باكستان: خطر القاعدة ونهاية قريبة لمشرف

شبكة النبأ: من الدول التي تعدها الولايات المتحدة الأخطر في المنطقة، ذلك كونها امتداد طبيعي لسلسلة الجبال الحدودية والمحيط الجغرافي مع افغانستان، وهي المنطقة الأكثر خطورة من حيث تصدير الفكر المتطرف والإرهاب. لذا تعد هذه المنطقة مركز أنظار العالم الدولي، وما يزيد من الخشية هناك، هو التحركات السياسية في داخل الباكستان، والتغيرات في المناخ الداخلي، والتقلبات التي لاتنذر بخير، ويضاف إلى هذا كله إمتلاك باكستان السلاح النووي.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على المخاوف والقلق الدولي، بشأن مصير هذه المنطقة، الامر الذي يعكس وجهة نظر غربية بشأن تفاقم الوضع الخطير على الحدود ما بين افغانستان وباكستان، خاصة وان الاجهزة الاستخبارية اكتشفت مؤخرا العلاقة بين تنظيم القاعدة والجماعات الاسلامية المتطرفة وبين الاجهزة العسكرية والاستخبارية الباكستانية:

مخاوف أمريكا من العلاقة بين قوات الأمن الباكستانية وتنظيم القاعدة

قال مسؤولون أمريكيون ان قوة أمنية تدعمها الولايات المتحدة في منطقة الحدود الباكستانية التي تفتقر للقانون ربما تكون تساعد مقاتلي حركة طالبان وان هذا الدعم ربما يدفع الكونجرس إلى تجميد بعض المساعدات المالية الأمنية لاسلام اباد.

ومن شأن العلامات على أن القوة الأمنية الاتحادية في باكستان تساعد طالبان وجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على العبور الى افغانستان أن تزيد خيبة أمل الولايات المتحدة ازاء خطط باكستان للتوصل إلى اتفاقات سلام مع مقاتلين في تلك المنطقة التي يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مختبئا بها.

وقال السناتور كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: لا يمكننا التعويل على باكستان لوقف عبور الارهابيين تلك الحدود رغم التصريحات القوية لزعمائها.

وقال ليفن وبعض المسؤولين الدفاعيين الأمريكيين ان مقاتلي طالبان ربما يكونون يحصلون على مساعدة من الجيش الباكستاني أيضا.

وصرح للصحفيين بعدما زار أفغانستان وباكستان: اذا كان ذلك هو تقييم مخابراتنا.. فعندئذ يثور تساؤل حقيقي بشأن ما اذا كان ينبغي لنا أن نوجه أموالنا لتعزيز قوات الامن الاتحادية على الجانب الباكستاني أم لا .. لانه على العكس من ذلك هناك بعض الادلة على أن الجيش الباكستاني يقدم الدعم لطالبان. بحسب رويترز.

وأعدت الولايات المتحدة العام الماضي برنامجا لتوفير تدريب وعتاد لقوات الأمن الاتحادية التي يتم تجنيدها من المناطق القبلية لمواجهة المتشددين الاسلاميين.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) العام الماضي ان واشنطن تخطط بموجب البرنامج لتوفير أدوات مثل خوذات وسترات واقية من الرصاص لقوات الأمن الاتحادية ولكنها لن تزودها بأسلحة أو ذخائر.

وسيقوم مدربون من الجيش الأمريكي بتدريب القوات وخصصت واشنطن 52.6 مليون دولار للبرنامج العام الماضي.

ويشمل مشروع قانون بشأن الانفاق للعام المالي 2009 الذي يبدأ في أول اكتوبر تشرين الاول 75 مليون دولار لتدريب قوات الأمن الاتحادية الباكستانية لكن ليفن قال ان الشكوك بشأن القوة قد تدفعه لاعادة النظر في تلك الاموال.

ويتزايد القلق بين القادة العسكريين الأمريكيين والمسؤولين الدفاعيين بسبب الشكوك بشأن ولاء قوات الأمن الاتحادية وتأثير اتفاقات السلام التي تبرمها باكستان مع جماعات مرتبطة بالقاعدة في مناطقها القبلية على الأمن.

ويقولون ان سهولة التحرك في تلك المنطقة التي تعرف باسم المناطق القبلية الخاضعة لادارة اتحادية له تأثير مباشر بشأن عدد الهجمات على القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الاطلسي والقوات الأمريكية على الجانب الآخر من الحدود في أفغانستان.

وقال مسؤولون من طالبان وباكستان ان طائرات أمريكية دون طيار قتلت عددا من مقاتلي حركة طالبان خلال الاسابيع الأخيرة في سلسلة من الضربات الجوية استهدفت على ما يبدو مخابيء آمنة في باكستان.

غير أن باكستان ترفض علنا السماح للجيش الأمريكي بالقيام بعمليات داخل أراضيها.

ولم يفصح الاميرال اريك اولسون قائد القوات الأمريكية المسؤولة عن مكافحة الارهاب عن مدى تأثير رفض باكستان على قدرة قواته على محاربة القاعدة. لكن جنرالا اخر أشار إلى أنه ينبغي لباكستان أن تدرك عدم قدرتها على محاربة التنظيم وحدها.

الاستخبارات الباكستانية ومساعدة متمردي طالبان

قالت مجموعة ابحاث اميركية في تقرير ان عناصر في اجهزة الاستخبارات الباكستانية وفي مجموعات شبه عسكرية يدعمون متمردي طالبان الذي يدخلون افغانستان لمهاجمة القوات الاميركية وجنود حلف شمال الاطلسي.

واظهرت الدراسة التي اعدتها "راند كوربوريشن" ومولتها وزارة الدفاع الاميركية انه في حال عدم ازالة قواعد طالبان في باكستان فان القوات التي تدعم حكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي ستتعرض لانعكاسات سلبية طويلة الامد في جهودها الهادفة الى احلال الاستقرار واعادة اعمار افغانستان.

وقالت الدراسة وهي بعنوان "مكافحة التمرد في افغانستان" ان مديرية اجهزة الاستخبارات في باكستان وحرس الحدود فشلت في القضاء على مجموعات افغانية متمردة تتخذ في باكستان مقرا لها وفي بعض الحالات قام افراد من هذه الاجهزة الباكستانية بتوفير مساعدة مباشرة الى مجموعات مثل طالبان وشبكة حقاني. بحسب فرانس برس.

وقال واضع الدراسه سيث جونز ان طالبان وجماعات اخرى تحصل على مساعدة من افراد في الحكومة الباكستانية وطالما لم يتوقف ذلك فان الامن في المنطقة على المدى الطويل مهدد.

واضافت الدراسة ان مجموعات اخرى مثل القاعدة والحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار تحصل على دعم ايضا في باكستان.

واوضحت ان المتمردين يجدون ملاذا في المناطق القبلية في باكستان والولاية الحدودية الشمالية الغربية وولاية بلوشستان.

واضاف التقرير: يقومون بانتظام بنقل اسلحة وذخائر ومؤن من باكستان الى افغانستان واتى عدد من الانتحاريين من مخيمات لاجئين افغان في باكستان.

واطاح ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة بنظام طالبان نهاية العام 2001. وتشن هذه الحركة منذ ذلك الحين تمردا دمويا ازداد كثافة في السنتين الاخيرتين.

وينتشر نحو 70 الف جندي اجنبي من اكثر من 40 دولة في افغانستان لمساعدة الجيش والشرطة على محاربة المتردين.

ووقعت اسلام اباد اتفاقية مع ناشطين مؤيدين لطالبان في وادي سوات على بعد 99 كيلومترا من افغانستان مما ادى الى انسحاب الجنود الباكستانيين من المنطقة وقد بدأ المتمردون يطبقون الشريعة الاسلامية فيها.

وتجري الحكومة الباكستانية مفاوضات مع قائد مرتبط بتنظيم القاعدة هو بيت الله محسود الذي تعهد الاستمرار في "الجهاد" في افغانستان مع مواصلة مفاوضات السلام.

سبل تعزيز العلاقات الأمريكية الباكستانية

قال مسؤول عسكري باكستاني كبير ان العلاقات الدفاعية بين باكستان والولايات المتحدة ستظل قوية حتى مع الادارة المقبلة رغم اللهجة الحادة التي استخدمها مرشحون رئاسيون أمريكيون بشأن اعادة النظر في هذه العلاقات.

وأبلغ طارق مجيد رئيس هيئة رؤساء الاركان المشتركة على هامش مؤتمر أمني أن الهدف المشترك المتمثل في مكافحة الارهاب سيظل أساس العلاقة بين البلدين.

وقال مجيد: لدينا أهداف مشتركة والتزامات مشتركة ومن ثم فلا أجد سببا لألا تكون علاقتنا وثيقة حتى مع تغير الادارة الامريكية. بحسب رويترز.

وسبق أن قال مرشح الحزب الجمهوري جون مكين انه ينبغي أن تعمل الولايات المتحدة مع حكومة باكستان للقضاء على مخيمات التدريب التي يديرها متطرفون داخل باكستان.

أما باراك أوباما الذي يسعى لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي له في الانتخابات فقال انه على استعداد لمهاجمة القاعدة داخل باكستان دون موافقة من اسلام أباد.

وذكر أن باكستان سيتعين عليها أن تغلق مخيمات تدريب القاعدة وطرد حركة طالبان اذا كانت تريد مواصلة تلقي المعونة العسكرية الامريكية.

باكستان مسرح للعمليات العسكرية الامريكية

قال السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة ان باكستان ستهاجم أسامة بن لادن ما ان تتوفر لديها معلومات موثوق بها عن مكان زعيم تنظيم القاعدة.

وقال السفير حسين حقاني انه واثق من أن باكستان تستطيع المساعدة في احباط أي مخططات للقاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة لكنه قال انه ليس على علم بوجود مخططات في الوقت الحالي.

وقال حقاني في مقابلة مع رويترز: من خلال مساعي التعاون بين جميع الحلفاء وهذا يشمل أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي أعتقد أننا نستطيع احباط أي مخططات محتملة لشن هجوم.

ويسعى السفير من أجل مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة في مجال تبادل المعلومات ويريد اقناع واشنطن بأن حكومة باكستان الجديدة لا تزال ملتزمة بمكافحة الارهاب.

وذكر أن المخابرات الباكستانية ساعدت في احباط الكثير من "عشرات" المخططات للقاعدة والتي تم رصدها في مختلف أنحاء العالم منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول لكن مسؤولي الحكومة ليسوا على علم بوجود خطر على الولايات المتحدة في الوقت الراهن. بحسب رويترز.

وجاءت تصريحات حقاني بعد يوم من قول ضابط كبير بالجيش الامريكي ان زعماء القاعدة الذين يعتقد أنهم يختبئون في المناطق القبلية الباكستانية يخططون لهجمات جديدة.

وقال حقاني ان باكستان ستتحرك بمفردها ضد القاعدة اذا اقتضت الضرورة.

واضاف: لو كانت باكستان أو أفغانستان أو الولايات المتحدة حصلت على معلومات محددة بشأن مكان أسامة بن لادن لكانت تحركت بناء على ذلك. لم تكن لتوضع تحفظات أمام التحرك في هذا الصدد ولن توضع في المستقبل.

لكنه استطرد قائلا انه يتعين على مخابرات الدول الثلاث أن تتغلب على أي خلافات أو "افتقار للثقة" بينها.

وذكر مسؤول باكستاني كبير أن اسلام أباد وواشنطن تعملان على تعزيز التعاون بين المخابرات والجيش وأقر بأن أيا من البلدين لم يتعامل مع الحرب على الارهاب بالشكل الملائم.

وتحدث حقاني بعد أن قتلت ضربة جوية أمريكية 11 جنديا باكستانيا عند موقع حدودي قرب أفغانستان. ودعا الى اجراء تحقيق لكنه قال ان باكستان لا تعتبر ذلك عملا عدائيا.

وترفض باكستان العمليات العسكرية للولايات المتحدة على أراضيها وتفضل أن تنفذ حملاتها الخاصة لمكافحة الارهاب.

وقال حقاني: لا نريد مزيدا من المسرحيات الحربية التي تشارك فيها الولايات المتحدة وحلف الاطلسي والتي لا تحقق نتائج تذكر.

شائعات تفيد بتنحي مشرف عن قيادة الجيش

انتقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف مروجي الشائعات لنشرهم احاديث بأنه يزمع التنحي لتجنب عزله من جانب الحكومة الجديدة ومحاولة التسبب في احداث صدع بينه وبين الجيش.

وقال مشرف في مأدبة: مروجو الشائعات يرغبون خلق خلافات بيني وبين الجيش.

وانتشرت تكهنات بأن مشرف حليف الولايات المتحدة قد يستقيل منذ ان جاءت الانتخابات التي جرت في فبراير شباط الى السلطة بتحالف يود ان يراه خارج السلطة ان اجلا أو عاجلا وأثارت احدث شائعة قلقا بين المستثمرين.

ونشرت صحيفة "ذا نيوز" في صفحتها الاولى موضوعا عن اجتماع عقد بين مشرف والجنرال أشفق كياني الذي حل محل الرئيس في منصب قائد الجيش في نوفمبر تشرين الثاني. وقالت الصحيفة ان الرئيس قرر التنحي. ونفى مشرف بشدة هذه الرواية.

وقال مشرف وهو يشير إلى عدد المرات التي التقى فيها مع كياني في الآونة الاخيرة: كان اجتماعا روتينيا وبحثنا قضايا. لدينا افضل علاقة. بحسب رويترز.

وفي وقت سابق أصدر الجيش بيانا قال فيه ان كياني: يأسف لان قسما من الصحافة يحاول اضفاء اثارة دون ضرورة على امور وظيفية روتينية.

وعلى صعيد آخر اتصل الرئيس الأمريكي جورج بوش بمشرف وجدد دعمه لباكستان.

وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض للصحفيين: اكد الرئيس مجددا دعم الولايات المتحدة القوي لباكستان وأشار إلى انه يتطلع لمواصلة دور مشرف في تعزيز العلاقات الأمريكية الباكستانية.

وشاركت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون في تحول باكستان السياسي نحو العودة إلى الديمقراطية وتثور مخاوف من ان عدم الاستقرار في بلد مسلم لديه اسلحة نووية سيفيد في نهاية الامر المتشددين الاسلاميين.

وازعج عدم وضوح الرؤية المستثمرين الذين يشعرون بالقلق بالفعل ازاء الكيفية التي ستحقق بها الحكومة الجديدة السيطرة على العجز المالي والتجاري.

وعكست مشتريات لمؤسسات حكومية انخفاضا بنسبة 4.5 في المئة في مؤشر بورصة كراتشي، لكن المؤشر انهى الجلسة على تراجع بنسبة 22 في المئة عن قمته يوم 21 ابريل نيسان وبانخفاض 13 في المئة عما كان عليه في بداية العام.

تحذيرات يطلقها مشرف من مخاطر لسوء الإدارة في البلاد

حذر الرئيس الباكستاني برويز مشرف من مخاطر سوء إدارة بلد يفتقر لزعماء أقوياء وسط تكهنات بأنه قد يتنحى ويترك القيادة المدنية الجديدة تدير باكستان.

وفي خطاب أمام مستمعين أغلبهم من ضباط الجيش بجامعة الدفاع الوطني، وتحدث مشرف بشكل عام رغم أنه أوضح في السابق عدم رضاه عن الزعماء المدنيين للاحزاب الرئيسية في باكستان.

وقال مشرف دون أن يحدد أنه يتحدث عن باكستان: سوء الإدارة وضعف الإمكانيات لدى القيادة سيفضي إلى اضعاف الدولة.

وتزايدت عزلة مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري في عام 1999 منذ هزيمة الاحزاب المؤيدة له في الانتخابات التي جرت في فبراير شباط الماضي.

وأقامت الولايات المتحدة اتصالات قوية مع الجنرال أشفق كياني الذي خلف مشرف في قيادة الجيش في نوفمبر تشرين الثاني للحفاظ على دور باكستان كحليف هام للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب.

وتبنى الجيش دورا أكثر التزاما بالدستور في ظل قيادة كياني الذي أجرى محادثات مع الاميرال الامريكي مايكل مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة في وقت سابق.

ورغم أن الجنرالات قادوا باكستان لاكثر من نصف الوقت منذ تأسست في عام 1947 الا أن محللين لا يتوقعون تدخل الجيش لابقاء قائده السابق في السلطة.

وقال مستشار كبير لآصف علي زرداري الذي يتولى حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه قيادة الحكومة الجديدة إن الولايات المتحدة مثلها في ذلك مثل الجيش لا ترغب في إذلال مشرف لكنها أشارت أيضا الى أنها لن تدعمه. بحسب رويترز.

ويريد حزب الشعب الباكستاني أن يتنحى مشرف عن السلطة بينما كسب حزب نواز شريف رئيس الوزراء الذي أطاح به مشرف دعما سياسيا من دعواته لمساءلة مشرف بغرض إقالته أو محاكمته بتهمة الخيانة.

وابلغ مستشار زرداري أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو أن مشرف اقتنع بالتنحي ويجري العمل على ايجاد سبل لمنحه خروجا كريما من السلطة رغم أن المتحدث باسم الرئيس نفى أكثر من مرة اعتزام مشرف التنحي.

وتواجه باكستان تحديات كبرى بغض النظر عن الشكوك المحيطة بوضع مشرف.

فقد ورث الائتلاف الحاكم الجديد وضعا اقتصاديا متدهورا فيما يرجع جزئيا الى سوء ادارة حكومة تصريف أمور عينها مشرف في نوفمبر تشرين الثاني لادارة البلاد خلال فترة ما قبل الانتخابات.

مشرف رئيس فخري بلا صلاحيات

قال الحزب الحاكم في باكستان انه عازم على تقليص صلاحيات الرئاسة لصالح البرلمان سواء رضي الرئيس برويز مشرف أم لا.

وقال مشرف الحليف الوثيق للولايات المتحدة والذي يواجه عاصفة من المطالب بالاستقالة للصحفيين في اول لقاء مع وسائل الاعلام منذ اسابيع انه ليس لديه خطط للاستقالة.

وفي الوقت نفسه تحدث مشرف بنبرة تصالحية بوجه عام قائلا ان البرلمان الذي يسيطر عليه معارضوه منذ هزيمة حلفائه في انتخابات في فبراير شباط صاحب المنزلة الاعلى.

واستحوذ مصير مشرف على اهتمام الائتلاف الحاكم الجديد منذ الانتخابات رغم تدهور الاقتصاد بوتيرة عالية وتهديد قوي من تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

وفي اجتماعه مع الصحفيين قال مشرف انه سيقبل بالتعديلات الدستورية المقترحة التي يهدف حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو تمريرها بسرعة في البرلمان. بحسب رويترز.

لكن فيما فسرته وسائل الاعلام على انه تحذير من انه لن يتسامح مع تقليص سلطاته اوضح مشرف بنبرة الواثق انه لا يود ان يتراجع دوره ليكون مجرد رئيس دولة شرفي قائلا انه لا يمكن ان يصبح رجلا خاملا عديم الفائدة.

وتجاهل حزب الشعب الباكستاني اي اعتراضات قائلا ان البرلمان ذو سيادة وبوسعه سن او تعديل القوانين والدستور سواء قبل مشرف أم لا.

وقال فرحات الله بابار المتحدث باسم الحزب في بيان: لن تردع تحذيرات جوفاء من هذا القبيل القوى الديمقراطية عن استعادة صلاحيات البرلمان.

ووصف آصف علي زرداري زوج بوتو والذي يرأس حزبها مشرف بأنه "أثر من الماضي" ويقول ان حزب الشعب لا يعترف به كرئيس دستوري.

مطالبة نواز شريف بشنق مشرف

صعد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف هجومه على الرئيس برويز مشرف مشيرا الى امكانية اعدامه.

وقال شريف انه يجب محاسبة الرئيس على الغاء الدستور والانقلاب الذي وقع عام 1999 عندما عزل مشرف الذي كان قائدا للجيش وقتئذ شريف. بحسب رويترز.

وسمح لشريف بالعودة من المنفى اواخر العام الماضي مع انكماش سلطة مشرف حليف الولايات المتحدة القوي في اعقاب صدام مع الهيئة القضائية. وجاء حزب نواز شريف الذي تولي رئاسة الوزراء مرتين في المركز الثاني في انتخابات جرت في فبراير شباط.

وقال شريف في كلمة امام ما يصل الى 15 الف محتج خارج البرلمان في اشارة الى مشرف: طلبنا منك الاستقالة بكرامة بعد الانتخابات ولكنك لم تفعل، الان الشعب اصدر حكما جديدا عليك..انه يريد محاسبتك. وهتف الحشد: اشنقوا مشرف.

أبو القنبلة النووية وفضائح الحكومة الباكستانية السابقة

قال العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان انه تحمل المسؤولية عن بيع أسرار نووية قبل أربعة أعوام مقابل ضمانات لم تحترمها قط حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرف.

وقال خان لرويترز من منزله في اسلام أباد حيث وضع رهن الإقامة الجبرية منذ أوائل عام 2004: كان هناك تفاهم من نوع ما.. اتفاق لكن لم يتم تنفيذه ومن ثم تركت وحدي لأواجه الامر.

وأصدر مشرف عفوا عن خان لكن العالم النووي قال انه كان يتوقع أن يعود لحياته الطبيعية ويسمح له بالتنقل بحرية عبر باكستان. بحسب رويترز.

ولايزال خان يحظى باعجاب الكثير من الباكستانيين بوصفه أبا القنبلة النووية رغم اعترافه على التلفزيون في أوائل عام 2004 بأنه باع أسرارا نووية الى ايران وكوريا الشمالية وليبيا.

وفي مقابلة أجراها مع صحيفة جارديان في وقت سابق قال خان: ان الاعتراف فرض علي.

ووصف الرئيس الباكستاني برويز مشرف يوم اعتراف خان بالذنب بعد بلاغ من المخابرات المركزية الامريكية بأنه أكثر اللحظات إحراجا طوال رئاسته.

ونفى خان ارتكاب أي مخالفة وقال ان من الممكن اعتباره كبش فداء لكنه رفض القول لمن. وأضاف، أنه لم يكن ملزما على الاطلاق بالتعاون مع محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وشكك دبلوماسيون غربيون ومعلقون محليون وبعض الساسة في إمكانية عمل خان وحده. وأبلغ خان رويترز بأنه سيروي الفضيحة من منظوره ما ان يفرج عنه.

وقال العالم البالغ من العمر 72 عاما: أولا يفرج عني، مضيفا أنه يتوقع أن تتعامل الحكومة الائتلافية الجديدة مع مسألة الافراج عنه بعد أن تتعامل مع العديد من القضايا الملحة التي ورثتها من الحكومة السابقة المؤيدة لمشرف.

مسيرة حاشدة للمحامين الباكستانيين المطالبين بإعادة القضاة

اقتربت مسيرة يشارك فيها الاف المحامين الباكستانيين من مدينة اسلام اباد في اخر محطة من "مسيرة طويلة" يقومون بها للمطالبة باعادة تعيين القضاة الذين اقالهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف.

واصطف السكان على جوانب الطرق في العديد من البلدات التي عبرت فيها المسيرة للترحيب بالقافلة المؤلفة من نحو 400 سيارة وحافلة غادرت مدينة لاهور (شرق).

وذكر مسؤولون امنيون انه تم نشر ستة آلاف عنصر من القوات شبه العسكرية والشرطة في العاصمة قبل وصول المحامين الذين يقولون انهم سيقومون باعتصام امام البرلمان للضغط على الحكومة لاعادة تعيين القضاة. بحسب فرانس برس.

وصرح رئيس رابطة محامي المحكمة العليا اعتزاز احسان الذي يقود المسيرة: يجب على البرلمان الان احترام مشاعر الناس لقد تكلم الناس وقالوا انهم يرغبون في اعادة القضاة الى مناصبهم.

واكد احسان المقرب من رئيس القضاة المقال افتخار محمد شودري: يجب على البرلمان ان لا يضيع الوقت الان ويعيدهم الى مناصبهم. سنواصل المسيرة الى حين اعادة القضاة.

ونصبت السلطات الاسلاك الشائكة ووضعت الحواجز امام مبنى البرلمان والرئاسة في اسلام اباد. وتمركزت العربات المدرعة في العديد من المواقع.

وكان مشرف اقال شودري ونحو 60 قاضيا عندما اعلن حالة الطوارئ في البلاد في الثالث تشرين الثاني/نوفمبر خشية قيامهم بالغاء اعادة انتخابه رئيسا قبل ذلك بشهر.

وتعهدت حكومة الائتلاف الجديدة التي يقودها حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو والتي تغلبت على حلفاء مشرف في الانتخابات التي جرت في شباط/فبراير باعادة تعيين القضاة.

الا ان الاحزاب المشاركة في الائتلاف تختلف بشان الاليات نظرا الى ان اعادة تعيين شودري سيقود الى مواجهة مع مشرف كما يشكل تهديدا للعفو الممنوح لزوج بوتو من تهم الفساد.

وسحب نواز شريف وزراء حزبه من الحكومة في ايار/مايو الماضي بسبب هذه القضية. وقال للمحتجين في لاهور: لن ارتاح الا بعد اعادة تعيين القضاة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت  28/حزيران/2008 - 24/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م