شيعة العراق والفلسطينيون

سعد البغدادي

يرتبط الشيعة بالقضية الفلسطينية برباط روحي كبير منذ الاحتلال الصهيوني الغاشم لفلسطين عام 1948 فقد اشترك الشيعة في مظاهرات كبيرة في العراق وايران وباكستان والهند كما استطاعت المرجعية الدينية من تحشيد الجماهير وتثقيفهم ازاء الاحتلال الغاشم الذي تعرضت له الاراضي المقدسة الا ان التجلي الاكبر لهذا الظهور كان بعد احداث نكسة حزيران عام 1967 حيث خيم الحزن على الشارع الشيعي واصيبت الامة بذهول كبير حينها وقفت المرجعية الدينية بقيادة الزعيم الامام محسن الحكيم وقفتها المشهورة في النجف الاشرف فنظم اول تظاهرة اسلامية هي الاكبر في تاريخ العراق في مسجد الهندي الكبير.

 يقول الاستاذ هاني فحص في حديث خاص( كانت الامة تعيش حالة صدمة كبيرة بعد نكسة حزيران وهذه النكسة انعكست علينا في النجف الاشرف الا ان المرجع الكبير وزعيم الطائفة نظم اجتماعا للامة وكان الشهيد مهدي الحكيم هو من ادار ذلك الاجتماع حيث دعا الامة الى استنهاض الهمم وتشكيل الخلايا المجاهدة لمقاتلة المحتل) وهنا توجه العلماء باستفتاء الى سماحة زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم.

 ما هو الموقف الشرعي اتجاه القضية الفلسطينية وهل يجوز دعم القيادة الحالية وتقديم الدعم المالي لها؟

 الجواب:

بسمه تعالى: يجوز تقديم الدعم المالي للقيادة بشرط حكمتها.

 والقيادة كما هو معلوم كانت بيد ياسر عرفات. في هذا الوقت انبرى الشباب الشيعي الى تقديم كافة المساعدات المالية والدعم المعنوي للمجاهدين الفلسطينين كذلك تم تقديم قوافل الشهداء ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم. ولم تكن هذه المواقف ببعيدة عن قيادة ياسر عرفات الذي احتضن المقاومة الاسلامية العراقية وتدريبها في معسكرات فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مواجهة النظام الصدامي.

 هذه جذور العلاقة بين شيعة العراق واخوانهم الفلسطينين.اذن من يقف وراء تخريب هذه العلاقة ومن هو المتسبب في الازمة الفلسطينية في دعمها للارهاب وتنظيم القاعدة ومن هو المتسبب ايضا في ازمة الفلسطنيين في مخيم الوليد ولماذا اتهمت الشيعة بانها هي من هجرت الفلسطنيين من منازلهم.

في البداية لابد من التاكيد ان بعض البعثيين كانوا على ارتباط بالخلايا الارهابية وهي من تسبب في زج وتوريط الفلسطنيين بهذه الاعمال ومن المناسب القول ان ليس كل الفلسطنيين هم من اشترك في دعم الارهاب البعثي بل ان بعض القيادات سارعت الى تهنئة الشعب العراقي بالخلاص من الفاشية البعثية وكثير من الجماهير الفلسطينية شاركت العراقيين افراحهم في الخلاص من النظام البعثي وقد ساهم الكثير من الكتاب والمثقفين الفلسطينين في دعم التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق.

 الا ان سياسية البعث استمرت في تغذية العنف في العراق ووجدت بعض ضالتها في ضعاف النفوس وحينما ادرك البعثيون نهاية مصيرهم المحتوم حاولوا اخيرا تحريض الراي العربي والفلسطيني من خلال نشرهم لوثائق وصور على مواقع الانرنيت تثبت تورط الفلسطنيين في مجمع البلديات ببعض العمليات الارهابية الامر الذي تسبب في ازمة لاهالي ذلك الحي من خلال اعمال العنف التي طالت كل العراق وليس الفلسطنيين فحسب واستمر البعثيون يغذون هذا التوجه على حساب الفقراء والمضطهدين الذين عاشوا سنوات طويلة بين اخوتهم الشيعة منذ عام 1948.

 [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس   7/تموز/2008 - 5/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م