، فيعمل على محاربتهم، وتقويض نجاحاتهم بشتى الطرق، وما أكثر هؤلاء في زماننا، فلا تساعد أعداءك على تدمير ذاتك وتحقيق مخططهم، فتكون عدو نفسك، وتدمر إنجازاتك ونجاحاتك بنفسك وبأفكارك السلبية عن ذاتك وقدراتك، فركز على مصادر قوتك لا مصادر ضعفك.

ولأهمية هذا الموضوع وارتباطه بالشعور النفسي، وتأثيره على الفرد وبالتالي خلق مجتمع ضعيف ومنهزم، يشعر باليأس، بادرت (شبكة النبأ المعلوماتية)، في جولة استطلاعية، وطرحت بعض التساؤلات على أشخاص يشعرون بالاحباط، فضلا عن بعض المختصين، وكان السؤال الأول:

- كيف يمكن التخلص من الاحباط الناتج من صعوبات الحياة؟.

التقينا الأستاذ (مهدي صالح حسن)، موظف في دائرة حكومية، فأجابنا قائلا:

الاحباط هو عبارة عن آفة تأكل كل أهداف واندفاعات الإنسان، وتحوله من إنسان مفيد ونافع بالمجتمع، إلى أخر غير مهتم لمستقبلة، وعدم تحقيق أهدافه، وينتج من خلال صعوبات الحياة، وما نواجه في العراق من مستقبل مجهول، وأحداث اقتصادية واجتماعية وسياسية قاسية، وتحوي على صعوبات قد تصل إلى المستحيل، ويمكن التخلص من هذا الاحباط من خلال، الطموح نحو مستقبل أفضل، وأن ما حدث ليس بيدنا، قد يكون بسبب أشخاص يحاولون التخلص منك، وقد يكون اختبار لك، ولذلك استفد من تجاربك الفاشلة، وانسى كل شيء ماضي، فهي ذكريات فقط، أما الأهم فهو المستقبل القادم، والعمل علية بكل جهد وأمانه وصدق.

ثم التقينا الشاب (ياسر عمار)، طالب كلية علوم النفس جامعة بغداد، فقال:

علينا أن نأخذ الشعور بالاحباط بجديه، لان أثاره سوف تدوم على الشخص والعائلة والمجتمع، أب العائلة أن أصابه اليأس والشعور بانه فاشل، وغير قادر على عمل شيء لعائلة، ستكون هنا المشكلة الرئيسية، وكذلك من رئي الشخصي أن الحكومة لها دخل بهذا الاحباط، من خلال أن الأشخاص الذين يصيبهم الاحباط هو العاطل عن العمل، والفقر، والخريج بلا تعين، هؤلاء أصابهم اليأس، وعلينا أن نعمل جميعنا للتخلص من الاحباط، لبناء مجتمع مفعم بالحيوية، والاندفاع والنشاط عن الشباب، ونحن نحدد مصيرنا لا أن نبقى مكتوفي الايدي ولا نعرف القادم، لذا نتخلص منه، من داخلنا والقضاء علية، بتغير روتين اليومي، وتمسك بهواية معينه، وجعل أكثر من خيار أمامك عند الفشل.

وأخيرا التقينا الأستاذة (منار حيدر)، جامعة بابل، فأجابتنا قائلة:

الاحباط هو شعور ينتابنا حين الفشل، أو التوقعات الخاطئة في بعض أمور الحياة، والتسرع في اتخاذ الاعمال، وقد يكون تقصير بعض الاحيان، ويمكن الحد منه، نسيان الأمور المتسببة بهذا الشعور، وعلينا أن نعم بقاء الحال من المحال، فما تعيشه من إحباط وألم لن يدوم، وكلما ازداد الكرب والألم والضيق اقترب الفرج، فعلينا بالإصرار والعزيمة على النجاح والتغيير والوصول للمبتغى، فنقطة الماء كفيلة بأن تثقب الصخر أن قررت بالاستمرار وعدم الهزيمة.

أما سؤالنا الآخر فهو كما يلي: هل يوجد للمؤسسات الاجتماعية، ووسائل الإعلام دور للحد من الاحباط؟.

أجابنا الأستاذ (حسين فاضل الطفيلي)، اعلامي وكاتب:

إن اساس الحد من الاحباط، هو عن طريق تدخل الاعلام والمؤسسات، من خلال نشر النصائح والمعلومات عن الاحباط، ومحاولة وصول إلى أشخاص أصابهم هذا الشعور، ومساعدتهم للتخلص منه، وللمؤسسات دور كبير للحد من هذه الموضوع النفسي، وذلك بتوفير الشيء الذي تسبب بهذا الشعور، والإعلام يجب علية عمل فيديوهات وبرامج وطرق توضيحية، وبيان النتائج المستقبلية، ورسوخ الحيوية والنشاط والطاقة في داخل هؤلاء الافراد.

اضف تعليق