الوقود البديل هل يحد من ارتفاع أسعار النفط؟

شبكة النبأ: مع عبور أسعار النفط حاجز 140 دولارا للبرميل بدأ قادة السيارات يتطلعون بجدية لوقود بديل وللسيارات التي تعمل بالكهرباء حتى يستطيعوا الاستمرار في قيادة سياراتهم. بينما تحول العديد من الناس في الكثير من دول العالم لإستخدام الدراجات البخارية او الهوائية في التنقل الاعتيادي او عند الذهاب للعمل.

لكن بعض الخبراء يقولون ان التحول الى بدائل الوقود سيستغرق ما بين خمسة وعشرة أعوام نظرا للتحدي الذي تمثله طاقة الانتاج في مجال صناعة السيارات التي تضيف 65 مليون سيارة جديدة سنويا الى أسطول من مليار سيارة.

في الوقت نفسه يدور تساؤل بين شركات السيارات وقطع غيارها ومؤسسات النفط وحتى شركات الكهرباء يتعلق بالاتجاه الذي سيسلكه قائدو السيارات والتقنية التي سيحبذونها.

قال جيمس سميث رئيس شركة شل البريطانية المحدودة متحدثا خلال ندوة عن التغير المناخي استضافتها رويترز: لا ندري الان ما اذا كانت تكنولوجيا الكهرباء القائمة على البطاريات ام الوقود الحيوي المستديم هي التي ستحقق نجاحا. ومضى يقول: القضايا الاستراتيجية التي تواجهنا هامة للغاية. بحسب رويترز.

وستظهر مجموعة من الخيارات في الوقت الذي يختار فيه قائدو السيارات بين السيارات الكهربائية القابلة للشحن أو السيارات التي تعمل بالبنزين والكهرباء أو النماذج الصغيرة التي تعمل بالبنزين والديزل وكذلك في الوقت الذي تقدم فيه الحكومات القلقة بشأن الاحتباس الحراري وتوافر امدادات الطاقة قدرا من الدعم للوقود الحيوي.

وتلاقي السيارات التي تجمع بين محرك الحرق الداخلي التقليدي ومحرك كهربائي وبطارية اقبالا بالفعل. فقد باعت تويوتا موتور 1.5 مليون سيارة من هذا النوع من طراز بريوس منذ عام 1997 وهي تستهدف أن تمثل هذه السيارات عشر اجمالي مبيعاتها بحلول عام 2011.

وفي هذه السيارات تساعد البطارية الكهربائية والمحرك في القيادة داخل المدن حيث يتكرر التوقف ثم التحرك فيما يستعمل المحرك الذي يعمل بالبنزين في الرحلات الاطول مسافة مما يقلل من استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.

ومثل هذا النوع من السيارات ثلاثة في المئة من المبيعات عام 2007. وتتحمل الشركات المنتجة معظم التكلفة الاضافية للمحرك البالغة خمسة الاف دولار ليصبح سعر السوق أعلى بألف أو ألفي دولار فقط.

وقال فلاتكو فلاتكوفيتش رئيس قسم أبحاث الكهربة في شركة جنرال اليكتريك والتي ستحصد مكاسب كبيرة من انتشار تحويل وسائل النقل البري الى العمل بالكهرباء ان من الممكن أن ينتشر هذا النوع من السيارات بشكل واسع النطاق في غضون خمسة أعوام.

وقال بول نيو وينهياس الباحث في مجال السيارات بجامعة كارديف في ويلز ان من المرجح أن تتفوق السيارات القابلة للشحن على السيارات التي يمكن أن تعمل بالكهرباء أو البنزين مثل السيارة بريوس عما قريب حيث ان هذه السيارات تمتاز بخاصية اضافية للشحن من شبكة الكهرباء.

وتريد شركة جنرال موتورز طرح سيارتها القابلة للشحن شيفي فولت في صالات العرض عام 2010. وتعتزم شركات اوروبية من بينها مرسيدس وفولكسفاجن وبي ام دبليو وكذلك هوندا اليابانية طرح سيارات منافسة. ولا تحوي السيارات القابلة للشحن محرك حرق على الاطلاق.

وتعلن شركة تيسلا موتورز في سان كارلوس بكاليفورنيا عن سيارة مكشوفة بمقعدين تبلغ أقصى سرعتها 200 كيلومتر في الساعة. لكن ليندا نيكولز رئيسة جماعة "بلاج ان امريكا" وهي جماعة ضغط معنية بالسيارات الكهربائية ما زالت تنتظر استلام سيارتها بعد عامين من حجزها بسعر 100 الف دولار.

وقالت نيكولز التي ما زالت متحمسة رغم هذا ننتظر بشغف منذ ذلك الحين. تم ابلاغي بأنني سأتسلمها في سبتمبر 2008. وأضافت انها أنيقة وجديدة.

أما الذين لا يستطيعون الانتظار فان شركة فينتوري الخاصة ومقرها موناكو تسوق لسيارة كهربائية قيمتها 279 الف يورو (461 الف دولار) تبلغ أقصى سرعة لها 160 كيلومترا في الساعة يطلق عليها اسم "فتيش".

وقالت متحدثة باسم الشركة: انها متعة القيادة التي ستجعل منها الشيء المفضل للمرء، شارحة الاسم ومضيفة أنها باعت خمسة نماذج.

وفي الوقت ذاته تعتزم شركة ثينك للسيارات ومقرها أوسلو بيع ثمانية الاف سيارة كهربائية عام 2009 بسعر 20 الف يورو (30860 دولارا) للسيارة الواحدة.

ويعتزم تحالف بين شركتي رينو ونيسان بدء نشر السيارات التي تعمل بالكهرباء اعتبارا من عام 2010.

ويتوقف تطوير السيارات الكهربائية على البطاريات الخفيفة التي تحتفظ بطاقة تكفي للسفر لمسافة 160 كيلومترا. ويقول تشارلز جاسينهايمر رئيس شركة اينر 1 التي توفر بطاريات الليثيوم ومقرها فورت لوديرديل في فلوريدا ان التحول القوي للاسطول العالمي من السيارات الى البدائل الكهربائية ربما يستغرق 30 عاما.

والبديل هو أن يحتفظ المرء بسيارته مع تغيير الوقود المستخدم جزئيا. وأحرز الوقود الحيوي القائم على السكر تقدما كبيرا امام البنزين في البرازيل حيث ان ما يقرب من 90 في المئة من السيارات الجديدة تعمل بمحركات الوقود المرن التي تحرق أي توليفة من الاثنين.

وفي الولايات المتحدة تساعد الاعفاءات الضريبية في أن يمثل الوقود الحيوي المنتج من الذرة نحو اثنين في المئة من مزيج الوقود المحلي.

لكن الوقود الحيوي المنتج من محاصيل زراعية مثل الذرة لن يحل محل البنزين على المدى القريب اذ تسبب استخدامه في تضخم أسعار الحبوب.

وخزان الوقود المملوء بمزيج الوقود الحيوي الامريكي المصنوع من الذرة ويسمى اي10 على سعرات حرارية تكفي لاعاشة شخص بالغ لمدة 11 يوما.

ويسلط هذا الضوء على مشكلة استخدام الغذاء في انتاج وقود للسيارات فيما يعاني 850 مليون شخص على مستوى العالم من الجوع.

الاستراليون يتخلون عن سياراتهم

أظهر مسح ان مزيدا من الاستراليين المشهورين بحبهم للسيارات يتركون عرباتهم في المنزل ويفضلون استخدام وسائل النقل العام والدراجات في مواجهة ارتفاع أسعار الوقود.

وأوضح المسح الذي اجرته شركة ايه.ايه.ام.اي للتأمين على أكثر من 2500 استرالي انه مع وصول النفط الى مستويات قياسية قرب 140 دولارا للبرميل وارتفاع أسعار الوقود في المحطات الى مستويات جديدة كل اسبوع ووصول التضخم الى أعلى مستوياته في 16 عاما فان اعدادا متزايدة من الاستراليين تتخلى عن الذهاب الى العمل بسياراتها الخاصة.

وقال جيف هيوز المتحدث باسم شركة التأمين ان واحدا من كل عشرة أشخاص يذهب الآن الى عمله بالدراجة أو مشيا على الاقدام. بحسب رويترز.

وانخفض عدد الاستراليين الذي يستخدمون سياراتهم في الذهاب للعمل من 64 بالمئة في عام 2007 الى 60 بالمئة هذا العام في حين زاد استخدام المواصلات العامة بنسبة 20 بالمئة.

ورغم أن أسعار الوقود في استراليا منخفضة نسبيا مقارنة بالمستويات الاوروبية فانها تمثل قضية رئيسية لمعظم الاسر حيث يفضل الاستراليون اقتناء السيارات الكبيرة لقطع مسافات طويلة في البلد الذي يشغل قارة بأكملها.

استخدام الاميركيون للسيارات بنسب أقل من السابق

اظهر تقرير ان الاميركيين قطعوا في سياراتهم في نيسان/ابريل 2008 حوالى 7,2 مليارات كيلومتر اقل مقارنة بالمسافة التي قطعوها قبل عام وهي المسافة الاقل على الطرقات السريعة الاميركية منذ 2003.

وتفيد المعلومات الاولية للوكالات التي تدير الطرقات السريعة في الولايات ان الاميركيين قطعوا 396 مليار كيلومتر في نيسان/ابريل 2008 اي بتراجع نسبته 1,8% في كل تنقلاتهم على الطرقات على ما جاء في التقرير الشهري للادارة الفدرالية للطرقات السريعة.

وفي نيسان/ابريل 2003 قطع الاميركيون 386 مليار كيلومتر في السيارة وفق معطيات الادارة ذاتها. بحسب فرانس برس.

ويوضح الموقع الالكتروني لهذه الادارة الفدرالية ان المسافات التي قطعت انتقلت من 213,5 مليار كيلومتر 1983 لتصل الى مستواها الاعلى في 2004 مع 403,7 مليار كيلومتر.

والميل العام في حركة السير على الطرقات بين 1983 و2004 تميز بارتفاع سنوي ببضعة مليارات الكيلومترات باستثناء شهر نيسان/ابريل 1990 و1991 خلال حرب الخليج.

واعتبارا من العام 2004 تراجع باستمرار عدد الكيلومترات التي يقطعها الاميركيون وصولا هذه السنة الى تراجع كبير بلغ 7,2 مليارات دولار مقارنة مع السنة الماضي.

واظهر تقرير لجهاز الابحاث في الكونغرس نشر في نيسان/ابريل 2004 فان السعر الوسطي لغالون الوقود (3,78 ليترات) في الولايات المتحدة كان 1,74 دولارا في صيف العام 2003. وقد زاد سعره 3,5 مرات ليصل حاليا الى اكثر من اربعة دولارات.

وفي كاليفورنيا يستخدم حاليا عدد قياسي من السكان وسائل النقل العام بسبب الارتفاع الكبير في اسعار البنزين على ما ذكرت السلطات المحلية.

وتراجعت حركة السير في هذه الولاية الواقعة في غرب الولايات المتحدة بنسبة 5,1% او 1,6 مليار كيلومتر وفق سلطات النقل في كاليفورنيا.

في المقابل اشارت خدمات السكك الحديد "مترو لينك" في جنوب كاليفورنيا الى عدد قياسي من الاشخاص الذين استقلوا قطاراتها الثلاثاء اي بزيادة نسبتها 15,6% مقارنة مع اليوم ذاته من العام الماضي.

واشارت شركة "مترو ريل" الى ارتفاع "كبير" نسبته 6% في استخدام قطاراتها في ايار/مايو مقارنة مع العام 2007. وقال الناطق باسم الشركة ديف سوتيرو لوكالة فرانس برس "لا شك ان ذلك نتيجة ارتفاع اسعار البنزين".

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  29/حزيران/2008 - 25/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م