التضخم.. أكبر تهديد يواجه إقتصادات العالم

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: تتكرر أزمة الإقتصاد العالمي الحادة التي ضربت العديد من دول العالم عندما شهد النفط ارتفاعا مفاجئا وغير مسبوق في سبعينات القرن الماضي، ولكن هذه المرة يبدو ان الأزمة اكبر وأسوأ بكثير من سابقتها، حيث يرافق ارتفاع اسعار النفط القياسي أزمة غذاء عالمية وكذلك تزايد نسب التضخم في العديد من دول العالم ذات الإقتصادات الناشئة او الضعيفة...

فقد قال الرئيس الكوري الجنوبي إن الاقتصاد العالمي يواجه أخطر تهديد منذ صدمة النفط في سبعينات القرن الماضي بسبب ارتفاع الاسعار.

وقال الرئيس لي ميونج باك في اجتماع لوزراء مالية اسيا وأوروبا يعقد في كوريا الجنوبية "ليس من قبيل المبالغة أن أقول أن العالم يواجه أخطر أزمة منذ صدمة النفط في السبعينات مع ارتفاع أسعار النفط والغذاء والمواد الخام بصورة صاروخية."وتراجعت شعبية لي منذ سجل فوزا كاسحا في انتخابات الرئاسة في ديسمبر كانون الاول الماضي.

وجاءت تصريحات لي مع ارتفاع أسعار الذرة الامريكية أكثر من ثلاثة في المئة لتسجل مستوى قياسيا رغم تراجع أسعار النفط بعد أن قالت السعودية انها تستعد لزيادة انتاجها. وهيمن التضخم على اجتماع وزراء مالية الدول الاسيوية والاوروبية. بحسب رويترز.

وقالت كريستين لاجارد وزيرة المالية الفرنسية ان العالم يحتاج مزيدا من الوضوح في اليات الاسواق التي كانت وراء ارتفاع أسعار النفط وان فرنسا طلبت من صندوق النقد الدولي ووكالة الطاقة الدولية دراسة أسلوب عمل الاسواق.

وقال تاكاتوشي كاتو نائب العضو المنتدب لصندوق النقد ان الرسالة الموجهة للمسؤولين عن السياسات هي ضمان احتواء اثار ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

نصف الاردنيين يرون ان وضعهم الاقتصادي قد ساء

من جهة ثانية اظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الاردنيين يرون أن وضعهم الاقتصادي قد ساء مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية.

ووفقا لنتائج الاستطلاع الذي اجراه "مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية" مطلع حزيران/يونيو الحالي على عينة شملت 1572 شخصا فان نحو 56,5% من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون ان وضع اسرهم الاقتصادي قد ساء مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية. بحسب فرانس برس.

واظهر الاستطلاع ان "هناك شبه اجماع لدى الرأي العام الاردني 71% على ان ارتفاع الاسعار هي المشكلة الرئيسية التي تواجه البلاد وان على الحكومة البدء باتخاذ تدابير لمعالجتها".

واكد مركز الدراسات الاستراتيجية الذي اجرى الاستطلاع ان "مشكلة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة في هذا الاستطلاع وصلت الى اعلى نسبها على الاطلاق منذ ان بدأ المركز بتنفيذ هذه الاستطلاعات".

وشهد الاردن الذي يبلغ الحد الادنى لدخل الفرد الشهري فيه 155 دولارا خلال الفترة الاخيرة ارتفاعا حادا في اسعار المواد الغذائية الاساسية.

وقررت الحكومة الاردنية رفع اسعار بيع المحروقات وبنسب متفاوتة في اجراء هو الخامس منذ بداية العام الحالي.

وكان الاردن يستورد معظم احتياجاته من النفط الخام من العراق. وقد عمد الى زيادة اسعار المشتقات النفطية لاكثر من مرة منذ الغزو الاميركي لهذا البلد في 2003.

وكان العراق يزود الاردن بكميات من النفط باسعار تفضيلية واخرى مجانية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.

وتبلغ موازنة الاردن للعام الحالي 5,225 مليارات دينار (نحو 7,3 مليارات دولار) بزيادة قدرها حوالى 1,2 مليار دولار عن ميزانية العام الماضي. وتتوقع الميزانية ارتفاع العجز من 535,2 مليون دولار عام 2007 الى اكثر من 724 مليونا للعام الحالي.

وبلغ معدل نسبة التضخم في الاردن خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام الحالي مستوى قياسيا وصل الى 12,66%.

تحذيرات من مخاطر اندلاع ازمات مالية عالمية

من جهة اخرى حذر صندوق النقد الدولي من احتمال اندلاع ازمات مالية ناجمة عن اسعار النفط والاغذية المستعرة بسبب انعكاساتها على "ميزان المدفوعات في دول كثيرة".

وافادت المؤسسة في واشنطن ان "بقاء الاسعار لفترة طويلة على المستوى الحالي او بمحاذاته سيولد عواقب خطيرة على ميزان المدفوعات في دول كثيرة". واضافت "ان التضخم يرتفع ما يطال الفقراء ويهدد الميزانيات". بحسب فرانس برس.

ويبدو خطر الازمة اكبر نظرا الى "ان ارتفاع الاسعار الغذائية سيستغرق المزيد من الوقت ليتراجع نظرا الى الزيادات المرتقبة في انتاج الوقود الحيوي ومواصلة النمو الحاد في الاقتصادات الناشئة والنامية وعواقب اسعار النفط على مستويات الحياة" بحسب التقييم الاول للصندوق لعواقب ارتفاع اسعار النفط والاغذية على الاقتصاد الكلي.

وتقضي مهمة الصندوق الاولى في تجنب حدوث الازمات في موازين المدفوعات حيث لفت بشكل خاص الى ان ارتفاع اسعار النفط ادى الى "اثار حادة" في 81 دولة فقيرة او ذات عائدات متوسطة.

واشار الصندوق في نصف الدول التي شملها تقريره الى ان ارتفاع الاسعار طال الميزانيات بشكل كبير وكلف حوالى 0,6% من اجمالي الناتج الداخلي. لكن حيزا لا يستهان به من العينة تجاوزت الكلفة المرتبطة بدعم اسعار المحروقات نسبة 1% من اجمالي الناتج الداخلي.

ورات المؤسسة انه من الضروري اعتماد "مقاربة متعددة الاطراف" للحؤول دون غرق الدول الاكثر فقرا في الازمة نظرا الى استمرار ارتفاع اسعار النفط والاغذية.

التضخم خرج عن نطاق السيطرة في بعض الدول

وقال مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس ان التضخم هو أكبر تهديد اقتصادي يواجه العالم اليوم وانه خرج عن نطاق السيطرة في بعض الاقتصادات الناشئة. بحسب رويترز.

وقال للصحفيين عن هامش اجتماع قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبري في هوكايدو بشمال اليابان "مسألة التضخم هي على الأرجح أكبر تهديد اليوم."واضاف ان هناك حاجة لتقييد السياسة النقدية.

من ناحية أخرى قال ستراوس كان في مقابلة مع رويترز، ان من الصعب معرفة الى أي مدى ستصل الأزمة المالية العالمية حيث يتوقف حجم الخسائر الائتمانية الجديدة على ما سيحدث في قطاع الاسكان الامريكي. واضاف قائلا "الامر المؤكد هو أن عواقب الازمة المالية على القطاع (الاقتصادي) لا تزال في الطريق."

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت  26/تموز/2008 - 22/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م