الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية

هلال آل فخرالدين

ما عسى المرء ان يقول في نفحة قدسية وهبة آلهية لهدايت البشرية صاغها الباري وأصطفاها من معدن لطفه وحباها الله بكل فضيلة لاتدانى وتفرد بناموس ليس له نظير وبسمت ليس له مثيل وفيه يصرح البشير(ص): (ياعلي ماعرفك الا الله وأنا وما عرف الله الا انا وأنت وما عرفني الا الله وأنت)..

وكماهو معروف فقد حارت في كنهه عظماء الفلاسفة وتاهت فيه عقول الحكماء وتلبد في وصفه البلغاء والكن في مدحه الخطباء وتصاغرت لهيبته الجبابرة وانحنت لمقامه التيجان..ذاك وليد الكعبة..حجة الله البالغة..ونعمته السابغة..صنوا الرسول (ص) ووصيه ومستودع علمه وموضع سره وباب حكمته والناطق بحجته والداعي الى شريعته وخليفته في امته.. القران الناطق..معيار الحق..سيد الموحدين..امام المتقين..صالح المؤمنين..امير المؤمنين..يعسوب الدين..وارث علم النبيين..حامل لواء سيد المرسلين..الناصر للدين..زوج سيدة نساء العالمين..ابو سيدي شباب اهل الجنة الحسن والحسين.. وأطفئت به النيران..وقوي به الايمان..وثبت به المؤمنون.. حاكم يوم الدين..وشاء الله إلا ان يختم لشهيد عظمته بالفوز وفي بيت الله يترنم بالذكر الحكيم ويناجي الملكوت العظيم في فجرالقدر من الشهر الكريم بمحراب رب العالمين على بسيف اشقى الاولين والاخرين..وقتلوا الصلاة بقتل سيد الساجدين في سجوده لله رب العالمين..واسبق السابقين..وسبق سبقا بعيدا واتعب من بعده تعبا شديدا.. لم يسبقه الاولون بعمل والا الاخرن بعمل.. وتهدمت اركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى..وهدت مصيبته الانام..وثكلت الامة بفقدك..

فإنا لله وانا اليه راجعون.....

عدوانية بني امية

مما لاشك فيه ان مسلسل الهجمات الشرسة على الرسالة وعلى الرسول (ص) منذ بداية الدعوة كانت من قبل طغام قريش وبالخصوص الجناح الاموي لتزعمه لفصول تلك الحرب الضروس التي شنها ابتداءا من تهم التكذيب والافتراء والدس بمزاعم السحر والشعر والجنون والاغواء وزيف التهم وافك القول باطلا بان القران من صنع اصحاب الكتاب او الكهان كبحيرة الراهب او ورقة بن نوفل والتي لاتزال يرددها الكتاب من دون تدبر قال تعالى:(وقال الذين كفروا أن هذا إلا إفك آفتراه وأعانه عليه قوم إخرون فقد جاؤا ظلما وزورا) الفرقان :4 وبعدها اثاروا مقولة الاساطير:(وقالوا اساطير الاولين آكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا) الفرقان :5 في منظومة متكاملة مكرسة للحط من النبي (ص) والاساءة اليه بمختلف الاساليب من التعنيف والقاء القاذورات عليه وهو قائم يصلي في البيت الحرام والتعرض لمن آزره وأواه وحماه شيخ الابطح عمه ابو طالب ولمن اختاره الله له من ولد عمه وأول من امن به وناصره كما في قوله تعالى :(والسابقون الاولون من المهاجرين وآلانصار) وأول من اجابه من عشيرته سيد الموحدين علي كما في قوله سبحانه: (وانذر عشيرتك الاقربين..) على ان يكون وزيره وخليفته من بعده (انظر الطبعة الاولى من (حياة محمد) د:هيكل) وفداه واقتفى سنته سيد الفتيان..ولاقى الصحابة الاوائل من الاضطهاد والعنت ما الجئهم للفرار بدينهم والهجرة الى الحبشة...وتعرض النبي و اهل بيته الى المقاطعة والحصار في (شعب ابي طالب).. ومورست شتى الوان التعذيب واقسى صور التنكيل بالصحابة فامرهم المصطفى بالهجرت الى يثرب..

مكائد وارهاب حزب الابالسة

فما وسع القوم حتى تجمع شياطين قريش تحت قيادة ابيهم (ابليس) لاغتيال المصطفى (ص) وكانت هجرته الى المدينة حدثا خطيرا تغييري ليس فقط على مستوى مسيرة الرسالة بل على عموم الخير للبشرية..فخلف البشير (ص) الامام علي في فراشه ولتوزيع الامانات فانزل الله (إن الله آشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة...وذلك هو الفوز العظيم) التوبة : 111اجمعوا انها نزلت في الوصي (انظر شواهد التنزيل للعلامة الحسكاني الحنفي)....

فجن جنون حزب ابليس بسماع خروج المصطفى وهجرته وتلبية الامر النبوي في المبيت في فراشه ومجابهة المرتظى لهم فعظم الخطب عليهم..فشمروا عن ساعد التأليب وفتل الكيد والتأمر في منضومة ابليسية من قيادة حشد الطاقات والتحالف مع الاوباش والمحرفين والاعراب والمنافقين لشن الحرب والعدوان للقضاء على الاسلام وابادة الرسول واهل بيته واستأصال شأفة المسلمين وعدم التورع من ممارسة اخس وانذل الوسائل مع الخصم ومن تقطيع اعضاء الموتى والتمثيل بجثث القتلى وحتى بقر البطون وقطع...ولوك الاكباد كما في اسد الله واسد رسوله (حمزة سيد الشهداء) والتحلل من كل رباط اخلاقي والخلود الى الجاهلية الجهلاء والركون لشريعة الغاب وهذا ديدن حزب ابليس (الاموي)..

وكانت كل حياة ابن ابي طالب جهادا في سبيل الله ونصرة للحق حاملا للواء الاسلام ومبير الشرك وقامع الظلال (الراية المنصورة وسيف الله المسلول) وسوف اشير الى لمع لم ولن يدانيه فيها احد على ما اجمع عليه الرواة ففي بدر حيث جندل صناديد قريش وولوا هاربين وفي احد عندما انهزم الصحابة وبقى علي وحده يذب عن رسول الله(ص) ويطرد جحافل الشرك حتى باها الله به الملائكة في مواساته وهتف جبريل صادحا:(لافتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار)وفي الاحزاب (الخندق)عندما احجم الكل من منازلة فارس يليل (عمرو بن ود العامري)وبرز اليه اسد الاسلام قال المصطفى قولة المشهورة المدوية :(برز الايمان كله الى الشرك كله)فصرع راس الشرك وفي معركة الخندق والرسول (ص)يجلجل قائلا (ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين).. وخيبروما ادراك ماخيبر عندما رجعت رايات القوم متقهقرة فما كان لخيبر الا سيد الفتيان ابو الحسن فصدع الرسول مجلجلا :(لااعطين الراية غدا لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسول كرار غير فرار لايرجع حتى يكون الفتح على يديه)..فصرع زعيمهم (مرحب) واقتلع باب حصنهم وكان الفتح فدخلها المسلمون.. وحنين وو و..نصرالله عبده وهزم الاحزاب وكتائب الشرك وجحافل الاشرار بالمؤمنين قال تعالى:(وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين) الانفال 62 المعنى بالمؤمنين هنا الامام علي وكذلك قوله تعالى :(يايها النبي حسبك الله ومن آتبعك من المؤمنين)الانفال 64 انظر تفاسير الاية في تفاسير ائمة السنة ان المعني بها صاحب ذوالفقار والراية المنصورة (بسيف علي بن ابي طالب حامل لواء الفتح)اجمع ائمة التفسير وشيوخ الحديث واصحاب الصحاح عن الخارجي (عكرمة) عن حبر الامة ابن عباس وغيره :ليس في كتاب الله تعالى :(يايها الذين امنوا) إلا وعلي أولها وأميرها وشريفها انظر الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل في ثبات علي يوم حنين وفرار جموع الصحابة ونور الابصار للشبلنجي ص 78..

واخيرا كانت غزوة تبوك حيث خلف المصطفى الامام علي في المدينة فشاع اهل الريب وشيوخ النفاق ماتركه الا استثقالا له فما كان من المرتضى الا اللحقوق بركب النبي (ص) فاخبره الخبر فكانت المفاجئة التي اخرست النفاق واهله والبشرى التي اثلجت صدور المؤمنين فزف المصطفى (ص) لعلي امر السماء مؤكدا:(ياعلي اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي من بعدي) انظر كافة مراجع الحديث ومدونات التاريخ وكتب السيرة والمغازي فرجع المرتضى مستبشرا ومات القوم بغيضهم..فكانت تلك بداية للمؤامرة الكبرى بتصفية المصطفى بالقاء الدبب في منعرج الوادي برجوع المصطفى من غزوة(تبوك) التي لم ينجحوا فيها وانكشف القوم لثلة من الصحابة منهم (صاحب سرالنبي) حذيفة ابن اليمان والمدهش لهذه الحادثة الخطيرة ان يسدل عليها الستار من قبل الرواة والمؤرخين على فداحتها اويمروا عليها مرورا عابرا رغم خطورتها ومدونات التاريخ تقول ابرقت الدنيا في تلك الحظة التي رميت بها الدباب لتنفير ناقة النبي(ص) وانكشف القوم لكن يحجموا عن ذكرهم او التعرض لهم.

واخيرا مرضى الحبيب المصطفى (ص)وقرب لحوقه بالرفيق الاعلى واراد ان يكتب للامة كتاب لاتظل من بعده ابدا فما كان من ابن الخطاب الا اطلق العنان لصراخه (انه ليهجر...) وارتفع الضجيج حتى حالوا بين المصطفى وكتابة ذلك الكتاب وكانت اول هجمة على النبي (ص) واهل بيته من رمية بالهجر وقذفه بالهذيان والنبي بعد حي بين ظهرانيهم وهو الذي ينطق بخبر السماء(وما ينطق عن الهوى إن هوالا وحي يوحى) (وما كان لرسول أن يأتي بئاية إلا بإذن الله) غافر :78

الله اكبر ماعظم هذه الفرية والتطاول على اوامر الباري وقام النبوة والحبيب المصطفى (ص)ويبقى جرحا نازفا لايندمل وهزة لضمير الامة لا تهدأ حتى يرث الله الارض ومن عليها..وفي المصيبة الراتبة تلك يقول حبر الامة ابن عباس :الرزية كل الرزية فيمن حال بين النبي (ص) وكتابة ذلك الكتاب..ساعدالله قلبك يارسول الله وانت مسجى وتسمع من اصحابك هذه الطعنة النجلاء..صدقت ماأوذي نبي قط مثل ما أوذيت..!!

وكان تخلفهم عن جيش أسامة والنبي (ص) يرقى المنبر وهو على تلك الحالة من المرض ويخطب ويحث القوم بالحوق بجيش اسامة ويلعن ويلعن ويلعن المتخلف صادعا:(لعن الله من تخلف عن جيش اسامة) ومدونات القوم المختلفة تشهد بانه كان في ذلك الجيش كبار الصحابة..وتعدمنهم الاول والثاني والثالث وثلة من العشرة المبشرة...!!!!!

وينتقل الحبيب المصطفى الى الرفيق الاعلى وهو مهموم مكمود غضبان لمالحقه من طعن لم تجرأ الامم السابقة من التعرض لانبيائها امامهم بهذا الصلف ولاحتى بني إسرائيل فكانت (السقيفة)وما ادراك ما السقيفة (الطامة الكبرى) التي جلبت على الامة التقهقر والدماء والاستبداد وتسلط الطغاة بلبوس زائفة من الدين..حتى اصبح الساسة البشر اساطير مقدسة وظل الله في الارض..وحتى عصرنا الحاضر الزعيم الاوحد..والقائد الضرورة..والرئيس الملهم..ووو...! قال تعالى:(أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون) العنكبوت:67

فكانت عصور الخلافه كما يقول الشيخ محمد الخضري في (اتمام الوفاء في سيره الخلفاء) ص: 191 (وتنوسي الحال واستفحل الملك وكانت عروق الجاهلية تنبض ووجدوا الرياسة حكما مدنيا سياسيا قبليا. وليس له رابطة بصحيح الدين سوى ظاهر البرقع).

الانقلاب على الاعقاب

جاء في الذكر الحكيم قوله سبحانه:(وما محمد إلارسول قد خلت من قبله الرسول أفان مات أو قتل آنقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله آلشاكرين) ال عمران :144 باجماع الرواة ان هذه الاية نزلت في غزوة (احد) عندما خالف بعض الصحابة اوامر النبي بالبقاء وعدم اخلاء مواضعهم مهما كانت الظروف ولكن الحصول على الاسلاب والفوز بالغنائم جعلهم يتركون مواضعهم فكانت الكارثة انهزام الصحابة واستحر القتل فيهم من قبل المشركين..وصاح صائح قتل النبي..ففر الصحابة فمنهم من بلغ فراره اقصى المدينة والبعض قال :من يأخذ لنا الامان من ابي سفيان والبعض صدمته الحادثه فنام نعاسا..والبعض قال نموت على ما مات عليه..فنزلت الاية

يقول الشيخ محمد طاهر بن عاشور في تفسير التحرير والتنوير 4-129 عند حديثه عن معركة أحد وما ارتكبه بعض الصحابة من عدم الإلتزام بوصايا النبي(ص) من عدم مغادرتهم لمواقعهم مهما كانت الظروف، وقد تركوا مواقعهم في الجبل ونزلوا للحصول على المغانم وكان سببها تلك الكارثة المروعة التي حلت بالمسلمين !! (ان من خالف أمر رسول الله (ص) كان عاصياً!!) لقوله سبحانه((وماأرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله))النساء 64 وقوله سبحانه : (ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا)النساء 80

جاء متواترا عن النبي (ص) من انقلاب الامة بعده كما روى ذلك البخاري في صحيحه ج9 عن النبي (ص) قال:(يرد علي الحوض يوم القيامة رهط من اصحابي فيجلون عن الحوض –اي يبعدون- فأقول يارب أصحابي ؟فيقول –يعنى الله تعالى- إنه لاعلم لك بما أحدثوا بعدك إنهم أرتدوا على أدبارهم القهقرى).

(خطبنا عمر فكان يقرأ على المنبر ال عمران ويقول : إنها أحدية ثم قال:تفرقنا عن الرسول (ص) يوم احد..) تفسير الطبري ج7 ص327 رقم 327

واخرج الحافظ الحسكاني الحنفي عن حذيفة بن اليمان لما التقوا-يعني المشركين –مع رسول الله(ص) وانهزم اصحاب رسول الله (ص) أقبل علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله (ص) مع ابي دجانة الانصاري حتى كشف المشركين عن رسول الله (ص) فانزل الله (لقد كنتم تمنون الموت..الى وسيجزي الله الشاكرين) يعني عليا وابا دجانة شواهد التنزيل ج1ص:136

عن إبراهيم بن محمد الحمويني الشافعي عن ابن عباس :إن عليا كان يقول في حياة رسول الله (ص) :إن الله عزوجل يقول:(أفين مات او قتل..) ولله لا ننقلب على اعقابنا بعد إذهدانا الله والله لئن مات أو قتل لاقاتلن على ماقاتل عليه حتى أموت والله اني لاخوه ووليه ووارثه ومن احق به مني) غاية المرام ص:405-406

والظاهر ان شأن نزول هذه الاية هو تخلي القوم عن بيعتهم للامام علي في غدير خم وانقلابهم على الحق وما امروا به من ولاية امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين والتنكر له ونقض بيعته في السقيفة.

ويؤكد المفكر احمد امين بان المسلمون لم يلتزموا بالدستور القراني بعد العصر النبوي :(الا في عهد الرسالة وإما ما بعد هذه الفتره فقد عاش المسلمون عيشه منحرفه عن الدين) احمد امين فيض الخاطر ج3 ص 175 والملفت للنظر والجدير بالملاحظة ان الا نشقاق عن الخط العام اوالا نحراف عن المسار الصحيح و الضلال عن المنهج القويم تكون مساحته صغيره وحيزه ضيق بل وسع كل المرافق وعم الارجاء ولكن كيف وما الذي جرى وسار خلاف كل القواعد والسنن وماهو متعارف حتى اضحت ظواهر هذا المنهج واسس هذا النمط هو السائد ة و هذا المسلك هو الغالب فما الذي جعل ان يكون الاستثناء هو القاعده ؟ والشاذ الزائف هو الاساس؟ والانحراف عن الحق هو الغالب بل والساْئده في الامة؟ انها السلطات المتعاقبة التي اجمعت على انتهاج ذلك الخط لما فيه من اسس لمجيئها وقفزها على الشرعية وضمان لبقائها وان كان اعتى وابغى واجهل الناس انها سنة السقيفة التي مهما بذل الطغاة من جهود واموال من اجل الدفاع عنها ووجوب التأسي بها وجعلها مقدسة لما وفوها حقها عليهم بايصالهم الى سدة التسلط وحكم الامة بالقمع والارهاب..!

ولضخامة التركة وسعت الفساد وتغلغل الافساد في مناحي الاسلام يؤكد الامام محمد عبده على وجوب قيام ثورة اصلاحية شاملة لكي ياخذ الاسلام مساره الصحيح ونقائه القويم الذي حرف عبر القرون المتطاولة قائلا:(لقد فسد الاسلام بالجهل بتعاليمه الصحيحه عبر الاجيال ولابد من ثورة لاصلاحها والا واجه المسلمون الهلاك وان اخطاء القرون الماضيه من عمر الاسلام ومساوئها انما حصلت نتيجه لسوء فهم جوهر العقيده كما احتواها القران والسنه)د.محمد كامل ظاهر التباين بين التيارين الديني والعلماني ص154

hilal.fakhreddin@gmail

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/أيلول/2008 - 19/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م