تداعيات فضحية الألبان ولعبة البقاء في السياسة الصينية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: تتكرر هذه المقولة في الصين" عملنا بجد على مدار نصف عام والآن فجأة عُدنا لما كانت عليه الحال قبل ان تقام دورة الالعاب الاولمبية".. وهذا ماحدث بالفعل. فهذه المرّة هزّت الصين فضيحة جديدة لاتزال تداعياتها تشبه الى حد كبير كرة الثلج المتدحرجة، فقد اظهرت حالات تسمم جماعي من حليب جاف ملوَّث ومزاعم رسمية بوجود تستُّر وحوادث مميتة اخرى انطوت على اكاذيب رسمية ان البراعة في تنظيم دورة الالعاب الاولمبية لم تسهم كثيرا في تغيير اسلوب العمل من وراء الكواليس في الصين.

وتعهد رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو بتحسين سلامة الغذاء بعدما اكتظت المستشفيات بنحو 13 الف طفل مرضوا نتيجة تلوث الحليب بمادة كيماوية صناعية.وبالفعل القي القبض على مديرين واقصي مسؤولون.

وقادت فضائح مماثلة لاعتقالات وقرارت فصل مشابهة وتعهدات مماثلة في العام الماضي غير ان كثيرين من الصينيين يترددون في تعليق امال كبرى على تبديد مثل هذه المخاوف.

وكتب معلق في العدد الاخير من مجلة ساذرن بريز الصينية "يتلقى المستهلكون الصينيون درسا في الكيمياء من صناعة الغذاء مرة تلو الاخرى" معددا فضائح الارز والبيض والمأكولات البحرية.وتابع "ورغم لجوء الحكومة لاسلوب مكافحة الحريق لحلها.. فان المواطنين بمرور الوقت توصلوا بسهولة لاسلوب يتعامل مع تحرك الحكومة بوصفة لعبة."بحسب رويترز.

وغالبا ما تشمل اللعبة تحجج مسؤولين بالحكومة المركزية بعدم الدراية بالامر ومعاقبة مسؤولين محليين وموظفين صغار يتهمون باخفاء المشكلة او التهوين من امرها.

لكن نظرة اقرب على كيفية تنامي قضية التلوث لتصبح ازمة وطنية تشير الى ان المشاكل اعمق في نظام سياسي تعامل في السابق مع تهديدات الصحة مثلما تعامل مع التهديدات السياسية والاقتصادية على اقصى تقدير.

وقال تشو شيفنج وهو محام من بكين تطوع لمساعدة ضحايا الحليب الجاف "يحاكي المسؤولون على المستوى المحلي الكثير من السياسات والقواعد المركزية. ولكن مطالب الحكومة المركزية كثيرة ومختلفة مما يضطر المسؤولين للجوء لذلك للبقاء."تظهر المشاكل لدى المسؤولين المحليين ولكنهم لا يمثلون المشكلة الوحيدة."

وفي الصين قد تحجب اوليات اخرى صوت ناقوس الخطر حين تتجمع معلومات تسلتزم قرعه.

وقال مسؤولون عن الصحة والرقابة على الجودة ان الاهالي بدأوا يبلغون عن اصابة اطفال رضع بحصوات في الكلى قبل اشهر من تكشف الفضيحة علنا.

وذكر يانج جينج كي المتحدث باسم ادارة الصحة المحلية لوسائل اعلام في وقت سابق من هذا الشهر ان اقليم جانسو الفقير في الشمال الغربي ابلغ وزارة الصحة بتفشي مرض يتصل بالحليب فور اجراء تحقيق في يوليو تموز.

وقال جوان ان بينج وهو مسؤول تجاري سابق "تركز الحكومات المحلية على النمو الاقتصادي وتفادي القلاقل الجماعية كمقياس وحيد للنجاح السياسي." وتابع "هذا ماحدث مع الحليب.. ابلاغ المواطنين عبء كبير نتيجة اتساع فجوة عدم الثقة بين الحكومة والشعب."

والمشكلة ليست بجديدة ففي عام 2003 اخفى المسؤولون انتشار مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) حتى تضخمت الشائعات وتحولت لحالة من الفزع. وفي عام 2004 توفي 13 رضيعا تناولوا لبنا يفتقر لمواد مغذية قبل ان تتحرك السلطات وتعالج شكاوي تقدم بها اولياء الامور منذ فترة طويلة. وفي التسعينات توفي الالاف من المزارعين بوسط الصين اصيبوا بمرض الايدز قبل ان يعترف المسؤولون بتفشي المرض ويقدمون الادوية.

ويقول عدد من المحللين ان مخاوف تجارية وسياسية على ما يبدو دفعت المسؤولين في مركز الفضيحة للاحجام عن تحرك اسرع.

وذكر مسؤول بارز في قطاع الصحة ووسائل إعلام رسمية أن المسؤولين في اقليم هبي اخفوا لاشهر دلائل متنامية تفيد مرض اطفال تناولوا حليبا جافا من انتاج سانلو وهي احد الركائز الاقتصادية في شيجياتشوانج عاصمة الاقليم. وتمتلك شركة فونتورا عملاق منتجات الالبان في نيوزيلندا حصة في سانلو.

وابلغت شيجياتشوانج وفونتورا بمشكلة حليب سانلو السام في الثاني من اغسطس اب. غير ان المدينة انتظرت 38 يوما قبل ان تبلغ مسؤولي الاقليم رسميا الذين ابلغوا الحكومة بدورهم في الثامن من سبتمبر ايلول حسبما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا).

وهو ذات اليوم الذي ذكرت فيه رئيسة وزراء نيوزيلندا ان حكومتها اتصلت ببكين لابلاغها بحالات التسمم بعدما احبطها عدم اخذ اي اجراء علني.

ولم تفسر شيجياتشوانج سبب التأخير خلال فترة اقامة دورة الالعاب الاولمبية في بكين. وقال جاو تشيانح المسؤول البارز بوزارة الصحة "لا توجد صلة بالضرورة" بدورة الالعاب الاولمبية. ولكن ليس هناك مجال للشك لدى الكثير من الصينيين.

ويقول تشانج مينج المؤرخ والمعلق السياسي بجامعة رنمين في بكين الذي كتب عن الفضيحة "قدمت دورة الالعاب الاولمبية حجة سياسية للتغطية وحين اختفت الحجة ظلت المشكلة تكبر وكان لزاما ان يكشف النقاب عنها."

بعد الفضيحة.. الصين تسعى لحماية علاماتها التجارية

ووعدت الحكومة الصينية ببذل قصارى جهدها لعلاج الاطفال المصابين بسبب تلوث الحليب المجفف وحماية علاماتها التجارية بعد قرار وقف استيراد منتجاتها في بعض الدول.

وتوفي اربعة اطفال رضع واصيب اكثر من ستة الاف اخرين باعراض صحية بسبب تناولهم للحليب المغشوش مما دفع الحكومة الى التكفل بالعناية بالاطفال المرضى كما اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة نقلا عن بيان حكومي. بحسب فرانس برس.

وامرت الحكومة كذلك بتشديد الرقابة على صناعة الالبان ووعدت بالاقتصاص من المسؤولين عن الفضيحة كما افادت الوكالة.

وبينت الاختبارات التي اجريت على عينات من المنتجات ان الغش لا يقتصر على الحليب المجفف وانما يشمل كذلك الحليب السائل واللبن الزبادي والمثلجات الملوثة بمادة الميلامين السامة.

والميلامين منتج كيميائي يستخدم في صنع انواع من اللصاق والبلاستيك ويبدو ان المصانع استخدمته لاعطاء انطباع بان منتجاتها اكثر غنى بالبروتين.

ومنذ ظهور الفضيحة الاسبوع الماضي قام عدد من الدول بمنع استيراد وبيع منتجات الحليب والالبان الصينية لديها.

وقررت سنغافورة الجمعة تعليق استيراد وبيع الحليب الصيني ومشتقاته بعد ان رصدت هيئة القطاع الزراعي-الغذائي والبيطري الميلامين في عينتين من مثلجات ييلي الصينية بطعم الزبادي بالفاكهة. كما عثر على اثار الميلامين في حليب بالفراولة من علامة داتش ليدي المصنع في الصين.

كما منعت تنزانيا استيراد المنتجات الصينية من مشتقات الحليب. ودعت الهيئة الصحية التنزانية للغذاء والادوية موظفي الحكومة في كافة المراكز الحدودية الى مراقبة اي منتجات حليب قادمة من الصين بما فيها اللبن الزبادي والمثلجات (آيس كريم) والشوكولا.وحظرت الغابون مستوردات الحليب من الصين.

وفي اليابان قررت احدى كبرى شركات الاغذية استعادة الالاف من الارغفة الصغيرة التي يدخل الحليب الصيني في تصنيعها.

واعلنت المفوضية الاوروبية انها طلبت من دول الاتحاد الاوروبي تعزيز مراقبتها على الحود على مستوردات منتجات الحليب بعد فضيحة تلوث الحليب في الصين.

وقررت شبكة كندية للمتاجر الكبرى ان تسحب عن الرفوف كل انواع الالبان السائلة التي تنتجها شركتان صينيتان متورطتان في الفضيحة الصحية.

وخشية تعريض المنتجات الصينية لمزيد من الاضرار قررت الحكومة الصينية تحميل الشركات المسؤولة كلفة علاج الاطفال المصابين بحصى في الكلى بعد تناولهم للحليب المغشوش.

واضافت ان السلطات المحلية ستقوم بادخال تعديلات على انظمة عمل صناعة الالبان بهدف ادخال تعديلات اساسية لسوق الالبان ومنتجاتها.

العثور على الميلامين في حليب يباع في المتاجر

وعثرت السلطات الصينية على منتج الميلامين الكيميائي في حليب سائل يباع من قبل ثلاث شركات حليب كبيرة في البلاد وذلك اثر عملية مراقبة وطنية تلت انكشاف فضيحة الحليب المجفف الملوث بالميلامين على ما افاد التلفزيون الصيني الخميس.

وبذلك فان الازمة التي ادت الى وفاة اربعة رضع امتدت الخميس في الصين في الوقت الذي اعلنت فيه ادارة هونغ كونغ الخاصة انها اكتشفت مادة الميلامين في مشروبات ومثلجات (آيس كريم) ومشتقات حليب تبيعها شركة صينية كانت راعيا رسميا للالعاب الاولمبية الاخيرة في الصين. بحسب فرانس برس.

ومكنت عملية مراقبة خاصة لشركات انتاج الحليب في الصين من اكتشاف آثار ميلامين وهو منتج كيميائي سام في بعض منتجات شركات مونغنو وييلي وغانغمينغ بحسب التلفزيون نقلا عن الادارة المكلفة بمراقبة الجودة.

وعثر لدى شركة مونغنو على 11 كمية ملوثة من 121 ولدى ييلي على 7 من 81 ولدى شركة غانغمينغ على 6 من 93 بحسب المصدر ذاته. واضاف المصدر "ان الادارة العامة المكلفة مراقبة الجودة طلبت استرجاع هذه الكميات وسحبها من المتاجر ودعت المؤسسات الى اصلاح اوضاعها والبحث بجدية عن الاسباب ومعاقبة المسؤولين".

وتقررت عمليات المراقبة هذه اثر العثور على الميلامين في حليب مجفف ما ادى الى وفاة اربعة رضع وتسبب في مرض 6200 آخرين. وانكشفت هذه الفضيحة نهاية الاسبوع الماضي غير ان اول حالة وفاة تعود الى ايار/مايو. يعثر على اية مادة مشبوهة لدى شركتين اخريين هما سانيوان ونستله.

وتسيطر شركات مونغنو وييلي وغانغمينغ وسانيوان ونستله على نحو 70 بالمئة من السوق المحلي الصيني بحسب التلفزيون.

وفي هونغ كونغ اعلنت السلطات انها اكتشفت آثار ميلامين في مشروبات ومثلجات ومنتجات حليب تبيعها شركة ييلي الصينية العملاقة وطلبت جمع هذه المنتجات من الاسواق. وعثر مركز الامن الغذائي بهونغ كونغ على ميلامين في 8 من 30 منتجا لمجوعة ييلي.

وقالت كونستانس تشان خلال مؤتمر صحافي "لقد طلبنا من المورد التوقف عن بيع منتجات وجمع كل ما يباع منها في هونغ كونغ" مضيفة "نطلب من الجمهور ان يتوقف فورا عن تناول منتجات هذه العلامة".

ومجموعة ييلي ومقرها منغوليا الداخلية (شمال الصين) والتي كانت راعيا رئيسيا للالعاب الاولمبية الاخيرة هي بين 22 شركة وجهت اليها السلطات الصينية اصابع الاتهام.

وفي هونغ كونغ اعلنت سلسلة متاجر "ويلكوم" الثلاثاء انها سحبت من الاسواق آيس كريم باللبن الزبادي تنتجه مجموعة ييلي بعد العثور فيه على مادة الميلامين.

واقرت السلطات الصينية الاربعاء ان اثنتين من الشركات التي تم تجريمها تصدر منتجاتها خصوصا الى افريقيا وآسيا (بوروندي والغابون وبنغلادش وبورما واليمن) وانه عثر على كميات من الزبادي الملوث في هونغ كونغ.

والميلامين منتج كيميائي يستخدم في صنع انواع من اللصاق والبلاستيك كما يستخدم مقوياً لمنتج آخر ولإعطاء انطباع بان المحتوى اغنى بالبروتين.

الملامين "يفلس" عملاق صناعة الحليب الصيني ويمتد للكبار

وتنامت تفاعلات الفضيحة مع انهيار شركة مختصة بإنتاج مشتقات الحليب كانت تعدّ عملاق هذه الصناعة هناك، زيادة إلى سحب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عدّة منتجات من الشاي والقهوة السريعة.

وقالت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية للأنباء، نقلا عن مجلة "China Securities" إنّ شركة "سانلو" العملاقة ربّما تطلب إعلان إفلاسها من قبل القضاء، حيث من المتوقع أن تشتري أصولها منافستها "بكين سانيوان."بحسب سي ان ان.

وتعدّ "سانيوان" من ضمن قلة قليلة من المصانع التي لم يتمّ العثور في أي من منتجاتها على مواد ملوثة، على خلاف أكثر من 20 شركة أخرى هزّتها عاصفة الفضيحة.

وبناء على ذلك، فقد ارتفعت مبيعات شركة "سانيوان" بكيفية مهولة في الآونة الأخيرة حيث أنها باتت ملاذ المستهلكين المترددين.

وقالت السلطات الصينية إن التحقيقات التي تجريها في قضية الحليب الملوث أظهر أن شركة "سانلو" العملاقة المنتجة للمادة قد أخفت لعدة أشهر حقيقة تلوث منتجاتها الأمر الذي قد يكون لعب دوراً في زيادة انتشار الحالات المرضية للرضع.

وبالتزامن، ارتفع عدد الأطفال المرضى جراء الحليب إلى 53 ألف حالة، بقرابة أربعة أضعاف الرقم الذي أعلن عنه مؤخراً، ما يدل على أن حجم الكارثة يتسع، في حين بدأت دائرة المتضريين تتسع إلى خارج الصين، حيث أعلنت عدة دول أفريقية وآسيوية وقف استيراد مشتقات الألبان الصينية.

وكانت تحاليل سابقة قد أثبتت تلوّث عينات من حليب مجفف تنتجه ثلاثة مصانع صينية تمّ إخضاعها للاختبارات مما أسفر عن العثور على مادة كيميائية تعدّ السبب المباشر في حالات الوفاة والمرض للرضع.

والمصانع هي "منغنيو" و"يلي" و"برايت ديريز" وفق وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء، التي أضافت أنّ جميع العينات احتوت على مادة الميلامين.

ويقول خبراء الصحة إنّ تناول الميلامين يمكن أن يؤدي إلى حصى في الكلى وحرقة في البول وتهيّج في الأعين والجلد.

وتقول إدارة الحجر الصحي ومراقبة الجودة إنّ كمية المادة التي عثر عليها في العينات لا تلحق ضررا بالكبار الذين يتناولون أقلّ من لترين من الحليب يوميا.

غضب شعبي كبير

أفرغت رفوف المتاجر الصينية من منتجات بعض العلامات التجارية الاكثر رواجا في الصين الجمعة مع تنامي غضب المستهلكين ازاء اتساع فضيحة الحليب الملوث بالميلامين.

وامرت الحكومة بسحب قسم كبير من منتجات الالبان بعد الكشف عن وجود مادة الميلامين السامة في مختلف منتجات الحليب السائل واللبن الزبادي والمثلجات في حين كان يعتقد في البدء انها موجودة فقط في الحليب المجفف. بحسب رويترز.

وافاد مسؤول في احد متاجر جيان مارت الشعبية لفرانس برس انه "تم سحب كافة المنتجات التي يمكن ان تحتوي على المادة الملوثة من متاجرنا". وتطال الفضيحة 22 شركة منتجة للالبان على الاقل.

واكدت السلطات في البداية ان مادة الميلامين مسؤولة عن وفاة اربعة اطفال رضع واصابة ستة الاف باعراض تتراوح بين وجود حصى في الكلى وعسر البول والقيء.

لكن سرعان ما برزت مخاوف من ان تكون المشكلة اكبر من ذلك بكثير بعد العثور على المادة السامة في منتجات البان اخرى.

وقررت شركة ستارباكس تقديم القهوة بدون الحليب في ثلثي مقاهيها في الصين بعد اعلان الحكومة ان الحليب الذي تسوقه شركة منغنيو التي تتعامل معها ستارباكس ملوث كذلك.

وقال عامل في احد متاجر الشركة لفرانس برس "كان علينا ان نتوقف عن تقديم الحليب اليوم لاننا نشك في ان يكون ملوثا. علينا ان ننتظر النتائج".

واعلنت الحكومة الصينية الخميس انه تم العثور على الميلامين في الحليب الذي تنتجه ثلاث من كبرى شركات انتاج الالبان في الصين منغنيو وييلي وغوانغمنغ. ويستهلك منتجات هذه الشركات مئات الملايين من الصينيين.

واصدرت هيئة مراقبة الجودة الجمعة نتائج الفحوصات التي اجريت على المستوى الوطني والتي بينت وجود المادة السامة في 24 من 295 عينة اخذت من منتجات الشركات الثلاث.

ودعت هيئة مراقبة الجودة المنتجين الى المبادرة طوعا الى سحب كافة المنتجات الملوثة. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في تلك الشركات للتعليق على هذا الطلب.

وامرت الحكومة بسحب المنتجات الاربعاء بعد العثور على الميلامين في حليب الاطفال المجفف الذي تنتجه 22 شركة للالبان.

والميلامين منتج كيميائي يستخدم في صنع انواع من اللصاق والبلاستيك كما يستخدم مقويا لمنتج آخر ولاعطاء انطباع بان المحتوى اغنى بالبروتين.

وافادت تقارير صحافية ان عملية الغش تجري عبر تخفيف الحليب بخلطه بالماء لتقليل الكلفة ومن ثم اضافة الميلامين لتحسين محتواه من البروتيين وجعله يبدو طبيعيا.

وقالت بعض الصحف ان الغش يمارس في الصين منذ سنوات وان نظام مراقبة سلامة الاغذية يعاني من الفساد والفوضى وهو بالتالي عاجز عن منع الغش او الكشف عنه.

ودعت كاثي وانغ صاحبة محل للصيغة في بكين الحكومة الى انزال اقسى العقوبات بالمسؤولين عن فضيحة الحليب الملوث.

وقالت وانغ وهي تتناول كاسا من الشاي في احد المقاهي "المجرمون يستحقون عقوبة الاعدام وينبغي ان تكون هناك محاكمة علنية. انهم اكثر سوءا من القتلة". واضافت ان "على الهيئات الحكومية ان تعاقب كذلك بقسوة على اهمالها".

واعرب كوي هونغتشن (36 عاما) عن قلقه وغضبه لانه كان يشتري الحليب لابنه البالغ من العمر ثماني سنوات من احدى العلامات المشبوهة.

13 الف مريض في فضيحة الحليب

وقفز عدد الاطفال الصينيين الذين نقلوا الى مستشفيات بعد تناولهم مستحضر حليب ملوث الى نحو 13 الفا فيما سعى رئيس الوزراء وين جيا باو الى طمأنة الاباء الذين انتابهم الفزع بأن الشركات المذنبة ستواجه عقوبة صارمة.

وقالت وزارة الصحة ان عدد الاطفال المرضى ارتفع من 6244 طفلا اعلن عنهم في وقت سابق الى 12892 بعد تناولهم مسحوق حليب ملوث بالميلامين وهي مادة كيماوية صناعية محظورة الاستخدام في الاطعمة.

واعلن عن الارتفاع في هذا العدد مساء الاحد وهو تصعيد اخر في فضيحة الحليب الصينية الاخذة في الانتشار والتي طرحت تساؤلات مرة اخرى حول علامة "صنع في الصين". وزار وين مستشفيات في العاصمة الوطنية في حملة لطمأنة الاباء القلقين.

وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) ان وين قال للاباء وطاقم المستشفيات "يتعين ان نجعل الصحة البدنية للناس اولوية".

وقالت هيئة لرقابة جودة الاطعمة في الصين ان عشرة في المئة تقريبا من الحليب وعينات من مشروب الزبادي من ثلاث شركات رئيسية لمنتجات الالبان ملوثة بالميلامين. لكن وزارة الصحة قالت "لم تكتشف حالات مرضية تتعلق بالحليب السائل".

وهذا المركب "الميلامين" الغني بالنتروجين يمكن اضافته الى الحليب المخفف بالماء لتجاوز عمليات التفتيش على الجودة التي تقيس معدل النتروجين لمعرفة نسبة البروتين.

وتكدس الاباء المفزعون في المستشفيات بالصين وطلبوا تعويضا بعد ان قال مسؤولون ومجموعة سانلو وهي اكبر مصنع في البلاد لمستحضر الحليب للاطفال قبل اسبوعين ان اطفالا اصيبوا بحصى في الكلى ومضاعفات أخرى بعد تناول الحليب الملوث.

ومنذ ذلك الحين وجد ايضا ان هناك منتجات البان صينية رئيسية اخرى تتضمن ميلامين وان دولا اخرى تتخذ اجراءات ضد صادرات منتجات الالبان الصينية.

نستله تسحب منتج حليب في هونج كونج

من جهتها أعلنت شركة نستله أكبر شركة للمنتجات الغذائية في العالم أنها سحبت منتج حليب طبيعي في هونج كونج بعد أن اكتشف جهاز رقابة محلي احتواء عينات على كميات صغيرة للغاية من مادة الميلامين الكيماوية.

وجاءت هذا الخطوة في الوقت الذي أعلنت فيه الصين أن نحو 13 ألف رضيع يعالجون الآن في المستشفيات بعد شرب حليب ملوث بمادة الميلامين في فضيحة يتسع نطاقها أدت إلى استقالة أكبر مسؤول في البلاد عن الجودة. بحسب رويترز.

وقالت نستله إن مركز سلامة الاغذية في هونج كونج اكتشف أن دفعة من الحليب الطبيعي تحمل علامة يو.اتش.تي تحتوي على كميات بسيطة للغاية من الميلامين. ولا يباع هذا المنتج مباشرة للمستهلكين وهو يوزع للجهات المتعهدة بتقديم الطعام وغيرها من الجهات التجارية في هونج كونج فقط. وأضافت الشركة أن منتجاتها الاخرى لم تتأثر بهذا الامر.

وقالت الشركة في بيان "في حين أن المنتج لا يمثل خطرا صحيا بدأت نستله سحب هذا المنتج في هونج كونج بما يتوافق مع طلب مركز سلامة الاغذية."وأضافت أن كمية الميلامين التي عثر عليها في الحليب أقل 25 مرة من الحد الاقصى الذي تسمح به معايير الاتحاد الأوروبي.

حوالى 53 الف طفل عانوا من مشاكل صحية

وذكرت وزارة الصحة الصينية ان حوالى 53 الف طفل خضعوا لعلاج في الصين بعدما شربوا حليبا مجففا ملوثا بمادة الميلامين موضحة ان نحو 13 الف شخص ما زالوا في المستشفيات.

وقال متحدث باسم الوزارة ان عدد الاطفال الذين ادخلوا المستشفيات حتى مساء الاحد بلغ 12892 بينهم 104 رضع في حالة خطيرة مؤكدا معلومات بثتها ليل الاحد الاثنين وكالة انباء الصين الجديدة. واوضح ان 39965 رضيعا آخرين شربوا الحليب المجفف وخضعوا للعلاج. وفي المجموع نقل 52857 طفلا الى المستشفيات في البلاد بسبب مشاكل صحية مرتبطة بالحليب. وقالت الوزارة في بيان ان 82% من هؤلاء الاطفال تقل اعمارهم عن السنتين. بحسب فرانس برس.

وكشفت قضية الحليب الملوث منذ حوالى عشرة ايام بوفاة رضيعين تناولا حليبا تنتجه شركة "سانلو". وقد توفي اربعة اطفال رضع حتى الآن بسبب مادة الميلامين السامة المستخدمة في صنع الصمغ حسب آخر حصيلة.

واتخذت هذه القضية ابعادا اكبر لتشمل الحليب العادي والبانا اخرى بما في ذلك في الخارج حيث اكتشفت دول عدة وجود الميلامين في سلع منتجة في الصين واوقفت استيرادها فورا.

ولا تستخدم الميلامين في المواد الغذائية لكنه يوضع احيانا في بعض المواد لاظهار نسبة مرتفعة من البروتينات عن طريق الاحتيال.

وقد استخدمت في مواد منتجة في الصين تدخل في صنع غذاء للحيوانات ادى الى نفوق آلاف القطط والكلاب في اميركا الشمالية.

"سانلو" عَلِمت بتلوث حليبها قبل أشهر و11 دولة توقف الاستيراد

وفي تطور لاحق قالت السلطات الصينية إن التحقيقات التي تجريها في قضية الحليب الملوث أظهر أن شركة "سانلو" العملاقة المنتجة للمادة قد أخفت لعدة أشهر حقيقة تلوث منتجاتها الأمر الذي قد يكون لعب دوراً في زيادة انتشار الحالات المرضية للرضع.

وبالتزامن، ارتفع عدد الأطفال المرضى جراء الحليب إلى 52 ألف حالة، بقرابة أربعة أضعاف الرقم الذي أعلن عنه مؤخراً، ما يدل على أن حجم الكارثة يتسع، في حين بدأت دائرة المتضريين تتسع إلى خارج الصين، حيث أعلنت عدة دول أفريقية وآسيوية وقف استيراد مشتقات الألبان الصينية.

وبلغ عدد الدول التي تطبق حالياً هذا الحظر 11 دولة، بينها اليابان وتايوان وسنغافورة وماليزيا والفلبين المجاورة للصين، إلى جانب بوروندي وتنزانيا والغابون الأفريقية. بحسب فرانس برس.

وقالت بوروندي إنها شكلت لجنة تحقيق لمعرفة كميات الحليب الصيني الملوث التي قد تكون ما تزال في الأسواق، وقال نويل ناكورازيزا، رئيس جميعة حماية المستهلك في البلاد، إنه ما من أحد يعرف على وجه التحديد الكميات التي بيعت حتى الساعة.

وقال هانز ترودسن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين: "أعتقد أننا سنرى المزيد من حالات المرض، ومن المستحيل بالطبع توقع العدد النهائي الذي سيُسجل. وأضاف: "علينا التذكر بأن الصين بلد هائل المساحة وفيه أكثر من 1.3 مليار نسمة، ومع الإبلاغ عن ما بين 40 إلى 50 ألف حالة فمن الصعب معرفة أين ستنتهي هذه الموجة.

وفي الإطار عينه، ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن الشركة المنتجة للحليب كانت على علم بأنه ملوث وأخفت ذلك لأشهر.

وذكرت الوكالة الحكومية أن هذه المعلومات "جاءت في تحقيق رسمي" حول شركة "سانلو" التي تسببت منتجاتها، إلى جانب مرض عشرات الآلاف من الأطفال، بوفاة أربعة منهم.

وكانت وزارة الصحة الصينية قد أعلنت الأحد أن عدد حالات الإصابة المرضية بين الأطفال الرضع جراء تناول الحليب الملوث ارتفعت إلى نحو 13 ألف طفل، وأوضحت أن من بين هؤلاء المصابين، هناك 104 حالات أظهرت أعراضاً مرضية خطيرة، بينما شفي 1579 رضيعاً بعد العلاج وأخرجوا من المستشفيات.

وكانت تحاليل سابقة قد أثبتت تلوّث عينات من حليب مجفف تنتجه ثلاثة مصانع صينية تمّ إخضاعها للاختبارات مما أسفر عن العثور على مادة كيميائية تعدّ السبب المباشر في حالات الوفاة والمرض للرضع.

والمصانع هي "منغنيو" و"يلي" و"برايت ديريز" وفق وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء، التي أضافت أنّ جميع العينات احتوت على مادة الميلامين.

اندونيسيا تعلن اكتشاف الميلامين في 12 منتج صيني

من جهة اخرى قالت وزارة الصحة الاندونيسية ان مادة الميلامين اكتشفت في 12 منتجا غذائيا من الصين بما في ذلك البسكويت والحلوى والمشروبات في اطار اثار فضيحة الحليب الصيني الملوث التي امتدت الى أكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا.

وقالت وزارة الصحة في بيان نشر في موقعها على الانترنت ان وكالة مراقبة الاغذية والادوية الاندونيسية اكتشفت أن 12 بين 19 من منتجات الالبان الصينية المطروحة للبيع في البلاد تحتوي على الميلامين.

وحظرت الحكومة مؤقتا صادرات منتجات الالبان في الصين وأمرت وكالة مراقبة الاغذية والادوية كل المكاتب الاقليمية بسحب جميع منتجات الالبان للتحري عنها مع ظهور المزيد من التفاصيل عن فضيحة الحليب الملوث. بحسب رويترز.

ونقل الالاف من الاطفال الصينيين الى المستشفيات بعد تناول حليب مجفف يحتوي على الميلامين وهي مادة صناعية رخيصة تستخدم في جعل مستوى البروتين في الحليب المنخفض القيمة الغذائية يبدو أفضل.

وقالت وزارة الصحة الاندونيسية ان الفحوص أظهرت أن مستويات الميلامين بين 8.51 الى 945.86 ملليجرام لكل كيلو مضيفة أن ستة منتجات بما في ذلك الحلوى وحليب الصويا لم تسجل بشكل مشروع في اندونيسيا.

وحظرت أكثر من عشر دول في اسيا وافريقيا وأوروبا واردات منتجات الالبان الصينية خشية أن يكون هذا الحليب السام قد وجد طريقه الى أسواقها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/أيلول/2008 - 29/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م