أفغانستان بين البرد والمجاعة وفكّ الإرهاب

اعداد: ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: على شفير الإنهيار المرعب، فبين برد الشتاء القارص، والمجاعة المحتملة، تستعد أفغانستان لمواجهة كارثة انسانية حتمية تطرق أبوابها فيما العالم في جهل وتجاهل لها، وكل ذلك أو بعضه مما جرته عليها الحروب المتعافبة.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الشأن الأفغاني، والمخاوف الدولية من احتمالية مواجهة الشعب الافغاني كارثة انسانية بحلول فصل الشتاء القادم اذا لم يتخذ العالم تدابيره اللازمة:

البرد والمجاعة على أبواب الشتاء في افغانستان

اعلنت مؤسسة خيرية بريطانية بارزة ان افغانستان تحتاج الى مساعدة عاجلة لتفادي حدوث ازمة انسانية هذا الشتاء مع مواجهة ملايين الاشخاص بعضا من اسوأ الظروف منذ اكثر من 20 عاما.

وافغانستان احدى افقر دول العالم حيث يعيش اكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر ويواجه ملايين الافغان نقصا مستمرا في الغذاء. بحسب رويترز.

وتوفي نحو الف شخص في الشتاء الماضي الذي كان شديدا بشكل غير عادي وتميز ببرد شديد وسقوط ثلوج بشكل كثيف.

وقال مات والدمان مسؤول السياسة في افغانستان بمؤسسة اوكسفام الخيرية البريطانية ان: هذا سباق مع الزمن وعلى المجتمع الدولي الرد بشكل سريع قبل الشتاء عندما تتدهور الاوضاع. اذا كان الرد بطيئا او غير كاف فقد يضطر الناس الى بيع الاصول او ترك ديارهم وقراهم وربما يكون هناك تدهور اكبر للاستقرار.

وقالت اوكسفام ان اقليم داي كوندي في وسط افغانستان ربما يواجه اسوأ الاوضاع منذ اكثر من 20 عاما وقد توجد اوضاع مماثلة في اقاليم اخرى.

ولا يمكن الوصول بشكل فعلي الى مناطق كثيرة في افغانستان في الشتاء بسبب الثلوج والطرق السيئة وتدهور الامن مما يعرقل تسليم المساعدات والغذاء.

وفي رسالة الى وزراء التنمية الدولية في كل انحاء العالم دعت اوكسفام الى استجابة انسانية كبيرة بعد التلقي السيء لندائها في يوليو تموز للحصول على 404 ملايين دولار.

وقالت اوكسفام انه على الرغم من تعهد بريطانيا والولايات المتحدة وكندا واللجنة الاوروبية بتقديم اموال بالفعل فان دولا كثيرة لم تسهم بعد في هذا النداء الذي لم يصل الا لخمسه فقط.

واضافت اوكسفام ان نقص الموظفين يعني ايضا عدم وجود عدد كاف لتنظيم وتنسيق مساعدات الاغاثة المطلوبة.

الشتاء الافغاني يضرب الملايين وينذر بكارثة إنسانية

اعلنت منظمة "اوكسفام" الانسانية ان نحو 4,5 ملايين افغاني مهددون بمجاعة فعلية في الشتاء المقبل علما انهم يواجهون مشاكل في تأمين المواد الغذائية الاساسية جراء ارتفاع الاسعار.

وعزا بيان للمنظمة هذه الازمة الى عوامل عدة: ارتفاع الاسعار والقيود التي فرضتها الدول المجاورة على الصادرات وقسوة الشتاء الفائت التي اقترنت بامطار قليلة هذا العام اضافة الى عودة الاف اللاجئين من الخارج وازدياد انعدام الامن الذي يحد من قدرة المنظمات الانسانية على تأمين مواد غذائية. بحسب فرانس برس.

وكتبت المنظمة التي مقرها في لندن الى الوزراء المكلفين شؤون التنمية في دول عدة داعية اياهم الى زيادة مساهماتهم في صندوق خاص للمساعدة الغذائية انشأته الامم المتحدة والحكومة الافغانية ودعم بعثات المنظمات الانسانية عبر مساعدتها خصوصا في نقل الامدادات الغذائية جوا.

واوضحت "اوكسفام" ان 210 الاف لاجىء عادوا الى افغانستان هذا العام لاسيما من باكستان وايران الامر الذي يزيد الضغط على الحكومة الافغانية والمنظمات الانسانية المكلفة استقبال هؤلاء.

ولفتت من جهة اخرى الى ان باكستان وكازاخستان فرضتا قيودا على الصادرات التجارية من المواد الغذائية فيما فرضت ايران ضريبة على صادرات القمح ما يقلص قدرة الافغان على الشراء من الخارج. وكان برنامج الاغذية العالمي وجه تحذيرا مماثلا.

واكد نائب الرئيس الافغاني محمد كريم خليلي في تموز/يوليو ان الارتفاع العالمي لاسعار المواد الغذائية وقلة المحاصيل والجفاف جعلت ملايين الافغان يعيشون تحت خط الفقر.

وقال خلال اجتماع مع ممثلين للمجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية "نواجه هذا العام ازمة غذائية فعلية ومن دون المساعدة الدولية لا يمكننا تفادي مأساة انسانية".

حوادث القنابل على الطرق تسجل أعلى مستوى لها

قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان انفجارات القنابل على الطرق التي تستهدف القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان سجلت أعلى مستوى لها في أربعة اعوام على الاقل في الفترة بين ابريل نيسان ويونيو حزيران.

وقال مكتب في البنتاجون يشرف على جهود احباط الهجمات بالعبوات الناسفة في العراق وافغانستان انه في فترة الاشهر الثلاثة وقع حوالي 200 حادث في افغانستان.

واظهرت البيانات ان حوالي 120 عبوة ناسفة انفجرت بينها حوالي 40 أسفرت عن خسائر بشرية بين القوات الامريكية وقوات حلف الاطلسي. بحسب رويترز.

وتزامن ذلك مع تصعيد متمردي طالبان لهجماتهم مما جعل عدد القتلى بين الجنود الامريكيين في افغانستان يفوق عدد قتلى القوات الامريكية في العراق في الاشهر القليلة الماضية.

وارجع مسؤول بالبنتاجون هذه الزيادة في جانب منها الى زيادة وجود القوات الامريكية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان. وللولايات المتحدة 34 ألف جندي في افغانستان منهم 16 ألفا تحت قيادة حلف الاطلسي.

ومن ناحية اخرى قال البنتاجون ان تحسن الوضع الامني في العراق بشكل كبير ساعد على انخفاض المتوسط الشهري لحوادث انفجارات القنابل على الطرق في العراق بأكثر من النصف في يوليو تموز من أعلى مستوى لها والذي سجل اوائل عام 2007 .

وجاء تراجع تلك الحوادث في العراق في الوقت الذي خفضت ادارة بوش مستويات القوات الامريكية الى المستوى الحالي البالغ 144 ألف جندي مع سحب خمسة ألوية مقاتلة كانت نشرت العام الماضي لاخماد العنف الطائفي.

ربط وفيات الاطفال في أفغانستان بأمّية الأمهات

كشفت دراسة ان المعدلات المرتفعة لوفيات الاطفال في افغانستان المحافظة ليست مرتبطة بالحرب فحسب بل بسبب كون الامهات غير متعلمات وليس لديهن رأي يذكر او ليس لديهن رأي على الاطلاق عندما يحتاج اطفالهن لمساعدة طبية.

ومعدلات وفيات الاطفال في افغانستان من بين الاعلى في العالم حيث لا يبقى واحد من كل خمسة اطفال (او 191 من كل الف مولود) على قيد الحياة بعد سن الخامسة.

وذكر مقال نشر في احدث عدد من دورية بيوميد سنترال بابليك هيلث ان الدراسة التي اجريت على 2474 طفلا من 1327 اسرة في اقليم كابول كشفت ان الاسهال (32.5 في المئة) وعدوى الجهاز التنفسي الحادة (41 في المئة) والهزال (4 .12 في المئة) والتقزم (39.9 في المئة) كانت من بين اكثر المشكلات الصحية شيوعا. بحسب رويترز.

وقال المقال الذي نشره باحثون افغان ويابانيون "مقدمو الرعاية الاساسيون للاطفال الصغار في افغانستان مثلما في دول اخرى هم امهاتهم.. غير ان الامهات في ذلك البلد يخضعن لعدد من القيود في عملية اتخاذ القرار التي تتعلق برعاية صحة الطفل."

واضاف الباحثون انهم اجروا مقابلات مع امهات ووجدوا ان المشكلات ترتبط بشكل وثيق بأمهات ليس لديهن اي قدر من الاستقلالية (79.1 في المئة) او التعليم (71.7 في المئة).

وجاء في مقال الباحثين ان ما يصل الى 18.3 في المئة من الامهات انجبن طفلهن الاول قبل بلوغن 16 عاما وهو ما يعني انهن تزوجن بينما كن لا يزلن اطفالا.

ولوحظ وجود نقص للاحتياجات من المواد الاساسية لدى 59.1 في المئة من الاسر.

وعرف الباحثون نقص استقلالية المرأة بأن تحتاج الامهات الحصول على اذن من رب الاسرة للذهاب بالطفل الى الطبيب او اذا كان يتوجب عليها اصطحاب شخص اخر - وعادة ما يكون من الاقرباء الذكور - للعيادة بالطفل.

والمجتمع الافغاني شديد المحافظة ولا تزال تحركات النساء مقيدة في مناطق كثيرة من البلاد.

وعرف الباحثون نقص التعليم على انه عدم الانتظام في المدرسة لعام على الاقل.

وكتبوا في مقالهم "ربما تتمخض الحالة الاقتصادية والتعليمية الضعيفة لهؤلاء النساء وعدم نضجهن العام وهو ما يرجع الى نقص فرص التعليم عن صعوبات في وقاية اطفالهن من المرض."

وطالبوا بتغيير المجتمع الافغاني. وقالوا ان الاسر بحاجة للتعلم وان على الحكومة القيام بدورها.

واضافوا "البرامج المتناسبة ثقافيا ذات التوجهات المتعددة التي توفر للاسر والتجمعات خدمات التعليم والصحة الانجابية يمكن ان تساعد في وقف زواج الأطفال."

وتابعوا انه في الوقت الذي تعن فيه الحاجة بشدة لنظام رعاية صحية في افغانستان فان هناك حاجة لتغييرات في سلوك الرجال تجاه النساء في الاسر والمجتمع.

وقالوا "تطبيق الجهود الحالية في انحاء البلاد لضمان ان لدى جميع النساء فرصة الحصول على التعليم الرسمي ومكافحة الفقر وتحسين الاوضاع الصحية يجب ان يتم بشكل اكبر."

طالبان تزيد الضغط على العاصمة الافغانية

كان مقاتلو طالبان واضحين للغاية بشأن استراتيجيتهم هذا العام وأعلنوا على الملأ في موقعهم الالكتروني في مايو ايار أنهم سينفذون المزيد من التفجيرات الانتحارية ويعزلون العاصمة كابول ويضربون خطوط الامداد. وحتى الآن أوفوا بما وعدوا به ..

ونظرا للقوة القتالية للقوات الأجنبية البالغ قوامها 70 ألفا فضلا عن قوات افغانية عددها 130 الف فرد لا يمكن أن نتوقع رؤية مجموعات من مقاتلي طالبان الملتحين في شوارع العاصمة الافغانية في أي وقت قريب. لكن مقاتلي طالبان غير مضطرين للفوز فيكفيهم الانتظار حتى يخسر أعداؤهم. بحسب رويترز.

وقال قيادي بحركة طالبان في مقابلة نشرت في موقع الحركة على شبكة الانترنت "حتى نحاصر القوات الافغانية والاجنبية في كابول بدأنا العمل التمهيدي على الطرق الرئيسية المؤدية الى كابول من جميع الجهات."

ولم يعد السفر على ثلاثة من الطرق الاربع الرئيسية الخارجة من كابول آمنا لموظفي الحكومة وعمال الاغاثة والاجانب.

بل ان حركة طالبان أعلنت أنها ستشن هجمات كبيرة في المنطقة حيث قتل عشرة جنود فرنسيين الاسبوع الماضي بعد أن اعترف جنرال فرنسي قائلا "نحن مذنبون بالثقة المفرطة في النفس."

وربما لا يكون مقاتلو طالبان قادرين على السيطرة على الاراضي في مواجهة قوات حلف شمال الاطلسي المسلحة والمدربة بشكل أفضل لكن قوة المعاونة الامنية الدولية التابعة للحلف لا تملك بدورها عددا كافيا من الجنود لتسيطر على كل الارض وتحرم المقاتلين من معاقلهم.

ولم تلق نداءات الولايات المتحدة لحلفائها بحلف الاطلسي لارسال مزيد من القوات أي استجابة باستثناء فرنسا.

ويتعذر على أي طرف تحقيق مكاسب في مناطق البشتون العرقية حيث معاقل طالبان في الجنوب والشرق وحيث تخوض قوات معظمها أمريكية وبريطانية وكندية قتالا على طريقة القط والفأر مع مقاتلي طالبان منذ عامين.

وقتل المسلحون بالفعل 42 جنديا أجنبيا هذا الشهر مما يضع شهر اغسطس اب على الطريق ليكون الاسوأ في الخسائر البشرية بين القوات الاجنبية بعد أن قتل 45 في يونيو حزيران.

ويطبق مقاتلو طالبان الذين لم تثنهم خسائرهم الكبيرة في الأرواح التي من المؤكد أنها تقدر بالالاف على كابول ببطء منذ اكثر من عام محاولين تقليد السيطرة الخانقة التي نجح المجاهدون في فرضها على القوات السوفيتية في الثمانينات.

وأضرمت النيران في عشرات من شاحنات الامدادات على الطرق المؤدية الى كابول وقتل عمال اغاثة أجانب على مقربة وفي الاسبوع الماضي حقق المقاتلون اكبر نجاح لهم حتى الان حين قتلوا عشرة جنود فرنسيين في منطقة كابول نفسها.

وكانت هذه اكبر خسارة في ضربة واحدة تتكبدها القوات الاجنبية التي تخوض القتال منذ أطاحت القوات التي قادتها الولايات المتحدة والقوات الافغانية بحكومة طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة.

كما جاءت بعد شهر من محاولة عدة مئات من مقاتلي طالبان اجتياح قاعدة معزولة وقتلهم تسعة جنود أمريكيين في شمال شرق أفغانستان.

وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية "حدثان لا يتطلبان بالضرورة تغيرا او تحولا في الاستراتيجية لكنه من المؤكد أمر سنستمر في مراقبته."

والهجمات وان كانت لن تؤدي الى تغيير في الاستراتيجية فانها تقوض بشدة مزاعم حلف الاطلسي بأن مقاتلي طالبان ليس امامهم سوى اللجوء للتفجيرات الانتحارية وتفجيرات القنابل على الطرق لانهم غير قادرين على خوض قتال ندا لند مع القوات الاجنبية والقوات الحكومية الافغانية.

وفيما تقترب الاشتباكات من العاصمة وقع عدد أقل من الهجمات الانتحارية في كابول هذا العام. وضرب مقاتلو طالبان أهدافا أهم من بينها انفجار استهدف السفارة الهندية في يوليو تموز أسفر عن مقتل 58 شخصا وقد طبع هذا في الاذهان شعورا اكبر بالخوف وتوقع الشر بين جماهير متوترة بالفعل.

وبعد اغلاق الطرق الرئيسية الموصلة الى المدينة ونشر حواجز خرسانية جديدة كل أسبوع بدأت كابول تكتسب طابع مدينة تحت الحصار بشكل متزايد.

وقال احمد سعيدي المحلل والدبلوماسي الافغاني السابق "يظنون انه بوضع كتل خرسانية ونشر أجولة الرمال أنهم يقومون بعمل جيد لكن على النقيض يسبب هذا خوفا وقلقا بين الناس."

ولا تهدف طالبان الى هزيمة قوات حلف الاطلسي في المعركة بل الاستنزاف البطيء للدعم الغربي لوجود قوات في أفغانستان من خلال احداث تيار ثابت من الخسائر البشرية.

ثانيا يهدف المتشددون الى اضعاف الدعم الافغاني للحكومة باظهار أن الرئيس حامد كرزاي ومسانديه الغربيين لا يستطيعون تحقيق الامن وأن البديل الوحيد هو نسخة طالبان القاسية من تطبيق القانون والنظام.

أغسطس شهد سقوط أكبرعدد من القتلى في أفغانستان

قال موقع مستقل على شبكة الانترنت إن عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في أفغانستان خلال أغسطس آب الماضي كان الاعلى مقارنة باي شهر اخر منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001 مما يعكس تزايدا في الهجمات التي يشنها مقاتلو طالبان.

وقال الموقع المستقل الذي يتابع الخسائر في الارواح في صفوف القوات الاجنبية في أفغانستان والعراق ان 43 جنديا أجنبيا لاقوا حتفهم في القتال في أغسطس بزيادة خمسة جنود عن يونيو حزيران. بحسب رويترز.

وقال أكبر متحدث باسم القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان إن عدد القتلى بلغ ذروته هذا الصيف ولكن دون تأكيد ان كان أغسطس هو أكثر الشهور دموية بالنسبة للقوات الاجنبية.

وقال البريجادير جنرال ريتشارد بلانشيت لرويترز يوم الجمعة "أعرف أن أشهر الصيف الثلاثة مجتمعة كانت الأسوأ منذ عام 2001."

وشهدت أفغانستان عاما بعد اخر ارتفاعا ملموسا في أعداد القتلى من الجنود الاجانب منذ عام 2003 وهذا الاتجاه سيستمر على ما يبدو. وبالفعل قتل هذا العام أكثر من 200 جندي في القتال ولاسباب أخرى مقابل 232 جنديا قتلوا في عام 2007.

وعند سؤاله عما اذا كانت الزيادة في أعداد القتلى من الجنود ترجع الى أن مقاتلي طالبان زادوا من الهجمات على القوات الاجنبية قال بلانشيت "نعم تماما ذلك توصيف جيد."

وتابع قائلا "هذا عصيان مسلح متواصل. لا يزال هناك عدد كبير من الاعداء. هؤلاء المتشددون مسلحون بشكل جيد ولا يزالوا في وضع يمكنهم من شن هجمات."

وكما هو الحال في العراق فان العبوات الناسفة المحلية الصنع أو القنابل التي تزرع على جوانب الطرق هي السبب الرئيسي لسقوط القتلى في صفوف القوات الاجنبية في أفغانستان.

وكان هناك حوالي 200 هجوم من هذا النوع خلال الفترة بين أبريل نيسان ويونيو حزيران من هذا العام وهو أعلى مستوى لهذه الهجمات في أربعة أعوام على الاقل.

وقال بلانشيت "استخدام المتفجرات المحلية الصنع تزايد بنسبة مئوية كبيرة."

كما تزايدت قدرة مقاتلي طالبان على شن المزيد من الهجمات الجسورة والقاتلة على القوات الاجنبية فيما اعترف أكبر قائد عسكري كندي بعد مقتل ثلاثة جنود كنديين هذا الاسبوع بأنه قفزة تدعو للقلق في العنف المباشر.

وفي الشهر الماضي قتل عشرة جنود فرنسيون في كمين خارج العاصمة كابول مباشرة في أكبر خسارة يتكبدها الجنود الاجانب في القتال في عملية واحدة منذ بدء الحرب.

وفي يوليو تموز الماضي قتل تسعة جنود أمريكيين في هجوم واحد على موقع للجيش الافغاني وحلف شمال الاطلسي في شمال شرق أفغانستان.

وقال بلانشيت إن كسب الحرب يعتمد بدرجة كبيرة على قدرة الجيش والشرطة الافغانيين وهما مفتاح الأمن في البلاد على المدى الطويل.

وقال بلانشيت انه لا توجد فرصة للمتشددين "للانتصار عسكريا علينا."

واضافا "فرصتنا في النصر تتوقف في الواقع على حقيقة أن لدينا المزيد والمزيد من الافراد الافضل تدريبا في الجيش الافغاني والمزيد من الافراد الافضل تدريبا في قوات الأمن الافغانية."

اغتيال كبير قضاة مكافحة المخدرات في كابول

افادت الدائرة القضائية المسؤولة عن مكافحة المخدرات انه تم الخميس في كابول اغتيال كبير قضاة مكافحة المخدرات في افغانستان فيما كان متوجها الى عمله.

وقتل عالم حنيف (65 عاما) رئيس غرفة الاستئناف التابعة للمحكمة المركزية لمكافحة المخدرات في الشارع. وقضى متأثرا بجروحه في المستشفى وفق بيان للدائرة القضائية.

وقال سرير احمد برمك مسؤول الاعلام في دائرة مكافحة المخدرات ان حنيف "كان احد القضاة القلائل الذين رفضوا تلقي رشاوى خصوصا في مجال مكافحة المخدرات".

واضاف برمك لوكالة فرانس برس ان القاضي "كان يتوجه سيرا من منزله الى الطريق الرئيسية حيث كانت سيارة في انتظاره حين تم قتله" موضحا ان اسباب اغتياله تتصل بعمله في شكل مباشر. بحسب فرانس برس.

وكان المسؤول الاميركي السابق المكلف تنسيق اعمال مكافحة المخدرات في افغانستان توماس شفايش اتهم اخيرا حكومة الرئيس حميد كرزاي بحماية عمليات تهريب الافيون.

واورد تقرير العام 2008 لمكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان افغانستان وحدها انتجت خلال 2007 92 في المئة من الافيون في العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/أيلول/2008 - 7/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م