الدول الصناعية الكبرى وتوحُّد الازمة الدولية في الاحتباس الحراري

اليابان تشهد ارتفاعاً قياسياً في الغازات الضارّة وصخور عُمان تمتص co2

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: تعد مشكلة الاحتباس الحراري إحدى أهم المحاور الرئيسية التي تتصدر قائمة الازمات والمشاكل العالمية في الوقت الحاضر، وما عزز هذا الاعتقاد الاعتراف الذي يصدر من الدول المصنعة الكبرى والتي تقول بألازمة الحتمية في صعوبة إحتواء انبعاث الغازات المسببة لمشكلة الاحتباس الحراري. والمشكلة الاخرى التي عززت هذه المخاوف هي ذوبان الجليد في بعض المناطقة المتجمدة، وهذا الجليد بدوره سيعمل إلى إحداث متغيرات بيئية خطيرة لم تشهده الارض سابقا، فأين يكمن الحل من كل هذا؟!

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض لكم المشكلة التي تحدق بالبشر جميعا، مشكلة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات الحرارة في كوكب الأرض، بالدرجة التي لايمكن معها العيش على سطح هذا الكوكب الاخضر في يوم من أيام المستقبل المجهول:

الأمل المعقود على انتخاب اوباما لإحياء ملف المناخ

اعلن مسؤولون اوروبيون في بروكسل ان انتخاب الديموقراطي باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة يحيي الامل بالتزام اكبر لهذا البلد في التصدي للاحتباس الحراري.

وقالت رئيسة ايرلندا السابقة ماري روبنسون خلال مؤتمر صحافي اطلق فيه المركز الاعلامي للامم المتحدة لغرب اوروبا حملة كول بلانيت 2009 انه يعتقد ان هذا الامر سيعني تغييرا فعليا. بحسب فرانس برس.

واضافت، ان اوباما قريب جدا من ال غور نائب الرئيس الديموقراطي السابق وحائز جائزة نوبل للسلام لسعيه الى توعية الرأي العام العالمي على اخطار الاحتباس الحراري.

وتابعت روبنسون: انه (اوباما) يدرك تماما اهمية القيام بعمل سريع وحتى لو كان بوش لا يزال رئيسا سيرسل اوباما فريقا موازيا (للادارة المنتهية ولايتها) الى المفاوضات حول المناخ التي تنظمها الامم المتحدة في بوزنان في بولندا وبذلك لن يكون هناك مضيعة للوقت.

وسيجمع مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ ممثلي 190 بلدا بين اول كانون الاول/ديسمبر و12 منه في بوزنان على ان يتزامن مع القمة الاوروبية التي تلتئم في 11 و12 كانون الاول/ديسمبر في بروكسل. وسيمهد المؤتمر للمفاوضات الدولية حول المناخ المقررة العام 2009 في كوبنهاغن.

وقالت مارغوت والستروم نائبة رئيس المفوضية الاوروبية ان: اعطاء الاميركيين مؤشرا (في بوزنان) الى نيتهم الجلوس الى طاولة المفاوضات سيكون بالغ الاهمية. اعتقد ان هذا الامر سيؤثر على الصين والهند اللتين علينا اقناعهما بالجلوس الى الطاولة نفسها.

وقالت رئيسة الوزراء النروجية السابقة غرو هارلم بروندلاند وهي الممثلة الخاصة للامم المتحدة ان: اوباما اعلن ان لديه ثلاث اولويات احداها الكرة الارضية.

التأثير المباشر من الإنسان على المناخ يمتد إلى القطبين

حذر علماء من ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي جراء ارتفاع درجة حرارة الارض.

وقال العلماء في دراسة قدمت الادلة على امتداد اثار التغيرات المناخية التي يحدثها البشر الى جميع قارات العالم ان اكتشاف سبب بشري لارتفاع الحرارة عند طرفي الكرة الارضية يؤكد أيضا الحاجة الى دراسة طبقات الجليد في القطب الشمالي وجرينلاند التي سترفع في حالة ذوبانها من منسوب مياه البحار بنحو 70 مترا. بحسب رويترز.

واضاف ناتان جيليت من جامعة ايست انجليا بانجلترا والذي قاد فريق الدراسة: اصبح بمقدورنا لاول مرة ان نرجع السبب المباشر في ارتفاع حرارة القطبين الشمالي والجنوبي الى تأثيرات البشر. وضم فريق الدراسة باحثين من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان.

وارتفعت الحراراة بشدة في القطب الشمالي خلال السنوات الاخيرة وتقلصت البحار الجليدية في عام 2007 بصورة قياسية. لكن الامور في القطب الجنوبي كانت محيرة حيث تمددت بعض بحار الثلج الشتوية في العقود الاخيرة من الزمن مما اثار الشكوك لدى البعض فيما كان ارتفاع درجات الحرارة يحدث على مستوى المعمورة ككل.

وفي العام الماضي قالت لجنة الامم المتحدة للمناخ التي تضم 2500 خبير ان تأثيرات الانسان على المناخ يمكن اكتشافها في كل قارة ما عدا القطب الجنوبي والذي لا يحظي بمراقبة كافية لاصدار أحكام سليمة.

وقال العلماء في دورية علم الارض Nature Geoscience ان الدراسة الجديدة تسد هذه الثغرة.

وقارنت الدراسة سجلات درجات الحرارة واربعة نماذج مناخية على الكمبيوتر ووجدت ان ارتفاع درجات الحرارة في القطبين الشمالي والجنوبي يمكن ارجاعه الى تزايد انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري- خاصة الناتجة عن حرق الوقود الحفري- أكثر منه الى التحولات الطبيعية.

صعوبة السيطرة على انبعاث الغازات الضارة في الصين

اقرت الصين ان التحكم في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على اراضيها امر صعب، وحذرت من وجود احتمال ضعيف لحدوث تحسن مبكر في هذا المضمار.

وفي اول تقرير عن سياستها حول التغير المناخي، اقرت بكين للمرة الاولى ان الغازات التي تنبعث منها مساوية لتلك التي تنبعث من الولايات المتحدة.

وقال التقرير ان اعتماد الصين على الفحم لضمان النمو الاقتصادي يجعل من التحكم في التلوث امرا صعبا. واضاف التقرير ان الدول المتقدمة ينبغي عليها ان تفعل المزيد في هذا المضمار. بحسب رويترز.

واقر التقرير بالمشاكل الناجمة عن التغير المناخي الذي يشهده كوكب الارض، وقال ان: الظواهر المناخية الحادة مثل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، والامطار الغزيرة، والجفاف الشديد ازدادت في عددها وحدتها.

وقال ان: الطاقة المنتجة بشكل اساسي من الفحم، لا يمكن ان تتغير بشكل كبير في المستقبل الكبير، ومن ثم تجعل من مسألة السيطرة على انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري صعبة.

ويقول شيرونج تشن محرر بي بي سي لشؤون الصين ان التقرير يعد بمثابة تغير تكتيكي في موقف الصين بشأن هذه القضية.

ويقول انه رغم ان الصين كانت تقاوم الضغوط العالمية بشأن حصتها من الغازات المنبعثة، فانها الان قد اخذت المباردة لتعلن للعالم انها تعي حدة المشكلة.

وكان فريق من الخبراء من جامعة كاليفورنيا الأمريكية قد حذروا سابقا من انه ما لم تقم الصين بتغيير سياساتها المتعلقة بالطاقة بشكل جذري، فإن الزيادات التي تسببها في انبعاثات الغازات ستكون أكبر بعدة مرات من نسب التخفيض التي تجريها الدول الغنية على تلك الانبعاثات وفق ما نص عليه بروتوكول كيوتو.

الدول الصناعية الكبرى متساوية في مشاكل انبعاث الغازات

قال مسؤول صيني كبير ان انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الصين تتساوى مع مثيلتها في الولايات المتحدة ولن تتراجع في أي وقت قريب بينما حذرت من ضربة اقتصادية كبيرة بسبب تغير المناخ.

وتمثل التصريحات التي أدلى بها شيه تشن هوا نائب مدير لجنة الدولة للتنمية والاصلاح في الصين والمسؤول عن سياسة تغير المناخ أول اعتراف رسمي صيني بأن الصين قد تكون بالفعل أكبر دولة تتسبب في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. بحسب رويترز.

ويعتقد الكثير من الخبراء أن انبعاثات الصين من الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن حرق الوقود الحفري تجاوزت بالفعل مثيلتها في الولايات المتحدة التي ظلت لاكثر من قرن أكبر دولة في العالم تتسبب في انبعاث هذه الغازات.

وقال تشن هوا في مؤتمر صحفي لاصدار ورقة حكومية بخصوص تغير المناخ: استنادا الى المعلومات التي لدينا يتساوى اجمالي الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تتسبب الصين في انبعاثها مع مثيله في الولايات المتحدة.

وحتى سنوات قليلة مضت كان العلماء يتوقعون أن الصين لن تتجاوز الولايات المتحدة في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون قبل عام 2019.

وقدر معمل اوك ريدج الوطني الامريكي ان الولايات المتحدة مسؤولة عن انبعاث 1.6 مليار طن من الكربون بسبب حرق وقود حفري في 2007 مقابل 1.8 مليار طن من الصين.

صخور عُمان تمتص ثاني اكسيد الكربون

قال علماء ان نوعا من الصخور يكثر وجوده في سلطنة عمان يمكن ان تمتص غاز ثاني اكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري بمعدل قد يساعد في ابطاء ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة على الارض.

وعندما يحدث تلامس بين ثاني اكسيد الكربون وهذه الصخور التي تعرف باسم البريدوتيت (صخر بركاني صواني) يتحول الغاز الى مادة صلدة مثل الكالسيت (كربونات الكالسيوم المتبلرة). بحسب رويترز.

وقال الجيولوجي بيتر كيليمان والكيميائي الجيولوجي يورج ماتر ان هذه العملية التي تحدث بشكل طبيعي يمكن زيادة طاقتها مليون مرة لانماء معادن تحت الارض قد تخزن بشكل دائم ملياري طن او اكثر من الثلاثين مليار طن من ثاني اكسيد الكربون المنبعثة بفعل نشاط الانسان سنويا.

وستنشر دراستهما في عدد 11 نوفمبر تشرين الثاني من دورية "بروسيدنجز اوف ذي نيتشرال اكاديمي اوف ساينس Proceedings of the Natural Academy of ciences.

والبريدوتيت هو اكثر الصخور شيوعا الموجودة في غطاء الارض او الطبقة التي تقع مباشرة تحت القشرة. وهي تبدو ايضا على سطح الارض خصوصا في سلطنة عمان التي تقع قريبة بشكل مناسب من منطقة تنتج كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون في انتاج الوقود الحفري.

وقال ماتر في مقابلة: أن تكون قريبا من كل هذه البنية التحتية للنفط والغاز فهذا ليس شيئا سيئا.

وقام العالمان ايضا بحساب تكاليف استخراج الصخور وجلبها مباشرة الى منشات الطاقة التي تبعث منها غازات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري لكنهم اعتبروها مكلفة للغاية.

ويقول العالمان وكلاهما في مرصد لامونت دوهيرتي ايرث في نيويورك انهما استهلا عملية تخزين صخور البريدوتيت للكربون من خلال نقلها وحقنها بمياه ساخنة تحتوي على غاز ثاني اكسيد الكربون المضغوط. وقدما ملفا لبراءة مبدئية لهذه التقنية.

ويقول العالمان ان ما بين 4 مليارات و5 مليارات طن سنويا من هذا الغاز يمكن تخزينها قرب سلطنة عمان باستخدام صخور البريدوتيت بالتوازي مع تقنية ناشئة اخرى طورها كلاوس لاكنر في كولومبيا تستخدم "اشجارا" اصطناعية تمتص ثاني اكسيد الكربون من الهواء.

ومازالت هناك حاجة لاجراء ابحاث اخرى قبل استخدام اي من هاتين التقنيتين على نطاق واسع.

وتتكون صخور البريدوتيت في جزر بابوا غينيا الجديدة وكاليدونيا في المحيط الهادي وبمحاذاة ساحل البحر الادرياتي وبكميات أقل في كاليفورنيا.

اليابان في حالة ارتفاع قياسي للغازات المسببة للاحتباس الحراري

زادت الغازات المسببة للاحتباس الحراري في اليابان إلى مستوى قياسي خلال عام معرضة البلاد وهي خامس أكبر منتج لغاز ثاني اكسيد الكربون على مستوى العالم لاحراج الفشل في الالتزام بالمستوى المستهدف في معاهدة كيوتو للسنوات الاربع القادمة.

وبلغت الزيادة خلال عام ينتهي في مارس اذار المقبل 2.3 % وأرجع ذلك بدرجة كبيرة الى اغلاق أكبر محطة للطاقة النووية في اليابان عقب زلزال. بحسب رويترز.

وسيزيد هذا الضغط على حكومة اليابان للتخلي عن جهودها للسيطرة على الانبعاثات الغازية من خلال اجراءات تطوعية والاخذ بنظام صارم يفرض قيودا على الصناعات كما هو الحال في الاتحاد الاوروبي واستراليا.

وفي الوقت الذي تتشكك فيه بالفعل الدول النامية في ارادة طوكيو السياسية للسيطرة على الانبعاثات وفي الوقت الذي لا تسري فيه معاهدة كيوتو 2008 - 2012 على ملوثين رئيسيين مثل الصين والولايات المتحدة والهند ستتركز الانظار على موقف حكومة طوكيو في الوقت الذي تحاول فيه الحكومات الاتفاق العام القادم على بروتوكول يحل محل كيوتو.

وأظهرت بيانات وزارة البيئة اليابانية ارتفاع الانبعاثات الغازية الى 1.371 مليار طن خلال السنة المالية اليابانية التي تنتهي في مارس بعد انخفاض بلغ 1.3 في المئة في العام السابق.

ويقول محللون إن طوكيو بحاجة الى تحرك فوري اذا أرادت اليابان خفض الانبعاثات بنسبة 13.5 في المئة المنصوص عليها في كيوتو لتصل الى 1.2 مليار طن بانخفاض ستة في المئة عن مستويات 1990.

وعلى عكس الاتحاد الاوروبي ترفض اليابان وضع سقف اجباري للانبعاثات التي تتسبب فيها الشركات. وترفض الشركات المنتجة للصلب وشركات اخرى وضع هذا السقف وتقول ان هذا الاجراء سيضر بقدرتها على المنافسة في الاسواق العالمية.

تغير المناخ العالمي يتسبب بظواهر جوية غير معهودة

اكد خبير التنبؤات الجوية عيسى رمضان ان تغير المناخ العالمي يسبب ظواهر جوية غير معهودة في كل مناطق العالم بما فيها المنطقة العربية التي تشمل دولة الكويت.

وقال رمضان في لقاء حول تغير المناخ العالمي ان الدراسات تشير الى ان زيادة الغازات الدفيئة هي المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وهي اربعة غازات الاول ثاني اكسيد الكربون والثاني غاز الميثان والثالث اكسيد النتروز واخيرا غازات الهالوكربون.

وبين ان زيادة هذه الغازات ادت الى ارتفاع المتوسط العالمي لدرجة الحرارة السطحية منذ القرن ال19 بحوالي 6ر0 درجة مئوية مؤكدا الى ان اصابع الاتهام تتجه الى الانشطة البشرية كمسبب رئيسي لهذا الارتفاع. بحسب كونا.

وقال ان مؤشرات التغير في المناخ العالمي يتمثل في ارتفاع درجات الحرارة خلال العقود الاربعة الماضية في ادنى ثمانية كيلومترات من الغلاف الجوي وتناقص الغطاء الثلجي وانحسار الرقعة الجليدية 10 بالمئة منذ اواخر ستينيات القرن الماضي.

ومن المؤشرات الاخرى ذكر ارتفاع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بما يتراوح بين 10 و 20 سنتيمترا خلال القرن العشرين وزيادة درجة حرارة المحيطات وزيادة كمية الامطار بين 5ر0 بالمئة و 1 بالمئة في العقد الواحد فوق خطوط العرض الوسطى والقطبية وزيادة بنسبة 2 و 4 بالمئة في وتيرة الامطار الغزيرة وتصحر في مناطق خطوط عرض 10 شمالا و 10 جنوبا.

وحول المتغيرات المناخية المحتملة قال رمضان ان الاحتباس الحراري يؤدي الى زيادة التقلبات في الامطار الموسية وقوتها وضعف في الدوران بين الغلاف الجوي والمحيطات بسبب التباين الحراري ما يؤدي الى انخفاض نقل الحرارة الى خطوط العرض القطبية في الشمال ويظل الاحترار فوق اوروبا.

وقال ان المتغيرات المحتملة تشمل ازدياد معدل انحسار الغطاء الثلجي ورقعة الجليد البحري في النصف الشمالي من الكرة الارضية في القرن ال21 وزيادة الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي نتيجة لتزايد هطول الثلوج.

واضاف انه من المتوقع ايضا ارتفاع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بما يتراوح بين 16 الى 59 سنتيمترا او اكثر الى نهاية سنة 2100.

وعن الحلول التي يطرحها المهتمون بالشأن البيئي ورصد المناخ قال رمضان ان الحلول المطروحة تتمثل في عدة نقاط منها الحاجة الى عمل المزيد من البحوث والدراسات المناخية ورصد المعلومات المناخية وايجاد بدائل صديقة للبيئة تقلل من انبعاث الغازات الدفيئة والتوسع في زراعة الاشجار والغابات وسعي الدول بشكل مكثف الى التوجه نحو التنمية المستدامة وتقديم القدرات والدعم التكنولوجي الى البدان النامية.

واضاف ان الحلول تشمل كذلك امتثال الدول للمعاهدات الدولية الخاصة بالمحافظة على البيئة وتعزيز المعرفة والتثقيف والوعي في مجال البيئة وتعبئة الموارد المالية للتصدي للمشاكل البيئية وادماج الانشطة البيئية في الاطار الانمائي الاوسع نطاقا. واكد رمضان ان المحافظة على البيئة مسؤولية كل فرد: لأن الارض بيئتنا فهي لنا وللاجيال القادمة وكل من يعيش على هذا الكوكب.

خطر إرتفاع مستويات البحر بسبب الذوبان الهائل للجليد

يعتبر ذوبان الجليد منذ 2003 السبب الرئيسي لارتفاع مستويات البحار في حين ان هذا الارتفاع كان بين 1993 و2003 ناجما في قسم كبير منه عن التمدد الحراري كما يؤكد باحثون فرنسيون.

وكان ارتفاع مستوى البحار تباطأ بصورة طفيفة منذ 2003 فتراجع من 3 ملمترات في السنة الى ملمترين ونصف. بحسب فرانس برس.

ويفيد اخر تقرير صدر في 2007 عن الفريق الحكومي المعني بالتغير المناخي ان اكثر من نصف هذا الارتفاع اي ملمتر ونصف ناجم عن تمدد المياه بسبب ارتفاع حرارة الارض وان 1,2 ملمتر سنويا ناجم عن ذوبان الغطاء الجليدي وثلوج الجبال.

غير انه منذ 2003 لم يسجل ارتفاع في حرارة مياه المحيط فلم يعد يساهم سوى في 0,4 ملم او 0,3 ملم في ارتفاع مستوى البحار.

وقال المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في بيان ان: زيادة كتلة مياه المحيط هي التي تقف وراء ارتفاع مستوى البحر المسجل منذ 2003 وليس ارتفاع حرارتها.

ولكن اني كازيناف عالمة الجيوفيزياء وعضو الاكاديمية الفرنسية للعلوم ومعدة الدراسة قالت ان تراجع التمدد الحراري لمياه المحيط امر موقت ليس الا.

واضافت كازيناف: اذا نظرنا الى السنوات الخمسين الماضية سنجد ان ارتفاع الحرارة ليس مستقرا. هناك تقلبات. وعندما نعرف ان 80% من حرارة النظام المناخي مخزنة في المحيط نعتبر ان ارتفاع الحرارة ستستمر.

واضافت انه خلال السنوات العشر الماضية لم يساهم القطب المتجمد الجنوبي وغرينلاند سوى بنصف ملمتر في السنة في ارتفاع مستوى البحار في حين انه الان ملمتر واحد. اما ذوبان ثلوج الجبال فتسهم اليوم بزيادة 1,1 ملم في مستوى البحار.

ويهدد ارتفاع مياه البحار مئات الملايين من البشر الذين يعيشون على الشواطىء وفي الجزر الصغيرة.

وفضل خبراء الفريق الحكومي المعني بنغير المناخ عدم وضع تصور مرتفع امام صانعي القرار نظرا للتغيرات التي يمكن ان تطرأ على الغطاء الجليدي في غرينلاند والقطب المتجمد الجنوبي والتي ستزيد من ارتفاع مستوى البحار الذي يتوقع العلماء ان يصل الى ما بين 18 و59 سنتمترا بحلول 2100.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/تشرين الثاني/2008 - 25/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م