في ندوة بالكويت حول الهجوم على مرقدي الإمامين: النواصب ليس هدفهم القبر بل استهدافهم لفكر وعقيدة صاحب المقام

لا تزال اصداء الاعتداء على مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام تطوف العالم الاسلامي وان الاتهامات جميعها توجه الى الفئة الضالة من الارهابيين والتكفيريين.

وفي ندوة حول الهجوم على مرقد الامامين عليهما السلام في ديوانية القطان بمنطقة الشعب طالب الشيخ بهاء الجبوري الدول الاسلامية بإيجاد خطة للحيلولة دون وقوع الفتنة في العراق وانجرارها الى دول المنطقة كما اكد القائم بالاعمال العراقي بالكويت د. حامد الشريفي جدية الحكومة العراقية في تطبيق محاربة الارهاب كما نقلت ذلك صحيفة الوطن.

وقال د. فاضل صفر ان هدف الارهابيين فكر وعقيدة صاحب المقام وضرب نور الله من عترة محمد عليه الصلاة والسلام.

واكد القائم بالاعمال العراقي في الكويت د. حامد الشريفي قائلاً: ان المقامات الشريفة التي تعرضت الى عملية تفجير في العراق تقع في منطقة ذات اغلبية سنية منذ سنوات طويلة، وكان اهلها يرددون ان لهم الفخر والشرف في احتضان تلك المقامات. مشيراً الى ان العراق لم ينته حتى الآن من بقايا البعث والتكفيريين الذين يسعون الى اشعال العراق والمنطقة بحرب طائفية لا يعلم مداها الا الله، كما جاء في رسالة الشيطان الزرقاوي لاستاذه بن لادن بذلك، ولكن بجهود الشعب العراقي ووحدته نستطيع مواجهة تلك الفئة الضالة، وبجهود المحبين من اخواننا العرب والمسلمين وعلى رأسهم الشعب الكويتي الذي منذ ان قدمت قبل 3 اشهر الى بلادهم وانا اسمع في كل ديوانية ومكان متى سيستقر العراق؟ وذلك لانهم الوحيدون الذين شاركونا المحنة من قبل النظام البعثي السابق.

واكد الشريفي جدية الحكومة العراقية في تطبيق قانون محاربة الارهاب، خاصة بعد الاحداث الاخيرة التي جرت في العراق، لان الاوضاع ستكون خطيرة وغير مستقرة اذا لم يطبق ذلك القانون على الجميع، بما في ذلك وسائل الاعلام وخطباء المساجد والمسؤولون في الاحزاب الذين يسعى البعض منهم للتطرق الى القضايا الطائفية البغيضة، وشحن المواطنين عاطفياً على العنف والتهديد.

من جهته طالب الشيخ بهاء الجبوري كافة علماء المسلمين السنة والعقلاء تحديد خطابهم وموقفهم بشكل صريح تجاه تلك الفئة الضالة من التكفيريين، حيث تحمل الشعب العراقي الكثير بعد سقوط النظام البعثي من عمليات قتل وتعذيب دون ان ينبس الطرف الآخر ببنت شفة.

واضاف ان الحكومات وشعوب العالم والفقهاء ورجالات الفكر عليهم مسؤوليات كبيرة في توضيح الصورة الحقيقية والمشرقة للاسلام، والا سيطر الفكر التكفيري على الشعوب، ليرسخ ذلك الشيء في ذهن الشعوب الغربية ان المسلم هو الذي يقتل ويذبح، ويمثل الارهاب الرسمي في الكون. داعياً الكويت ودول المنطقة الى ايجاد خطة عملية للحيلولة دون وقوع الفتنة في العراق وانجرارها الى دول المنطقة.

واوضح الجبوري ان القباب التي فجرها المجرمون في سامراء هي لاشخاص نشروا العدالة والقيم والمبادئ في العالم، لذلك نرى ان تفجيرها لم يلق صدى في العالمين العربي والاسلامي فقط، انما اصبحت قضية دولية، لانها تخص المسلمين وغيرهم والعرب وغير العرب لافتا ان الاثار التي بقيت طوال السنوات والقرون الماضية هي لاشخاص طبقوا خريطة السماء من الأنبياء والصالحين الذين كانوا درعا للدين، ولم يستفيدوا من الدين كغيرهم الذين جعلوه غطاء لخصوصياتهم مضيفا ان هذه القباب وضعت لبيان هدف عظيم جدا، وهو ان هؤلاء الذين عاشوا لله وماتوا في سبيل الله شاء الخالق لهم لا لغيرهم العزة والاباء لذلك من يقول ان تلك المقامات وضعت للتبرك وعبادة القبور خاطئ، لان عملية التبرك موجودة قبل الاسلام وبعده لان الله يدعونا الى ابتغاء الوسيلة اليه ولا يوجد اشرف وافضل خلق الله بعد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله على وجه الارض غيرهم.

وقال ان العراق يتكون من عشائر متداخلة منذ سنين متأخرة، والى اليوم البلد الوحيد الذي نجد فيه النعرات الطائفية لانه يحمل حضارة عريقة وعلى الرغم من الحكومات المتعاقبة على هذا الشعب، والظلم الذي لحق به، نجده خرج شعبا حيا أكثر تماسكا وثباتا، اضافة الى وجود ابناء الائمة وأتباعهم من مراجع الدين في العراق بقيادة السيد السيستاني الذين استطاعوا ان يحفظوا البلاد من بعد سقوط النظام السابق من الازمات الكثيرة التي مرت بهم.

واخيرا تحدث عضو المجلس البلدي د.فاضل صفر مؤكدا ان العملية الاخيرة التي جرت في سامراء هي عائدة الى وجود مجموعة لا تريد اي ذكر لآل النبي، وهم موجودون في وجدان الشعب العراقي المسلم، والا تلك مدينة سامراء التي كان يضرب المثل فيها، فاهلها من اخواننا السنة الذين كانوا يزورون الناس في المراقد المطهرة، وكانوا لحمة واحدة مع اخوانهم الشيعة وحتى الآن، والكثير كان يتشرف بخدمة هذه المقامات، ولكن النواصب ليس هدفهم القبر، بل استهدافهم لفكر وعقيدة صاحب المقام، وضرب نور الله من عترة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، مضيفا ان هؤلاء لا يريدون من ناحية اخرى ان يتعايشوا سلميا مع اخوانهم بل يريدون عودة الحكم البائد الذي كانوا يستفيدون منه بينما الحكم الديموقراطي المنظم لا يرضيهم ولا يحقق طموحاتهم الشريرة.

واشار صفر الى وجود عامل اخر في ضرب وحدة الشعب العراقي وهو الوجود الاجنبي الذي يستفيد من زرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، والتاريخ يشهد على البريطانيين وغيرهم دورهم في زرع الفتن بين المسلمين، وكذلك أدلة كثيرة على التساهل من قبل القوات مع الارهابيين داعيا في ختام حديثه العراقيين الى التكاتف والعيش في الاجواء النظيفة بعيدا عن المستنقعات والامراض الطائفية.

وانتقد القائم بالاعمال الشريفي حديث صفر عن وقع المشاكل في العراق بسبب القوات الاجنبية قائلا: «دائما نعيش تحت ظلال نظرية المؤامرة ومشاكلنا موجودة قبل الوجود البريطاني او الامريكي، مضيفا ان الشعب العراقي كان أشباه البشر قبل وصول الامريكان، ورواتبهم لا تتجاوز 250 فلسا كويتيا، بينما اليوم الخادمة الاندونيسية في العراق تأخد 300 دولار فهم جابوا لنا نعمة، وعلينا ان نختار الامريكي او صدام، لافتا ان الكويت شكرت 33 دولة وقفت معها في تحرير أرضها، فألف رحمة على الشيخ جابر اللي تعلمنا منه الكثير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء  28  /شباط /2006 -29 /محرم الحرام/1427