التكامل والتكافل الاجتماعي في الإسلام

سيرة رسول الله (ص) نموذجاً

من محاضرات آية الله العظمى الإمام صادق الشيرازي (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم

(ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً)..

كيف دخل الناس أفواجاً في الإسلام؟!!.

في الأديان السابقة لا يوجد مثل هذا التعبير، وفي بدء عهد الإسلام كانت التعبئة واسعة من صنوف الكفّار والمشركين ضد الإسلام، وضد رسول الإسلام (ص)، فكيف انقلبت الموازين؟.

لبث رسول الله (ص) ثلاثة عشر عاماً في مكة يدعو إلى الله، فحصيلة كل هذه الأعوام الثلاثة عشر كم فرداً وكم شخصاً أعلنوا إسلامهم لرسول الله (ص)؟ انظر في التاريخ فستجد أن عددهم لا يبلغ المئتي شخص من الشيوخ والنساء، والشباب والكهول.

ثم هاجر (ص) إلى المدينة، ولم يكمل السنة العاشرة هناك، مكث في المدينة أقل من عشر سنوات، ومع ذلك يقول الله عز وجل: (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً)، الفوج الواحد أحياناً كان يبلغ المئات، فوج واحد في يوم واحد، اقرأوا في التاريخ كيف كان يفد الناس على رسول الله (ص) ويسلمون ويعلنون إسلامهم، في يوم واحد ألوف البشر.. حتى نقل بعض المؤرخين أن حصيلة هذه السنوات العشر تقريباً - وهي ليست عشر سنوات وإنما أقل - ممن أعلنوا إسلامهم، بلغت مليون إنسان مسلم.

مليون مسلم نسبة عالية قياساً إلى إجمالي عدد البشر في ذلك اليوم. بعض حدد عدد البشر في ذلك اليوم بمئة مليون، على كل الكرة الأرضية، ومع هذا ففي خلال أقل من عشر سنوات يعلن مليون إنسان إسلامهم، فما السبب يا ترى؟!!.

نفس هذا الرسول (ص)، ونفس الوحي من الله، ونفس القرآن الكريم، لم تمض عليه عشر سنوات، حتى أسلم مليون إنسان!!، كما أن المنطقة هي نفس المنطقة، وفي نفس الجزيرة العربية، فما السبب؟.

نماذج تبلغ المئات في تاريخ رسول الله، هذه النماذج بمثابة عرض جديد للعالم، بل كل واحد من هذه النماذج هو عرض جديد للعالم، لو عرض بأسلوب مناسب اليوم، فسترون الناس يدخلون في دين الله بالملايين، ولكن مع الأسف ليس هناك عرض جيد، فمن يتولى هذا العرض الجيد؟!!.

السبب هو أن رسول الله (ص) لما كان في مكة المكرمة، حيث الضغوط الكثيرة من قبل المشركين، وصنفوف التعذيب الوحشي التي كانت تقع على المؤمنين، لم يبق مجال للرسول (ص) ليبين أبعاد الإسلام، ولكن في المدينة المنورة توفرت الفرص؛ لذلك أعلن رسول الله (ص) السياسة الإسلامية، و الاقتصاد الإسلامي، أعلن رحمة الإسلام، أعلن أبعاد الإسلام، بأقواله وطبقها بأعماله حرفياً.

المشركون رأوا في الإسلام شيئاً جيداً، ورسول الله (ص)، في كل تاريخه، لم يجبر حتى شخص واحد على الإيمان، (لا إكراه في الدين)، بل كان  (ص) على العكس من ذلك تماماً؛ فاليهودي كان يكذّب رسول الله (ص)، ويكذب القرآن الكريم، وكان يزعم أنه بعد موسى (ع) لا يوجد هناك نبي، فهذا الرجل يدعي النبوة؛ أي إنه رسول كاذب - بزعمهم - !!.

وكانوا يواجهون رسول الله (ص) بذلك قولاً وعملاً، رغم أن رسول الله (ص) كان رئيس حكومة في المدينة المنورة، وكان الرجل المطاع، بل حتى بعد رحيله (ص) عن هذه الدنيا، كان يتواجد هناك يهود ومشركون ونصارى، ولم يجبر واحد منهم على الإسلام، بل على العكس، وهنا أؤكد على إمعان النظر في بعض مجلدات (بحار الأنوار) للعلاّمة المجلسي (رض) ، الخاصة بتاريخ رسول الله (ص)، فستجدون الكثير من الكنوز الفكرية العظيمة في هذا الصدد.

فرادة القانون الإسلامي

رسول الله (ص) يمرّ على شخص يهودي من أولئك المكذبين بالوحي وبالقرآن الكريم، وكان ذلك اليهودي يملك دكاناً يقع في الطريق الذي يجتاز به النبي الأكرم (ص) غالباً.  في يوم من الأيام يتغيب اليهودي، فسأل عنه، فقيل له أنه مريض، فذهب رسول الله (ص) إلى عيادة هذا المكذّب بالرسالة السماوية، فتعجب اليهودي من ذلك، وانقلب ولام نفسه وآمن.

كيف حصل هذا  الأمر؟

نماذج تبلغ المئات في تاريخ رسول الله، هذه النماذج بمثابة عرض جديد للعالم، بل كل واحد من هذه النماذج هو عرض جديد للعالم، لو عرض بأسلوب مناسب اليوم، فسترون الناس يدخلون في دين الله بالملايين، ولكن مع الأسف ليس هناك عرض جيد، فمن يتولى هذا العرض الجيد؟!!. المؤمنون هم الذين يفعلون ذلك، وكل واحد منهم مسؤول عن هذا الأمر،  يتعلم النماذج ثم يعرضها جيداً، ليرى كيف يدخل الناس في دين الله ملايين ملايين. إذ في ذلك اليوم كان مجموع كل البشر حوالي مئة مليون إنسان، وهذا اليوم يربو تعدادهم على الستة آلاف مليون..

نشير إلى نموذج واحد، وهذا النموذج موجود في تاريخ الشيعة، وفي روايات الشيعة، وفي تاريخ السنة ورواياتهم، وأيضاً أثبته الذين أرخوا لرسول الله من غير المسلمين:

كان هناك أمر في الجاهلية قبل الإسلام، وهذا الأمر لا يزال موجوداً في عالمنا اليوم، ولعلّه موجود في معظم دول العالم، وهو مسألة ضريبة الإرث؛ فأيما شخص - أينما عاش وفي ظل أية حكومة كان، مسلمة أو كافرة - مات وترك أموالاً، فالحكومة تعتبر نفسها من الورثة، فتأخذ نصيباً يبلغ كذا في المئة من الإرث، ثم يوزع الباقي على الورثة.

قبل الإسلام كانت هذه الضريبة موجودة حتى لدى بعض العشائر، وعند المشركين كانت هناك بعض النماذج منها، وعند اليهود والنصارى كذلك.. رسول الله (ص) لما كان في المدينة أعلن وقال: (من مات وترك مالاً فلوارثه)، ثم قال (ص) جملة أخرى، هذه الجملة أهم من سابقتها: (ومن مات وترك ديْناً أو ضياعاً فإليّ وعليّ) والضياع تعني عائلة ضائعة، تعني شخصاً مات وليس له أموال، ولكن عنده عائلة ضائعة، أي ليس عندهم ما يعيشون به؛ أي إن الأب لم يترك لورثته أموالاً يعيشون بها، فقال رسول الله (ص) : إليّ، يعني أنا أعيلهم، كرئيس حكومة، وفق قانون الإسلام؛ فقول رسول الله قانون ديناً ودنيا، فالعائلة الضائعة التي ليس لها مال لتعيش به مصيرها (إلي وعليّ)، وهذه النكتة الدقيقة (وعليّ)، تعني بذمتي، تعني أن الرسول (ص) هو المسؤول عن هذه العائلة الضائعة، فهذا هو معنى الضياع في الحديث الشريف.

أما الدَين فيعني أن شخصاً مات وترك ديوناً، وليس عنده أموال ليوفّى دينه بها. رسول الله (ص) يقول: (إليّ وعليّ) بحيث أن الدائنين لا يذهبون إلى عائلته؛ لأنه لم يترك لهم مالاً.

معظم الدول في العالم تفرض ضرائب على الإرث، حتى هذا اليوم، نعم هناك في بعض الدول ضمان اجتماعي، ولكن بالجزم أقول لا يوجد قانون واحد حتى هذا اليوم في دولة واحدة، وحتى في أرقى الدول، وأكثرها حضارة، وأقواها اقتصاداً، لا تجدون ضماناً ما بقوة هذه الكلمة (الضمان) التي قالها رسول الله (ص).

قوة  الضمان الاقتصادي في الإسلام

هناك في بعض الدول ضمان اجتماعي، ولكن بالجزم أقول لا يوجد قانون واحد حتى هذا اليوم في دولة واحدة، وحتى في أرقى الدول، وأكثرها حضارة، وأقواها اقتصاداً، لا تجدون ضماناً ما بقوة هذه الكلمة (الضمان) التي قالها رسول الله (ص).

في الدول هناك ضمان اقتصادي أيضاً، فعندما يموت شخص ويترك أسرة ليس عندها شيء، تجد بعض الحكومات تضمن لها بعض المال، ولكن ليس كل ما تحتاج إليه، يعني أن الحكومة تحدد لكل شخص من أفراد هذه العائلة مبلغاً معيناً شهرياً، فإذا كانوا بحاجة أكثر، فالقانون هنا محدد وقاطع، ولكن قانون الإسلام هو ما نطق به رسول الله (ص).

انظروا كتب الفقه، ومنها كتاب (المبسوط) للشيخ الطوسي، وكتاب (الجواهر)، وكتاب (الفقه) للإمام الشيرازي الراحل(رحمه الله).. لاحظوا لا يوجد تحديد ، يعني العائلة الضائعة يعطيهم الإسلام وقانونه على هذا النحو: (وعليّ وإليّ)، يعطيهم كل ما يحتاجون إليه من غير تحديد. هذا الأمر في عالم اليوم غير موجود، بل لا يوجد له أثر حتى في أكثر الدول تحضراً، والأعظم من ذلك: (ومن ترك دينا)، هذا لا تجدونه في أي قانون في العالم المعاصر، ابحثوا في القوانين فستجدون أن حضارة الإسلام أرقى من كل الحضارات القائمة اليوم، بلا استثناء.

شخص في ظل حكومة وفي أكناف دولة يحمل جنسيتها أباً عن جد إلى عشرين أب فإذا مات هذا الشخص وهو مديون فهل القانون يتكفل بديونه؟

رسول الله (ص) قال: أنا أتكفل، ومن مات وترك ديناً..الخ، والأجمل من ذلك لاحظوا فقه أهل البيت(ع)، لاحظوا كتاب (وسائل الشيعة)، لاحظوا كتاب (الفقه)، لاحظوا (الجواهر).. فهناك روايات عديدة عن أئمة أهل البيت(ع) تصرّح - ويفتي بهذه الروايات أيضاً فقهاء الإسلام -بأن من مات وهو مديون ولم يترك مالاً تؤدى به ديونه، فعلى إمام المسلمين أداؤها، فإن لم يفعل فعليه إثمه.

هذا قانون ثابت في الإسلام ، هذه المادة تحمّل إمام المسلمين مسؤولية ديون الذين يموتون ولم يتركوا ما تؤدى به ديونهم، فعلى الإمام إثمه إن لم يفعل، فأين تجدون مثل هذا؟ لا في التاريخ الماضي ولا في التاريخ المعاصر، ولا في أقدم القوانين يوجد مثل هذا الشيء.

هذا نموذج من مئات النماذج، التي جعلت المشركين واليهود والنصارى والمجوس والملحدين وقتذاك يبادرون إلى اعتناق الدين الجديد؛ ولذا جاءت الآية الشريفة بهذا المنطق، (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً)، وفي هذا الصدد ورد حديث عن الإمام الصادق(ع) يقول ما معناه: "وما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا بعد هذا القول من رسول الله (ص)).

اليهود الذين يصفهم القرآن الكريم بقوله (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود)، القرآن الكريم وبصريح العبارة يصف اليهود هكذا، فكيف انجذب هؤلاء إلى الإسلام؟ وكيف انجذبت عامة اليهود إلى الإسلام؟.

الثابت تاريخياً أن اليهود يبحثون عن المال فهم اقتصاديون فعملوا اجتماعاً وقرروا أن يصبحوا مسلمين.. إذ قالوا - بلسان الحال - إذا جمعنا المال وخرجنا من هذه الدنيا، وهذا صاحب الدعوة رسول الله (ص) لا يأخذ من أموالنا شيئاً، فلن يأخذ ضريبة إرث؛ فالأموال كلها ستؤول إلى ورثتنا، وإذا متنا وتركنا عائلة مفتقرة فلن تضيع؛ فهذا الرئيس رئيس الحكومة متكفل بهم، فقال (فإلي وعلي)، وإذا متنا ولدينا ديون ولم نترك أموالاً، فالدائنون لن يطالبوا ورثتنا الذين لم نترك لهم مالاً، فهذا الرئيس هو المتكفل بالدين.

فإذا قال قائل إن أولئك اليهود الذين كانوا يتواجدون في المدينة المنورة على عهد النبي (ص) أسلموا للمال، قلنا إن أولادهم وأحفادهم ونسلهم، كل هؤلاء ولدوا في بيوت مسلمة، وفتحوا عيونهم في بلاد إسلامية، فهؤلاء ليس للأموال أسلموا، بل تسلسل ذلك النسل من نسل نفس أولئك اليهود، حتى ظهر بينهم أعاظم علماء المسلمين!.

النموذج الإسلامي.. بين الاستيعاب وآلية العرض الجيد

إن رسول الله (ص)، خلال أقل من عشر سنوات في المدينة المنورة، هزّ وجدان البشر، هزّ ضمائر الناس، هزّ أحاسيسهم بأقواله وأعماله، نفس ذلك الإسلام يعرض في أيامنا هذه على العالم، والناس في ظل تقدم العلوم والإمكانات سيعتنقون جميعاً الإسلام، وإن آجلاً، فقارة آسيا كانت في يوم ما كافرة، لكنها شيئاً فشيئاً ستصبح كلها مسلمة؟!! إنشاء الله..

لا تدعوا بهذا الثواب لغيركم، حاولوا أن تكونوا أنتم السبب أيها المسلمون.. استوعبوا هذه النقاط من الإسلام، وحاولوا عرضها عرضاً جيداً وواسعاً، عبر مختلف وسائل الإعلام، أخذاً من الأوراق الصغيرة، إلى الكراسات، إلى الكتب، إلى المجلات، إلى الجرائد، ومروراً بالإذاعات والتلفزيون والفضائيات، وانتهاءً بالانترنيت.

وكذلك القارة الإفريقية، إذا أذن الله سبحانه وتعالى لها بأن تكون كلها مسلمة، بعد مئة سنة أو بعد مئتين أكثر أو أقل، فلمن يسجل أجر إسلامهم؟! لا تدعوا بهذا الثواب لغيركم، حاولوا أن تكونوا أنتم السبب أيها المسلمون.. استوعبوا هذه النقاط من الإسلام، وحاولوا عرضها عرضاً جيداً وواسعاً، عبر مختلف وسائل الإعلام، أخذاً من الأوراق الصغيرة، إلى الكراسات، إلى الكتب، إلى المجلات، إلى الجرائد، ومروراً بالإذاعات والتلفزيون والفضائيات، وانتهاءً بالانترنيت.

في الإسلام هناك نقاط لا نظير لها في التاريخ حتى هذا اليوم؛ منها ما أثبت في سيرة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وهو جدير بالعرض لكلّ العالم، وهذه النقطة وحدها من الممكن أن تجذب عشرات الملايين من الكفّار إلى الإسلام. نفس هذه النقطة مذكورة في التواريخ التي كتبها المسيحيون والمسلمون وغيرهم.

أمير المؤمنين (ع) حاربه معاوية في صفين، وتقابل الجيشان وتحاربا، وقتل من الطرفين خلق كثير، ثم وضعت الحرب أوزارها، في قصة الحكمين المعروفين، وانتهت الحرب، ولا يزال الإمام علي بن أبي طالب (ع) في جبهة الإيمان، ومعاوية في جبهة الظلام، أي قبل أن يرجع الطرفان المتحاربان إلى بلادهم، حيث ما زالا في جبهة القتال، أعلن أمير المؤمنين (ع) أن كل واحد من أصحاب معاوية أخذ منه شيء خلال الحرب، يمكنه أن يأتي ويأخذه، وأمر الإمام (ع) أصحابه أن لا يغنموا شيئاً.

سابقاً أي قبل 1400 سنة تقريباً، كانت وسيلة الناس في شرب الماء الكوز، وإلى الآن يستخدم الكوز ولو بشكل محدود، فإذا انكسر بقي في أسفله قطعة يمكن أن يحفظ الماء فيها، فكانوا يجعلون هذه القطعة من أسفل الكوز المكسور لكلابهم، وتسمّى هذه القطعة (ميلغة) ، يعني الكلب يلغ في هذه القطعة، ويشرب الماء منها.

هناك في التاريخ وفي الأحاديث أثبت المؤرخون -شيعة وسنة ومسيحيين - مثل هذا؛ أن أمير المؤمنين (ع) حين لم يزل في ساحة الحرب، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، أمر بردّ حتى (الميلغة) أي إن كانت هناك ميلغة تعود لأصحاب معاوية وأخذها أصحاب الإمام  (ع)، أمرهم الإمام بردها إلى أصحاب معاوية!!.

أين تجدون مثل هذا العدل وهذه الرحمة على طول التاريخ، إلى الآن في حروب العالم، هل نجد مثل هذه الخصال الرفيعة؛ أمير المؤمنين (ع) قال ما معناه: ما دام كانوا يحاربوننا فنحن في حالة دفاع عن أنفسنا، ونضطر في الدفاع عن أنفسنا إلى قتلهم، حتى يكفّوا عنا، فإذا كفوا عنا أعيدت حتى الميلغة لهم، وحتى العقال يرد، وهو الحبل الذي تشد به ركبة البعير..

لو عرض هذا على العالم، وصدق العالم بهذا التقليد الإسلامي الراقي؛ إذ قد يقوم شخص بعرض الإسلام ولكن عمله يتنافى ألف مرة مع ما يعرضه، فهذا لا يؤثر، لأنه كذب. العالم إذا تعرف اليوم على هذا النموذج، وغيره كثير جداً في تاريخ الإسلام وتاريخ رسول الله (ص) وتاريخ الإمام أمير المؤمنين (ع) والأئمة المعصومين(ع)،  فلابد أنه سيتغير؛ إذ إن الناس تطلب الدين الجيد، فنفس الأمر الذي حمل عامة اليهود على دخول الإسلام في بدء عهده سيحمل أيضاً عامة اليهود وغيرهم على اعتناق الإسلام في هذا اليوم، على أن يكون العرض جيداً.

فعلى طلاب العلوم الدينية تقع مسؤولية ضخمة، أو بالأحرى مسؤوليتان؛ مسؤولية جمع هذه النماذج، ومسؤولية عرضها على العالم.. انظروا في زمان حياتكم، فإن أنتم أديتم المسؤوليتين أداءً جيداً، فستحصدون النتائج العظيمة؛ إذ (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).

إنني أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لإنجاز هاتين المسؤوليتين إنجازاً حسناً.. على أن تجرى تعبئة واسعة في سبيل جمع هذه النماذج الحقيقية والصادقة عن الإسلام، ثم عرض هذه النماذج عرضاً واسعاً وجيداً وجميلاً..

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين..

-------------------------------------------------

تحرير النص: أسرة النبأ

  ابواب الموقع

  خـدمـات

  ابحث في الشبكة

في الانترنت

في شبكة النبأ

 

  القائمة البريدية

 

اشتراك

الغاءالاشتراك

 

 

 

 

© جميع الحقوق محفوظة لشبكة النبأ المعلوماتية 1423هـ / 2002م