كربلاء متحف من غير متحف

 سامي جواد كاظم

لو تتبعنا التاريخ بايامه منذ ان خلقها الله عز وجل يتضح لنا امر جلي وظاهر للعيان ان هنالك ارض اسمها كربلاء سيكون لها شان عظيم عبر مراحل التاريخ وباكورة الاحداث التاريخية التي اوهجت بريق كربلاء التاريخي هي واقعة الطف وامتزاج ترابها بالدم الطاهر الذي سال من سيد شباب اهل الجنة وعياله واصحابه عليهم افضل الصلاة والسلام.

فلو ازلنا عدة طبقات من الاتربة ووفقا لحسابات جيولوجية سنصل الى الارض التي وطأها الحسين عليه السلام والتي تمرغت بدمائه وهذه بحد ذاتها لا يمكن لها ان تثمن بقيمة سواء كانت مادية او معنوية.

والمتتبع لبعض الاماكن التي تعد بين المزارات والمشاهد المقدسة في كربلاء لاتضحت لنا ساحة الحرب فهنالك المرقد والذي بضمنه مكان استشهاد الحسين عليه السلام  (المنحر الذي قطع اللعين شمر راس الحسين )الى مرقد الشهداء عليهم السلام يقابله التل الزينبي الذي وقفت عليه الحوراء زينب عليها السلام وهي ترى اخيها صريع مقطوع الراس، ولنبتعد قليلا حيث مكان الخيام التي حرقها حقد اللئام اتباع يزيد الظالم وبالاتجاه الشمالي حيث المكان الذي التقى فيه الحسين (ع) عمرو بن سعد ومحاججته على ما يريد الاقدام عليه، وبالقرب منه مقام الامام علي الاكبر عليه السلام فهذه المساحة لو كانت بالنظافة التي تستحقها لسرنا عليها حفاة او قد لانسيرعليها لانه من المحتم هنالك دماء سالت داخل هذا الحيز الذي يحيطه هذه الاماكن المقدسة.

واذا ابتعدنا خارج المدينة فان هنالك الكثير من الاثار التي تعاني الاهمال منها منارة موجدة وقطارة علي والقنطرة البيضاء وعين التمر مرورا بحصن الاخيضر.

ما ان يسمع السامع كلمة كربلاء حتى يدور في خلده التاريخ الذي خطته هذه الارض وعندما ياتي الى كربلاء لايجد مؤسسة او هيأة معنية بهذه الاثار التي تحكي تاريخ كربلاء.

هذه الارض التي وطأها الامام علي عليه السلام وحالما سمع اسمها كربلاء عرف هنا محط الرجال.

اما المؤلفات والكتب التي الفت وصدرت تتحدث عن كربلاء المقدسة وما تضم من اثار فلايمكننا عدها او حصرها، فكربلاء منهل العلم والادب والثقافة.

بعد كل هذا الاتستحق كربلاء الالتفات من الاخوة القائمين عليها وبشتى مجالاتهم من تاسيس متحف يعني بكل هذه الوثائق التي تدل على ماهية كربلاء ؟

فمن الاجحاف ترك هذا التراث القيم الذي يدل على الاصالة والاصل الذي يمكن لكل مسلم ان يفتخر فيه ويعود الى الماضي الذي يراه حاضر وحتى تكون شاهد للجيل القادم على اهتمام السلف بماضي كربلاء وما تحويه من اثار تمجد هذه المدينة العظيمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت   16/تموز/2008 - 14/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م