باكستان بعد ماريوت: هل حان أوان الكساد العام؟

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: جعل الدوي الهائل لإنفجار الشاحنة الملغومة في فندق ماريوت الأجانب المقيمين في العاصمة الباكستانية اسلام اباد يرتعدون.. وقد يكون الحادث بالنسبة لبعضهم القشّة التي قصمت ظهر البعير. فعندما يتعرض المكان الذي يذهب اليه المرء لتناول طعامه وإجراء مقابلاته وإبرام صفقات التجارة والأعمال وحضور المؤتمرات للتفجير فمن الطبيعي أن يتساءل إن كان أوان الرحيل قد آن.

 وقد يكون هذا الانفجار، الاول من نوعه من ناحية التنظيم والتاثير، بداية لمرحلة عنف جديدة تواجه الرئيس الجديد زرداري على خلفية تعقيدات كبيرة تتعلق باتهامات وُجهت لجهاز المخابرات الباكستاني بالتعاون مع طالبان وربيبتها القاعدة، واتهامات افغانية للحكومة الباكستانية بالتهاون في مكافحة الارهاب على الحدود فيما بينهما..

وقتل 53 شخصا في الهجوم الذي وقع عند بوابة فندق ماريوت ويشتبه مسؤولو المخابرات في أنه من تنفيذ تنظيم القاعدة. وكان من بين القتلى أمريكيان وفيتنامي وسفير جمهورية التشيك.

وقالت اينا بيتشمان وهي ألمانية تعمل في الأمم المتحدة ان دقات قلبها تسارعت " كدقات قلب أرنب" عندما سمعت دوي الانفجار وشاهدت سماء الليل تكتسي باللون الأحمر والدخان يتصاعد. وأضافت "تدهورت حياتنا باطراد على مدار الشهرين الأخيرين ونصحنا بعدم الذهاب الى المطاعم".

وقبل شهرين تولدت حالة من الذعر بعد أن ضبطت الشرطة الباكستانية سيارتين من النوع ذي الدفع الرباعي محملتين بالمتفجرات في مدينة روالبندي القريية وشددت البحث عن سيارة أُخرى تخشى ان تكون قد تسللت الى العاصمة. وقالت بيتشمان "الحياة لا تخلو من قدر من القلق في أي وقت."

وقال نوثيت فوكاناسوت المدير العام لمكتب الخطوط الجوية التايلاندية في اسلام أباد انه يحد من تحركاته. وأضاف "لا أذهب الى أماكن يذهب اليها كثيرون. لا أذهب إلا الى بيوت أصدقائي. لا أذهب الى مناطق التسوق الرئيسية وهي الاماكن ذات الخطورة العالية."

وغادر كثير من الاجانب اسلام أباد بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة في عام 2001 لكنهم عادوا بعد ذلك مع تدفق الاستثمارات على قطاعات النفط والغاز والاتصالات. إلا أن الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين هناك لم يجلبوا معهم عائلاتهم.

وإضافة الى ماريوت كان فندق سيرينا وهو الفندق الوحيد الآخر الذي من فئة الخمسة نجوم في اسلام اباد والنوادي الاجتماعية الملحقة بالسفارات في المنطقة الدبلوماسية التي تفرض عليها حراسة مشددة من بين الأماكن القليلة التي يصفها المستشارون الأمنيون بأنها آمنة.

وأثار تفجير في حديقة مطعم ايطالي كان مقصدا آخر مفضلا للأجانب قبل ستة أشهر قلق البعض الى أن أصبح معروفا أن الهدف كان على الأرجح طاولة يلتف حولها عدد من ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي.

وكان انفجار السبت على نطاق مختلف تماما وقد يمثل القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لبعض المقيمين الاجانب الذين يعيشون في منازل فسيحة مزينة بنبات البوجيفيليه الأرجواني في الشوارع الهادئة التي تصطف على جوانبها الأشجار بالمدينة.

وقال ستيف وهو بريطاني في الخمسينات من عمره كان يقضي معظم أيام عمله في ماريوت على مدار الأعوام الخمسة الماضية انه وزوجته يبحثان إمكان ترك عمله والرحيل.

وقد جعلا يراقبان انتشار التشدد في البلاد انطلاقا من الاقليم الحدودي الشمالي الغربي والمناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان.

وقال ستيف الذي رفض ذكر اسمه كاملا "قلنا فلنتريث 24 ساعة أخرى قبل أن نتخذ القرار لكن الأمر اقترب منا كثيرا. سأتحدث الى رئيسي غدا".

ووصلت رومانا براون وهي امرأة من بنجلادش الى اسلام اباد قبل 17 شهرا للالتحاق بزوجها البريطاني الذي يعمل في قطاع النفط والغاز. وتتذكر رومانا أصوات الانفجارات والرصاص أثناء حصار المسجد الاحمر في يوليو تموز العام الماضي.

وقتل أكثر من 100 شخص عندما اقتحمت قوات الكوماندوس المسجد لسحق جماعة إسلامية مسلحة لكن تفجير ماريوت زاد أعصابها توترا.

زرداري ألغى خططاً للإفطار بماريوت قبل الهجوم

وكشف وزير الداخلية الباكستانية بالوكالة رحمن مالك، أن الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء وعدداً من أعضاء الحكومة كان يفترض بهم تناول الإفطار في إحدى قاعات فندق "ماريوت" في العاصمة إسلام أباد عندما استهدفه هجوم بشاحنة ملغمة بأكثر من 600 كيلوغرما من المتفجرات أودى بحياة أكثر من 57 شخصاً وجرح قرابة 266 آخرين. وأضاف الوزير أمام المراسلين أن خطط الإفطار تغيّرت في الدقائق الأخيرة.

وكانت رئيسة البرلمان فاهميدا ميرزا تعتزم إقامة الإفطار على شرف الرئيس زرداري والوزراء وضيوفهم من السلك الدبلوماسي. بحسب سي ان ان.

غير أن زرداري طلب في الدقائق الأخيرة نقل الإفطار إلى مقر رئاسة الحكومة الباكستانية، وفق ما أعلنه مالك.

وكان وزير الداخلية الباكستاني قد أكد في وقتٍ سابقٍ أن أكثر من 600 كيلوغراماً من المتفجرات كانت محمّلة على الشاحنة التي فُجرت عند المدخل المؤدي إلى فندق "ماريوت" في العاصمة إسلام أباد مساء السبت.

وقال المسؤول الباكستاني إنه واستناداً إلى كمية ونوعية المتفجرات لتي استخدمت فإن الهجوم يعتبر "الأكبر من حيث الحجم" في باكستان منذ سبعة أعوامٍ.

بموازاة ذلك أعلن الجيش الأمريكي الأحد، أنّ الأمريكيين الاثنين الذين كانا من ضمن القتلى الذين سقطوا في الهجوم الذي استهدف الفندق، هما عسكريان.

وأوضح بيان للجيش أنّ القتيلين كانا يعملان ضمن البعثة العسكرية الأمريكية التي تعمل في سفارة واشنطن في العاصمة الباكستانية.

ومن جهتها، قالت المفوضية البريطانية السامية في إسلام أباد إنّ ستة بريطانيين من ضمنهم شخص غير بالغ، أصيبوا بجراح في الهجوم، ومن بينهم ثلاثة موظفيه في المفوضية.

بدورها أوضحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أنّ ستّة ألمان أصيبوا بدورهم بجراح طفيفة.

وقال كبير مفتشي الشرطة شيخ زبير في تصريح لـCNN إن السفير التشيكي أحد أجنبيين قتلا في الانفجار.

وكانت وكالة الأنباء التشيكية الوطنية قد أفادت أن السفير التشيكي مفقود منذ حادثة الانفجار الانتحاري.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين في وزارة الخارجية التشيكية أن السفير إيفو جاريك، 47 عاماً، انتقل من فيتنام إلى باكستان منذ نحو شهر، وكان مقيماً منذ ذلك الوقت في فندق ماريوت.

وتابعت أن أحدا لم ير أو يشاهد السفير منذ وقوع التفجير، الذي أدى إلى وفاة اثنين من الأجانب وإصابة 21 آخرين منهم.

وكشفت السلطات الباكستانية عن شريط فيديو أمني، يصوّر التفجير الذي استهدف فندق ماريوت، ويظهر انفجارا صغيرا داخل شاحنة، قبل الانفجار الأكبر الذي أعقبه والذي أسفر عن حصيلة كبيرة من الضحايا.

وعرضت وزارة الداخلية الباكستانية الشريط أثناء مؤتمر صحفي الأحد، أكّد فيه كبير مفتشي الشرطة شيخ زبير لـCNN أنّ عدد القتلى بلغ 57 قتيلا وإصابة ما بين 150 و230 آخرين.

ويظهر الشريط شاحنة كبيرة وهي تصطدم بجدار أمني مما حدا بضابط أمني إلى الفرار، وإثر ذلك وعندما كان حراس أمن بصدد الاقتراب من الشاحنة، انفجر سقفها، مما دعاهم إلى الفرار من الانفجار الأولي. وسرعان ما غطّت سحابة دخان سقف الشاحنة، وإثر ذلك بدقائق التهمتها النيران.

وعبثا حاول الحراس السيطرة على الحريق بواسطة أجهزة إطفاء يدوية، قبل أن يفروا بدورهم وتتوقف الكاميرا عند الشاحنة المحترقة.

ويرجّح مسؤولون باكستانيون أن يكون الانفجار الثاني، وهو الأعنف، السبب في قطع التيار الكهربائي مما أدى إلى عطل الكاميرا الأمنية.

وقال المسؤول إنّه لم يتمّ اعتقال أي شخص على علاقة بالهجوم. وتقول الشرطة إنّ الانفجار أدى إلى تسرّب الغاز الطبيعي من الطابق الأعلى في الفندق المؤلف من خمسة طوابق ويضمّ 258 غرفة.

وغالبية الضحايا سائقون كانوا مع سياراتهم خارج الفندق في انتظار زبائن، وفقا لحراس أمن في الفندق وكذلك الصحفي في تلفزيون "جيو" الباكستاني جميد مير.

ويقع الفندق، الذي يبلغ معدّل سعر الإقامة في إحدى غرفه 300 دولار، في مجمّع يضمّ مبنى البرلمان ومنزل رئيس الوزراء وكذلك المحكمة العليا والرئاسة.

وورغم عدم اعتقال أي مشتبه بهم بعد، قال وزير الداخلية إنّ السلطات تلقّت تهديدا قبل يومين بتفجير مبنى البرلمان وهو ما دفعا إلى تشديد إجراءات الأمن في المنطقة. وأضاف مالك إن الشبهات تحوم حول الجماعات المتشددة الموجودة في المناطق القبلية.

وقال "إنني لست في موقع يسمح لي بالتصريح لكم من قام بها (بالعملية) إلا أن تحقيقات سابقة صبت جميعها في اتجاه وزيرستان."

وتعتبر منطقة جنوبي وزيرستان المضطربة واحدة من ضمن سبعة مناطق توفر ملاذاً آمناً لعناصر حركة طالبان المتشددة وتنظيم القاعدة.

ونقل مراسل شبكة CNN في العاصمة الباكستانية أن الانفجار كان ضخماً لدرجة أن مكتبه على بعد أميال من موقع الحادث اهتز بشدة وتساقطت ألواح الزجاج عن النوافذ.

الخطوط الجوية البريطانية تعلق رحلاتها لإسلام أباد

بموازاة ذلك،أعلنت الخطوط الجوية البريطانية تعليق رحلاتها مؤقتاً إلى العاصمة الباكستانية بسب الوضع الأمني، كما جاء على لسان متحدثة باسم الخطوط. وقالت إن القرار اتخذ لأن سلامة الركاب وطاقم الخطوط مسألة مهمة جداً للشركة.

وكانت الخطوط الجوية البريطانية قد ألغت فعلاً رحلة مسائية كانت مقررة الأحد، كما انها تراجع عملياتها لهذا الأسبوع.

يُذكر أن الخطوط تسير ثلاث رحلات على الأقل أسبوعياً إلى إسلام أباد قادمة من مطار "هيثرو" اللندني.

القاعدة وراء تفجير ماريوت

وقال مسؤولو مخابرات أمريكية وباكستانية ان الهجوم الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 53 شخصا في فندق ماريوت في العاصمة الباكستانية يوم السبت حمل بصمات العمليات التي تشنها القاعدة أو المنظمات الموالية لها.

وعثر رجال الانقاذ بين الانقاض المحترقة للفندق على مزيد من الجثث المتفحمة صباح الأحد بعد الهجوم الانتحاري الذي أشعل حريقا اجتاح الفندق وأتى عليه. والفندق جزء من سلسلة أمريكية وهو مقصد مفضل للدبلوماسيين والباكستانيين الاثرياء.

وتدهورت حالة الامن الداخلية في باكستان الى درجة الخطر على مدى العامين الماضيين. وقال ضابط في المخابرات الباكستانية لرويترز "ان درجة تعقيد الانفجار تظهر أنه من عمل القاعدة."

وقتل أربعة أجانب منهم السفير التشيكي وصديقته الفيتنامية وجنديان أمريكيان من السفارة الامريكية. وذكر جهاز الامن الدنمركي ان أحد افراده الملحق بالسفارة الدنمركية في العاصمة مفقود ومن المفترض انه توفي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان موظفا في الوزارة مفقود.

وذكرت وزارة الداخلية ان 266 اخرين منهم 11 أجنبيا بعد ان فجر شخص شاحنة محملة بنحو 600 كيلوجرام من المتفجرات تتضمن ذخيرة مدفعية وقذائف مورتر وشظايا.

ويخوض الجيش الباكستاني مواجهة ضد مقاتلي القاعدة وطالبان في منطقة باجوار الواقعة على الحدود مع أفغانستان فيما كثفت الولايات المتحدة هجماتها على المتشددين في الجانب الباكستاني من الحدود.

ونفذ متشددون تفجيرات معظمها استهدف قوات الامن في شمال غرب البلاد ردا على الحملة الامنية. وقال محللون امنيون ان المتشددين يريدون اثبات ان بمقدورهم الضرب في أي مكان ما لم تغير الحكومة سياستها.

وقال رفعت حسين الاستاذ في دراسات الدفاع ان التفجيرات "تؤكد على قدرة هذه الجماعات على تحدي سلطة الدولة بالفعل في قلب العاصمة."

وتضمن تسجيل مصور للقاعدة أعلن عنه بمناسبة الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر أيلول على نيويورك وواشنطن دعوة للمتشددين في باكستان لتصعيد القتال.

وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني للصحفيين يوم الأحد "انهم يريدون زعزعة استقرار البلاد. انهم يريدون زعزعة استقرار الديمقراطية. انهم يريدون تدمير البلاد اقتصاديا."

وأدت حكومة مدنية برئاسة جيلاني اليمين قبل ستة شهور بعد تسع سنوات من حكم قائد الجيش السابق وحليف الولايات المتحدة القوي برويز مشرف. وترزح الحكومة والبلاد تحت وطأة اقتصاد على شفا الانهيار.

وقال متعاملون ومحللون ان الهجوم سيشكل ضربة كبيرة للاستثمار الاجنبي وسيقود الى مزيد من التراجع للروبية التي يجري بالفعل التعامل بها في أدنى مستوى لها على الاطلاق.

ووقع الهجوم بعد ساعات من إلقاء الرئيس الباكستاني الجديد اصف علي زرداري خطابه الاول امام البرلمان على بعد بضع مئات من الامتار والذي دعا فيه الى القضاء على الارهاب.

ووصف زردار الهجوم بانه عمل جبان. وقال "هذا وباء.. سرطان في باكستان سنستأصله... لن يخيفنا هؤلاء الجبناء."

وقال قائد الجيش الجنرال اشفاق كياني ان الجيش يقف مع الامة في عزمها على هزيمة قوى التطرف والارهاب.

وقال رحمن مالك المسؤول بوزارة الداخلية في مؤتمر صحفي ان الانفجار أحدث حفرة عمقها سبعة أمتار واتساعها 18 مترا.

وعرض مالك لقطات التقطتها كاميرا الامن من أمام الفندق الذي تعرض لتفجيرين من قبل. وأظهر التسجيل شاحنة تنجح في اقتحام الحواجز الامنية.

وأمكنت رؤية تفجير صغير داخل قمرة القيادة بالشاحنة ويبدو أن المنفذ فجر نفسه بقنبلة مما أدى لاندلاع حريق. وحاول حارس اطفاء الحريق بمطفأة ثم انفجرت الشاحنة بعد دقائق.

وتصاعدت ألسنة اللهب من الفندق الذي يضم 290 غرفة ويتكون من خمسة طوابق وتفرض عليه حراسة مشددة. ودمرت عشرات السيارات وتهشم زجاج نوافذ مبان على بعد مئات الامتار.

وقال الناجون ان رجال الامن حذروا الضيوف بأن عليهم الانتقال الى مؤخرة المبنى قبيل الانفجار. وتمكن معظم الناس من الفرار من النار قبل أن تنتشر ولكن مصورا لرويترز رأى جثة ممددة على شرفة في طابق علوي.

واشار مالك الى أن التحقيق سيخلص الى الاشارة الى متشددي القاعدة وطالبان المتمركزين في المناطق القبلية التي تدار مركزيا على الحدود الافغانية. وقال "في الهجمات السابقة.. كل الطرق قادت الى المناطق القبلية التي تدار مركزيا."

عرض تسجيل فيديو لتفجير ماريوت

وعرضت مشاهد فيديو تظهر اللحظات الاخيرة قبل انفجار شاحنة محملة بكمية 600 كيلوجرام من المتفجرات خارج فندق ماريوت مما أسفر عن مقتل 53 شخصا على الأقل واصابة اكثر من 260 .

وقال رحمن مالك المسؤول الكبير في وزارة الداخلية التي عرضت المشاهد في مؤتمر صحفي "اجري ايقاف لشاحنة عند الحاجز وكانت هناك مشادة بين المهاجم والحراس."وأضاف أن "طبيبا تم استدعاؤه بصورة طارئة كان يقف خلف الشاحنة وطلب من الحراس تحريك الشاحنة كي يتمكن من التوجه لعلاج مريض."

ورصدت كلاب الحراسة شيئا مريبا وصاح الحراس في الناس ليفروا. واظهرت اللقطات سائق الشاحنة وهو يحاول اقتحام الحاجز المعدني المنزلق وعارضة معدنية عند نقطة التفتيش الامنية عند المدخل المؤدي الى الساحة الامامية للفندق ومنطقة انتظار السيارات. بحسب رويترز.

وافادت بعض الروايات السابقة بان تبادلا لاطلاق النار وقع بين سائق الشاحنة وحراس الامن لكن هذا لم يكن باديا من لقطات المشاهد الدائرة التلفزيونية المغلقة.

وتراجع معظم الحراس عندما حاولت الشاحنة اقتحام الحاجز. وبدا أن ما حدث بعد ذلك هو انفجار صغير داخل كابينة قيادة الشاحنة.

وشوهدت ألسنة اللهب تنتشر من مقدمة شاحنة النفايات الهيدروليكية الى مؤخرتها فيما كانت السيارات تمر على الطريق خلفها.

وتقدم بعض الحراس بعد الانفجار قبل أن يتراجعوا مرة أخرى وفي النهاية عاد واحد منهم بمطفأة حريق لكنه فشل في اخماد النيران.

وتحولت الشاشة الى اللون الازرق بعد ذلك حيث يفترض أن الانفجار الاخير وقع ليقتل المتواجدين بجوار الشاحنة. وسقط ضحايا اخرين جراء الزجاج المتطاير ومن الحريق الذي وقع لاحقا واجتاح المبنى.

وقال مالك انه يتوقع أن يشير التحقيق الى المناطق القبلية التي يستخدمها مقاتلو طالبان وتنظيم القاعدة كقواعد على الحدود مع أفغانستان. وأضاف "كشفت التحقيقات الاولية أنه جرى استخدام 600 كيلوجرام من المتفجرات ار.دي.اكس وتي.ان.تي. شديدة الانفجار."

واستطرد موضحا شدة الحريق "على عكس الهجمات السابقة استخدم مسحوق الالمونيوم أيضا.. وعندما وصلت كرات اللهب المبني أجج مسحوق الالمونيوم الحريق."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/أيلول/2008 - 26/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م