الزعفران ملك الاعشاب الايرانية

حقول البنفسج تنتشر في خراسان

 

شبكة النبأ: تنتشر حقول الزعفران بلونها البنفسجي الجميل في مدن محافظة خراسان الايرانية المعروفة بموطن هذا النبات المسمّى هنا بـ(ملك الاعشاب) او الذهب الاحمر بسبب ثمنه الباهظ ورائحته العطرة.

وتقع اغلب هذه الحقول في مدن قائن وكاشمر ومشهد التابعة لهذه المحافظة المحاذية للحدود الافغانية التي يتم تصدير نحو 85 بالمائة من الزعفران الايراني منها، كما تضم المحافظة 70 الف هكتارا من الاراضي الزراعية المخصصة لانتاج هذا النبات الثمين والمشهور بخواصه الطبية والغذائية.

والزعفران هو نبات بصلي من فصيلة السوسنيات حيث تحتوي كل زهرة منه على ثلاثة مياسم ووسديين وتمثل المياسم انقى انواع الزعفران بينما الزعفران المستخرج من الاسدية يعد اقل ثمنا ويتخلص من باقي اوراق الزهرة التي تفتقد الى القيمة الغذائية او المادية.

ويعتبر الزعفران مادة اساسية في المطبخ الايراني الذي يشتهر بمأكولاته الشعبية الشهية حيث تضاف هذه المادة ذي الرائحة العطرة والمذاق الطيب الى الاطباق للاحياء بإكرام الضيف وتستخدم ايضا في الحلويات والمعجنات كمادة اضافية في اعدادها.

ويعاني هذا المحصول الفاخر انخفاضا كبيرا في حجم الانتاج والتصدير في ايران حيث يصل نسبة ذلك لاكثر من 70 بالمائة نتيجة المتغيرات المناخية وتعرية الاراضي الخصبة وعمليات الغش الذي يلجأ اليه البعض عبر خلط الزعفران باعشاب مشابهة له.

وقال مدير مصنع (نوفين) لتعبئة الزعفران في محافظة مشهد ان "انتاج ايران من الزعفران بلغ العام الحالي اقل من 100 طن بعد ان تجاوز خلال الاعوام الماضية 280 طنا".

وعزا سبب انخفاض الانتاج والتصدير الى المتغيرات المناخية وارتفاع سعر هذا النبات في الاسواق الداخلية والخارجية مما دفع بعض المزارعين الى زراعة محاصيل اخرى بدلا من الزعفران الذي يتطلب جهدا كبيرا طوال فترة زراعته وعملية حصاده التي هي الاخرى بحاجة الى دقة وعناية فائقة.

وحول طريقة حصاده اوضح شريعتي مقدم ان "هذه العملية تتم بدقة متناهية وبأيدي تمهن التقاطه بشكل جيد حيث يتطلب الحصول على كيلو غرام منه زراعة ما لا يقل عن 170 الف زهرة ويباع الكيلو غرام الواحد ذو الجودة العالية منه بنحو 3000 دولار امريكي". بحسب تقرير لـ كونا.

واشار الى دور العرب في نقل هذه المادة النباتية الى خارج ايران سيما اوروبا وبالتحديد اسبانيا عندما كان المسلمون العرب يحكمونها.

ونوه بان اغلب الزعفران المنتج في الداخل يتم تصديره الى اسبانيا والامارات والمملكة العربية السعودية والهند لافتا في الوقت نفسه الى ان الزعفران الايراني الذي يصدر الى اسبانيا يتم اعادة تعبئته من جديد ويباع في الاسواق العالمية باسم الزعفران الاسباني.

ويستخدم الزعفران في علاج الكثير من الامراض كالاضطرابات المعدية والحالات العصبية والنفسية وآلام المفاصل كما انه يقي من الاصابة بالسرطان ومرض النسيان الذي يصيب عادة كبار السن والمعروف بمرض (الزهايمر).

ونتيجة لقيمته المادية والطبية تفرض السلطات الجمركية الايرانية قيودا صارمة على نقله الى خارج البلاد حيث يسمح لكل مسافر حمل فقط 100 غرام معه واذا ما اراد اي شخص اخذ كمية اكبر من ذلك فعليه اولا دفع الرسوم الجمركية وتصدير ما يشاء من هذه المادة النباتية الثمينة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين 9/شباط/2009 - 13/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م