الدواء ما بين الضرورة والأَضرار الجانبية

 

شبكة النبأ: ليس فقط الانسان هو مَن يسعى لحماية نفسه وما يحيط به من بيئة من خلال سعيه نحو توفير أسباب العلاج وادواته، انما النباتات المريضة هي الاخرى تنتج مادة كيميائية شبيهة بالأسبرين ويمكن لهذه المادة ان تكون جزءً من نظام المناعة الذي يساعد على حمايتها!!

وبالنسبة للاطفال الذين اعتادوا على تعاطي مسكن الألم الشائعن باراسيتامول، قد يكونون اكثر عرضة للاصابة بالربو والاكزيما بمرور الوقت حين يبلغون سن السادسة أو السابعة.

(شبكة النبأ) تقدم في سياق التقرير التالي اخر ما توصلت اليه البحوث الطبية المتعلقة بالأدوية وسلبياتها وايجابياتها:

النباتات تنتج الأسبرين الخاص بها وتحذِّر جيرانها من الزكام

يعدّ الأسبرين من ضمن العقاقير الأكثر شعبية لدى البشر، غير أنّ دراسة حديثة خلصت إلى أنّ تلك الشعبية امتدت أيضا إلى عدة أنواع من النباتات في الكثير من أصقاع الأرض.

وشعر الباحثون العاملون في مركز مراقبة الأجواء الأمريكي بالدهشة عندما اكتشفوا أنّ النباتات "المريضة" تنتج مادة كيميائية شبيهة بالأسبرين، يمكن العثور عليها في الجوّ المحيط بالنبتة. ويمكن لهذه المادة أن تكون جزءا من نظام مناعة تساعد على حماية النباتات، وفق ترجيحات الباحثين.

ويزيد الاكتشاف من احتمالات أن يصبح المزارعون قادرين، بفضل ملاحظة هذه المادة، على مراقبة "صحة" نباتاتهم في المراحل المبكرة من إصابتها بعوارض إصابتها بتغيّر مناخي أو غزو من الحشرات أو غيرهما.

وحتى الساعة، ليس بإمكان المزارعين التأكد من وجود مناخ غير صحي يحيط بنباتاتهم إلا بملاحظة مؤشرات يمكن رؤيتها بالعين المجردة مثل أغصان أو ألياف ميتة. بحسب سي ان ان.

وقال الباحث طوماس كارل "على خلاف البشر، الذين يتمّ توجيههم بتناول الأسبرين كمضاد للحمى، للنباتات القدرة على إنتاج أسبيرينها، بواسطة إفراز بروتينات تعزّز النظام البيو-كيميائي الدفاعي، وبالتالي تخفيف الإصابة."

وأضاف أنّ "عمليات القيس التي أجريناها تظهر كميات مهمة من المادة الكيميائية حيث يمكن العثور عليها في الأجواء المحيطة بنباتات توجد في مناخ غير صحي."

وفي الوقت الذي أيقن فيه الباحثون أنّ النباتات أنتجت في المختبرات شكلا من الأسبرين يعرف باسم "ميثيل ساليسيليت" غير أنّهم لم يبحثوا عنه مطلقا في الغابة أو المزارع.

غير أنّ الباحثين أيضا، عندما أقاموا نظام قيس في مزرعة قرب ديفيس في كاليفورنيا، بهدف مراقبة الانبعاثات الصادرة عن النباتات الموجودة هناك والتي يمكن أن تلوّث البيئة، عثروا على كميات مهمة من مادة "ميثيل ساليساليت."

كما سبق لدراسات مماثلة أن خلصت إلى أنّ النباتات التي تتناولها الحيوانات، تنتج بدورها مواد كيميائية يمكن أن تستشعرها النباتات القريبة منها.

اكتشاف فئة جديدة واعدة من المضادات الحيوية

قال باحثون ان ثلاث مركبات تتكون بشكل طبيعي مضادة للبكتريا تبعث أملا لفئة جديدة من المضادات الحيوية قد تتيح أسلحة جديدة ضد العدوى في الوقت الذي تفقد فيه عقاقير اقدم فعاليتها.

وجاء في الدورية الطبية "الخلية" "Cell" ان هذه المركبات الجديدة ربما توفر شفاء اسرع للدرن (السل) وهو ما قد يساعد الاشخاص على مواصلة العلاج الموصوف بشكل افضل ويحد من نمو انواع من البكتريا مقاومة للعقاقير. بحسب رويترز.

واوضح ريتشارد ابرايت في جامعة روتجرز في نيو برونزويك بولاية نيوجيرسي وزملاء له كيف ان مركبات المضادات الحيوية الثلاثة - ميكسوبيرونين "myxopyronin" و كورالوبيرونين "corallopyronin " و ريبوستاتين "ripostatin " - تعوق عمل انزيم بوليميريز الحامض النووي "ار ان ايه" للبكتريا وهو الانزيم الذي تحتاجه البكتريا لفتح المعلومات الجينية من الحامض النووي "دي انه ايه" اللازم لصنع البروتين.

وقالوا ان اعاقة هذا الانزيم يقتل البكتريا. وتنتج كل هذه المركبات الثلاثة بشكل طبيعي من جانب بعض البكتريا لاستخدامها في نوع من الحرب الكيماوية ضد بكتريا أخرى. وتعمل هذه العوامل من خلال الاستفادة من خلل مصمم في انزيم بوليميريز "ار ان ايه" البكتيري.

وقال ابرايت في بيان "انزيم بوليميريز (ار ان ايه) له شكل يذكر بمخلب رافعة ذات نتوءين بارزين شبيه بفكي الكماشة.."وتماما مثل مخلب الرافعة الحقيقي يبقى فك واحد للكماشة ثابتا ويتحرك الاخر - يفتح ويغلق لابقاء دي ان ايه في المكان."

وتعمل المضادات الحيوية الثلاثة من خلال كبح مفصل فك الكماشة لمنع البكتريا من السماح للحامص النووي "دي ان ايه" بالمرور الى الانزيم. وبدون هذه الشفرة الجينية اللازمة لن تتمكن البكتريا من صنع البروتينات.

الباراسيتامول قد يزيد مخاطر اصابة الاطفال بالربو

أظهرت دراسة موسعة شملت اطفالا من 31 دولة ان الاطفال الذين اعتادوا على تعاطي مسكن الالم الشائع باراسيتامول قد يكونون اكثر عرضة للاصابة بالربو والاكزيما بمرور الوقت حين يبلغون سن السادسة أو السابعة.

نشرت الدراسة في دورية لانست الطبية Lancet مع دراستين اخريين اثبتت جميعها ان الانف كثيرة الارتشاح والاذن التي يصدر عنها صفير قد تكونان مؤشرين قويين على الاصابة بالربو.

وفي الدراسة الاولى عكف الباحثون على مراجعة بيانات قدمها اباء 205 الاف طفل ووجدوا ان علاج الطفل بالباراسيتامول في عامه الاول مرتبط بزيادة نسبتها 46 في المئة في احتمالات الاصابة بالربو عند وصول الاطفال سن السادسة او السابعة وذلك مقارنة بغيرهم من الاطفال الذين لم يعتادوا على اخذ هذا الدواء. ويستخدم الباراسيتامول في الغالب لتخفيف درجة الحرارة وتخفيف الالام البسيطة.

وزاد الاستخدام المتوسط للباراسيتامول في الاشهر الاثنى عشر الماضية من مخاطر الاصابة بالربو بنسبة 61 في المئة بينما زادت الجرعات الكبيرة منه مرة في الشهر او اكثر في العام الماضي من مخاطر الاصابة بالربو اكثر من ثلاث مرات. ووصف الاستخدام المتوسط للدواء على انه مرة في العام او اكثر واقل من مرة في الشهر. بحسب سي ان ان.

وزاد الاشتباه في وجود علاقة بين الربو والباراسيتامول في السنوات الاخيرة عندم لاحظ خبراء استخداما متزايدا للعقار مع زيادة متزامنة في معدلات الربو بمختلف انحاء العالم.

دراسة تؤكد مخاطر عقار الفيوكس على القلب

قال باحثون ان تحليلا استمر فترة طويلة لاشخاص تعاطوا عقار فيوكس لعلاج التهاب المفاصل أكد أنه يضاعف احتمال الاصابة بجلطة أو أزمة قلبية لكن هذا الاحتمال يزول بعد عام من توقف الشخص عن تعاطيه. وأضافوا أن عقاقير أخرى من نفس الفئة من مسكنات الالم المعروفة باسم موانع كوكس-2 ربما تسبب ضررا مماثلا.

وقال الطبيب روبرت بريزلير من مركز ام.دي. اندرسون للسرطان (M.D. Anderson Cancer Center) بجامعة تكساس الذي نشرت دراسته في دورية لانسيت Lancet "النبأ الجيد هو أن البيانات تشير الى أن الاحتمال (بالاصابة) لا يدوم للابد. الاحتمال يتراجع الى الطبيعي بعد عام من المتابعة (الطبية)."

وكانت بيانات عن السلامة من هذه الدراسة دقت في عام 2004 أجراس انذار من أن الفيوكس يزيد احتمالات الاصابة بجلطة أو أزمة قلبية مما دفع شركة ميرك أند كو المصنعة للعقار الى سحب مسكن الالم الشائع من السوق. بحسب رويترز.

ووقعت ميرك العام الماضي صفقة بقيمة 4.85 مليار دولار لتسوية الاف الدعاوى عن أزمات قلبية وجلطات ووفيات سببها المزعوم هذا العقار. وكان الغرض من الدراسة الاصلية التي مولتها ميرك تحديد ما اذا كان عقار الفيوكس قادرا على منع ظهور أورام تزيد من احتمال الاصابة بسرطان القولون.

وكان تحليل أجراه بريزلير وزملاؤه ونشر عام 2005 في دورية نيو انجلاند للطب (New England Journal of Medicine) أشار الى أن العقار استغرق 18 شهرا ليزيد احتمال الاصابة بالازمات القلبية والجلطات وهو الاطار الزمني الذي لعب دورا بارزا في الدفاع القانوني لشركة ميرك عن الفيوكس.

ونشرت الدورية في وقت لاحق تصحيحا في موقعها على الانترنت قائلة ان الفرق غير هام من الناحية الاحصائية. وقال بريزلير ان التحليل الجديد الذي أجراه احصائيون مستقلون يشير الى أن الاحتمال يحدث مبكرا ويدوم.

وقال بريزلير في محادثة هاتفية "هذه البيانات تظهر انك لا تستطيع أن تحدد بدقة توقيت (حدوث) الاحتمال. يبدو انه يبدأ مبكرا نسبيا."

وفحصت الدراسة تأثيرات ثلاثة أعوام من العلاج بالفيوكس على 2587 مريضا. وأجريت فحوص للمرضى للتعرف على الاعراض الجانبية أثناء فترة تناولهم للعقار وبعد أسبوعين من الاقلاع عنه.

حبة دواء حلوة المذاق ربما تساعد الاطفال في علاج الملاريا

ذكر باحثون أن حبة دواء جديدة بطعم ثمر الكرز مضادة للملاريا يسهل على الاطفال ابتلاعها ويمكن أن تنقذ حياتهم.

وأضاف الباحثون أن القرص ليس مرا مثل العقاقير الحالية ولا يحتاج لسحقه قبل تناوله مما يسهل على الاطفال في المناطق التي يستوطن فيها المرض الالتزام بالعلاج. بحسب رويترز.

وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد حالات الوفاة بسبب الملاريا بنحو 881 ألف حالة والاصابة بنحو 247 مليون حالة في مختلف أنحاء العالم في عام 2006 وهو أحدث عام توافرت فيه ارقام بشأن حالات الوفاة والاصابة بالمرض. ويقول بعض خبراء الملاريا ان تلك الارقام تقلل من أهمية المشكلة.

وأصبح المرض مقاوما لبعض العقاقير كما أن جهود انتاج لقاح بطيئة. وأحد وسائل العلاج الفعالة للمرض هو عقار (كوارتيم) الذي تنتجه شركة (نوفارتيس ايه.جي).

والمشكلة في العقاقير الحالية هي أن الكثير من الاطفال لا يمكنهم ابتلاع أقراص كاملة وسحقها يمكن أن يضعف فعالية الدواء. وقال الباحثون ان الحبوب المسحوقة لها مذاق مر أيضا عند مزجها بالماء.

وفي الدراسة التي شملت 899 طفلا حصل حوالي نصفهم على حبة الدواء الجديدة بطعم الكرز فيما حصل الباقي على عقار ( كوارتيم) المسحوق والاثنان احتويا على نفس حجم الدواء. ووجد الباحثون أن معدل العلاج والقيء تساوى لدى المجموعتين بعد 28 يوما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/تشرين الأول/2008 - 23/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م