q

بات السرطان اليوم من إحدى المشكلات العالمية، ولم يتم اكتشاف العلاج الفعال له حتى الآن، لكن هناك العديد من العوامل التي تساعد على الإصابة فيه منها وجود المرض في أحد الأقرباء، وهناك احتمال زيادة نسبة الإصابة بالمرض عند النساء اللواتي كان أول حمل لهن بعد سن الثلاثين، وأيضا التدخين والإفراط في تناول الكحول هي من العوامل التي من المعتقد أن تكون مرتبطة بالمرض.

ويمكن معالجة المرض قبل أن يتفاقم إذا تم اكتشافه مبكرا، ففي السنوات الأخيرة توصل الأطباء إلى انجازات كبيرة في مجالي الكشف المبكر والعلاج لمرض سرطان الثدي، فانخفض بالتالي عدد الوفيات الناجمة عنه، لان أهمية الكشف المبكر للمرض تكمن في نسبة الشفاء التي تتجاوز 95% إذا كان الورم في مراحله الأولى.

ومن أعراضه ظهور كتلة في الثدي، زيادة في سماكة الثدي أو الإبط، إفرازات من الحلمة، انكماش الحلمة، ألم موضعي في الثدي، تغير في حجم أو شكل الثدي، علماً بأن بعض هذه التغييرات تحدث طبيعياً عند الحمل أو الرضاعة أو قبل الحيض وبعده عند بعض النساء، وتتواصل الدراسات حول تفاقم وانتشار هذا المرض حيث كشف علماء عن بعض التركيبات الوراثية في الأورام يرجح أن تكون مسؤولة عن عودة مرض السرطان، وقال العلماء إن استهداف هذه الجينات قد يكون حاسما في علاج المرضى، فالسرطان يعود لدى واحد من كل 5 أشخاص، إما بمكان الورم نفسه أو في جزء آخر من الجسم.

بالإضافة إلى إن النساء المصابات بتغير جيني وراثي يكون خطر إصابتهن بسرطان الثدي كبيرا جدا، وفي النهاية ليس كل تغير في الثدي هو ورم وليس كل ورم هو خبيث، لكن يجب عدم إهمال أي ورم أو تغير في شكل الثديين ومن الضروري مراجعة الطبيب، سرطان الثدي مرض خبيث ينتج عن النمو غير الطبيعي لخلايا الثدي، يبدأ السرطان في الثدي ويتميز بقدرته على الانتشار لمواقع الجسم الأخرى، فيصيب النساء على اختلاف أعمارهم وكذلك يصيب الرجال لكن النسبة الأكبر للنساء، فتكون المرأة معرضة أكثر للإصابة عندما تبلغ أكثر من خمسين عاماً، ويتسبب السرطان في موت أعداد كبيرة منهن حول العالم.

عندما تُصاب بالسرطان، تقول لنفسك (لماذا أنا؟)، ولم أكن أعرف ساعتها هل كانت الإصابة بسبب التشوهات الوراثية التي انتقلت إلي، أم أسباب أخرى تتعلق بالعادات الصحية او النفسية لدى النساء، إنّ السرطان مرض انتشر بشكل واسع في أيامنا هذه وأخذ منا الكثير من الأشخاص فهو مرض يصيب خلايا الجسم ويحدث فيها نموٌ أو تضخّم بشكل مبالغ به، ومنه الورم الحميد ومنه الورم الخبيث، ويمكن أن يعالج في بعض الحالات عن طريق جرعات كيميائية أو استئصال للورم، وهناك كثيرون نجوا من هذا المرض.

الى ذلط توصلت دراسة علمية إلى أن سرطان الثدي قد يعاود الظهور مرة أخرى بعد بقائه خاملا لنحو 15 عاما بعد علاجه بنجاح.

وتعد النساء اللواتي أصبن من قبل بأورام كبيرة وسرطانية وامتدت إلى العقد الليمفاوية أكثر عرضة لخطر عودة السرطان مرة أخرى بنسبة تصل إلى 40 في المئة، أخيراً، أظهرت دراسة حديثة أن النساء الأمريكيات من أصول أفريقية والنساء البيض اللاتي دأبن على فرد الشعر باستخدام مواد كيماوية أو صبغه باللون البني الداكن أو الأسود يواجهن خطر الإصابة بسرطان الثدي أكثر من غيرهن.

سرطان الثدي "قد يعود بعد 15 عاما من انتهاء العلاج"

وقال باحثون في دراستهم، المنشورة في دورية "نيو إنغلاند أوف ميديسين"، إن التوسع في استخدام العلاج الهرموني قد يحد من خطر عودة الورم، وحلّل العلماء تطور المرض لدى 63 ألف امرأة، أصبن جميعا بالأشكال الشائعة لسرطان الثدي، على مدار 20 عاما، ويغذي هذا النوع من الأورام هرمون الأستروجين، الذي يحفز الخلايا السرطانية على النمو والانقسام، ويتلقى كل مريض مجموعة أدوية، مثل مثبطات التاموكسيفين أو الأروماتاس، التي تمنع آثار الأستروجين أو تمنع وصول إمدادات الهرمون.

وعلى الرغم من مرور خمسة أعوام من علاج السرطان، وجدت بعض السيدات أنه بعد 15 عاما انتشر السرطان في باقي أجزاء الجسد، بينما انتشر في جسد بعضهن بعد 20 عاما، وذكرت الدراسة أن النساء اللائي أصبن بأورام كبيرة وسرطانات كانت قد انتشرت إلى أربعة عُقَد ليمفاوية أو أكثر كن أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان خلال السنوات الـ 15 التالية.

وتعد النساء اللائي أصبن بسرطانات صغيرة ولم تنتشر في العقد الليمفاوية أقل عرضة لانتشار السرطان بنسبة 10 في المئة خلال هذه الفترة.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، هونغشاو بان، من جامعة أكسفورد: "من اللافت بقاء سرطان الثدي خاملا لهذه الفترة الطويلة ثم انتشاره بعد سنوات عديدة، مع استمرار الخطر نفسه لسنوات، واستمرار ارتباطه بقوة بحجم السرطان الأصلي، واحتمالات انتشاره إلى العقد الليمفاوية."

ومن المعروف لدى الأطباء منذ وقت طويل أن التاموكسيفين يُحد من مخاطر عودة السرطان بنسبة تصل إلى الثلث خلال الأعوام الخمس التي تعقب توقف العلاج.

وأشارت دراسة حديثة إلى أن التوسع في استخدام العلاج بالهرمونات لنحو 10 أعوام ربما يكون أكثر فعالية في منع سرطان الثدي من العودة أو الوفاة، ويُعتقد بأن مثبطات الأروماتاس، التي تعمل فقط مع السيدات في المرحلة ما بعد انقطاع الطمث، أكثر فعالية، لكن ثمة آثارا جانبية في استخدام العلاج بالهرمونات، إذ يمكن أن يؤثر استخدامه في نمط حياة المريض وجودتها، ويدفعه إلى التوقف عن تلقيه.

وقال أرني بوروشوثام، كبير مستشاري الأبحاث السريرية في مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية، وهي المؤسسة التي مولت الدراسة: "نحن بحاجة إلى معرفة ما الفارق الذي يمكن أن يظهر في تلقي لعلاج الهرموني لمدة 10 سنوات بدلا من خمس، وكذلك الآثار الجانبية وكيفية تأثيرها في طبيعة حياة المرضى ونوعيتها."

وتقول سالي غرينبوك، من مؤسسة "سرطان الثدي الآن" الخيرية، إنه من الضروري أن تناقش النساء أي تعديلات في وسائل العلاج مع أطبائهن، وأضافت: "نحن ندعو جميع النساء اللواتي تلقين من قبل علاجا لسرطان الثدي إلى عدم الشعور بالذعر، لكن ندعوهن للتأكد من أنهن على وعي بأعراض عودة المرض، وأيضا التحدث إلى أطبائهن أو أطقم الرعاية الطبية المتخصصة في حالة شعورهن بأي مخاوف".

أمراض القلب

حذرت جمعية القلب الأمريكية من أن ما تحقق من تقدم في مجال علاج سرطان الثدي والذي قلل بدرجة كبيرة من حالات الوفاة في السنوات الأخيرة ترك أعدادا متزايدة عرضة لمشكلات في القلب قد تفضي إلى الوفاة.

وأكدت الجمعية في بيانها العلمي عن الصلة بين سرطان الثدي وأمراض القلب أن العلاج الكيماوي يمكن أن يضعف عضلة القلب وأن بعض الأدوية الأحدث يمكن أن تزيد من احتمالات السكتة القلبية وأن العلاج الإشعاعي يتسبب في اختلال ضربات القلب ويحدث خللا هيكليا في الشرايين وصمامات القلب.

وقالت الدكتورة لاكسمي مهتا التي قادت فريق البحث ومديرة قطاع الوقاية من أمراض القلب وصحة القلب عند المرأة بالمركز الطبي الجامعي في كولومبس بولاية أوهايو إن أمراض القلب والشرايين هي السبب الأول للوفاة بين النساء وتتزايد مخاطرها مع التقدم في السن، وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني ”ومن ثم، فمع ارتفاع متوسط أعمار الناجيات من سرطان الثدي تتزايد مخاطر إصابتهن بأمراض القلب والشرايين“، وأكد بيان الجمعية على أن الناجيات من سرطان الثدي خاصة اللائي تزيد أعمارهن عن 65 عاما عرضة للوفاة بأمراض القلب أكثر من الوفاة بالأورام السرطانية، وقالت مهتا إن ذلك لا يعني أن تترك النساء علاجات السرطان التي تنقذ حياتهن لكنه يعني أن عليهن أن يكن أكثر وعيا بالآثار الجانبية المتعلقة بالقلب وأن يراقبن حالة القلب أثناء العلاج وبعده.

جدل الفحص السنوي للثدي بالأشعة

قال باحثون أمريكيون إن الفحص السنوي للثدي بالأشعة السينية للنساء اعتبارا من سن الأربعين من شأنه الحيلولة دون معظم حالات الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الثدي، وتأتي هذه الدراسة في مواجهة توصيات طبية أكثر تحفظا تأخذ في الاعتبار فوائد وأضرار الفحص بالأشعة السينية، وتوصلت الدراسة بقيادة طبيبة الأشعة إليزابيث آرليو المتخصصة في فحص الثدي بالأشعة في كلية طب ويل كورنيل ومستشفى نيويورك برسبيتريان، إلى أن الفحص السنوي للثدي بالأشعة السينية بين سن 40 و80 عاما يمكن أن يخفض الوفيات بالسرطان بنسبة 40 في المئة، ويقارن هذا مع خفض الوفيات بنسبة بين 23 و 31 بالمئة في ظل التوصيات الحالية التي تدعو لإجراء فحوصات الأشعة للثدي بوتيرة أقل واعتبارا من سن أكبر.

وقالت آرليو، التي نشرت دراستها في (جورنال كانسر) ”الفحص السنوي للثدي بالأشعة بدءا من عمر أربعين عاما هو الاستراتيجية الأفضل للحيلولة دون الوفاة المبكرة بسبب سرطان الثدي“، وقال الدكتور أوتيس براولي المدير الطبي لجمعية السرطان الأمريكية إن الرأي القائل بأن الفحص السنوي بالأشعة للثدي ينقذ مزيدا من الأرواح ليس جديدا.

وتعترف الكثير من الجمعيات، وبينها جمعية السرطان الأمريكية وفريق العمل الأمريكي للخدمات الوقائية وهي لجنة مدعومة من الحكومة، بأن الفحص بالأشعة بدءا من سن الأربعين لدى النساء يكشف المزيد من حالات الإصابة بالسرطان، لكن الفحص في هذا السن يعطي أيضا أكبر عدد من حالات التشخيص الخاطيء.

وتوصل الفريق إلى أن الفحص السنوي بالأشعة بشكل منتظم بدءا من سن الأربعين ربما يقود إلى استدعاء معظم النساء إلى مكاتب الأطباء بسبب الانذارات الخاطئة وأخذ عينة لتحليلها يتضح لاحقا أنها سلبية وأن صاحبة العينة ليست مصابة بالسرطان.

وقال براولي إن فحص الثدي بالأشعة للنساء اعتبارا من سن الأربعين ينتج عنه احتمالات ”عالية جدا“ لصدور مؤشرات خاطئة على الإصابة بالسرطان في مقابل احتمالات ”صغيرة جدا“ لإنقاذ الأرواح، ونتيجة لذلك توصي جمعية السرطان الأمريكية بإجراء فحص الثدي بالأشعة للمرأة سنويا بدءا من سن 45 عاما وكل سنتين بدءا من سن 55 عاما، وفي المقابل يوصي فريق العمل المدعوم من الحكومة بإجراء فحص الأشعة مرة واحدة فقط كل عامين بدءا من سن الخمسين.

الصبغة الداكنة وكيماويات فرد الشعر

قالت تامارا جيمس تود المتخصصة في علم الأوبئة بعد الاطلاع على التقرير المنشور في دورية (كارسينوجينيسيس) "يراودني القلق بشأن صبغات الشعر الداكنة ومواد فرد الشعر"، وأضافت "يجب أن نفكر حقا في الاستخدام المعتدل للأشياء وأن نحاول حقا التفكير في أن نتجه بدرجة أكبر نحو الطبيعة".

ومضت قائلة عبر الهاتف "وجود شيء في السوق لا يعني بالضرورة أن استخدامه آمن بالنسبة لنا". وجيمس تود أستاذة بكلية تي.إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن ولم تشترك في الدراسة.

شملت الدراسة 4285 امرأة أمريكية من أصول أفريقية وبيضاء وهي الأولى التي ترصد زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء السود اللاتي استخدمن الدرجات الداكنة من صبغة الشعر والبيض اللاتي استعملن مواد فرد الشعر الكيماوية.

وزاد خطر إصابة النساء السود اللاتي ذكرن استخدام صبغات الشعر الداكنة بسرطان الثدي بنسبة 51 بالمئة عن نظيراتهن اللاتي لم يستخدمنها بينما كانت احتمالات إصابة النساء البيض اللاتي ذكرن استخدامهن مواد الفرد الكيماوية بسرطان الثدي أعلى بنسبة 74 في المئة، وأدهش الارتباط بين مواد الفرد وسرطان الثدي في النساء البيض أدانا ليانوس عالمة الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة راتجرز في نيوجيرزي التي قادت الدراسة وإن كانت شعرت بالقلق إزاء سلامة استخدام مواد الفرد بين النساء الأمريكيات من أصول أفريقية مثلها إلى حد أنها دعتهن للتوقف عن استخدامها قبل سنوات، وقالت "سألني كثيرون إن كنت أقول للنساء ألا يستخدمن صبغة الشعر أو مواد الفرد... أنا لا أقول ذلك. أعتقد أن من المهم أن نكون أكثر وعيا بما نتعرض له في المنتجات التي نستخدمها".

نوع الخلايا المناعية

قال باحثون إن الخلايا المناعية الطبيعية الموجودة قرب قنوات الحليب في أنسجة الثدي السليمة ربما تلعب دورا رئيسيا في مساعدة خلايا السرطان في الانتشار لأجزاء أخرى من الجسم في وقت مبكر من الإصابة بالمرض.

ويقول الدكتور جوليو أجيريه جيسو من معهد تيش للسرطان في كلية إيكهان للطب في نيويورك إن هذا قد يساعد في انتشار السرطان حتى قبل أن يتشكل الورم. ونشرت الدراسة يوم الثلاثاء في الطبعة الإلكترونية من دورية (نيتشر كوميونيكيشن).

وخلال دراسة سابقة ذكر الباحثون أن الخلايا المناعية التي تعرف باسم (الخلايا الأكولة) التي تحطم أي دخيل غريب عن الجسم، تلعب دورا مهما في هذه العملية. ومن خلال تجارب على الفئران وخلايا بشرية في المعمل وجد الفريق أن الانتشار يحدث حينما تنجذب الخلايا الأكولة إلى قنوات الحليب حيث تحدث سلسلة من ردود الفعل تمكن الخلايا السرطانية في مراحلها الأولى من مغادرة الثدي.

وقال أجيريه جيسو لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني ”وجدنا أنه بتعطيل هذه العملية يمكننا منع الانتشار المبكر (للمرض) وبالتالي الحيلولة دون تفشيه“، وتابع ”تدحض دراستنا الاعتقاد السائد بأن التشخيص المبكر والعلاج السريع يؤديان بالتأكيد إلى الشفاء“، وأضاف أن الدراسة يمكن أن تكون نقطة بداية لتطوير فحوصات لتحديد المريضات المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة والذي قد يكون من النوع القادر على الانتشار لأجزاء أخرى من الجسم، وتشمل الأبحاث المستقبلية للفريق تحديد نوع الخلايا الأكولة التي تساعد في الانتشار المبكر للسرطان وكيف تحدث العملية وهو ما قد يؤدي لتطوير علاجات جديدة.

التاريخ المرضي للأسرة

تشير دراسة أمريكية إلى أن احتمالات إصابة المرأة بسرطان الثدي يزيد عندما تكون أمها أو إحدى أخواتها مصابة بهذا المرض ويبدو أن الخطر المرتبط بالتاريخ المرضي للأسرة لا يتراجع مع تقدم العمر.

ويتم منذ فترة طويلة الربط بين التاريخ المرضي للأسرة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدى لدى النساء الأصغر سنا واللائي يتعين عليهن بشكل عام بدء فحص الثدي بالأشعة عندما يصلن إلى سن يقل عشر سنوات عن السن الذي تم تشخيص إصابة أمها أو أختها بالمرض، ولكن كان من المعتقد أن التاريخ العائلي يتراجع كعامل للإصابة بالمرض عند المسنات وغالبا ما تكف النساء عن الفحص الروتيني بالأشعة عندما يصلن لسن السبعين.

وقالت كبيرة معدي الدراسة ديجانا بريثوايت وهي من مركز لومباردي للسرطان في المركز الطبي بجامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة إن ”خطر الإصابة بسرطان الثدي يزيد مرتين تقريبا في النساء من كبار السن اللائي لهن تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض بالمقارنة مع النساء اللائي ليس لهن تاريخ عائلي“.

وقالت بريثوايت عبر البريد الإلكتروني‭‭ ‬‬”مع انتقالنا من التوصيات بالفحص بالأشعة بناء على السن إلى التوصيات بالفحص بالأشعة بناء على الخطر تشير نتائجنا إلى أن النساء الأكبر سنا ولهن تاريخ مرضي في الأسرة ربما يستفدن من الاستمرار بالفحص بالأشعة حتى بعد سن الرابعة والسبعين“.

وعلى الرغم من أن القواعد الأمريكية الحالية تنصح النساء بفحص الثدي بالأشعة مرة كل سنتين ابتداء من سن الخمسين وحتى سن الرابعة والسبعين لم تجد لجنة معروفة باسم (قوة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية) أدلة كافية بعد لتأكيد ما إذا كان يجب على المرأة مواصلة الفحص بالأشعة بعد هذا السن.

التهابات اللثة

أوضحت دراسة حديثة أن النساء اللائي يعانين من التهابات في اللثة تزيد احتمالات إصابتهن بأنواع شائعة من السرطان مقارنة مع نساء يتمتعن بصحة الفم، وركز الباحثون على ما يعرف بالتهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان (مرض دواعم السن) وهي التهابات خطيرة في الفم تسببها البكتريا. ويمكن أن يمنع تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والخيوط الطبية التهابات اللثة وهو نوع بسيط من أمراض اللثة لكن الحالات التي لا يتم علاجها قد تؤدي إلى تلف دائم في اللثة وعظام الفك، ووجدت الدراسة أنه مقارنة بنساء لا يعانين من مشاكل صحة الفم زاد احتمال إصابة نساء يشكين من التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان بمرض السرطان بنسبة 14 في المئة، وكان الخطر الأكبر يتمثل في سرطان المريء إذ تضاعفت احتمالات الإصابة به ثلاث مرات لدى النساء اللائي يعانين من التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان. كما زادت احتمالات إصابتهن بأورام الرئة 31 في المئة وبأورام المرارة 73 في المئة وبسرطان الثدي 13 في المئة وبسرطان الجلد 23 في المئة.

وقالت جين واكتاوسكي ويندي كبيرة الباحثين في الدراسة وعميدة كلية الصحة العامة بجامعة بافالو في نيويورك ”نعرف أن التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان قد يسبب فقد الأسنان إذا لم يتم علاجه كما يرتبط بالسكري وأمراض مزمنة أخرى“، وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني ”هنا وجدنا رابطة بالسرطان... ورغم أنها غير مؤكدة فالحفاظ على نظافة الفم قد تساعد في خفض احتمالات الإصابة بالسرطان“.

وذكر الباحثون في دورية (كانسر إبديميولوجي آند بيوماركز آند بريفينشن) أن التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان يرتبط بعدة أنواع من السرطان في فترة ما بعد انقطاع الطمث حتى لدى النساء اللائي لم يدخن مطلقا.

وكانت النساء المدخنات حاليا أو سابقا اللائي يعانين من هذه الالتهابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنحو 20 في المئة، وقالت واكتاوسكي ويندي إنه في حين أن الأسباب الدقيقة للصلة بين أمراض اللثة والسرطان غير واضحة فمن الممكن أن تنتقل البكتريا من الفم لأجزاء أخرى من الجسم، وأضافت أن البكتريا تدمر الأنسجة الضامة بين الأسنان واللثة وتشكل جيوبا تسمح للعدوى بالاستمرار ثم في النهاية تدخل مجرى الدم. وبعدها تنتقل البكتريا لمواقع أخرى وتسبب التهابات تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

إعادة بناء الثدي

تشير دراسة هولندية صغيرة إلى أن النساء اللائي أجريت لهن جراحات لإعادة بناء الثدي بعد استئصاله أكثر عرضة للإصابة بنوع نادر من السرطان يطلق عليه سرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة، وهذا نوع شرس من السرطان يصيب خلايا الدم البيضاء وعادة ما يصيب كبار السن وهو أكثر شيوعا بين الرجال.

وقال الباحثون في دورية جمعية الطب الأمريكية للأورام إن عدد النساء المصابات بسرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة في الثدي تزايد في السنوات الأخيرة مما أثار القلق من أن السبب قد يكون جراحات إعادة بناء الثدي.

وفحص الباحثون في هذه الدراسة بيانات مريضات سرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة بالثدي في هولندا بين 1990 و2016، وأظهرت الدراسة أن 32 من 43 حالة كانت قد أجريت لهن جراحات لإعادة بناء الثدي بالمقارنة مع امرأة واحدة فقط من بين 146 مصابة بأنواع أخرى من سرطان الثدي.

ويشير ذلك إلى أن النساء اللائي أجريت لهن جراحات لإعادة بناء الثدي بعد استئصاله أكثر عرضة 421 مرة للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة. لكن احتمالات الإصابة بهذا المرض تقل عند بلوغ سن 75 عاما فتصاب امرأة واحدة فقط بهذا المرض من كل 6920 امرأة أجريت لها جراحة لإعادة بناء الثدي.

وقال الدكتور دافني دي جونج كبير الباحثين في الدراسة وهو من المركز الطبي لجامعة في.يو في أمستردام ”من المهم أن تكون المرأة على علم باحتمال إصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة عند التفكير في مسألة إعادة ترميم الثدي“، وأضاف أنه في حين أنه ليس من الواضح بالضبط لماذا تؤدي جراحة ترميم الثدي إلى زيادة خطر هذا النوع النادر من السرطان، فمن الممكن أن يكون ذلك بسبب استجابة جهاز المناعة أو الإصابة بالتهابات بعد الجراحة.

سرطان المبيض قد ينتقل وراثيا من الأب إلى ابنته

أعلن علماء أمريكيون أنهم تمكنوا من تحديد تحول جيني قد يزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض وينتقل وراثيا من الأب إلى ابنته، ويصل هذا التحول الجيني للإناث من الأب من خلال الكروموسوم X، وهو مستقل عن الجينات الأخرى المعروفة بقابليتها لنقل الأمراض، والتي يمكن اختبارها بالفعل لتحديد قابلية إصابتهن بامراض خطيرة مثل السرطانات، ويقول الخبراء إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هوية ووظيفة هذا الجين، ونشرت أحدث النتائج في مجلة بي إل أو أس جينتكس PLoS Genetics.

وفي الوقت الحالي تجري الاختبارات على جين بي آر سي إيه BRCA للسيدات اللاتي لديهن تاريخ عائلي قوي في الإصابة بالسرطان، ويُزيد هذا الجين من احتمالات إصابة النساء بسرطان المبيض والثدي.

وتعد الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، من أشهر حالات وجود جين بي آر سي إيه 1 (BRCA1) الذي انتقل لها من والدتها، مما جعلها عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 87 في المائة وسرطان المبيض بنسبة 50 في المائة، فأجرت جراحة وقائية واستأصلت مبيضها.

ويعتقد الباحثون بوجود أسباب أخرى وراثية كثيرة للإصابة بسرطان المبيض، بعضها من خلال كروموسوم X وينتقل للفتيات من الأب.

واستهدف الدكتور كيفين إنغ وزملاؤه في معهد روزويل بارك للسرطان، أحد الجينات ويدعى إم إيه جي إي سي 3 (MAGEC3)، والموجود في كروموسوم X في الآباء، وتعد الأبحاث التي جرت على العلاقة بين الإصابة بسرطان المبيض والجينات الموروثة من الأب في مرحلة مبكرة مقارنة بتلك المرتبطة بالجينات الموروثة من الأم.

وقال المسؤول الرئيسي عن الدراسة كيفين إنغ، من مركز روزويل بارك للسرطان الشامل في بوفالو، نيويورك :"ما علينا القيام به بعد ذلك هو التأكد من أن لدينا الجين المناسب من خلال تتبع تسلسل المرض في المزيد من العائلات. وأثارت هذه النتيجة الكثير من النقاش داخل مجموعتنا حول كيفية العثور على هذه العائلات المرتبطة بكروموسوم X".

وأضاف :"العائلة التي بها ثلاث إناث مصابات بسرطان المبيض تكون الإصابة نتيجة تحول كروموسوم X أكثر من السبب المعروف سابقا بتحول جين بي آر سي إيه BRCA "، وقالت الدكتورة كاثرين بيورث من أبحاث السرطان في بريطانيا :"يشير هذا البحث إلى أن بعض مخاطر الإصابة بسرطان المبيض لدى النساء يمكن أن تنتقل عن طريق عائلة الأب، فضلا عن الأم، بسبب الجينات المعيبة المكتشفة حديثا"، وأضافت :"في المستقبل، يمكن أن نساعد النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي من سرطان المبيض لفهم أفضل لخطر الإصابة بهذا المرض، وهذا أمر مهم لأن سرطان المبيض غالبا ما يتم تشخيصه في مرحلة متأخرة ويكون من الصعب علاجه"، وقال أنوين جونز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الهدف سرطان المبيض الخيرية :" إذا ما ثبتت هذه النتائج من خلال مزيد من البحوث، ستمثل خطوة هامة إلى الأمام في الوقاية من سرطان المبيض، وإنقاذ آلاف الأرواح".

اضف تعليق