بيان صادر عن ممثلية الإمام الشيرازي في بيروت بمناسبة الأحداث الجارية في العراق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين...

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (ولنبلونّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين).

يحزُّ في نفس كل مؤمن أن يرى بلد المقدسات والحضارات العراق المظلوم وهو يتحول إلى ميدان حربٍ لا يُعرف مداها، بكل هذه الأسلحة الفتاكة والآلة العسكرية ذات القدرة التدميرية الهائلة في أرض وسماء مدن آهلة بالسكان المدنيين الذين من المفترض أن يعيشوا آمنين على أرواحهم وممتلكاتهم...

لقد وفرت السياسات الهوجاء لحاكم لا يجيد سوى إثارة الأزمات والمشاكل، على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، الذريعة لشن حربٍ لا يحصد نتائجها المرّة سوى شعبنا المغلوب على أمره، والذي قاسى ويقاسي الآلام والمحن والنزف المتواصل في دمائه وثرواته، واعتباراته الدينية والوطنية والإنسانية بشكل عام، إذ رأى منذ ثلاثة عقود ونصف من الزمن مصيره معلقاً على مزاج ديكتاتور أقل ما يقال فيه أنه مهووس بالتجبر والتعاظم أمام الآخرين، ولا سيما شعبه المستضعف، دون أن يراعي فيهم إلاًّ ولا ضميراً، ويلقي بهم في أتون حرب تلو حرب... ندعو الله عز وجل أن تكون هذه الحرب هي الأخيرة، وأن يصون من سعيرها أرواح المدنيين الأبرياء.

أما وقد وقعت الحرب الآن، ولا بد أن مخططيها ومنفذيها سائرون في طريق لا رجعة فيه، وصولاً إلى أهدافهم المعلنة وغير المعلنة، فلا يسعنا إلا أن نحمّل سائر الأطراف المعنية، والمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، والمؤسسات والمنظمات الإنسانية في العالم، المسؤولية القانونية والأخلاقية في تأمين سلامة كل فرد من أفراد الشعب العراقي المظلوم، وحفظ وصيانة العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء المشرّفتين، وكذلك حفظ وصيانة سائر المراكز الفكرية والحضارية، من مساجد وحسينيات وحوزات علمية وجامعات، والقواعد الإقتصادية والإجتماعية، والبنى التحتية لأنها ملك الأمة وحدها... كما ندعو أبناءنا وإخواننا المؤمنين في العراق إلى التزام الحكمة والصواب، الذي هو ديدنهم في الشدائد والصعاب، وتوحيد الصفوف، والتلاحم، والإيثار، والتشاطر مع بعضهم البعض في المأكل والملبس والمشرب، والتواصي بالخير والصبر، وتجنب أية فوضى وإراقة دماء، يمكن أن تعرّض مصالح البلاد والعباد لمخاطر إضافية، أو قد تنتج وضعاً يهدد أمن وسلامة الجميع...

كما ندعو المسلمين كافة إلى تقديم العون والمساعدة بمختلف أشكالها لهذا الشعب المظلوم المضطهد، كما نذكّر بأن الخلاص من المشاكل والمصائب التي ابتلي بها المسلمون، يكون عن طريق التمسك بالقرآن الكريم –بجميع أحكامه ومنها قوله تعالى (وأمرهم شورى بينهم) و (إن هذه أمتكم أمة واحدة) و (يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) و (إنما المؤمنون أخوة) - وكذلك التمسك بالعترة الطاهرة، كما خلّفهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمته.... والله ولي التوفيق، وهو المستعان في الشدة والرخاء...

ممثلية الإمام الشيرازي

بيروت-لبنان

الإثنين 20/محرم الحرام/1424هجري

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 25/3/2003 -  21/ محرم الحرام/1424