q

الوقت في هذه الأيام ثمين، وذلك لتدخله في كافة مجالات الحياة، وهذا ما نراه في التزاماتنا وأعمالنا وأمور أخرى، لذا يجب علينا أن نرتب وقتنا، ونروضه لكي يكون أكثر فائدة لنا، والوقت هو عنصر جوهري له ارتباط وثيق بطموحاتنا وأهدافنا على المدى البعيد، وإن الارتباط والإحساس بتضييع وهدر الوقت، يمثل تحديا لنا قد يكون معنويا او ماديا، فهو يمثل عقبة وعائق بوجه إكمال وأتمام الواجبات التي تترتب علينا.

كذلك يتدخل الوقت في القدرة على تنمية وتطوير رؤيتنا على المستوى البعيد، وإن عدم ضبط وتنظيم الوقت، يكون له تداعيات وعواقب خطيرة، وربما مدمرة لأهدافنا ولأعمالنا المختلفة، التي نتعهد إنجازها وتنفيذها، لذا لا يجب أن يكون الوقت عدوا وخصما وعائقا، يحول دون إنجاز وتحقيق أهدافنا المنشودة، فعدم انتظام الوقت وترتيب المهام والأولويات، يجعلنا عرضة للارتباك وعدم الدقة، والارتجال في الأداء، وتضيع الفرص التي قد تصل بنا إلى مستقبل أفضل.

استثمار الوقت في الأعمال

هناك الكثير من الاعمال يمثل فيها الوقت العنصر الجوهري، والعامل الاساس لها، بحيث تحصل على ارباح كثيرة في وقت قصير، من هذه الاعمال، التفكير والتخطيط، والمراجعة والتدريب وتنمية المهارات، ووضع الاستراتيجيات لآليات العمل، والاجتماع الدوري مع أعضاء الفريق اذا كان العمل يتم ضمن فريق عمل، واهم هذه الاعمال هو التخطيط، وذلك لأهمية تخصيص وقت للتخطيط، فذلك يضع لك صورة ذهنية، لما يجب أن يكون عليه العمل لأجل تحقيق أهدافك، صحيح أن ذلك يستهلك من الوقت الحالي، إلا أنه يوفر الوقت عموما ويوجه العمل لما يخدم أهدافك، كما أن التخطيط للعمل اليومي يجعلك تفاضل بين ما يطرأ عليك من الأعمال، خاصة التي تطرأ من الآخرين، لذا يعتبر استثمار الوقت في هذه الأعمال، هو الوصول إلى القمة، بأسهل السبل.

بعض أسباب عدم انجاز الأعمال

مع تطور الحياة، تطور تأثير الوقت في جميع المجالات والجوانب الحياة، وكثرة المشاغل والالتزامات، وطرق العمل، لذا قد يعود عدم إنجاز أعمالنا لسببين الأول هو كثرة فرص الملهيات، من خلال التطور الموجود، ورغبات الإنسان المتعددة، والسبب الاخر هو كثرة الالتزامات في الحياة، وعدم استثمار الوقت بصورة صحيحة، هذه الاسباب ليست هي الوحيدة التي تعرقل عدم القيام بالأعمال، فقد يكون هناك سبب غير إرادي، وغير متعمد، أو تدخل ظروف معينة.

نصائح لاستثمار الوقت

كثير منا يعاني من مشكلة عدم القدرة على تنظيم الوقت، وبالتالي نقع تحت ضغط كبير، قد يفقدنا قدرتنا على التركيز وحسن التصرف، لذا علينا أن نستثمر وقتنا، بشكل صحيح، لكي لا نقع في مثل هذه الأمور، والأخذ بالنصائح لتسهيل علينا مهمة الاستثمار، ومن هذه النصائح، أدر أوراقك بشكل جيد، منها أوراق بحاجة إلى تفويض، وأخرى بحاجة إلى إجراء سريع، وبعضها يؤجل ويحفظ في ملف، وجزء يتم التخلص منه، وتجنب التأجيل والتسويف والمماطلة،كذلك قم بالمهام غير المحببة أولا، وانتبه إلى الوقت الضائع، ويجب التركيز على الهدف معين، فلا يصح الانشغال بأكثر من عمل في وقت واحد، وتضييع الوقت في أمور غير مفيدة كتصفح الإنترنت والتكلم مع الأصدقاء، أو قضاء وقت راحة طويل، والتركيز على إنجاز الهدف في الوقت المطلوب، ويجب التخلص من جميع الأمور التي قد تشغل عن الهدف كإغلاق الهاتف والإنترنت.

ولمعرفة اكبر بخصوص هذا الموضوع، وأهمية الوقت في حياة الفرد والمجتمع، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية)، بجولة استطلاعية، وطرح التساؤلات على الأفراد والجهات المختصة، والمؤسسات المعنية، ومن يهمه الأمر في هذا الموضوع، وكان السؤال الأول:

- لماذا لا ننهي أعمالنا في أوقاتها؟.

أجابنا الدكتور (خالد العرداوي)، أكاديمي في كلية القانون، جامعة كربلاء، ومدير مركز الفرات للبحوث والدراسات، بالقول:

إنجاز الأعمال في وقتها، جزء من ثقافة وقيم الإنسان، فالثقافة والقيم التي تعد احترام الوقت، من القيم المحرم انتهاكها وتدنيسها، تجد أن الناس يتسابقون لتأكيد احترامهم للوقت، عند قيامهم بإنجاز المهام والعكس صحيح، بالنسبة للأمم المعتادة في ثقافتها وقيمها، على عدم احترام الوقت عند إنجاز المهام، لن تجد في ذلك ضير، او شيء يخدش الضمير، او المكانة للإنسان، فيكون التأخير في الإنجاز ديدن أبنائها حكاما ومحكومين.

كذلك قد يدل عدم الإنجاز، على عدم شعور القائم بالعمل بقيمة ما يعمل، بسبب الإحباط او الشعور بالتعاسة والفشل، فالمعروف أن الإنسان يتسابق لإنجاز، ما يحب وما يشعر بقيمته في حياته، ام مع غياب ذلك، فيكون الأداء ناجم من الحاجة المعاشية، أكثر من طموح الإنسان وتطلعه إلى المستقبل،

اخيرا أجد ثلاثية الثقافة والقيم والشعور بقيمة العمل، هي الأسباب الكامنة وراء التعجيل بإنجاز المهام او المماطلة فيها، وهي تشكل أيضا المعيار لاستحقاق المجتمع للتطور والتقدم إلى الأمام، او التباطؤ والتراجع إلى الخلف.

والتقينا أيضا الدكتور (خليل الخفاجي)، اكاديمي في كلية التربية، جامعة كربلاء، فأجابنا قائلا:

كل شخص لا يستطيع إنهاء اعماله اليومية نتيجة لما يلي:

1. كثرة الاعمال اليومية وتشعبها.

2. عدم كفاءة الشخص في ادارة العمل وتخبطه في اداء واجبه، لأنه يجب تطبيق مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب.

3. تدخل المسؤولين في بعض الاعمال، قد يؤثر على اداء واجب الشخص.

4. الرشوة والمحسوبية وغيرها، تؤثر في اداء اي شخص.

5. تخبط في فهم ودراية اي قرار واصبح كل شخص يفسر على هواه.

6. بلد ينتابه الفساد، والرشوة، والمحسوبية، في كل مفاصل الدولة، لذلك لا يمكن أن ينتهي اي عمل في وقته.

وأجابت الأستاذة ( نور جاسم )، معلمة في احدى مدارس محافظة بابل، بالقول:

الوقت هو المساعد الأول في تحديد مصيرنا، لذا من الواجب علينا أن نستثمره بصورة جيدة، وهذا الاستثمار نحصل عليه، من خلال التخطيط التام المنظم، إن التأخير في أعمالنا، وعدم إكمال الأعمال في وقتها، قد يعود الى كثرة الالتزامات، والمعوقات، وقد تكون هناك يد خارجية هي السبب بهذا التأخير، لذا أفضل النصائح لإكمال الأعمال في وقتها هي العدل في توزيع الوقت بين العمل والمنزل والصحة، فيجب إعطاء كل ذي حق حقه دون تقصير، في جانب ما، ويفضل كتابة المهام اليومية أو الأسبوعية على ورقة أو مذكرة، لتنفيذها دون نسيان أمر مهم.

وأخير التقينا الأستاذ (منير سلمان السلطاني)، موظف في شركة الاتصالات، فقال في إجابته:

إن اقتناص الفرص الذهبية، لا تأتي إلا بالمواظبة، والعمل بشكل مستمر وجيد، وهذا كله يحدث من خلال استثمار الوقت، ويجب أن نكون دائما مبادرين، إلى البحث والكشف عن الفضاءات والمجالات القادرة على منحنا المجال لإبراز وإظهار قدراتنا ومهاراتنا، في مجال الاستفادة من الوقت، وأن أسباب عدم إكمال الأعمال في وقتها، هو التطور المستمر الحاصل في المجتمعات، وهذا يعني كثرة الحاجات والمتطلبات، وأيضا صعوبة هذه المهام مع وجود هذه التطور، لذا تحتاج إلى وقت أكثر لإتمامها.

اضف تعليق