تفجير مرقد العسكريين: موجة من اعمال القتل في العراق والحكومة تخشى حربا اهلية

بغداد (وكالات) - قتل 130 شخصا على الاقل بعد تفجير مزار شيعي في سامراء بينما ناشد الرئيس العراقي جلال طالباني الخميس العراقيين تجنب الوقوع في اتون الحرب الاهلية وجدد المرجع الديني الشيعي اية الله علي السيستاني دعوته الى الوحدة.

واعلنت الشرطة العراقية العثور على جثث ثلاثة صحافيين عراقيين يعملون لقناة "العربية" الفضائية بعد خطفهم بالقرب من مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد) بينهم المراسلة اطوار بهجت (30 عاما).

ونقلت ثمانون جثة لاشخاص قتلوا بالرصاص الى برادات دائرة الطب العدلي في بغداد منذ بعد ظهر الاربعاء بينما عثر على 47 جثة جديدة في منطقة النهروان جنوب شرق بغداد.

واكد قيس محمد معاون مدير الدائرة ان "دائرتنا تسلمت منذ بعد ظهر الاربعاء ما لا يقل عن ثمانين جثة قتلت جميعها رميا بالرصاص". واضاف ان "الدائرة طلبت من وزارة الصحة اتخاذ اجراءات سريعة لانه لم يعد باستطاعتنا استلام جثث لان برادات حفظ الجثث امتلأت".

وبعيد هذه التصريحات شاهد صحافي من وكالة فرانس برس سيارتي بيك آب تصلان الى الدائرة تحمل الاولى بين سبع وعشر جثث فيما تحمل الثانية جثتين بينما كان عدد من العراقيين ينتظرون في الخارج تسلم جثث ذويهم.

المرجع الديني الشيعي اية الله العظمى علي السيستاني فقد جدد دعوته الشعب العراقي الى الوحدة ونبذ العنف. وقال الشيخ محمد الخاقاني في مكتب المرجع الشيعي ان السيستاني "جدد دعوته للجماهير العراقية لوحدة العراق ونبذ الطائفية وعدم حمل السلاح".

كما دعا الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الخميس انصاره الى حماية المساجد السنية وخصوصا في المناطق التي يحظى فيها بنفوذ واسع في جنوب العراق حسبما افاد احد مساعديه.

وقال صاحب العامري امين عام مؤسسة شهيد المحراب التابعة للتيار الصدري ان "مقتدى الصدر أمر بأن يتولى انصاره حماية المساجد السنية وخصوصا في البصرة والمناطق الاخرى".

طالباني يدعو العراقيين الى الوحدة وتجنب الوقوع في اتون الحرب الاهلية

ودعا الرئيس العراقي جلال طالباني العراقيين الى الوحدة وتجنب الوقوع في اتون الحرب الاهلية مؤكدا ان المعتدين على المزار الشيعي في سامراء الاربعاء هم "التكفيريون والزرقاويون الذين اتوا من خارج البلاد".

ونقل البيان عن طالباني قوله بعد لقائه مساء الاربعاء عددا من شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين قوله ان "الجريمة النكراء البشعة التي حدثت في سامراء (...) جريمة بحق الشعب العراقي بأسره وتهدف الى اشعال فتنة داخلية وحرب اهلية بين العراقيين".

واضاف انها "جريمة هي فريدة من نوعها في تاريخ العراق والبلدان العربية والإسلامية". واوضح طالباني ان "التكفيريين والزرقاويين الذين جاؤوا من الخارج يهدفون منذ زمن بعيد الى اشعال الحرب الاهلية في العراق" مؤكدا ضرورة "الا يكون لهم مكان في البلاد وتركها لأهلها".

ودعا طالباني العراقيين الى "التكاتف وتفويت الفرصة امام الارهابيين في تحقيق مآربهم الدنيئة ودرء الخطر الذي يهدد وحدة البلاد".

وتطرق طالباني خلال اللقاء الى العملية السياسية الجارية في العراق. وقال ان "الجهود الحثيثة التي تبذل من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية من دون الانحياز إلى طرف على حساب طرف آخر".

واعرب عن امله في ان "يكون هذا العام عام الأخوة والوئام والوحدة الوطنية بين جميع اطياف الشعب العراقي".

هذا وألغى العراق جميع عطلات الشرطة والجيش ووضعهما في حالة تأهب قصوى مع تصاعد عدد القتلى يوم الخميس في العنف الطائفي الذي اجتاح البلاد بعد تفجير مزار شيعي.

وقال عبد السلام القبيسي المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين ان الهيئة تشير باصبع الاتهام الى جهات دينية شيعية معينة دعت الى تنظيم احتجاجات.

وبدت هذه التصريحات موجهة إلى علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في العراق الذي دعا يوم الاربعاء الى تنظيم احتجاجات بعد الهجوم على مزار شيعي في مدينة سامراء. ودعا السيستاني في الوقت نفسه الى ضبط النفس وعدم مهاجمة المساجد.

وتريد واشنطن الاستقرار ليساعدها في اخراج قواتها لكن زعماء الشيعة جددوا انتقاداتهم الحادة لدعوتها لهم باعطاء السنة مناصب رئيسية في الحكومة حيث اتهم أحد زعماء الاحزاب السفير الامريكي بتشجيع المهاجمين من خلال تأييد مطالب السنة بنصيب في السلطة هذا الاسبوع. ودعت واشنطن العراقيين الى وقف أعمال العنف المتصاعدة.

قال مسؤولون بالشرطة والجيش إنه عثر على أكثر من 40 جثة في موقع واحد إلى الجنوب من بغداد. ولم يتضح ما إذا كان الضحايا الذين قتلوا بالرصاص من بين 53 شخصا قالت الشرطة في وقت سابق إنهم لقوا حتفهم. وعثر على الجثث التي قال الجيش إن عددها 42 بينما قالت الشرطة إن عددها 47 في قرية النهروان.

كما لم يتضح ما إذا كان عدد قتلى البصرة البالغ 25 يشمل 11 شخصا يشتبه في أنهم من السنة خطفهم مسلحون يرتدون زي الشرطة واقتادوهم خارج سجن في ليل الاربعاء وقتلوهم بالرصاص ثم تركوهم في اجزاء عديدة من المدينة التي يغلب على سكانها الشيعة.

وشددت قوات الامن العراقية اجراءات الامن في شوارع العاصمة العراقية بغداد المتوترة التي خلت يوم الخميس على غير العادة في مسعى لمنع البلاد من الانزلاق إلى حرب طائفية بعد الهجوم الذي وقع يوم الاربعاء على مزار شيعي في سامراء.

وخفت حركة المرور في بغداد واغلقت معظم المتاجر ابوابها. كما تقلصت اعداد المارة في الشوارع.

وفرضت القوات العراقية نطاقا أمنيا حول المنطقة الخضراء المحصنة واغلقت طرق المرور المؤدية إلى المنطقة التي يوجد بها مقر الحكومة العراقية والبعثات الدبلوماسية.

وأغلق الجنود العراقيون الطريق الرئيسي المؤدي إلى مسجد ابو حنيفة في بغداد وهو من اهم المساجد التي يقصدها السنة العرب وهم أقلية في العراق.

وبدأ بعض العراقيين يومهم بتفقد بعض المساجد السنية التي هوجمت بالفعل وقدرتها الشرطة باكثر من 20 مسجدا.

وفي شارع يعرف باسم شارع الموت في حي الدورة وهو معقل للمقاتلين السنة انتقد رجل مسن المسلمين الذين ثاروا في غضب احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرت في صحف اوروبية وبعدها انقلبوا على بعضهم البعض.

وقال ابو رسول وهو يقف إلى جوار مسجد تعرض للهجوم "الدنمركيون افضل منا. فهم مجرد نشروا رسما كاريكاتيريا أما نحن المسلمين فنقتل بعضنا البعض."

وخرجت الميليشيات الشيعية التي لا تخرج الا نادرا من معقلها في حي مدينة الصدر وبدأت تطوف في انحاء العاصمة منذ هجوم سامراء في تحد لقوات الامن العراقية.

ووقف اراقة الدماء هي مهمة صعبة في بغداد التي يعيش فيها نحو سبعة ملايين والتي لا تفصل فيها خطوط واضحة بين سكانها من الشيعة والسنة في كثير من الاحياء.

ووجد سائقو السيارات صعوبة في الخروج من حي الكرادة الذي تقطنه غالبية شيعية بوسط بغداد لان قوات الامن اقامت الكثير من الحواجز ومنعت السيارات من المرور.

واخذ مسلحون يستقلون سيارات يطوفون في ارجاء حي الاعظمية السني المحاط بمناطق يغلب عليها الشيعة.

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 25  /شباط /2006 -26 /محرم الحرام/1427