المالكي وزيرا للكهرباء

عبدالامير علي الهماشي

العنوان ليس أمرا رئاسيا وإنما هو امنية مستوحاة من شعر رياض الوادي يارئيس الوزراء رحمة للعباس سوي الكهرباء)) لحل مشكلة طالت وسوف تستمر إن لم تُتخذ إجراءات ناجعة شبيهة بصولة الفرسان لمشكلة أُريد لها أن تكبر وتكون معاناته مستمرة حتى يتحقق ما تصبو اليه القوى المعطلة.

وبالمناسبة فإن الامر لا يتعلق بالوزير الحالي بالرغم من مطالبة بعض السياسين علنا باستقالته أو إقالته  فوجدها فرصة لكي يطل على شاشات التلفزيون المختلفة ليبرر استمرار انقطاع التيار الكهربائي،وانا لااريد ان احمله المسؤولية وحده فالمشكلة تتعلق بمافيات منظمة في هذه الوزارة وغيرها من الوزارات التي تشهد بطئا وعرقلة في عملها الروتيني.

 وقد تعرضت فيما مضى الى أننا لسنا بحاجة الى حكومة تكنوقراط في مقال سابق حمل هذا العنوان((لسنا بحاجة الى حكومة تكنوقراط)) في تقليعة السياسين في فترة ماضية عندما بدأوا بترديد هذه المقولة وغيرها دون ان يتحدثوا عن المشكل الاساسي ،وقد قلت ان المشكلة تتعلق بحلقات مابعد الوزير او حول الوزير في الحلقات التنفيذية للوزارات والا ما فائدة وزير مختص او تكنوقراط ويُعمل على تمييع أمره ومشاريعه بطريقة واخرى،وما فائدة الوزير التكنوقراط وهو يمضي ويوقع على مشاريع تُنفذ على الورق فقط ولايستطيع ان يجري جولة واحدة في اقسام وزارته او لايزور وزارته الا مرة واحدة في الاسبوع وربما في يوم الجمعة فقط.

انها اُمنية لاننا لانرى في الافق تحقيق مثل هذا الامر لاسباب عديدة ولكننا نرى  حضور رئيس الوزراء في المواقع الميدانية امرا ملحا بعد أن تربى الموظفون والمدراء العاملون على عقلية الرقيب وحضور المسؤول الاول والاوامر الصارمة والعقوبات التي تصل الى الاعدام ، ثقافة ومنهجية مازالت معشعشة في عقولهم وكأن البلد ملك هذا الرئيس وذلك الحزب وليس ملكهم جيعا.

مع وجود طبقة متعمدة في فعلها وبحاجة حقيقية الى صولة من نوع التطهير لان السكوت والتغاضي ادى بنا الى أن نصل الى هذه المرحلة.

انها اُمنية لاننا مازلنا نعيش عقلية حضور المسؤول الاول لتنفيذ ما هو واجب وكأن مفاتيح الحل بيده وحده.

ومازالنا نفقد ثقافة العمل الوطني وثقافة دولة المؤسسات التي ينهض البلد بنهوضها ولذلك عشعشت خفافيش الفساد وتكاثرت واستقرت وباتت لاتخاف من الجهر بما تفعل في وزارة الكهرباء وغيرها وبعد ان أخفق الوزير عن تطهير وزارته من الفاسدين والمتقاعسين لذا  تمنينا أن يكون المالكي وزيرا للكهرباء للحد من الفساد والافساد في هذه الوزارة لتكون المحطة الاولى في عام اريد له ان يكون عام القضاء على الفساد الاداري وعام الاعمار وتكون مثالا وعبرة لبقية الوزارات ولم تعد المبررات التي تذكرها الوزارة مقبولة بعد تحسن الوضع الامني في انحاء العراق لذا أردنا ان يكون المالكي على راس هذه المؤسسة ليعطي لكل ذي حق حقه ويستعين باصحاب الكفاءات الذين شردتهم مافيات هذه الوزارة وهاجروا خارج الوطن.

اننا نتمنى أن يكون المالكي وزيرا للكهرباء بعد أن أثبت حرصه وشجاعته وعدم مداهنته واغفاله وتغافله عن حقوق الشعب في عام نريد أن يكون عام الجهر بالحق بعيدا عن الجهة التي ينتمي اليها هذا الوزير وذاك المدير لااحد فوق القانون نريد ان تبدا المرحلة الثانية من خطة فرض القانون.

 ويضع رئيس الوزراء حدا لمن يريد العبث او التلاعب باموال الشعب ومازال مستمرا في غيه بعد ان اثبتت مقولة ((من أمن العقاب ساء الادب)) وهذه المافيات وصلت حد الطغيان ولابد من التطهير فهل  تتحقق امنيتنا ويكون المالكي وزيرا للكهرباء!!؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/أيلول/2008 - 7/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م