حرب الغذاء: تلاشي بوادر الإنفراج على دكة إرتفاع الأسعار

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: مازال الوضع العالمي بشان الغذاء يواصل مأساويته، حيث يرزح ملايين الأشخاص تحت خط الفقر، ويعاني الملايين من الموت المحدق الأكيد من الجوع.

هذا ما وقفت أمامه عاجزة المساعدات الدولية، والتي غالبا ما تتدخل فيها السياسات المعينة لتلك الدول، وقد نرى ذلك جليا ومتمثلا في القرن الأفريقي.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض على القارئ الكريم آخر التطورات والمستجدات على الساحة الغذائية، وماذا تقوله المؤتمرات والإجتماعات الدولية:

تلاشي بودار إنفراج الأزمة على دكة الغذاء والمجاعة

قال البنك الدولي انه لا تلوح في الافق نهاية للنقص في الغذاء العالمي وان ارتفاع الاسعار بسبب تغير المناخ وندرة الطاقة والمياه ستفاقم قريبا ما بات بالفعل مجاعة صامتة.

وقالت كاترين سييرا نائبة رئيس البنك للتنمية المستدامة في مقابلة مع رويترز: ربما يكون هناك انخفاض طفيف لكن أسعار الغذاء ستواصل الارتفاع في المستقبل المنظور.

وأضافت على هامش أعمال مؤتمر بشأن الزراعة وتغير المناخ في استراليا: ما نشهده في الوقت الحالي هو نوع من مجاعة صامتة.. أناس اضطروا بالفعل لتقليص استهلاكهم من الغذاء بقدر كبير .. 100 مليون شخص يعودون الى الفقر في افريقيا. بحسب رويترز.

وتستعد كثير من الدول لمزيد من عدم الاستقرار بعد أعمال شغب في 37 بلدا كما ارتفعت أسعار الارز الدولية من 400 الى 1000 دولار للطن. وبلغ سعر الارز القياسي التايلاندي 720 دولارا للطن. كما تخفض دول منتجة مثل كمبوديا وفيتنام والهند والصين صادراتها لتوفير الارز للسوق المحلية.

وتشير سجلات الامم المتحدة الى أن اسعار الأرز العالمية زادت 35 بالمئة في العام الذي انتهى في يناير كانون الثاني في تسريع لوتيرة توجه صعودي بدأ في عام 2002.

ومنذ ذلك الحين زادت الاسعار 65 بالمئة. وبلغت أسعار القمح ذروتها في مارس اذار مسجلة 454 دولارا للطن لترتفع الى أكثر من المثلين بين منتصف عام 2007 ومارس من العام الحالي.

وفي كلمة لها بالمؤتمر قالت سييرا ان الحكومات في أنحاء العالم تقاعست عن الاستثمار بشكل مناسب في البحوث الزراعية وزيادة انتاج أنواع جديدة من الاغذية في وقت مناسب لتلبية الطلب.

وفيما يرتفع عدد سكان العالم متجها الى تسعة مليارات دولار بحلول عام 2050 يتوقع نمو الطلب على الغذاء بنسبة 110 بالمئة خلال نفس الفترة. في الوقت نفسه يخفض الاحتباس الحراري امدادات المياه المتاحة لزراعة المحاصيل.

وفي حين يعارض أغلب الاوروبيين أنواع المحاصيل المعدلة وراثيا قالت سييرا ان كثيرا منها بدا واعدا لتخفيف النقص في الغذاء.واضافت أن استراليا التي تواجه أسوا موجة جفاف منذ 117 عاما لديها الخبرة لتحسين انتاجية المحاصيل في مواجهة تغير المناخ ونقص المياه.

وأبلغ وزير الزراعية الاسترالي توني بيرك المؤتمر أن المحاصيل الغذائية المعدلة وراثيا ستكون ضرورية على نطاق واسع للمساعدة في مواجهة النقص العالمي في الغذاء قائلا ان الوقود الحيوي الذي يقلل المحاصيل الغذائية المتاحة غير ملوم في ذلك.

دعوة البنك الدولي لمكافحة ارتفاع الأسعار عالميا

قال رئيس البنك الدولي ان ارتفاع أسعار الوقود والغذاء يهدد الملايين بالانزلاق الى الفقر وانه ينبغي للعالم أن يجد سُبُلا أكثر مرونة وفاعلية لتقديم المساعدات لمكافحة هذا الخطر المزدوج.

وقال روبرت زوليك في مؤتمر ان تقديم المساعدات من خلال الميزانيات الوطنية للدول المتلقية ودعم قدرتها على ادارتها وتشجيع قطاع خاص نشط جميعها وسائل لتحسين مساعدات التنمية.

وأضاف زوليك متحدثا أمام منتدى رفيع المستوى بشأن فاعلية المساعدات منعقد في العاصمة الغانية أكرا ويشارك فيه خبراء في التنمية ووزراء ومسؤولون كبار: من البديهي أنه يتعين علينا تحسين كفاية المساعدات. بحسب رويترز.

وقال رئيس البنك الدولي ان الزيادات الحادة في أسعار الغذاء والوقود خلال العام الفائت عقدت الجهود الدولية لخفض الفقر.

وقال: انه خطر مزدوج.. أسعار الوقود والغذاء قد تعيد 100 مليون شخص الى الفقر.. وبالتالي تحبط جهودنا نحن في هذه القاعة. مشكلة سوء التغذية والتي أبرزها ارتفاع أسعار الغذاء لن تختفي قريبا.. ولذلك سيحتاج برنامج الاغذية العالمي (التابع للامم المتحدة) وغيره مزيدا من المساعدات الغذائية المرنة والتي يمكن التنبؤ بها.

ويقول منتقدون ان فاعلية أكثر من 100 مليار دولار من المساعدات الدولية تقدم الى العالم النامي سنويا عادة ما تقوضها وتعطلها البيروقراطية والتأخيرات والتداخلات والمصالح السياسية.

كما أثارت المخاوف بشأن الفساد وتبديد المساعدات لاسيما في الدول الافريقية حيث مستوى الرقابة ضعيف جدلا بشأن مدى السيطرة والرقابة التي ينبغي للحكومات المانحة أن تحاول ممارستها على برامجها للمساعدات. وتصر الدول المتلقية على أنه يجب أن تتبع المساعدات استراتيجياتها الخاصة للتنمية.

وانتهى الاجتماع يوم الخميس بتبني برنامج عمل أكرا الذي يوضح سبلا يمكن من خلالها أن يكون تقديم المساعدات الدولية أكثر فاعلية.

لكن بعض النشطاء المناهضين للفقر قالوا ان الاجتماع لم يخرج باصلاحات ملموسة لزيادة فاعلية وشفافية المساعدات الدولية.

ويقولون ان الدول المانحة الغنية طالما تجاهلت مطالبهم بانهاء ممارسات مثل استخدام المساعدات لشراء سلع وخدمات من المانحين وإلغاء الشروط المرتبطة بالمساعدات.

واتهمت جماعة آكشن إيد الخيرية ومقرها بريطانيا الولايات المتحدة واليابان والبنك الدولي بعرقلة ادخال تحسينات فورية على كفاية المساعدات وقالت ان الآمال في إحراز تقدم أُحبطت بسبب اتفاقات أُبرمت في الكواليس هيمنت عليها الدول المانحة. واضاف وول اولالي المتحدث باسم اكشن ايد في بيان من المشين أن تحرم الدول القوية الفقراء من فرصة الاستفادة من مساعدات افضل.

مساعدات للفقراء والوعود الكاذبة من الدول الغنية  

ذكر تقرير جديد للامم المتحدة نشر أن أغنى دول العالم تنكث بوعود تعزيز مساعدات التنمية مما يهدد اهداف الامم المتحدة لخفض الفقر بدرجة كبيرة بحلول عام 2015.

وجاء في تقرير بشأن التقدم المحرز فيما يتعلق بما يسمى الاهداف الانمائية للالفية أن تحسنا قد تحقق فيما يتعلق بتخفيف الديون عن افقر دول العالم لكن تحسنا لم يحدث فيما يتعلق بالوفاء بالتزامات التجارة والتنمية. بحسب رويترز.

وذكر التقرير أن المانحين سيتعين عليهم زيادة مساعدات التنمية بما يبلغ 18 مليار دولار سنويا من الآن وحتى عام 2010 كي يصل مستوى المساعدات إلى 50 مليار دولار في العام المتفق عليها في قمة مجموعة الدول الثماني في جلين ايجلز باسكتلندا عام 2005.

لكن حتى هذا لن يصل بمساعدات التنمية الا إلى نصف المستوى الذي استهدفته الامم المتحدة في خطتها لخفض عدد الذين يعيشون على اقل من دولار واحد في اليوم إلى النصف.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الذي شكل فريق العمل الذي اعد التقرير: هذا التقرير نداء للاستيقاظ.

واضاف، انه يقدم نظرة قيمة لموقع المجتمع الدولي على طريق الوفاء بالتزاماته وللميادين التي نحتاج فيها إلى تعزيز جهودنا خلال النصف الثاني من الجدول الزمني للاهداف الانمائية للالفية.

ويؤكد التقرير ما ذكرته وكالات الاغاثة ومسؤولون في الامم المتحدة طوال شهور من ان العالم يواجه خطر عدم الوفاء بالاهداف الانمائية للامم المتحدة.

وقال كوفي عنان سلف بان الذي كان يشغل منصب الامين العام للامم المتحدة عندما وضعت الاهداف الانمائية للالفية عام 2000 ان معظم التقدم الذي احرز في سبيل تحقيق الاهداف تحقق في آسيا.

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية: انتشل نحو 300 مليون شخص من الفقر (هناك) بسبب نموهم الاقتصادي الذي لا يصدق.. هناك دول في افريقيا أبلت بلاء حسنا لكن ليس كل الدول الافريقية ستحقق الاهداف.

وقال مسؤول أوروبي كان يتحدث إلى الصحفيين بشأن الاهداف الانمائية للالفية ان هدف خفض الفقر قد يتحقق نتيجة النمو في الصين والهند لكنه لن يتحقق في افريقيا.

وقال المسؤول إن بعض التقديرات تشير إلى أن نحو 100 مليون ربما انزلقوا مرة اخرى الى دائرة الفقر نتيجة زيادة اسعار الغذاء خلال العام الماضي.

وذكر التقرير ان الدول المانحة زادت بصفة عام مساعدات التنمية منذ عام 2000 لكن مستويات المساعدات تقلصت بنسبة 4.7 في المئة عام 2006 وبنسبة 4.8 في المئة عام 2007.

ووصف التقرير ايضا انهيار جولة الدوحة لمفاوضات التجارة العالمية بانه: انتكاسة كبيرة للدول النامية الساعية للاستفادة من توسيع فرص التجارة العالمية من اجل تقليل الفقر.

القمح المعدّل وراثيا حاجة العالم القادمة لمكافحة الجوع

قال رئيس معهد عالمي لدراسات القمح إن اليابان وأوروبا تحتاجان لتبني القمح المعدل وراثيا لمكافحة نقص الغذاء في الدول الفقيرة بدلا من محاولة استرضاء المستهلكين.

وكانت معارضة الرأي العام وجماعات المستهلكين في الدول الغنية للقمح المعالج وراثيا قد دفعت كبرى الدول المنتجة مثل استراليا والولايات المتحدة وكندا للابتعاد عن زراعته.

وقال طومسون لومبكين رئيس المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح ومقره المكسيك إن المحاصيل المعالجة وراثيا يمكنها زيادة الانتاجية ومساعدة الدول الفقيرة على اطعام شعوبها في وقت نقص الغذاء وارتفاع الاسعار العالمية. بحسب رويترز.

وقال ولومبكين في مقابلة مع رويترز: الحكومات يجب ان تحاول مساعدة الناس على تقدير إلى أي مدى يؤثر ارتفاع أسعار الاغذية على الفقراء في الدول النامية. وأضاف بحرمانهم من هذه التكنولوجيا نبقيهم جياعا ومهددين بالموت.

وتمثل محاصيل الذرة والقمح نحو 40 بالمئة من الغذاء العالمي و25 بالمئة من السعرات الحرارية التي تستهلك في الدول النامية حسب منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو).

وارتفعت أسعار القمح بحدة في العامين الماضيين فزادت على مثليها بالمقارنة بمستواها في عام 2006 حتى بلغت ذروتها في مارس عام 2008 عند 545 دولارا للطن قبل ان تتراجع بعض الشيء. وارتفعت أسعار الغذاء بنحو 50 بالمئة على مستوى العالم خلال الفترة نفسها.

ومركز تحسين الذرة والقمح هو مركز دراسات عالمي عن القمح له مكاتب في مئة دولة نامية ويهدف إلى تحسين مستويات المعيشة ودعم الأمن الغذائي في الدول النامية.

وليس هناك قمح معالج وراثيا في اسواق العالم في الوقت الراهن بسبب المعارضة القوية من جانب المستهلكين والجماعات المدافعة عن البيئة في العديد من الدول.

لكن العديد من الشركات المطورة للتكنولوجيا الحيوية الزراعية وبخاصة شركة مونسانتو وشركة سينجنتا قامت بابحاث مكثفة على تطوير أنواع مختلفة من القمح المعالج. غير ان مونسانتو نحت جانبا مشروعها لتطوير القمح وسينجنتا أبطأت خطاها فيما يتعلق بقمح مقاوم للافات بسبب المعارضة القوية.

ولم يوافق الاتحاد الأوروبي على أي محاصيل معدلة وراثيا على مدى عشر سنوات والدول الاعضاء وعددها 27 دولة كثيرا ما تتشاحن بسبب هذا الامر. وتدعم اليابان البحوث في هذا المجال لكن الرأي العام معارض بشدة للقمح والارز المعالجين وراثيا.

أسعار القمح المرتفعة والتهديد العالمي  

تراجعت اسعار القمح اكثر من 40% منذ المستويات التاريخية التي بلغتها مطلع العام الجاري بفضل محاصيل يتوقع ان تكون قياسية لكنها تبقى اعلى بمرتين مما كانت عليه مطلع 2007 نظرا للطلب المتزايد عليها.

وتراجع سعر صاع القمح (حوالى 27 كلغ) في سوق المواد الاولية في شيكاغو (شمال) الاربعاء الى 7,9025 دولارات. وقد انخفض بذلك 41% عن المستوى القياسي الذي سجله في 27 شباط/فبراير وكان 13,490 دولارا. بحسب فرانس برس.

وبعد اشهر من الارتفاع سادت موجة من الهلع في بداية السنة الاسواق التي كانت تخشى الا تكفي المخزونات الاميركية التي اعتبرت ضعيفة لتلبية الطلب قبل حصاد الصيف.

وقال بيل نلسون المحلل في دار الوساطة فاشوفيا سيكيوريتيز: ان البعض كانوا يعتقدون ان المخزونات ستتراجع الى ادنى مستوى لها منذ الحرب العالمية الثانية لذلك ارتفع سعر القمح الغني بالبروتينات ويستخدم خصوصا لصنع العجين في مينيابوليس (شمال) الى اكثر من عشرين دولارا للصاع الواحد فجأة.

وفي اطار هذه التوقعات تدفق المستثمرون على شراء هذه المادة الاساسية في مجمل الاسواق العالمية.

واوضح نلسون انه في مواجهة هذا الوضع قامت الدول المنتجة الرئيسية بزيادة المساحات المزروعة بالقمح واصبح العرض قادرا على تلبية الطلب بشكل واسع.

ففي الولايات المتحدة الدولة المصدرة الاولى للقمح في العالم ارتفعت المساحات المزروعة بالقمح تسعة بالمئة لذلك يتوقع ان تبلغ محاصيل القمح في حصاد هذه السنة مستوى قياسيا.

ورفعت وزارة الزراعة الاميركية الثلاثاء تقديراتها للانتاج العالمي الى 610,77 مليون طن لموسم 2007/2008 والى 670,75 مليونا للسنة التالية وهي ارقام لم تسجل من قبل.

والى جانب زيادة المساحات المزروعة بالقمح ساعدت الاحوال الجوية في تحسين المحاصيل خلافا للعام الماضي حيث كانت كل العوامل ضد المزارعين من الفيضانات في اوروبا الى الجفاف في استراليا والصقيع في الولايات المتحدة وكندا.

وقال جيسن روز في سوق المواد الاولية الاميركية ان: كلا من هذه الدول شهدت تراجعا نسبته عشرين بالمئة من محاصيلها.

وفي فرنسا يتوقع مكتب المهنيين للزراعات الاساسية ان يبلغ الانتاج هذه السنة 37 مليون طن اي بزيادة قدرها عشرين بالمئة عن العام الماضي. ويفترض ان يرتفع هذا الانتاج بنسبة 14% في الولايات المتحدة وعشرين بالمئة في استراليا حسب تقديرات وزارة الزراعة الاميركية.

ومع ان الاسعار عادت الى مستويات قريبة من تلك التي سجلتها الصيف الماضي قال روز انها تبقى مرتفعة موضحا ان سعر القمح كان بين اربعة و4,5 دولار للصاع الواحد وهي اسعار لم تسجل منذ آذار/مارس 2007. واضاف ان سعر ثمانية دولارات جيد بسبب طلب تعززه عدة عوامل.

فخلافا لاستهلاك النفط الذي يتراجع مع تباطؤ الاقتصاد العالمي ستسجل الاحتياجات الى القمح ارتفاعا. وقال نلسون: طالما هناك زيادة في عدد السكان يستمر الطلب في الارتفاع لان الناس يحتاجون الى الطعام.

من جهة اخرى ومع ارتفاع اسعار النفط تثير المحروقات الحيوية اهتماما متزايدا مما يدفع المزارعين الى الالتفات الى الشعير او الصويا اللذين يستخدمان في انتاج الايثانول والديزل الحيويين.

دول مجلس التعاون والإنفاق المطرد على الغذاء

مع الطفرة المتواصلة في أسعار مواد الغذاء حول العالم، يواكبها ارتفاع قياسي بأسعار النفط، حذّر خبير من أن الظروف الإقليمية والعالمية تحتم على دول مجلس التعاون الخليجي، التي تشهد العديد منها طفرة عمرانية، التوجه نحو الاستثمار الزراعي في القارة السمراء لتلبية حاجاتهم من المواد الغذائية الأساسية.

وأوضح الخبير في التكنولوجيا الزراعية الحديثة البروفسور محمد الغندور أن قيمة المواد الغذائية المستوردة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي تصل إلى أكثر من 12 مليار دولار سنوياً. بحسب (CNN).

ولفت الخبير إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 75 في المائة منذ عام 2000، مسؤولة عن نحو 30 في المائة من ظاهرة التضخم في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن تصنيع الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار الطاقة في العالم ومحدودية موارد المياه وزيادة الطلب على المنتجات الزراعية، ساهم أيضا وبشكل كبير في ارتفاع تكلفة إنتاج المحاصيل الإستراتيجية عالميا والتي يتوقع تضاعف أسعارها عام 2020 .

وقال الغندور في ندوة متخصصة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، إن الإمارات تأتي في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية من حيث تحمل فاتورة الاستيراد، وهذا يفسر توجه كلا البلدين لإبرام اتفاقيات دولية لضمان توافر المواد الغذائية وتنويع مصادرها حيث يدرسان حاليا إمكانية الاستثمار في الأراضي الزراعية في السودان ومصر وباكستان.

واعتبر الخبير العربي أن الاستثمار الزراعي في الخارج أصبح جزءا من سياسة الاستثمار لدولة الإمارات التي تدرس إمكانية شراء أكثر من 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية في باكستان بقيمة 500 مليون دولار ولديها مشروع لتطوير 70 ألف فدان في السودان لغرض تنفيذ مشاريع زراعية بالاستفادة من التقنية الحديثة.وأوضح أن هناك العديد من فرص الاستثمار الزراعي المتاحة أمام دول مجلس التعاون الخليجي لتنفيذها في الدول الإفريقية وخاصة في السودان في مقدمتها زراعة المحاصيل الإستراتيجية لسد الفجوة الغذائية وتصدير جزء من الإنتاج للسوق العالمي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية وام.

وشدد الخبير على أهمية الاستثمار في الدول الإفريقية وخاصة دول حوض النيل حيث تتوفر المياه العذبة من أنهار وأمطار ومياه جوفية والأيدي العاملة الرخيصة والمدربة إلى جانب توفر الطاقة البترولية في كثير من الدول الإفريقية.

بين المتخم والجائع في الوجبات الأمريكية والضغط العالمي على الطعام

بعد تناول طعام العشاء في مطعم كلايدز في الحي الصيني الأنيق بواشنطن ينهض فتى صغير متكاسلا ليلحق بأسرته عند باب الخروج. وتمازحه النادلة قائلة: أنت متخم أليس كذلك.. ويتنهد الفتى قائلا: اجل انني ممتلئ. أشعر وكأنني سأنفجر، وهو يتجه الى الباب.

هذا هو رد فعل الكثير من الزبائن الذين يرتادون المطعم الذي يحظى بشعبية. وقالت احدى النادلات: يتوقف هذا على الطبق لكنني لم أتلق شكوى قط من أنه صغير اكثر من اللازم.

لكن مع الارتفاع الشديد في أسعار الغذاء الذي أثار احتجاجات في دول كثيرة ومع معاناة اكثر من 800 مليون شخص من الجوع يوميا يخضع حجم وجبات الغذاء في الولايات المتحدة للتدقيق. ومن الممكن أن يؤدي تقليل كمية الطعام بالطبق الامريكي الى تخفيف الضغط على الطلب العالمي لكن لا أحد يأمل في أن يأتي التغيير عما قريب. بحسب رويترز.

وفي ظل وابل من اعلانات الطعام، يستهدف الكثير منها الاطفال، يشعر الامريكيون بالاغراء بمجموعة كبيرة من خيارات الطعام. وتصف سلسلة مطاعم للوجبات السريعة البرجر الضخم الذي تصنعه بأنه مثال للانغماس في الملذات فيما تصف سلسلة مطاعم ويندي شطيرتها التي تسمى باكونيتور بأنها جبل من المذاق الذي يسيل له اللعاب.

ويتجاوز حجم وجبات الطعام في الولايات المتحدة تلك الموجودة في الدول الاقل تقدما بل وفي العالم المتقدم ايضا. وواقع الامر أن الامريكيين يتمتعون بأعلى معدل للاستهلاك اليومي للفرد في العالم حيث يتناول الفرد 3770 سعرا حراريا يوميا وهو ما يزيد عن معدل استهلاك المواطن الكندي البالغ 3590 سعرا او الهندي الذي يبلغ 2440 سعرا وفقا لبيانات من منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو).

وقال بول روبرتس مؤلف كتاب (نهاية الغذاء): نظرنا الى أحجام الوجبات الكبيرة فيما يتصل بما اذا كانت صحية بالنسبة لنا والان علينا أن نضع في اعتبارنا ان كان هذا النوع من الطلب سيكون مستديما.

ويعتقد روبرتس أن تصغير حجم الوجبات سيفيد ومضى يقول: ربما تكون طريقة لتخفيف الضغط على أسواق الحبوب اذا أقنعنا الناس بطريقة او أخرى بتناول وجبات أصغر حجما.

ويتوقع أن ترتفع أسعار الغذاء في الولايات المتحدة بما بين 4.5 و5.5 في المئة هذا العام وستكون هذه الزيادة الاكبر منذ عام 1990 .

ويعيد الامريكيون النظر في شراء الطعام. وذكر معهد تسويق الطعام أن أسعار الغذاء المرتفعة اضافة الى الاقتصاد المتباطيء أديا الى تناول 71 في المئة من الامريكيين كميات أقل من الطعام بينما يشتري 48 في المئة كميات أقل من البقالة.

ويقول راج باتل مؤلف كتاب: متخم وجائع... المعركة الخفية لنظام الغذاء العالمي، ان عادات الشراء التي يتبعها المستهلكون بدأت تتغير بما في ذلك في الولايات المتحدة.

واستطرد قائلا: لكن من غير المعتاد رؤية هذا في الولايات المتحدة حيث رأيت تقارير عن أن الاسر الامريكية منخفضة الدخل تفعل ما تفعله الاسر في العالم الثالث التي تحذف وجبات خاصة النساء اللاتي يتغاضين عن وجبات حتى يستطيع اطفالهن تناول الطعام.

وأضاف أن هناك ايضا طفرة في استخدام لحم الخنزير المعلب واللحوم الاخرى منخفضة النوعية. وقال ان: من المؤكد أن هناك نوعا من التراجع في النوعية وأحيانا بالنسبة للامريكيين الاكثر فقرا في كمية الطعام التي يستطيعون تحمل تكلفتها. وتضررت المطاعم بشدة من ارتفاع أسعار الغذاء.

ويقول الكاتب باتل ان من المفارقات أن الفقراء في امريكا هم الذين يزيدون الاستهلاك. وأضاف أجل ان أحجام الوجبات في الولايات المتحدة كبيرة لكن الناس الذين يميلون الى الا يكون امامهم خيار بشأن أحجام الوجبات هم الاشخاص الذين يعيشون على دخول أقل والذين يشترون طعاما معبأ مسبقا ويأتي في أحجام وجبات ثابتة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  7/أيلول/2008 - 6/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م