يوم التغيير

عبد الامير علي الهماشي

نحن على أعتاب بداية التغيير حينما نتوجه الى مراكز الانتخابات لنختار من يستطيع ان يكون بمستوى المسؤولية ومقدرا لإصوات وثقة الجماهير به..

لقد صبرنا في السنوات الماضية على مجالس لم تلب طموح الجماهير وقد انتفخ الاعضاء لحد التخمة دون حسيب ورقيب قادر على مساءلة هذا وذاك فكانت سنوات عجاف من ناحية الخدمات وترفيه المواطن وكانوا عاملا معرقلا لمشاريع عملاقة بسبب توتر العلاقة بين المركز وبينهم وسوء فهم أو تعمد في بعض الاحيان.

ولااريد هنا أن أُناقش الاسباب أو أجد مبررات لبعضهم فقد نالوا الفرصة الكافية واذا ما سارت الامور بشكل طبيعي فان التغيير قادم لامحالة.

ولا أقصد بالتغيير تبديل عضو بآخر أو رئيس بغيره،وإنما التغيير على مستوى الشعور بالمسؤولية والعمل على تأدية الواجبات والشعور من أنهم جاءوا لخدمة هذه الجماهير بعد أن كلفتهم من خلال التصويت لهم ليأدوا واجباتهم فهي( تكليف وليست تشريف) ومن يبحث عن التشريف فهو فاشل لامحالة وسيكون كمن سبقه بشكل أو بآخر ولن يستطيع تأدية المهام  التي ستناط به.

والتغيير سيكون أيضا من ناحية الصلاحيات التي منحت لهذه المجالس.

توجهنا  الى صناديق الانتخابات رغبة في التغيير ورغبة في طي صفحة مع الصفحات التي طوتها الحكومة المركزية بقوة توجهنا لصناديق الاقتراع شيوخا وشبابا رجالا ونساءا لانتخاب أعضاء جدد قادرين على النهوض بواقع محافظاتهم بكل ثقة وقوة،ونأمل أن يكون الأعضاء المنتخبين همهم الاول تلبية طموحنا وتحقيق شعاراتهم التي كتبوها مع دعاياتهم الانتخابية التي تلفظوا بها في برامجهم الانتخابية.

يوم التغيير 31/1/2009 سيكون يوم البناء الحقيقي -إذا ما سارت الامور- وفق السياقات الطبيعية دون ان يكون هناك ما يُعكر صفو هذه الانتخابات التي أثبتا فيها للعالم  اننا قادرون على الاختيار وقادرون على إدارة امورنا وفق ما نريده.

ولسنا بحاجة الى رقيب او موجه يحاول أن يملي إرادته ويحاول أن يكون المعلم والراعي ونحن من علمنا العالم اساليب الحكم وكتبنا أول القوانين التي نظمت للبشر سير حياتهم اليومية.

في هذا اليوم التاريخي أثبت العراقيون أنهم يستطيعون حل مشاكلهم في صناديق الانتخابات بعد أن انتهت لغة التمحور ولغة التخندق في هذه الطائفة وفي هذه القومية وبعد ان كانت معظم الكتل مزيجا من كل الطوائف العراقية.

وبغض النظر عن من سيفوز فان التغيير قد بدأ والتغيير الى الافضل قد بدأ،لقد كانت مراكز الدراسات والتقارير تشير الى عزوف العراقيين عن الانتخابات لعدم ثقتها بالوضع السياسي وعدم شعور المواطن بالامان.

ولكن بعد فرض القانون وتحركات الحكومة المركزية لتطبيق القانون عادت الجماهير تنظر الى الحياة بنظرة اخرى بعد أن كانت (( مداعبة الموت )) هو الشعور اليومي لنا،بدأن نتنفس هواء آخر واتجهت انظارنا الى الضوء في اخر النفق،بعد ان كان بعضنا لايريد أن تُفتح عيناه لكي لايُصدم بما حوله، لقد انقشع الضباب وبدأ صفاء الجو وها نحن ننتظر رياح تحملنا الى فضاء رحب فضاء الدول التي تتنفس هواءا نقيا،نعيش انسانيتنا ونعيش مواطنتنا في أرض سميت بارض السواد وفي بلد سمي ببلد الخيرات فاتمنى اننا بدأنا نتجه نحو اليوم الذي نكون فيه مثالا لمن حولنا.

وأنا اُكمل هذه الخواطر اُغلقت صناديق الانتخابات عفوا(( صناديق التغيير)) ولذلك حاولت أن أُغير العنوان من يوم التغيير الى صناديق التغيير او لنقل صناديق التغيير في يوم التغيير ولكن مضى القلم وهكذا خرج العنوان وليبقى كذلك بانتظار النتائج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/شباط/2009 - 6/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م