الأسلحة اليمنية الخفيفة وظاهرة الزواج المبكر

 

شبكة النبأ: بين سعادته المؤجلة وأحلامه المرتقبة، يمضي اليمن في طريق الحياة ليصنع لذاته بارقة من السعادة المحتملة، من خلال الفن أو التراث أو الإنتعاش المجزوء على السياحة التي باتت مهددة ومدمرة من قبل المتشددين وتنظيم القاعدة.

إضافة إلى سوء المعيشة التي يرزح تحتها الشعب اليمني من التعليم والثقافة، إلى الدخل المادي، وسعوبة إنعاش الإقتصاد.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الشأن الدخلي في اليمن، وكيف بات وجود الأسلحة الخفيفة يرؤق الحكومة، وقصة الاطفال البنات والزواج المبكر جدا:

انتشار الأسلحة الخفيفة بين قتال المتمردين وهجمات القاعدة

دعا رئيس الحكومة اليمنية علي محمد مجور برلمان بلاده إلى مساعدة الحكومة على التخلص من الكم الهائل من الأسلحة المتوسطة الموجودة في أيدي المواطنين وقال إن القتال ضد المتمردين في صعدة وهجمات تنظيم القاعدة أثرت على الأوضاع الاقتصادية للبلاد.

وقال مجور في تقرير قدمه الى البرلمان: ان المواجهات مع المتمردين في محافظة صعدة والكم الهائل من الاسلحة الموجودة لدى المواطنين وعمليات تنظيم القاعدة أثرت على الاوضاع الاقتصادية والاستثمار والسياحة في البلاد.

وأضاف، لقد تعرضت الاوضاع الامنية خلال الفترة الماضية لتحديات كبيرة تمثلت في الاعمال التخريبية والارهابية في محافظة صعدة ومحاولة نقل هذه الاعمال الى مناطق أخرى وقطع الطرقات من وإلى صعدة. بحسب رويترز.

وتابع قوله: التحدي الثاني هي الاعمال الارهابية التي ارتكبتها عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة والتي أثرت على الاوضاع الاقتصادية والاستثمارية والسياحية في بلادنا وأساءت الى سمعة اليمن الخارجية.. إضافة الى أعمال الشغب والتخريب والاعتصامات المخالفة للقانون التي قادتها بعض القوى السياسية في بعض المحافظات.

ونسبت وكالة الانباء الرسمية (سبأ) الى رئيس الحكومة القول: بالاضافة الى تلك الاعمال الارهابية والتخريبية واجهت الاجهزة الامنية تحديات تمثلت في أعمال الحرابة والاختطاف وغيرها من الجرائم ذات الخطورة الاجتماعية الكبيرة والتي تتطلب اجراءات أمنية حازمة وصارمة وهو ما اتخذته الحكومة.

واضاف، ان انتشار ظاهرة السلاح وعدم البت في قضية التعديل القانوني المعروض على مجلس النواب بالاضافة الى انتشار الاسلحة المتوسطة في أيدي المواطنين يجعل من مهمة الامن غاية في الصعوبة.

وأشار الى أن الحكومة تطمح الى تضافر الجهود للتخلص من الكم الهائل من الاسلحة المتوسطة التي لدى المواطنين والتي تشجع بعض العناصر الخارجة عن القانون على الاحتماء بالسلاح والعصبية وهو تحد يواجه الدولة من كافة الاتجاهات.

وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد اعلن في 17 من الشهر الجاري انتهاء المواجهات مع اتباع الحوثي في صعدة.

تعديل على الزواج بمنع الأطفال ورفض المتشددين

ناشدت اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن، وهي هيئة تتبع للحكومة في صنعاء، إلى وضع حد لزواج الأطفال في البلاد، والمنتشر على وجه خاص في المناطق الريفية، وذلك من خلال إجراء تعديل على قانون الأحوال الشخصية يحظر تزويج الأطفال دون سن الـ18، ويجرم كل من يخالف ذلك.

وقالت حورية مشهور، نائب رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن، في تصريح نقلته شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" التابعة للأمم المتحدة، إن اللجنة راجعت المادة 15 من القانون، وقررت التوصية بتعديلها، على أن مجموعات متشددة تعترض على ذلك.

وقالت مشهور، إن اقتراحاً مماثلاً سبق أن قدم لمجلس النواب اليمني عام 2000، لكنه لم يجد طريقه إلى المناقشة بعد، وقد طلبت الجمعية أن يشتمل التعديل إضافة عقوبة السجن لمدة عام كامل، أو دفع غرامة تبلغ 100 ألف ريال (500 دولار) للمخالفين. بحسب (CNN).

وذكرت مشهور أن قانون الأحوال الشخصية لعام 1994 يضع حداً أدنى لسن الزواج عند 15 سنة، غير أن تعديلاً طرأ عليه عام 1999 جعل الحد الأدنى غامضاً، ومنح أولياء أمور الفتيات حق تحديد أهليتهن العقلية والجسدية للزواج.

وكشفت نائب رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة، أن بعض القوى المتشددة تضغط لمنع إقرار التعديل، مؤكدة أنها قدمت طلباً إلى الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، تدعوه فيه إلى التدخل لطلب إقرار القانون.

ويذكر أن بعض التقديرات تشير إلى أن انتشار زواج الفتيات في اليمن هو أكبر مما يعتقده البعض، حيث يمكن رصد زواج 52 في المائة من الفتيات اللواتي لم يبلغن سن 15 عاماً في محافظات بأكملها، مثل الحديدة وحضرموت.

واستنكرت في بيان تلقينا نسخة منه إقدام أحد الآباء على تزويج طفلته البالغة من العمر ثمان سنوات على شخص في العقد الثالث من العمر.

ويذكر ان اللجنة الوطنية للمرأة كانت قد أصدرت قبل أسابيع بياناً عبرت فيه عن إدانتها الشديدة لواقعة الزواج المؤلمة والمؤسفة التي تعرضت لها الطفلة نجود علي، بعد أن أجبرها والدها على الزواج، وهي في عمر الزهور، وانتهى مصيرها إلى كارثة إنسانية مأساوية.

وكانت قضية نجود محل متابعة مركزة من قبل شبكة CNN، خاصة أنها روت للعالم تجربتها في الزواج والطلاق وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها بعد.

وتقول نجود: عندما أرغمت على الزواج كنت خائفة للغاية، ولم أكن أريد ترك أخوتي وأخواتي وأمي وأبي.

والعائلة، التي لم ترغب نجود في تركها، كانت السبب الرئيسي في إرغامها على الزواج برجل يكبرها بثلاثة أضعاف عمرها.

وتضيف نجود: لم أرغب في النوم مع ذلك الرجل، إلا أنه أجبرني على ذلك، وقام بضربي وإهانتي.

والدة نجود، حاولت الدفاع عن نفسها وزوجها، فقالت: عندما سمعت ما قالته نجود، اشتعل قلبي حرقة على صغيرتي، فلم يكن من المفترض أن يجبرها زوجها على النوم معه.

أما والدها، فيقول: لقد كان مجرما بالفعل، فقد آذاها بطرق شتى، ولم يف بوعده لنا في أن لا يقربها حتى تصبح في العشرين من عمرها.

وقصة نجود ليست الوحيدة في اليمن، فهناك آلاف الآباء الذين يتبعون العادات والتقاليد القبلية، ويزوجون بناتهم قبل سن العشرين.

هذا ما تؤكده مجموعة العون الدولية أوكسفام، حيث تقول إن أكثر من نصف الفتيات في اليمن يتزوجن قبل سن الثامنة عشر من رجال يكبرهن بأعوام كثيرة. إلا أن السبب الآخر خلف هذه الزيجات المبكرة، كما تقول أوكسفام، هو خوف الأهل من العار أو الفضيحة في أن تهرب ابنتهم مع شخص ما، وتجلب العار للعائلة.

وتقول سهى باشرم، من أوكسفام: هناك خوف دائم لدى العائلات في اليمن في أن تجلب الفتاة العار لأهلها، كأن تهرب مع أحدهم، أو أن تقيم علاقات مع شباب خارج إطار الزواج.

وتؤكد باشرم أن مثل هذه المشاكل تشكل بحد ذاتها كارثة عالمية، وأوكسفام بالتالي تحاول مساعدة هؤلاء الفتيات، عبر منع هذا النوع من الزواج، أو بمحاولة منع العنف الناتج عنه.

وترى المسؤولة في أوكسفام أن هناك العديد من المجتمعات التي بدأت بالتخلص من هذه العادات، إلا اليمن، لأنهم (اليمنيين) يرون أن هذا الزواج واجب على الفتيات لتأمين مستقبلهن.

وتقول باشرم: بالنظر إلى قضية نجود، سنرى أن اليمنيين لا يعتبرون هذا الزواج خطأ، وأن ما لقيته الطفلة من تعذيب وإهانات هو أمر طبيعي بالنسبة للفتيات في اليمن.

المبهر في قضية نجود هو أنها لم تصمت كغيرها، بل قررت التحدث عن تجربتها، والخروج للعلن، ليعرف العالم بأسره ما تعانيه، وغيرها من الفتيات في اليمن.

فبعد كل ما واجهته نجود من تعذيب، قررت، وبإذن من والديها، الذهاب إلى المحكمة العليا في اليمن، ودخلت إحدى قاعات المحاكم، وجلست على كرسي، وطلبت لقاء أحد القضاة لتخبره بمشكلتها.

حيث تقول نجود: عندما رآني القاضي سألني: ماذا تريدين؟ فأجبته أريد الطلاق.. فرد علي باستغراب: هل أنت متزوجة؟ فقلت له نعم.

ما حدث بعد ذلك هز المجتمع اليمني بأسره.. فقد تم حبس الزوج والأب حتى موعد النطق بالحكم، لتضمن المحكمة عدم هربهما. بينما بقيت نجود في عهدة محامية تدافع عن حقوق المرأة في اليمن، لضمان سلامتها.

هذه المحامية، التي تدعى شذى ناصر، تحدثت لشبكة CNN، عن تجربة نجود المؤلمة، فقالت: لقد تم سلب نجود جميع حقوقها.. فهي لا تملك الحق في الدراسة، ولا الحق في العيش كطفلة. لذا طلبت من تلك الصغيرة ألا تخاف، لأنها على حق، وسنضمن حصولها على جميع حقوقها.

في النهاية، حصلت نجود على حريتها بالطلاق، وتنازلت عن جميع ما تملكه لزوجها، الذي خرج بعد ذلك طليقا. وتقول نجود: لقد فعلت ذلك حتى يسمعني الناس، ويفكروا قبل تزويج بناتهم في سن صغيرة.

وحاليا، لا تركض نجود كغيرها من الأطفال في شوارع صنعاء، ولا تلعب بالألعاب في الخارج كبنات سنها، فالمجتمع من حولها لا زال يرى أنه ما كان عليها فعل ما فعلته، لأنها وببساطة تحدت مجتمعا بأكمله.

ولعل أبرز أمنيات نجود هو أن يصلح حال الأطفال في الجيل القادم، وبالطبع أن لا يطرق باب بيتها أي عريس، لأنها قررت عدم الزواج أبدا.

ويذكر أن اليمن يعتبر من الدول الفقيرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن أكثر من ثلثلي السكان هم تحت سن الخامسة والعشرين.

الزهور أقدم زينة للمرأة في التاريخ اليمني

كانت الزهور منذ القدم جزءا رئيسيا من الثقافة اليمنية وتستخدمها النساء حتى اليوم في التزين وإبعاد الحسد. وتستخدم اليمنيات المشاقر أو الزهور للزينة في الأعراس والأعياد وغيرها من المناسبات.

وكانت الزهور في الماضي من أهم أدوات الزينة التي استخدمتها المرأة اليمنية لإبراز جمالها. كما تعتبرها بعض اليمنيات مصدرا للبركة ويعتقدن أن لها القدرة على الحماية من العين والحسد والأرواح الشريرة. بحسب رويترز.

وقالت فتاة يمنية تدعى هند النصيري إن المشاقر تستخدمه المرأة للزينة في حياتها العامة واليومية وكذلك تستخدمه كتعويذة لإبعاد السحر والشياطين والعين والروح الشريرة.

وتتعدد استخدامات الزهور حسب المناسبات والعادات الاجتماعية في المناطق اليمنية المختلفة فبعض اليمنيات يضعنها على الوجنتين والجبين بينما يزين بها البعض الآخر شعورهن. ولا يقتصر الإعجاب بالمشاقر اليمنية على اليمنيات بل تشاركهن السائحات الأجنبيات الاستمتاع بجمالها.

وقالت سائحة فرنسية ابدت اعجابها بهذا التراث الشعبي اليمني: أنظروا إلي. إذا كنت أرتديها فذلك لأني أراها جميلة. في الأزمان السابقة.. قبل المجوهرات.. كانت الزهور أول ما استخدم في الزينة. ثم جاء الكحل والأشياء الأخرى. إنها جزء من جمال الوجه.

ويصف كثير من المفكرين والادباء المشاقر بانها الصورة الارقى للجمال والسمو وسمة من جماليات الخصوصية التي تتمتع بها المرأة اليمنية.

ودعا بيت الموروث الشعبي في صنعاء الى احياء تراث استخدام الزهور كادوات طبيعية للزينة. وقالت اروى عثمان رئيسة بيت الموروث الشعبي: المرأة تفتتح صباحاتها اليومية بمشقر (زهر عطري).. علامة الخير.. علامة الخصوبة.. علامة الحياة... رمز لكل المعاني الجميله.. رمز للبهجة التي نفتقدها.

وذكر أستاذ علم الاجتماع اليمني عبده علي عثمان أن المشاقر يتزين بها الرجال والنساء كل باسلوب وطريقة مختلفة الا انهم يشتركون في استخدامها كرمز للفرح في المناسبات المختلفه.

وقال عثمان: المشاقر مرتبط بالأفراح لفترات تاريخية مختلفة .. ليس فقط في فترة معينة لانه مرتبط مثل ارتباط الإنسان بالطبيعة. ويرتبط أيضا بالرمز. وهذا شكل من أشكال الرموز التي تعطي الاهتمام بالزهور.. الاهتمام بالمشقر.. الاهتمام بالأزهار المختلفة. يعني نماذج لها دلالة معينة في الأفراح.

واليمن مهد لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ كما كان قديما مركزا رئيسيا على طريق تجارة البخور التي امتدت من مصر إلى الهند.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء   20/تموز/2008 - 18/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م