أزمة الوقود تدخل حلبة الصراع الإنتخابي في أمريكا

شبكة النبأ: تبرز قضية الطاقة بشكل واضح من بين القضايا التي تحظى باهتمام الرأي العام الأمريكي، ربما لأنها قضية داخلية بالأساس- مع الأخذ في الاعتبار انعكاساتها الخارجية الهامة- تمس أي مواطن، وربما أيضا بسبب الارتفاع الحالي في أسعار الطاقة، والذي وصل إلى معدلات غير مسبوقة، مع توقع استمراره على المدى القريب، فضلا عن استعداد الأمريكيين لقضاء أجازاتهم الصيفية، وبالتالي فقد كان للارتفاع الحالي في أسعار الجازولين انعكاسات كثيرة على الأمريكيين. بحسب موقع تقرير واشنطن.

أزمة الارتفاع في أسعار الجازولين

تسبب الارتفاع في أسعار الجازولين في العديد من المصاعب للمواطنين الأمريكيين، ففي استطلاع رأي لشبكة سي بي اس CBS News Poll في الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو 2008، عبّر 36% من الأمريكيين عن أن أسعار الجازولين الحالية سببت لهم صعوبات مالية كبيرة، بينما اعترف 29% منهم بمواجهة صعوبات ولكن ليست بدرجة كبيرة، في حين أعرب 34% عن أن الأسعار الحالية لم تسبب لهم أي صعوبات مالية.

وإلى جانب الصعوبات المالية، فقد مثل الارتفاع في أسعار الجازولين مشكلة خطيرة بالنسبة لـ 28% من الأمريكيين، في استطلاع آخر لجامعة كوينيبياك Quinnipiac University Poll في الفترة من 8-12 مايو، بينما اعتبره 41% مشكلة خطيرة ولكن إلى حد ما، وذهب 22% إلى أنه تسبب لهم في مشكلة ولكن ليست خطيرة، في حين لم يعتبرها 8% من الأمريكيين مشكلة على الإطلاق.

ومثل الاقتطاع من الدخل صورة أخرى من صور تأثير ارتفاع أسعار الغاز، فحسب الاستطلاع السابق، أشار 57% من الأمريكيين إلى أنهم اقتطعوا بصورة واضحة من إنفاقهم العائلي مقابل 42% لم يفعلوا ذلك.

بل قد دفع الارتفاع في الأسعار 49% من الأمريكيين، حسب استطلاع جالوب Gallup Poll في الفترة من 21-24 مايو 2007، إلى تعديل نفقاتهم وتكييفها مع هذا الارتفاع.

ارتفاع أسعار الغاز.. مسئولية من؟

تباينت آراء الأمريكيين حول المسئول بشكل رئيسي عن هذا الارتفاع، فقد اعتبر 35% منهم، في استطلاع رأي لجامعة كونيبياك Quinnipiac University في الفترة من 8-12 مايو 2008، شركات النفط هي المسئول الأول عن الارتفاع الحالي في أسعار النفط، بينما ذهب 23% إلى أن الرئيس بوش هو المسئول، وحمّل 19% الدول المنتجة للنفط المسئولية، وذهب 14% إلى إلقاء المسئولية على قوي العرض والطلب، بينما وجه 3% اللوم إلى قادة السيارات الأمريكيين.

وفى استطلاع آخر لجالوب Gallup Poll في الفترة من 21-24 مايو 2007، أرجع 34% من الأمريكيين ارتفاع الأسعار إلى طمع شركات النفط وابتزازها للأمريكيين، بينما أرجع 16% الارتفاع إلى مشكلات خاصة بالتكرير والصيانة، واعتبر 13% الأزمة في الشرق الأوسط هي السبب الرئيسي، وأرجع 10% الأمر إلى العرض والطلب، و3% إلى تدخل الحكومة.

ولم تكن الحرب في العراق ببعيدة عن أذهان الأمريكيين، فقد عبر 64% من الأمريكيين-حسب استطلاع سي بي اس 20-24 ابريل 2007 CBS News/New York Times Poll - عن أن هذه الحرب كانت سبباً في ارتفاع أسعار الجازولين، مقابل 30% لم يروا لها أي تأثير.

ولم تسلم الطريقة التي يدير بها الرئيس بوش من انتقادات الأمريكيين، فقد أعرب 63% منهم، حسب الاستطلاع السابق، عن عدم رضاهم عن الطريقة التي يُدير بها جورج بوش سياسة الطاقة في الولايات المتحدة، بينما أبدى 27% فقط رضاهم عن أداء بوش.

ولم يكن الأمر يختلف كثيراً في عام 2006، فقد عبر 62% عن معارضتهم للطريقة التي يتعامل بها جورج بوش مع موضوع الطاقة- في استطلاع رأي لشبكة سي ان ان CNN Poll من 29 سبتمبر: 2 اكتوبر2006، بينما أبدى 34% موافقتهم.

الديمقراطي الأقدر على إدارة أزمة الطاقة

مَن الأقدر على إدارة أزمة الطاقة، الحزب الديمقراطي أم الجمهوري؟ سؤال طرحته الأزمة الحالية التي يمر بها المواطن الأمريكي، واتفقت إجابات الأمريكيين في مجملها على أن الحزب الديمقراطي هو الأقدر على ذلك.

ففي استطلاع رأي لشبكة سي بي اس 20-24 ابريل 2007، اعتبر 50% من الأمريكيين أن الحزب الديمقراطي قادر على جعل الولايات المتحدة أقل اعتماداً على الدول الأخرى بخصوص إمدادات النفط، مقابل 24% للحزب الجمهوري.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل ذهب 45% من الأمريكيين إلى أن الحزب الديمقراطي قادر على جعل الولايات المتحدة تحظى بإمدادات كافية من النفط، مقابل 30% للحزب الجمهوري. وبالإضافة إلى قدرة الحزب الديمقراطي على جعل الأمريكيين أقل اعتماداً على الدول الأخرى، وتوفير إمدادات الطاقة، فقد أعرب 52% من الأمريكيين، في استطلاع رأي لمجلة نيوزويك Newsweek Poll من 10-11 أغسطس 2006، عن اعتقادهم أن الحزب الديمقراطي هو الأقدر على التعامل مع قضية أسعار الجازولين مقابل 25% للحزب الجمهوري.

حلول مطروحة للتعامل مع أزمة الطاقة

طُرحت الكثير من الحلول لأزمة الطاقة التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية ما بين حلول على المدى القصير تتناول الارتفاع الحالي في أسعار الجازولين مثل إلغاء الضريبة الفيدرالية على الغاز في أشهر الصيف، وأخرى طويلة الأجل تتعلق بزيادة الإنتاج من الغاز والنفط أو التنقيب عن البترول في ألاسكا أو بناء المزيد من منشآت الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، أو البحث عن مصادر طاقة متجددة كالرياح والطاقة الشمسية.

وقد اختلفت آراء الأمريكيين طبقاً لاستطلاعات الرأي حول هذه الحلول، فبالنسبة لإزالة الضريبة الفيدرالية على الغاز خلال أشهر الصيف، عبر 41%، في استطلاع لجامعة كوينيبياك 8-12 مايو 2008، عن دعمهم للفكرة، بينما أشار 49% إلى اعتبارها فكرة سيئة، وفى استطلاع آخر لشبكة ايه بي سى وجريدة واشنطن بوست في الفترة من 8-11 مايو 2008 ABC News Washington Post Poll أبدى 47% من الأمريكيين معارضتهم للمقترح، مقابل 46% أعلنوا تأييدهم للأمر.

وذهب 54% إلى تفضيلهم للفكرة مقابل 42% رفضوا ذلك في استطلاع لجالوب 8-11 مايو 2008 ، وأعرب 70% من الأمريكيين عن أن مطالبة بعض مرشحي الرئاسة بإزالة الضريبة على الغاز هو لأغراض سياسية، مقابل 21% اعتبروها مراعاة لأحوال الأمريكيين، وذلك في استطلاع شبكة سي بي اس وجريدة نيويورك تايمز مايو 2008.

ولحل مشكلة الطاقة أيضا رأى 61% من الأمريكيين- في استطلاع جالوب 6-9 مايو 2008- أن الحكومة عليها أن تركز على تشجيع المستهلكين على المحافظة على إمدادات النفط الحالية، وفى المقابل ذهب 29% إلى ضرورة إنتاج المزيد من النفط والغاز لمعالجة الأزمة الحالية.

ومع طرح التنقيب عن النفط والغاز في ألاسكا كحل للأزمة، عبّر 57% عن معارضتهم لفتح محمية ألاسكا القطبية للتنقيب عن الغاز أو البترول، في استطلاع سي بي اس وجريدة نيويورك تايمز 20-24 إبريل 2007، بينما أيّد 39% الفكرة.

وفيما يتعلق ببناء المزيد من المنشات النووية لتوليد الكهرباء، عارض 47% من الأمريكيين الأمر-حسب الاستطلاع السابق- بينما وافق 45%، وارتفعت نسبة المعارضة إلى 59% عند السؤال عن مدى موافقة المواطن الأمريكي عن بناء منشأة نووية داخل مدينته، مقابل موافقة 36%.

ويعارض 51% بناء منشات جديدة مزودة بطاقة الفحم لتوليد الكهرباء، مقابل 41% يوافقون على ذلك، ولكن نسبة الموافقة على بناء هذه المنشآت تزداد لتصل إلى 69% إذا استخدمت طريقة جديدة لحرق الفحم تكون أقل تلويثاً للبيئة، وتنخفض المعارضة إلى 25%.

ويرى 51% استخدام الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء فكرة جيدة، نظراً لتوافره في شمال الولايات المتحدة وإمكانية استخلاصه من الوقود الحفري، بينما يعتبر 37% الفكرة "سيئة" نظرا لأنه يساهم في ارتفاع درجة الحرارة العالمية، فضلاً عن خطورته أثناء النقل.

وحول إمكانية استخدام المصادر المتجددة للطاقة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، اعتبر 87% من الأمريكيين الفكرة جيدة، بسبب وفرتهما وعدم تلويثهما للبيئة، بينما أبدى 9% عدم موافقتهم على ذلك، نظراً لتكلفتهما العالية وعدم إمكانية الاعتماد عليهما بشكل أساسي.

وأيّد 70% من الأمريكيين استخدام الايثانول المصنع من الشعير كحل للمشكلة، مقابل 23% اعتبروا الفكرة "سيئة"، وعبر 92% من الأمريكيين عن تأييدهم الطلب من مصانع السيارات أقل استهلاكا للوقود مقابل 6% يعارضون هذه الفكرة.

توقعات حول مستقبل الأسعار

اتسمت توقعات الأمريكيين حول مستقبل أسعار الجازولين بصورة خاصة، وعن مدى توافر مصادر الطاقة بصورة عامة، بالتشاؤم، فقد عبر 43% عن قلقهم الشديد- في استطلاع لجالوب 11-14 مارس 2007- حول توافر الطاقة في المستقبل، مقابل 34% عبروا عن قلقهم ولكن بصورة أقل، و17% أبدوا قلقهم ولكن بصورة ليست كبيرة، و6% لم يشعروا بالقلق على الإطلاق. كما تنبأ 53% بأن الولايات المتحدة ستواجه نقصاً خطيراً في موارد الطاقة على مستوى السنوات الخمس القادمة، مقابل 44% استبعدوا حدوث ذلك.

وفيما يتعلق بمستقبل أسعار الجازولين، فقد اعتبر 78% من الأمريكيين أن ارتفاع الأسعار الحالي هو تغير دائم وليس مجرد تقلبات مؤقتة- في استطلاع لجالوب وصحيفة يو اس ايه توداى USA Today/Gallup Poll في الفترة من 2-4 مايو 2008- بينما اعتبرها 19% مجرد تقلبات مؤقتة.

وتوقع 89% من الأمريكيين- في استطلاع سي بي اس من 30 مايو إلى 3 يونيو- أن ترتفع أسعار الجازولين في الشهور القليلة القادمة، مقابل 5% فقط اعتقدوا بقاءها على ما هي عليه.

واختلفت آراء الأمريكيين حول السيناريوهات المتوقعة لارتفاع الأسعار، حسب الاستطلاع السابق، فقد توقع 54%، في استطلاع يو اس ايه توداى وجالوب السابق، أن تصل الأسعار إلى 6 دولارات للجالون خلال الخمس سنوات القادمة، مقابل 44% توقعوا عدم وصولها إلى ذلك الحد.

وحول ما إذا كانت الأسعار ستصل إلى 10 دولارات للجالون خلال السنوات القادمة، توقع 78% ألا تصل إلى هذا الحد، مقابل 19% توقعوا وصولها. واعتبر 82% من الأمريكيين، في استطلاع لشبكة سي إن إن من 28-30 ابريل 2008، وصول سعر الجالون إلى أربع دولارات هذا العام احتمال ممكن حدوثه بشكل كبير، بينما عبر 12% عن إمكانية حدوث هذا الأمر ولكن بدرجة أقل، واعتبر 2% احتمالية حدوثه غير كبيرة، ورأى 3% أنه أمر لا يمكن حدوثه على الإطلاق.

وحول توقعاتهم عن وصول سعر الجالون إلى 5 دولارات هذا العام، اعتبر 44% أن هذا ممكن إلى حد كبير، و34% اعتبروه ممكن إلى حد ما، و16% توقعوا حدوثه ولكن بدرجة ليست كبيرة، وعبر 6% عن استبعادهم لحدوثه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء  5/تموز/2008 - 3/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م