ملف الاغنياء: الازمة المالية توقِع انقلابات في أنماط الإنفاق

مليونيرات امريكا فقدوا 30% من ثروتهم

اعداد: صباح جاسم

  

شبكة النبأ: غالباً مايشير تأثير الثروات الى التغير الذي طرأ على ميول الناس لتعديل انماط إنفاق ثرواتهم التي كانت شديدة التركيز على العقارات والاسهم، فكلما كبرت الثروات ازداد الإنفاق، وعندما تضعف الثروات يقابلها ضعف الإنفاق.

وقد ادى الارتفاع في اسعار الاسهم والعقارات خلال ربع القرن الماضي الى اطلاق الاقتصاد من عقاله وبات محرضاً للامريكيين لإنفاق ما يتجاوز مداخليهم بل وان يقترضوا المزيد من الاموال.

ولكن تأثير الثروة أخذ في تغيير مساره الى العكس. ففي الوقت الذي تتراجع فيه اسعار الاسهم والبيوت، يبذل الامريكيون جهودهم لزيادة الادخار وكبح جماح الإنفاق. والارقام المتعلقة بهذا الشأن مذهلة، فمنذ سبتمبر 2007 تراجعت ثروة الامريكيين الشخصية بحوالي 9 تريليونات دولار. وبعملية حسابية يتبين ان كل دولار يتغير مساره لدى الامريكيين، يسبب تغييرا بواقع 5 سنتات في سلوكهم الإنفاقي. وبذلك فان الإنفاق الاستهلاكي سيتضرر بقدر قد يصل الى 450 مليار دولار، وهذه التغيرات في مسار الانفاق شملت ايضاً مليارديرات الشرق واستراليا لارتباطهم المباشر بسوق الأسهم والعقارات في اوربا وأمريكا..

أثرى 50 عربياً خسرواً 25 مليار دولار بسبب الازمة المالية

خسر اثرى 50 عربيا 25 مليار دولار بسبب الازمة المالية بينها اربعة مليارات خسرها الامير السعودي الوليد بن طلال لوحده بحسب تصنيف نشرته مجلة الاعمال "ارابيان بيزنس" الالكترونية.

وبحسب القائمة التي اعدتها المجلة في 2 كانون الاول/ديسمبر فقد تراجعت ثروة الامير الوليد الى 17,08 مليارات دولار بعدما خسر 4 مليارات ما يعكس حجم الاضرار الناجمة عن الازمة المالية.

ولكن على الرغم من هذا ظل الامير الوليد متصدرا قائمة الاثرياء العرب في حين احتل المركز الثاني في هذه القائمة رجل الاعمال الكويتي ناصر الخرافي بثروة قدرها 9,6 مليارات دولار بخسارة قدرها مليارا دولار مقارنة بتصنيف العام الفائت. بحسب فرانس برس.

وكانت مجلة فوربس الاميركية اوردت في ايار/مايو ثروة الامير الوليد ابن شقيق العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في المرتبة التاسعة عشرة عالميا.

وتتضمن ثروة الامير الوليد 5% من رأسمال مصرف "سيتي غروب" الاميركي بالاضافة الى طائرة خاصة من طراز ايرباص ايه-380 اطلق عليها اسم "القصر الطائر" لشدة فخامتها وقد اشتراها في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 بقيمة 330 مليون دولار.

واوضحت "ارابيان بيزنس" ان اجمالي هذه الثروات العربية الخمسين انخفض بنسبة 12% ليبلغ 199,48 مليار دولار علما ان هذه القائمة لا تتضمن ثروات كبار المسؤولين السياسيين العرب الذين يتربع بعضهم على ثروات مهولة.

دراسة: مليونيرات امريكا فقدوا 30 في المئة من ثروتهم

قال تقرير ان المليونيرات الامريكيين شهدوا اصولهم تتقلص بنسبة 30 في المئة اثناء الازمة الاقتصادية وان 36 في المئة فقط منهم راضون عن اداء مستشاريهم الماليين.

وقالت مجموعة سبكترم للاستشارات المالية انه من بين العائلات الامريكية التي تعادل ثروتها مليون دولار او اكثر عبر 55 في المئة عن قلقهم من انه لن تكون لديهم اصول كافية للحفاظ على اسلوب حياتهم.واضافت ان 90 في المئة يخشون ركودا طويل الاجل. بحسب رويترز.

وقالت كاترين مكبرين العضو المنتدب لمجموعة سبكترم "انهم يلومون الحكومة وول ستريت بصورة مباشرة عن الوضع لكن كثيرا من المليونيرات ليسوا سعداء باداء مستشاريهم وقال قليلون انهم سيزيدون العمل الذي يكلونه للمستشارين."وقال 14 في المئة فقط انهم سيزيدون استخدامهم للمستشارين الماليين في المستقبل.

وقال تقرير "مواقف المستثمرين الموسرين بشأن النجاة من الازمة الاقتصادية" ان 17 في المئة من المليونيرات لحقت اضرار بمحافظهم تزيد على 40 في المئة.

بافيت يعزز ثروته ليتجاوز جيتس على قائمة فوربس

أصبح المستثمر الملياردير وارين بافيت مجددا أغنى أمريكي متفوقا على بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت بعدما أعادت مجلة فوربس حساب ثروات بعض المدرجين على قائمتها لأغنى 400 أمريكي.

وألقت المجلة نظرة جديدة على ثروات بعض من المليارديرات على قائمتها فوربس 400 لتقييم تأثير أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي وأصدرت قائمة منتخبة بأسماء بعض من تلقوا ضربات عنيفة. بحسب رويترز.

وفي حين خسر 17 مليارديرا على قائمة فوربس أكثر من مليار دولار الشهر الماضي تمكن بافيت من تعزيز ثروته ثمانية مليارات دولار الى 58 مليار دولار ليتجاوز جيتس الذي تراجعت ثروته الى 55.5 مليار دولار من 57 مليار دولار.

واحتل جيتس المركز الأول على قائمة فوربس 400 لمدة 15 عاما مضت بفضل ثروته التي جمعها من شركة مايكروسوفت.

وكون بافيت ثروته عن طريق تحويل شركته بيركشاير هاثاوي الى مجموعة قيمتها 199 مليار دولار تستثمر في الشركات ذات الادارة القوية والمقدرة بأقل من قيمتها الحقيقية. وفي أواخر الشهر الماضي قالت شركته انها بصدد استثمار خمسة مليارات دولار في مجموعة جولدمان ساكس.

الأثرياء في الشرق وأستراليا 2.8 مليون.. أموالهم 9.5 تريليون دولار

كشف تقرير ميريل لينش و كاب جيميني السنوي الثالث عن الثراء في منطقة آسيا المحيط الهادئ، أن أموال الأثرياء (الأفراد الذين يملكون ثروات تقدر بمليون دولار على الأقل من دون احتساب مركز سكنهم الأساس وما يملكون من أغراض استهلاكية) في هذه المنطقة، «ازدادت 12.5 في المئة في 2007 لترتفع إلى 9.5 تريليون دولار، يحرّكها النمو الاقتصادي وعائدات بورصات الأسهم. وارتفع عدد الأثرياء في المنطقة 8.7 في المئة ليصل إلى 2.8 مليون، وقفز عدد الأثرياء (الأفراد الذين يملكون ثروات تقدر بثلاثين مليون دولار على الأقل من دون احتساب مركز سكنهم الأساس وما يملكون من أغراض استهلاكية) إلى 2400 بزيادة 16.4 في المئة، فيما بلغت نسبة الأثرياء في الإقليم 27.8 في المئة من جمهور أثرياء العالم في 2007، وشكّلت نسبتهم 26.3 في المئة من مجموع أموال أثرياء هذا الإقليم.

وغطّى التقرير تسعة أسواق رئيسة في آسيا المحيط الهادئ، هي أوستراليا والصين وهونغ كونغ وإندونيسيا واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان. بحسب تقرير لصحيفة الحياة.    

وأظهر تجمّع خمسة بلدان من العشرة الأسرع نمواً في مجتمع الأثرياء في أسواق آسيا المحيط الهادئ، للسنة الثالثة. وحلّت الهند في الطليعة، إذ ازداد عدد الأثرياء فيها بنسبة 22.7 في المئة، تلتها الصين بنسبة 20.3 في المئة، كما سجّل عدد الأثرياء في كوريا الجنوبية واندونيسيا وسنغافورة زيادة نسبتها 18.9 في المئة و16.8 في المئة و15.3 في المئة على التوالي.

واعتبر المدير الأعلى في وحدة الأعمال الاستراتيجية في الخدمات المالية في «كاب جيميني» وين لي، أن الأسواق الناشئة «استفادت من الإصلاحات الأخيرة في صناعة الخدمات المالية، ومن ازدياد استثمارات الأسواق الدولية المباشرة، كالولايات المتحدة وبريطانيا والشرق الأوسط». ورأى أن المستثمرين المحليين

والأجانب «سيستمرون في اقتناص الفرص الاستثمارية في المنطقة، طالما بقيت المنطقة محرّكاً يخلق الثراء».

ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد الأثرياء الناشئين أو الأفراد الذين يملكون بين 750 ألف دولار ومليون من الأصول القابلة للاستثمار في إقليم آسيا المحيط الهادئ، 7.9 في المئة العام الماضي، في مقابل 5.2 الزيادة العالمية. ونما عددهم في الصين بمعدل أسرع بلغ 19.9 في المئة.

9 تريليونات دولار حجم تراجع الثروات الشخصية للأمريكيين

 لما كانت الأسواق المالية اداة لقياس العامل النفسي لدى الناس، فان ما يسيطر على هؤلاء في الوقت الحاضر هو الخوف، اذ ان الامر ليس مقصورا على ان تراجع السوق بلغ اكثر من النصف ،او ان هذا الهبوط الذي عصف بالأسواق يوازي ما تعرضت له الأسواق المالية في ازماتها التي اعقبت الحرب العالمية الثانية، والتي تراجعت بنسبة %48 في عامي 1974/1973 وبعملية حسابية يتبين ان كل دولار يتغير مساره لدى الامريكيين، يسبب تغييرا بواقع 5 سنتات في سلوكهم الإنفاقي، ولكن ما يتجلى لنا بوضوح اكبر هو التطورات اليومية التي تتناول حياة الناس وكيفية ادارة اموالهم.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست في مقال تناولت فيه العوامل النفسية في الأسواق المالية وانه ما بين منتصف سبتمبر 2008 و21 نوفمبر الماضي، كان هناك 50 يوم تداول في الأسواق الامريكية. وقد تحرك السوق يوم 25 نوفمبر بنسبة %4 او اكثر (16 هبوطا و9 ارتفاعات ) في حين تذكر شركة ويلشاير اسوشييتس للاستشارات انه في غضون السنوات الخمس والعشرين الماضية، كان هناك فقط 25 يوما تحركت فيها الأسواق بنسبة %4 او اكثر.

ان التقلبات الجامحة التي تشهدها الأسواق تدلل على المخاوف المحسوسة لدى الناس، وما يسيطر عليهم من احساس بعدم معرفة شيء على وجه اليقين. وفي المتوسط فان الاسر الامريكية تتوقع ان تنفق فقط 418 دولارا على مشتريات الهدايا بمناسبة الاعياد خلال العام الحالي، بتراجع نسبته %11 عن 471 دولارا العام الماضي. ويبقى معدل البطالة ادنى بكثير من ذروته التي بلغها في اعقاب الحرب العالمية الثانية والذي وصل %7.6 غير ان ما يثير الرعب في اوصال الامريكيين هو احتمالات ان يستمر التراجع على نحو يتجاوز المتوسط، وان الحكومة قد فقدت السيطرة على مجريات الاحداث.

وقد حدث هذا الوضع في عامي 1979 و1980 عندما بلغ معدل التضخم %13 وبدت الحكومة عاجزة عن تقليص هذا المعدل.ولم يكن احد يستطيع توقع المستقبل. وبحلول عام 1980، قاربت اسعار الفائدة %13 على عقود الرهن المحددة بمدد تصل الى 30 سنة، فهل سيصل معدل التضخم %15 او %20.

هناك نذر خطيرة في الوقت الحالي يمكن مقارنتها مع ما شهدناه في الماضي.وربما يستطيع الرئيس المنتخب باراك اوباما تغيير هذا الوضع، ولكن حتى الآن يبدو ان المسؤولين الحكوميين وقادة رجال الاعمال والاقتصاديين ما زالت تستحوذ عليهم مثل هذه المخاوف.ان الشعب الامريكي يشعر بانه غير محمي او محصن في مواجهة المصائب والازمات المتوالية.

وتضيف واشنطن بوست ان القلق المفرط ليس تشاؤما غير مبرر، على الرغم من انه قد يتبين فيما بعد انه ليس قائما، ذلك ان كل حلقة من حلقات هذه الازمة، من افلاس بنك بير ستيرنز الى الافلاس المحتمل لشركة جنرال موتورز، جاءت على صورة مفاجئة. وعلى نفس المنوال فان اسباب الازمة الرئيسية الثلاثة استهين بها ولم تعط التقدير اللازم على نحو متكرر وهي : انفجار فقاعة الإسكان، والمؤسسات المالية الهشة، وعكس او «تغيير تأثير الثروة الى الاتجاه المعاكس»، ومن بين هذه الاسباب الثلاثة، فان الاخير هو الذي لقي الاهتمام الادنى.

ما توقعات المليارديرات لآفاق اقتصاد الولايات المتحدة في العام الجديد؟ 

للرد على هذا السؤال توجهت مجلة »فوربس« نحو عدد قليل من الامريكيين الذين وردت اسماؤهم في قائمتها الخاصة بأكثر الرجال ثراء في امريكا لعام 2008، وذلك لمعرفة آرائهم حول جملة من المسائل تراوحت بين: البطالة، سعر النفط، التنظيم المالي والسياسة المالية، واعرب كل هؤلاء تقريبا عن اعتقادهم بأن الاقتصاد سوف يسترد نموه على نحو ايجابي في مرحلة ما من الربع الاخير لعام 2009 او ربما في الربع الاول من 2010.

ولدى سؤال اصحاب المليارات هؤلاء حول اكثر الاتجاهات المثيرة للقلق التي تواجه الاقتصاد ذكر كثيرون منهم انه »الخوف«.

حول هذا، يقول مارك كوبان رئيس ومالك شركة دالاس مافيركس: من الواضح ان الثقة باتت مفقودة بعد الازمة الاقتصادية والمالية الاخيرة لذا اعتقد ان اصحاب رؤوس الاموال سوف يتريثون اكثر من المعتاد في الدخول بمشاريع جديدة الآن، وعندما يقبلون على مثل هذه المشاريع سيكون ذلك من خلال ادوات محافظة جداً.

جدير بالذكر ان مارك كوبان الذي بلغت ثروته 2.6 مليار دولار في سبتمبر 2008 عندما نشرت فوربس قائمة الـ 400 شخص الأكثر ثراء في امريكا، تلقى في الآونة الاخيرة اتهامات بالتلاعب تجاريا في هيئة الاوراق المالية والبورصة الامريكية لكنه انكر ارتكابه اية مخالفات قانونية.

ومن بين الاشياء الاخرى التي تثير قلق، اولئك الأكثر ثراء: شح الائتمان وموجة عمليات الانقاذ الاخيرة التي وقفت وراءها الحكومة الفيدرالية، فقد تساءل الدكتور توماس فريست، وهو احد مؤسسي مستشفى اتش سي ايه للرعاية الصحية: متى ستتوقف عمليات الانقاذ الحكومية هذه؟

ويمكن القول عموما ان اصحاب المليارات الامريكيين كانوا اما متفائلين جداً او متشائمين بدرجة كبيرة ايضاً، فالذين كونوا ثرواتهم من خلال العمل في القطاعين المالي والعقاري كانوا اكثر تشاؤماً من نظرائهم الذين كوموا ثرواتهم من قطاعات اخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/كانون الثاني/2009 - 19/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م