ملف الوقود الحيوي: يؤجج اسعار الغذاء ويخلق المجاعات

21-6-2008

 

شبكة النبأ: في العقود الثلاث الماضية دأب العلماء على إستخلاص علاقة جديدة للطاقة، أو إكتشاف مصدر بديل كما هو مفهوم دوليا، فكان الوقود الحيوي في مقدمة البدائل التي حضيت بطلب وإقبال متزايد من قبل العلماء والدارسين والباحثين في مجال الطاقة.

بيد ان المشكلة اليوم أوسع من ان تنحسر في تفاقم مشاكل النفط وحدها. فبعد التغيرات المناخية بدأت مشكلة أخرى تطفو إلى سطح العالم وهي مشكلة الغذاء، ذلك لقلة المحاصيل الزراعية، وما يقف ورائه من قلة الأمطار وشحتها من جهة، ومن جهة أخرى أرتفاع أسعار النفط ومشتقاته أدت كذلك إلى أرتفاع أسعار المحاصيل الزراعية والغذائية، مما ينذر هذا الوضع بمجاعة قادمة ستعصف بالعالم. لذا أضحى الوقود الحيوي مسبب آخر لإرتفاع الأسعار.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على جوانب مهمة للوقود الحيوي، ماله وماعليه وما يتسبب به، والشكوك القائلة بتدخله في إرتفاع أسعار الغذاء، وهل سيكون هذا الوقود بديلا كاملا للطاقة التقليدية:  

الطلب المتزايد على الوقود الحيوي يؤدي لرفع أسعار الطاقة

ربما تسفر الاعتراضات على الوقود الحيوي الذي يرى كثيرون أنه من أسباب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم عن نتيجة غير مقصودة تتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة.

وازداد استخدام الوقود الحيوي بشدة في الدول التي تبحث عن سبل لتقليل واردات المنتجات النفطية المكلفة. غير أن تحويل الطعام الى خزانات وقود السيارات بدلا من متاجر البقالة أدى الى ظهور أصوات معارضة خاصة ضد الايثانول الذي تنتجه الولايات المتحدة من الذرة.

وينادي بعض الساسة الامريكيين ومن بينهم السناتور جون مكين مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المسؤولين عن شؤون البيئة بتقليص التشريعات الخاصة بالوقود المتجدد. وحث مستشار للامين العام للامم المتحدة هذا الشهر الولايات المتحدة واوروبا على تقليل استخدام الوقود الحيوي لتخفيف الضغط عن أسعار الاغذية الملتهبة.

وقال ايريك ويتناور المحلل المتخصص في الطاقة في مؤسسة ايه.جي ادواردز بسانت لويس: استخدام الوقود الحيوي يمكن أن يساعد في ابطاء معدلات زيادة أسعار البنزين. لهذا فاذا حدث رد فعل من شأنه الغاء تشريعات استخدام الوقود الحيوي سيؤدي هذا الى زيادة استخدام الوقود المشتق من البترول ومن الناحية النظرية الى ارتفاع أسعار الطاقة.

وحقيقة الامر أن الوقود الحيوي كان له أثر ملحوظ على نظام الطاقة العالمي. وتتوقع ادارة معلومات الطاقة الامريكية أن يمثل الوقود الحيوي 2.3 في المئة من استخدام النفط العالمي بحلول عام 2015 و3.5 في المئة عام 2030 ارتفاعا من واحد في المئة حاليا.

وأقرت الولايات المتحدة في العام الماضي قانونا يقضي بأن تتضمن امدادات البلاد من البنزين 36 مليار جالون من الوقود المتجدد بحلول عام 2022. وبمعدلات الاستهلاك الحالية سيؤدي هذا الى أن يشكل الايثانول 25 في المئة من الطلب على البنزين. وستبلغ امدادات الايثانول من الذرة 15 مليار جالون أي نحو مثلي طاقة الانتاج الحالية. بحسب رويترز.

في الوقت نفسه تعهد قادة الاتحاد الاوروبي العام الماضي بزيادة نسبة الوقود الحيوي المستخدم في وسائل النقل البري التي تستهلك البترول والديزل الى عشرة في المئة بحلول عام 2020.

وقالت ليندا دومان المحللة في ادارة معلومات الطاقة ان ازالة الوقود الحيوي من خليط الوقود: بالتأكيد لن يفيد في (خفض) أسعار النفط. نتيجة لقلة الطاقة الانتاجية الاحتياطية والمخاوف من تعطل الامدادات سيكون هناك أثر على سعر النفط.

وارتفعت أسعار النفط لستة أمثالها منذ عام 2002 اثر ازدياد الطلب من الصين والهند ودول أخرى تشهد نموا سريعا.

ومصداقا للتوقعات فان جماعات الضغط المهتمة بالايثانول الامريكي ترسم صورة قاتمة حول تأثير تشريع يهدف لخفض نسبة الوقود الحيوي على أسعار البنزين. وفي الاسبوع الماضي حذرت رابطة الوقود المتجدد من أن أسعار البيع للمستهلك ستقفز بمعدل يزيد عن دولار للجالون اذا نفذ المسؤولون الامريكيون اقتراح حاكم تكساس ريك بيري بالتخلي عن نصف تفويض عام 2008 الذي ينص على تسعة مليارات جالون من الايثانول.

وقال أنطوان هاف المحلل بمجموعة نيو ايدج في نيويورك: جزء كبير من تفويض هذا العام سيذهب الى البنزين المحسن وهي سوق احتكارية.

وفي حين هزت أسعار الغذاء الملتهبة الاقبال على الايثانول والديزل الحيوي فمن المستبعد أن يطرأ تراجع كبير على أهداف الانتاج الطموحة في الولايات المتحدة في ظل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش.

وقال هاف: يبدو لي من المرجح أن يعيد النواب النظر في سياسة الايثانول بعد الانتخابات.

في الوقت نفسه فان مشكلة تضخم أسعار الغذاء والوقود ستزيد الضغط في الغالب على الدول المستهلكة للطاقة لتبتعد عن استخدام الوقود الحيوي القائم على الغذاء.

وقال ساندر كوهان المحلل بشركة انرجي سيكيوريتي اناليسيس في بوسطن: زيادات الاسعار ستمثل قوة لتسريع تنمية المواد الخام غير القائمة على الاغذية.

ويشير خبراء الى أن هذا قد يزيد احتمال أن ترفع الولايات المتحدة الرسوم التي تفرضها على الايثانول البرازيلي والبالغة 54 سنتا للجالون ويقوم في معظمه على السكر.

وتشهد أسعار السكر العالمية انخفاضا تاريخيا نتيجة وفرة الامدادات فيما بلغت الذرة أسعارا قياسية ودفعت أسعار الحبوب الاخرى الى الارتفاع حيث يستخدم نحو ربع محصول الولايات المتحدة من الذرة في صناعة الايثانول.

هل يقف الوقود الحيوي وراء ارتفاع أسعار الغذاء؟

قللت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش من شأن دور إنتاج الوقود الحيوي في دفع أسعار الغذاء إلى الصعود بشكل لافت.

وكان صندوق النقد الدولي قدر مؤخرا أن المضي قدما في إنتاج الوقود الحيوي هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الغذاء وخصوصا الذرة ومنتجاتها بين عامي 2006 و2007.

وتبادلت الولايات المتحدة والصندوق اللائمة حول ارتفاع أسعار الغذاء الذي قاد إلى مجاعات ونزاعات وأعمال شغب وعنف في مناطق كثيرة من العالم.

وقال تقرير لصندوق النقد الدولي صدر الشهر الماضي إن: الوقود الحيوي دفع أسعار الغذاء صعودا، وليس فقط محصول الذرة، لكن أيضا محاصيل الحبوب الأخرى، وأسعار اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان.

وطالبت جماعات مكافحة الفقر وبعض العلماء الحكومات بإعادة التفكير في سياساتها الداعمة لإنتاج الوقود الحيوي، في وقت قدر فيه صندوق النقد نسبة ارتفاع أسعار الغذاء بنحو 43 في المائة مع نهاية مارس/آذار الماضي. بحسب (CNN).

لكن رئيس المستشارين الاقتصاديين في إدارة الرئيس بوش إدوارد لازير قال أمام لجنة في مجلس النواب الأمريكي، إن إنتاج الوقود الحيوي لعب دورا هامشيا في تضخم أسعار الغذاء.

وتشجع الولايات المتحدة إنتاج وقود الإيثانول الذي يستخرج من محصول الذرة لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية.

وأبلغ لازير لجنة مجلس النواب أن: إدارة الرئيس بوش قدرت أن إنتاج الولايات المتحدة من الإيثانول مسؤول عن ارتفاع أسعار الذرة بنحو 20 في المائة فقط خلال السنة الماضية، في حين ساهم بنحو ثلاثة في المائة في ارتفاع أسعار الغذاء بشكل عام.

وقال، حقيقة الأمر أن الإيثانول يساهم في رفع سعر الذرة، لكن إنتاج الوقود الحيوي في بلادنا أو حتى في دول العالم ليس السبب الأساسي وراء ارتفاع أسعار الغذاء.

ويعترف صندوق النقد والجماعات الداعمة له بهذه الأسباب، وتقول جوزيت شيران مديرة برنامج الغذاء العالمي: هناك مجموعة من العوامل اجتمعت مع بعضها، الأمر الذي أدى إلى حالة طوارئ عالمية.

سياسة الزامية في اندونيسيا لاستخدام الوقود الحيوي

قال مسؤولون حكوميون ان اندونيسيا أكبر منتج لزيت النخيل في العالم تدرس وضع سياسة الزامية لاستخدام الوقود الحيوي المصنوع من زيت النخيل في السوق المحلية هذا العام.

وتسعى اندونيسيا الغنية بالموارد الطبيعية لاستخدام الوقود الحيوي المنتج من زيت النخيل للحد من استهلاك المنتجات البترولية المكلفة وضمان استمرار صناعة الوقود الحيوي الناشئة رغم ارتفاع أسعار السلع الاولية. بحسب رويترز.

وقال فرانكي او. ويدجاجا رئيس مجلس ادارة مجلس زيت النخيل الاندونيسي للصحفيين على هامش مؤتمر عن صناعة زيت النخيل: تدرس الحكومة سياسة الزامية تقضي بخلط الوقود بنسبة من الديزل الحيوي المستخرج من زيت النخيل على أن تبدأ مثلا بنسبة ثلاثة بالمئة.

وتبيع شركة النفط الحكومية برتامينا الديزل الحيوي منذ عام 2006 ولكن ارتفاع أسعار زيت النخيل وعدم وجود سياسة الزامية لاستخدام الوقود الحيوي دفع الشركة الى خفض نسبة المزج في وقود الديزل من خمسة بالمئة في البداية الى 2.5 بالمئة ثم الى واحد بالمئة.

وأكدت ايفيتا ليجو من الفريق الوطني لتنمية الوقود الحيوي الخطة وقالت لرويترز انه قد يبدأ العمل بالسياسة الجديدة هذا العام.

مطالبة الامم المتحدة بتجميد انتاج الوقود الحيوي

طالب المقرر الخاص للامم المتحدة للحق في الغذاء اوليفييه دو شوتر امام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة بتجميد الاستثمارات في انتاج الوقود الحيوي ودعمه.

وقال شوتر ان قرارا كهذا كفيل بتوجيه "رسالة قوية" الى الاسواق ولجم المضاربات على المواد الغذائية الاساسية وذلك في كلمة امام المجلس الذي يعقد جلسة استثنائية في جنيف للبحث في عواقب الازمة الغذائية العالمية على حقوق الانسان.

وخلف شوتر في مطلع الشهر الجاري المقرر السابق السويسري جان زيغلر الذي وصف سياسة تشجيع الوقود الحيوي بانها "جريمة ضد الانسانية". بحسب فرانس برس.

كما اعتبر المقرر الجديد ان الوقود الحيوي هو "عامل اساسي" في ارتفاع اسعار الاغذية حيث يحتل انتاجه اراضي زراعية يمكن استخدامها للزراعات الغذائية.

ويلزم مئة مليون هكتار لانتاج 5% من الوقود عام 2015 وذلك "امر لا يمكن احتماله" بحسب شوتر الذي وصف هدف الولايات المتحدة المتمثل في انتاج 36 مليار غالون (136 مليار ليتر) من الوقود الحيوي مع حلول عام 2022 وهدف الاتحاد الاوروبي المتمثل في سد 10% من حاجات قطاع النقل من الوقود الحيوي مع حلول عام 2020 بانهما "غير واقعيين".

وقال: عبر التخلي (عن تلك الاهداف) سنوجه رسالة قوية الى الاسواق بان اسعار المحاصيل الغذائية لن ترتفع الى ما لا نهاية ما يحبط المضاربات.

البرازيل من الدول السباقة لصناعة الايثانول من قصب السكر

في بداية موسم حصاد قصب السكر لهذا العام تجمع العمال في مصنع الايثانول في ساو فرانسيسكو داعين الله ليحميهم ويمن عليهم بمحصول وفير.

وقال الرئيس التنفيذي للمصنع خايرو مينسيس بالبو: انه تقليد قديم. لصناعتنا جذور عائلية ونحن كاثوليك وكذلك الكثير من موظفينا. نشكر الرب على انتاجنا ونطلب منه مساعدتنا لنبدأ انتاجا جديدا.

وعلى مقربة منه تقبع آلات عملاقة من المقرر ان تعصر كميات أكبر من قصب السكر في الاشهر المقبلة لتلبية الطلب المحلي والعالمي على الايثانول لتزويد السيارات بالوقود. وتتجه البرازيل لتسجيل محصول قياسي من قصب السكر ومن المتوقع أن يرتفع ليصل الانتاج الى 580 مليون طن.

والبرازيل من الدول المتقدمة في مجال الوقود الحيوي ولديها خبرة ترجع لعشرات السنوات في تصنيع الايثانول من قصب السكر ليستخدم كوقود للسيارات وهي عملية أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية من الذرة المغذي الرئيسي لصناعة الايثانول في الولايات المتحدة.

وبدأت البرازيل حملة وطنية لتحفيز استهلاك الايثانول وانتاجه في السبعينات ولقيت اكبر دفعة في الاونة الاخيرة في عام 2003 بتدشين سيارة يمكن ان تعمل بالبنزين أو الايثانول أو بخليط من الاثنين. وفي وقت سابق من هذا العام تجاوز استهلاك الايثانول استهلاك البنزين لأول مرة في عقدين. بحسب رويترز.

غير ان رياح التغيير تهب مع اجتذاب الصناعة المزدهرة مستثمرين من جميع أنحاء العالم ويخشى البعض ان تتلاشى العادات القديمة وتذهب معها نماذج الادارة التقليدية فيما تتحول الصناعة لعمليات ينتج عنها عدد أقل من الشركات الاكبر حجما والاكثر تكاملا.

ويتوقع المحلل خوليو ماريا بورجيس ان يتضاعف انتاج قصب السكر البرازيلي بحلول عام 2015 ولكنه توقع ان تسيطر عليه حوالي 30 مجموعة كبيرة مقارنة بنحو 200 حاليا.

واوضح مثال على هذا الاتجاه مجموعة كوسان وهي اكبر شركة لانتاج السكر والايثانول في البرازيل وقامت بعصر 36 مليون طن من اخر محصول للقصب. واشترت المجموعة بعضا من اصول اكسون موبيل في البرازيل في ابريل نيسان لتصبح أول شركة في العالم في مجال الطاقة المتجددة تمتد عملياتها من الزراعة الى محطات تزويد السيارات بالوقود.

كما ان دخول شركة بي.بي العملاقة القطاع والذي اعلن عنه الشهر الماضي مثال اخر للتغيير.

واشترت الشركة البريطانية نحو نصف تروبيكال انيرجيا وهو مشروع مشترك بين مجموعتي سانتليسا فالي وكايدي البرازيليتين. وتدير الشركة الجديدة مصنعين للايثانول.

وقال انطونيو دي بادوا رودريجيز المدير الفني في اتحاد صناعة قصب السكر(يونيكا): سينتهي قلق الشركات بشان بيع منتجاتها من المصنع فقط وستتطلع للوجهة النهائية.

وفي هذه البيئة يمكن أن تتلاشى عادات قديمة مثل اقامة قداس بمناسبة بدء الموسم. وتقام مثل هذه الاحتفالات منذ عقود في جميع المصانع في البرازيل تقريبا وعددها 380 ويحمل معظمها اسماء قديسين وما زال يديرها احفاد مؤسسيها.

وقال بلينيو ناستاري رئيس داتاجرو أكبر شركة لتحليل بيانات السكر والايثانول "مع حدوث اندماج في الصناعة ووصول شركات اجنبية من المحتمل ان تختفي التقاليد. لن يحافظ صندوق من نيويورك أو لندن على مثل هذه الامور."

وكانت بي.بي أول شركة عملاقة تدخل السوق ولكن يتوقع وصول اخرين. وفي عام واحد فقط تضاعفت الحصة الأجنبية من كميات قصب السكر التي تعصر في البرازيل الى 12 في المئة حسب بيانات داتاجرو.

وذكرت يونيكا أن نحو 85 مصنعا جديدا بدأ الانتاج منذ عام 2005 ومن المقرر ان يبدا 60 مصنعا اخر العمل في عام 2010 باستثمارات تصل لحوالي 40 مليار ريال برازيلي.

وزاد التوسع من المخاوف البيئية ليضغط على الصناعة لتغيير ممارسات كانت تطبق منذ ايام العبودية مثل التقطيع اليدوي.

ومع توقعات بشراء شركات دولية عددا كبيرا من الشركات المحلية يري البعض في هذا الازدهار فرصة للتوسع.

وقال خايرو بالبو: لن تكون السنوات الثلاث المقبلة سهلة تأتي الشركات الجديدة بامكانات استثمار لا نملكها هنا.

ولمواجهة منافسة أشد يجري بالبو مفاوضات مع شركة كبرى لم يكشف اسمها من اجل صفقة تشمل تحويل حصة اقلية في مجموعته التي اسسها جده اتيليو بالبو في عام 1947. ويبلغ اجمالي الايرادات السنوية للمجموعة حاليا حوالي 350 مليون ريال برازيلي (210 ملايين دولار) وستفتتح قريبا مصنعا ثالثا.

وتأسست سانتليسا فالي من خلال اندماج مجموعتي سانتا اليسا وفالي دي ريساريو في العام الماضي. وبعد اشهر قليلة اشترى بنك الاستثمار جولدمان ساكس حصة اقلية في المجموعة وتلاه احد بنوك التنمية في البرازيل. وكانت اخر خطوة مهمة للمجموعة التي تنوي طرح اسهمها في بورصة ساو باولو الصفقة مع بي.بي.

وقال لويس بياجي الذي مازالت أسرته تمتلك حصة مسيطرة على المجموعة التي تنوي عصر 20 مليون طن من قصب السكر هذا الموسم: يتراجع الطابع الشخصي للشركات وتبتعد عن الناس. ولكن أعتقد أن بعض العادات ستستمر بشكل دائم.

تزايد ارتفاع أسعار الغذاء بسبب استخدام الحبوب في انتاج الوقود

قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة في تقرير ان اسعار الغذاء ستظل مرتفعة في السنوات العشر المقبلة حتى وان تراجعت عن مستوياتها القياسية الراهنة مما يعني ان ملايين اخرين سيواجهون الجوع او صعوبات في الحصول على الغذاء.

والى جانب تحديد الاحتياجات الفورية من المساعدات الانسانية اقترحت المنظمتان نشر اكبر للمحاصيل المعدلة وراثيا واعادة النظر في برامج انتاج الوقود الحيوي التي تستخدم الحبوب التي كان يمكن ان تطعم البشر أو الماشية.

وصدر التقرير قبيل قمة الغذاء العالمية المقررة في روما وأفاد ان اسعار السلع الغذائية من المرجح ان تتراجع عن مستوياتها القياسية التي سجلتها في الفترة الأخيرة لكنها ستظل مرتفعة على مدى السنوات العشر المقبلة بالمقارنة بالسنوات العشر الماضية.

وستظل اسعار لحوم الابقار والخنازير مرتفعة بنحو 20 بالمئة عن مستواها في السنوات العشر الماضية في حين من المرجح ان تكون اسعار القمح والذرة والحليب المجفف منزوع الدسم مرتفعة بما بين 40 الى 60 بالمئة في السنوات العشر المقبلة. بحسب رويترز.

ومن المتوقع ان تبلغ الزيادة في أسعار الأرز الغذاء الاساسي في اسيا والمتوقع ان تزيد أهميته كذلك في افريقيا في السنويات المقبلة نحو 30 بالمئة من حيث القيمة الاسمية في العقد المقبل بالمقارنة مع الفترة من 1998 الى 2007.

وقال التقرير: في العديد من الدول محدودة الدخل يبلغ الانفاق على الغذاء في المتوسط ما يزيد على 50 بالمئة من الدخل وارتفاع الاسعار الذي تشير اليه هذه التوقعات سيدفع المزيد من الناس الى سوء التغذية.

وتابع التقرير ان القوة الشرائية للملايين على مستوى العالم ستتضرر. فقد تضاعفت اسعار العديد من السلع الغذائية على مدى العامين الماضيين مما اثار احتجاجات واسعة النطاق واعمال شغب في بعض المناطق الاكثر تضررا مثل هاييتي.

وقال التقرير ان عوامل عدة منها الجفاف في مناطق منتجة للسلع الغذائية مثل استراليا تفسر جزئيا ارتفاع الاسعار وهناك ايضا زيادة الطلب من الدول سريعة النمو مثل الصين والهند.

مشروع قانون جديد في كندا بشأن الوقود الحيوي

أقر مجلس العموم الكندي مشروع قانون يقضي بأن يحتوي كل البنزين المباع في كندا على نسبة خمسة بالمئة من الايثانول بحلول العام 2010.

ونال المشروع الذي يدعو أيضا الى احتواء الديزل على اثنين بالمئة من الوقود المتجدد بحلول عام 2012 دعم حزب المعارضة الرئيسي الحزب الليبرالي لكن عارضه حزبان صغيران أبديا قلقا بشأن تحويل انتاج محاصيل غذائية الى الوقود.

لكن حزب المحافظين الحاكم والحزب الليبرالي ساندا الفكرة قائلين ان جانبا ضئيلا فحسب من حاصلات غذائية مثل الذرة سوف يستخدم لانتاج الوقود الحيوي. بحسب رويترز.

ويحتاج القانون الان الى موافقة مجلس الشيوخ حيث من المرجح اقراره نظرا لهيمنة الحزب الليبرالي على المجلس. ويوجد التشريع طلبا يقدر بملياري لتر من الايثانول و600 مليون لتر من الديزل الحيوي.

وبحسب بيانات للصناعة يوجد لدى كندا 16 مصنع ايثانول مقاما أو قيد الانشاء تبلغ طاقتها الاجمالية 1.6 مليار لتر يجري انتاجها من الذرة والقمح.

قلق أفريقي بشأن استعمال الأراضي الخصبة لأنتاج الوقود الحيوي

قال الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان ان على الدول الافريقية أن تتوخى الحذر بشأن استخدام الاراضي الزراعية الخصبة في انتاج الوقود الحيوي وإلا فإنها تخاطر باثارة انتفاضات يؤججها نقص الغذاء.

وأبلغ رويترز على هامش أعمال قمة روما لبحث أزمة الغذاء التي بدأت أعمالها مؤخرا وأستمرت ثلاثة أيام: يتعين على الحكومات الافريقية التي تحاول انتاج الوقود الحيوي سواء من قصب السكر أو غيره من المنتجات أن تتوخى الحذر من أجل حماية أراضيها الزراعية التي لا غنى عنها.

واضاف، اذا أخذوا الاراضي الخصبة في أي بلد لانتاج الوقود الحيوي.. فسيندمون على ذلك لأن السكان سينقلبون عليهم. وتقول دول كثيرة مشاركة في القمة ان الوقود الحيوي يتحمل جانبا من المسؤولية عن ارتفاع اسعار الغذاء. بحسب رويترز.

وعبرت بعض الدول الافريقية عن اهتمامها بزيادة انتاج الوقود الحيوي تشجعها جزئيا دول غنية تحاول الحد من استهلاك الوقود الاحفوري الذي يلقى عليه باللوم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقالت جمهورية الكونجو ان لديها مساحات شاسعة متاحة لزراعة قصب السكر وقالت نيجيريا انها قد تتوسع في زراعة نبات المنيهوت (الكاسافا). وتقول الدولتان ان الوقود الحيوي لن يعوق انتاج الغذاء.

وقال عنان الذي انتهت ولايته في الامم المتحدة نهاية عام 2006 ويرأس حاليا تحالف الثورة الخضراء في افريقيا (اجرا) ان على المستثمرين أن يحذروا من زراعة محاصيل في افريقيا بغرض استخدامها في انتاج الوقود الحيوي.

وقال ان المستثمرين: يدخلون ويقولون سنستثمر مليار دولار وتشعر (الحكومات) بالبهجة وتتخلى عن بعض أفضل أراضيها الزراعية من أجل انتاج الوقود الحيوي. ثم بعد خمس سنوات نكتشف.. أن كل الاراضي الخصبة تستخدم لانتاج الوقود الحيوي.

وتقول الامم المتحدة ان ما يصل الى مليار شخص ربما يواجهون خطر الجوع بسبب ارتفاع اسعار الغذاء لعوامل من بينها زيادة عدد السكان وارتفاع اسعار النفط ومزاحمة الوقود الحيوي.

الأزمة العالمية لنقص الحبوب وانتاج الايثانول

قال مؤسس معهد سياسة الأرض البحثي أن وقف انتاج الايثانول من الحبوب سيساعد في تخفيف النقص العالمي في الحبوب على المدى القصير.

وقال لستر براون للصحفيين في بكين ان الايثانول الوقود الحيوي المصنوع من الذرة مسؤول عن زيادة قدرها 20 مليون طن في كمية الحبوب المستهلكة كل عام متخطيا كثيرا نمو الطلب عليه من الصين بنحو مليوني طن سنويا في المتوسط. بحسب رويترز.

ودعا بروان ايضا لزيادة أسعار المياه للتشجيع على ترشيد استهلاكها وتجنب أزمة مياه تلوح في الافق قد تنجم عن انحسار أنهار الجليد واستنفاد مصادر رئيسية للمياه الجوفية.

واستطرد براون قائلا: زيادة الطلب على الايثانول في الولايات المتحدة يتجاوز النمو لكل الاغراض بباقي أنحاء العالم. وأوضح قائلا، حل واحد قصير المدى هو وقف انتاج الايثانول.

ولتقليل اعتمادها على النفط الخام المستورد سمحت الحكومة الامريكية باستخدام تسعة مليارات جالون من الايثانول في محطات الوقود هذا العام. ولكن المنتقدين يقولون ان زراعة الذرة لغرض انتاج الايثانول يزيد من معدلات استهلاك المياه والبترول للتسميد والزراعة دون تقليل الطلب على الوقود عموما.

وقال بروان ان ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية قد تفاقم في النهاية ازمة نقص الغذاء اذا ذابت انهار الجليد الى النقطة التي تصبح فيها انهار رئيسية مثل النهر الاصفر بالصين والجانج في الهند أنهارا موسمية. ويوفر النهران مياه الري والشرب لمناطق واسعة تعيش على زراعة الحبوب.

اثيوبيا برغم خطر المجاعة تتطلع للوقود الحيوي

قالت اثيوبيا انها تعتزم انتاج الوقود الحيوي لخفض التكاليف العالية لوارداتها من النفط لكنها رفضت المخاوف من ان تؤدي هذه السياسة الى الاضرار بالانتاج الغذائي في دولة تعاني من جفاف شديد.

ويحتاج نحو 4.5 مليون اثيوبي الى معونات غذائية عاجلة نتيجة انعدام هطول الامطار وارتفاع اسعار الاغذية مما يحيي الذكريات الكئيبة لمجاعة عامي 1984 و1985 التي اودت بحياة اكثر من مليون اثيوبي.

لكن الحكومة تواجه ايضا فاتورة نفط سنوية تصل الى 900 مليون دولار وتهدف الى التقليل منها بمرور الوقت وباستخدام الوقود الحيوي. بحسب رويترز.

وقال ملس تيكا منسق تطوير الوقود الحيوي في وزارة التعدين والطاقة: لا يوجد نقص في الاراضي الزراعية في اثيوبيا لانتاج الاغذية. لدينا ما يصل الى 23 مليون هكتار يمكن تنميتها سواء للمحاصيل الزراعية او للوقود الحيوي. وتزرع نباتات الوقود الحيوي في الاراضي القاحلة والمجدبة غير المناسبة للانتاج الغذائي.

وتقول الحكومة انها يمكن ان تصنع مليون لتر من الايثانول سنويا في اربعة مزارع ضخمة مملوكة للدولة لانتاج السكر واصدرت ايضا 37 ترخيصا لمستثمرين لانشاء مصانع للوقود الحيوي. كما تعتزم الدولة انتاج وقود حيوي من زراعات اشجار الجاتروفا وبذور الخروع ونخيل الزيت.

شركة امريكية تعد بانتاج الايثانول من الطحالب

تعتزم شركة امريكية خاصة انتاج الايثانول، الذي يستخدم كوقود، من الطحالب مايقلل الضغط على اسعار الغذاء نتيجة استخدام الذرة والقصب لانتاج هذه المادة.

فقد وقعت شركة الجينول اتفاقية بقيمة 850 مليون دولار مع شركة بيوفيلدز المكسيكية لاستزراع الطحالب بطريقة تجعلها تحول المياه وضوء الشمس وثاني اوكسيد الكربون الى وقود حيوي.

وفي مقابلة مع وكالة رويترز للانباء قال رئيس الجينول بول وودز انه يعرف تلك التكنولوجيا منذ سنوات لكن ارتفاع اسعار النفط الان يجعل الوقت مناسبا لاستخدامها.

وتحاول بعض الشركات التي تعمل في الطحالب دخول مجال الوقود الحيوي بتجفيف وضغط تلك الكائنات الاولية لانتاج زيت الخضروات الذي يعالج ليصبح ديزل حيوي.

الا ان وودز يقول ان شركته ستجعل خلايا الطحالب تفرز الايثانول الذي سيتم تجميعه من مزارعها دون الحاجة لتدميرها ومعالجتها.

وتخطط الشركة لانتاج 100 مليون جالون ايثانول في صحراء سونورا في المكسيك بنهاية العام المقبل، وهي كمية توازي الانتاج السنوي لمصفاة نفط امريكية.

وتستهدف زيادة تلك الكمية الى مليار جالون بنهاية عام 2012، اي بزيادة 10 في المئة عن اجمالي طاقة انتاج الايثانول الحالية في امريكا التي تعد اكبر منتج للوقود الحيوي في العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  21/حزيران/2008 - 17/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م