تهديد الشيعة بـ بعبع السلفيين والقاعدة

اسعد راشد

في كل مرة عندما يفشل النظام في "المملكة السعودية" من تحقيق مشاريعه السياسية ذات الابعاد الطائفية والاجندة التدميرية التي لا تمت  لمصالح الشعوب ولا حتى حلفاء النظام في الغرب بصلة  يكون تشهير سلاح القاعدة والسلفيين الوهابيين بوجه خصومه هو المفضل فيما تعلن اجهزته المخابراتية حالة استنفار وحشد اعلامي على مستوى العالم العربي لتدارك ما لحق بمشاريعه من فشل وسقوط وهزيمة ولا يألوا جهدا بعد ذلك  من صرف المليارات من ايرادات النفط التي حرمها على شعبه ليدفعها الى جيوب المتملقين والمرتزقة بل وحتى الى اوكار الارهابيين وعصابات القاعدة بغية تحقيق تلك المشاريع حتى وان تطلب ذلك اشعال الحروب والفتن وقتل الالوف من البشر و تضارب مع مصالح حلفاءه من الامريكيين والغربيين.!

استخدام القاعدة والسلفيين كسلاح بوجه الخصوم ظاهرة مفضوحة ومكشوفة وفي نفس الوقت خطيرة الا ان خطرها على الشاهر به اكثر من غيره والتجارب اثبتت ذلك والاكثر من ذلك ان النظام السعودي عندما يلجأ الى القاعدة والسلفيين الوهابيين لتخويف خصومه وخاصة  الشيعة الامور تنقلب بعكس ما يريده السعوديون حيث يتحول ذلك السلاح الى جرثومة دمار لمصالح النظام السعودي وحلفاءه حيث ينقلب السلفيون الارهابيون والقاعدة على اولياء نعمتهم  والنماذج هنا عديدة وكثيرة .

في افغانستان لم يكن نظام طالبان وحلفاءه في تنظيم القاعدة الا احد نماذج ذلك الفشل والانقلاب الذي ادى الى تغيير خارطة العالم السياسية وخاصة الشرق الاوسط  ‘ عصابات الطالبان والقاعدة هي صناعة سعودية بامتياز وقد تخرجوا من المدرسة الوهابية ودعمهم النظام السعودي باالاموال وبعوامل القوة وبعد قيام نظامهم في كابول الاعتراف كان سعوديا واماراتيا دون خلق الله اجمعين وقد شاهد العالم كيف ان ذلك النظام الظلامي تحول الى كابوس لدي دوائر الاستخبارات الغربية والامريكية رغم التطمينات التي قدمها السعوديون وعلى رأسهم ابن النابغة بندر للامريكيين بان ضبط هؤلاء بيدهم ولا خوف منهم لانه حسب وصف "بندر" هم "من صنعوهم وهم من يستطيعون ضبطهم"! الا ان الايام والاحداث جاءت لتثبت العكس وتفضح تلك الادعاءات وتكشف كذب تلك التطمينات حيث تحولت العصابات الطالبانية والقاعدة  وعملاء ال سعود الى جراثيم قاتلة في الجسم الذي نشأها تقضي على الحياة فيه قبل ان يتم القضاء عليها ! فقد خسر السعوديون افغانستان وهزمت مشاريعهم التي عولوا عليها عبر طالبان وجروا خلفهم ذيول الخيبة والفشل وسقطت دولة طاليان وتم القضاء عليها ولم يستطيعوا من فعل شيء هاهي اليوم افغانستان تنعم بالديمقراطية رغم الهفوات والاخطاء وهاهم خصوم ال سعود الذين تم تكفيرهم واقصاءهم في العهد الظلامي الطالباني يحتلون مناصب عليا في نظام ما بعد طالبان فيما النفوذ السعودي اخذ بالانحسار تماما .

في العراق الامر كان اكثر وضوحا والدعم السعودي للقاعدة والسلفيين الوهابيين جاء على صك بياض ومفتوح بعد سقوط نظام البعث وانهيار الديكتاتورية في بغداد وقيام نظام ديمقراطي حر حيث سعى النظام السعودي بشتى الطرق والوسائل افشال التجربة الديمقراطية بدوافع طائفية واجندة غير نظيفة ليست لها علاقة لا بمصالح الطائفة السنية في العراق ولا بدروها السياسي الذي لم ينكره عليها احد من اشقاءهم  في الطائفة الاخرى الذين تسلموا الحكومة عبر صناديق الاقتراع الا ان النظام السعودي ولخصوصيته الوهابية وظلامية المدرسة الدينية التي تهيمن على الحياة الاجتماعية والمؤسسات الرسمية في السعودية يأبى الا الفتنة والحروب واثارة النعرات من اجل  تلك الاجندة ‘ فقد دفعوا بالقاعدة والوهابيين السلفيين للقيام باعمال الاجرام والقتل في العراق ونفذوا ابشع عمليات الارهاب وارسلوا الانتحاريين للفتك بالمدنيين لكون انهم فقط ليسوا من اتباع الوهابية وقد انقلب السحر على الساحر مرة اخرى حيث فشل المشروع السعودي بقوة في العراق وفشل الارهابيون السلفيون والقاعدة في الاحتفاظ باي من المكاسب او موقع قدم لهم فهم لا يتحركون الا في رمال متحركة. 

مآلهم المحو والاندثار وقد عوّل النظام السعودي على التهويل بالقاعدة والسلفيين المتطرفين في وجه خصومه خاصة الشيعة ودفعهم اعلاميا للظهور بمظهر "العدوّ" الاوحد لهم وانهم هم من يستطيعون وقف الانطلاقة التحررية للشيعة في الحقبة الراهنة ودورهم السياسي في بناء وتكريس ونشر المشروع الديمقراطي وقد استخدموا "بعبع" القاعدة والسلفيين لتخويفهم بل وزجوهم كما سلف في المشهد العراقي واشعال الفتنة الطائفية والصراعات الدخلية وفي قيادة عمليات الارهاب والابادة الجماعية واستنزاف مقدرات الوطن من ثروة وكفاءات بشرية ووقف الازدهار والعمران.

ذاكرة المشهد العراقي مازالت حية وهي تستذكر ما فعله الاعلام  السعودي والخطاب الطائفي للنظام من تحريض مذهبي‘ ومع كل حملة تهويل وتخويف وتحشيد  من قبل الحكومة السعودية كانت اعمال العنف والارهاب والتوتر السياسي والامني تزداد في العراق حيث اجندتهم بالاساس كانت قائمة على رفض الغير واقصاء من هم ليسوا في الفلك الوهابي ‘ ومع كل فشل للمخطط السعودي ومشروعه الطائفي التخريبي والتقهقر لجحافل القاعدة والوهابيين لم يستوعب السعوديون الدرس بانهم غير قادرين  لاعبر التهويل والتحشيد الطائفي ولا عبر التشهير بسلاح القاعدة والمتطرفين السلفيين في وجه الخصوم من انتزاع اي نصر او فرض هيمنتهم ونفوذهم الظالم هنا وهناك ‘ كل الشواهد والقرائن تتحدث عن قرب افول "النجم" السعودي وان دوره قد بدأ يأخذ بالانحسار وان السياسة السعودية غدت في  عزلة بعد ان تأكد للمراقبين ان تلك السياسة ليس لها هدف مقدس سوى اشعال الفتن والنزاعات المذهبية ونشر الفوضى وعدم الاستقرار .

والحقيقة الغائبة عن البعض ان النظام السعودي يستعير الخطاب الامريكي الموجه ضد ايران وحزب الله لتنفيذ اجندة خاصة به لا علاقة لها بالمصالح الامريكية وانما لتكريس حكم الاسرة الحاكمة المستبدة حتى وان تطلب ذلك دعم الارهاب والقاعدة  وهو ما دفع ببعض المراقبين للقول ان السعودية تستغل "الضعف" في الموقف الامريكي ورعونته لتمرير مخططها مطعما بنكهة امريكية! وقد اشارت صحيفة "اسيا تايمز" الصادرة في تايلند الى هذا الامر حيت قالت "ان الرياض امام خيارين اما ان تخفف من حدة خطابها "الامريكي الطراز" ضد حزب الله واما تجد نفسها معزولة في العالم العربي ‘ودول الخليج‘ التي تعترف بالخطأ التي اقترفته المملكة في منح الاولوية لانتقاد حزب الله ‘ على حساب اتخاذ موقف من اسرائيل"!

وعندما نقول ان السعوديين لم يستوعب الدرس في العراق لنا في ذلك ادلتنا فهم جربوا فشلهم في العراق واعادوه في لبنان وهم يعيدوه مرة اخرى ‘ صنعوا "فتح الاسلام" مولوا هذ التنظيم الارهابي بالسلاح وارسلوا فلول الوهابيين السعوديين الى مخيم نهر البلاد ليضعوهم في مواجهة الاغلبية من الشعب اللبناني ولما اكتشف امرهم وادرك الامريكيون انهم قد وقعوا في فخ "بندر" ابن سلطان الذي صور لهم الامر بانه "نزهة" يتم من خلالها ابتزاز بعض الاطراف اللبنانية بزج ذلك التنظيم الارهابي في معركة استنزاف معها لصالح اجندة اسرائيلية واقليمية وهو ما لم يحدث حيث قبل ان يستفحل خطر ذلك التنظيم اعطي الضوء الاخضر للجيش اللبناني لقيام بمهمة تصفيته والتي تمت بكل قوة في مخيم نهر البارد وتبين ان اكثر الذين قتلوا او اعتقلوا كانوا من السعوديين وقد جندوا من اجل  اشعال فتنة طائفية ساهم بندر ابن سلطان مع ازلامه في لبنان في وضع مخططها .

واليوم وبعد ان فشل ذلك المخطط عاد النظام السعودي بتكرار الخطأ ذاته رغم الهزيمة التي لحقت به وبمشروعه في الاحداث الاخيرة في لبنان حيث واصل الاعلام السعودي ومانشيتات الصحافة المرتزقة والتابعة له بالتهويل من عودة التطرف السلفي  وتهديد الخصوم وخاصة الشيعة بالقاعدة والمتتبع لاقلام الصحافة السعودية يشعر ان هناك ثمة معركة قادمة يتم التمهيد لها بدعم سعودي تحمل طابعا مذهبيا يكون السلفيون والقاعدة طرفا اساسيا فيها ‘ فهم بصدد خلق اجواء الشحن الطائفي لاعطاء مبررات التحاق الارهابيين بصفوف الجماعات الارهابية السلفية والقاعدية في طرابلس والتي حسب المعلومات المتوفرة تلقى تمويلا وتسليحا واسعا من قبل السعودية ولعل ما تفتق به عقل ذلك الكاتب المهووس طائفيا "طارق الحميد" في الصحيفة الصفراء بتاريخ 14 مايوا وتوقعه بـ"نفير سني" يقوده ذلك الارهابي السلفي "الشهال! " يشير الى ان السعودية فعلا ومنذ فترة تواصل في تزويد تنظيم القاعدة السلفي الذي يقوده الشهال وبعض الاطراف السلفية الاخرى في شمال لبنان بمئات الملايين من الدولارات وتهريب السلاح رغم محاولات التطمين التي حاول "طارق الحميد" كممثل للمخابرات السعودية ايصالها الى الحريري وبعض "ساسة السنة"  بان "الشهال" لا يسعى الى مزاحمتهم في الزعامة وانما كما يدعي "اننا اصوليون منضبطون بشرعنا الحنيف‘لا نعتدي ولا نحب المعتدين"!!

الرابط الى مقال ممثل المخاربرات السعودية "طارق الحميد" :

http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=10760&article=470707

 وقد ذكرني مصطلح "منضبطون" لـ"شهال" بكلام بندر  ابن سلطان ال سعود عندما قال ان "السلفيين نحن صنعناههم ونحن من سيضبطهم"!! وهذا يعني ان مشروع بندر مازال حاضرا وبقوة في عموم لبنان وفي طرابلس خاصة وان تصريح رجل القاعدة في طرابلس الشهال لن يخرج عن اطار ما رسمه بندر ولكن هل حقا سوف يضمن بندر للامريكيين او حتى لغلمانه في لبنان بان لا يخرج الشهال عن بيت الطاعة السعودي ولم يتحول الى ابن لادن "صغير" في طرابلس او الى "شاكر العبسي" الاخر؟!

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22 أيار/2008 - 15/جماد الاول/1429