ملف النفط: فورة الأسعار ونهم المستهلكين

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: يُعتبر القلق الناجم عن نمو الطلب النفطي في الدول الناشئة ولا سيما الصين بالاضافة الى انخفاض قيمة الدولار سبباً رئيسيا في ارتفاعات غير مسبوقة بأسعار النفط حتى تضاعفت قيمته خلال سنة واحدة..

فقد  قفز سعر النفط، إلى قمة جديدة عند 123 دولار للبرميل، باعثا موجة من المخاوف والتوقعات من أن تصل أسعار النفط حاجز الـ 200 دولار للبرميل، بعد تقرير عالمي توقع ذلك السعر في غضون عامين.

وقد دفعت مخاوف من نقص الإمدادات، واستمرار تراجع سعر صرف الدولار، إضافة إلى قلق المتعاملين من نقص الإنتاج في كل من المكسيك وروسيا أسعار النفط إلى بلوغ هذا المستوى "غير المسبوق."

والثلاثاء، توقع تقرير لبنك غولدمان ساكس أن تصل أسعار النفط ما بين 150 و200 دولار للبرميل خلال العامين المقبلين، الأمر الذي دفع كثيرا من المتعاملين إلى التهافت على الشراء.

وتضاعفت أسعار النفط من 62 دولار للبرميل العام الماضي، مما دفع محللو غولدمان ساكس إلى التنبؤ بإمكانية وصولها حاجز 200 دولار للبرميل، الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل الطلب وزيادة المعروض.

وكانت أسعار النفط قد تجاوزت الاثنين حاجز 120 دولار للبرميل، في التعاقدات الآجلة ببورصة نيويورك لأول مرة في تاريخها، مدفوعة بعدد من التهديدات الخارجية التي قد تؤثر على الإمدادات النفطية.

وجاء هذا الارتفاع الجديد في أسعار النفط على خلفية تهديدات متمردين أكراد بمهاجمة مصالح أمريكية في شمال العراق، حيث تنشط المليشيات الكردية في المناطق الغنية بالنفط هناك.

كما جاءت على خلفية الهجوم الذي شنه مسلحون على أحد مواقع إنتاج النفط في نيجيريا، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس، التي أشارت إلى أن تراجع سعر صرف الدولار ساعد أيضاً على زيادة أسعار النفط.

وساعدت تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعدم التخلي عن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، في ارتفاع أسعار النفط أيضاً، في زيادة الخوف من أن تؤدي تلك التصريحات إلى تزايد التوتر بالشرق الأوسط، والخليج بشكل خاص.

ويعتبر مستثمرون أن السلع، ومنها النفط على سبيل المثال، تصبح أقل فعالية إزاء التضخم مع استعادة الدولار لعافيته.

وزير الطاقة القطري لا يستبعد وصول برميل النفط الى 200 دولار

لم يستبعد وزير الطاقة والصناعة القطري عبد الله بن حمد العطية الثلاثاء ان يصل سعر برميل النفط الى مئتي دولار قبل نهاية السنة.

وردا على سؤال حول امكانية بلوغ اسعار النفط العالمية هذا المستوى قال العطية للصحافيين على هامش وضع حجر الاساس لمشروعين قطريين في مجال صناعة الغاز "كل الاحتمالات واردة (...) حسب الظروف الاقتصادية ووضع الدولار المتدهور".

واضاف "كانت هناك تخوفات من ان يكسر النفط حاجز المائة دولار (..) وتفاعلات الاسواق سريعة اليوم كما ان النفط الان تحت مؤثرات كثيرة رغم عدم وجود اي نقص في الامدادات".وتابع "الله يعلم قد ترتفع الاسعار الى مئتي دولار وقد لا ترتفع". بحسب رويترز.

وتراجع سعر برميل النفط في المبادلات الالكترونية في اسيا في حين قد تعود مصفاة النفط الاسكتلندية المتوقفة عن العمل بسبب اضراب الى الخدمة حسبما ذكر وسطاء.

وبعد ارتفاعه الاثنين الماضي الى مستوى قياسي من 119,83 دولارا خسر سعر برميل النفط المرجعي الخفيف تسليم حزيران/يونيو 22 سنتا ليصل الى 118,53 دولارا في المبادلات الصباحية.

وحول اتجاه الدول المنتجة للغاز لانشاء ناد او تجمع للمنتجين على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" قال العطية "خلال اجتماع منتجي الغاز الذي عقد في الدوحة تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية عقدت عدة اجتماعات فى الدوحة وموسكو".

برميل النفط يتجاوز عتبة 126 دولارا في نيويورك

وتجاوز سعر برميل النفط للمرة الاولى في تاريخه الجمعة الماضية عتبة 126 دولارا في نيويورك بعد ساعات من تجاوزه عتبة 125 دولارا مواصلا ارتفاعا هائلا ناجما عن القلق على العرض ومتانة الطلب والمضاربات.

وارتفاع الاسعار هائل منذ سنة تقريبا لكنه تسارع في الاشهر الاخيرة: فانتقل من مئة دولار في الثاني من كانون الثاني /يناير الى 105 دولارات في السادس من اذار/مارس الى 110 دولارات في 13 اذار/مارس. ومنذ الاثنين يتوالى تحطيم الاسعار القياسية. فبعد عتبة 120 دولارا الاثنين و121 و122 دولارا الثلاثاء وصل السعر الى 123 دولارا الاربعاء ومن ثم 124 دولارا الخميس وصولا الى 125 و126 دولارا الجمعة.

وطارت الاسعار لتصل الى 126,25 دولارا في نيويورك و124,90 دولارا في لندن.واغلق سعر البرميل في نيويورك على 125,96 دولارا وهو رقم قياسي جديد عند الاغلاق.

وساهمت اعمال تخريبية في منشآت نفطية في نيجيريا تابعة لمجموعة "شل" وتصعيد في التوتر الجيوسياسي بين الغرب وايران ثاني منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة في الارتفاع الجديد في ارتفاع الاسعار الجمعة.

لكن هذه المخاوف لم تكن الا مكونات اخيرة اضيفت الى وصفة متفجرة ادت الى تضاعف اسعار النفط في خلال سنة.

والمكون الرئيسي الموجود منذ العام 2002 هو القلق الناجم عن نمو الطلب النفطي في الدول الناشئة ولا سيما الصين مع العلم ان العرض يزيد بشكل بطيء، لذا يتقلص التوازن بين العرض والطلب سنة بعد سنة.

وفي هذا الاطار لم تتحرك منظمة اوبك لتهدئة الاسعار. ومنذ ايلول/سبتمبر ينظر الكارتل من دون ان يتحرك الى الارتفاع الهائل في الاسعار. وتخشى الدول المنتجة في اوبك ان تنهار الاسعار اذا زادت العرض في الاسواق التي تعتبر ان الامدادات فيها كافية.

واكتفى الامين العام للكارتل عبدالله البدري بالقول ان المنظمة "مستعدة للتحرك في حال كانت هناك حاجة في الاسواق الى اجراءات اضافية".

اما على صعيد الدول المنتجة غير الاعضاء في اوبك فالوضع ليس افضل. فالكثير من المنتجين يواجهون صعوبة في الحفاظ على وتيرة الانتاج لانها تواجه خطر نضوب الكثير من حقولها.

ويشير المتعاملون بقلق الى الصعوبات التي تواجهها الشركات النفطية الدولية التي سجلت في الربع الاول ركودا في انتاجها النفطي.

إيران: سعر 200 دولار لبرميل النفط "ليس بعيدا"

من جهة اخرى نقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية عن وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري قوله ان من الممكن أن يصل سعر النفط الى 200 دولار للبرميل اذا ظلت الظروف الحالية قائمة في الاسواق.

وقال نوذري للوكالة "اذا استمرت الظروف الحالية فان بلوغ فترة يتم فيها توريد النفط بسعر 200 دولار للبرميل ليس بعيدا."

وأضاف أن أسباب ارتفاع أسعار النفط الذي سجل مستوى قياسيا هذا الاسبوع تجاوز 123 دولارا للبرميل هي ضعف الدولار الامريكي والمخاوف بشأن الامدادات من نيجيريا.

وتقول منظمة أوبك التي تمد العالم بنحو 40 في المئة من احتياجاته النفطية ان عوامل أخرى غير العرض والطلب هي السبب في ارتفاع السعر الى مستويات قياسية.

وقال نوذري "في الواقع فان الدولار الامريكي انخفض... ويرتبط سبب اخر بالمشاكل في انتاج نيجيريا من الخام."

وأظهر مسح أجرته رويترز الاسبوع الماضي أن امدادات منظمة أوبك انخفضت في ابريل نيسان الماضي الى 31.64 مليون برميل يوميا لتسجل أدنى مستوى لها هذا العام بسبب اضراب عن العمل خفض انتاج نيجيريا بالاضافة الى تراجع انتاج كل من السعودية وإيران.

الاضطرابات السياسية وتراجع الدولار اهم الاسباب

واكد خبيران نفطيان اليوم ان الموجة الاخيرة من الارتفاع في اسعار النفط تعود الى اسباب عديدة اهمها انخفاض سعر صرف الدولار وتزايد حدة التوترات السياسية والامنية في العديد من مناطق العالم.

وكان سعر برميل النفط بلغ خلال تعاملات امس الاربعاء في نيويورك 93ر123 دولار اما سعر برميل برنت النفط المرجعي لبحر الشمال تسليم يونيو فقد بلغ 78ر122 دولار خلال جلسة الاربعاء في لندن واجمالا ارتفع سعر النفط سبعة دولارات خلال الاسبوع الجاري.

وقال وكيل وزارة النفط الاسبق عيسى العون لـ (كونا) ان اسعار النفط كانت فيما مضى مرتبطة بقوى العرض والطلب لكن اليوم لم يعد العرض والطلب يشكلان الا نسبة ضئيلة من العوامل المؤثرة عليها.

واشار العون الى اهمية الوضع الامني مشيرا الى التوترات الحادثة في العراق ولبنان خلال هذا الاسبوع والتي انعكست على العلاقة بين الولايات المتحدة وايران اضافة الى ارتفاع مستوى التهديد الامني لشركات النفط العالمية العاملة في نيجيريا وامريكا اللاتينية.

واوضح ان من ضمن اسباب الارتفاع ادراك العالم ان منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبيك) ليس لديها القدرة على انتاج المزيد من النفط في ظل وجود حاجة ملحة لتطوير مزيد من المشاريع وزيادة القدرات الانتاجية اضافة الى عدم حدوث أي تقدم على صعيد محاولات استكشاف الغاز في السعودية.

واشار الى ان العوامل السابقة سبب تراجع سعر صرف الدولار الذي وصفه بانه "في الحضيض ولم يعد يساوي شيئا" وزيادة الطلب العالمي خصوصا من الصين والهند مشيرا الى وجود نقص في النفط الخام والنفط المكرر على حد سواء.

ورغم ارتفاع الدولار خلال اليومين الاخيرين امام العملات الرئيسية الا ان سعره مايزال دون المستوى حيث مايزال اليورو يساوي اكثر من 5ر1 يورو.

 وكان وزير الطاقة والمناجم الجزائري خليل شكيب قال في تصريح له الشهر الماضي انه عندما ينخفض الدولار 1 في المئة يرتفع سعر النفط 4 دولارات معتبرا ان هذه هي العلاقة المباشرة التي تربط بين ارتفاع سعر النفط وانخفاض سعر الدولار.

اما عضو المجلس الاعلى للبترول موسى معرفي فاكد لـ (كونا) ان التوترات في نيجيريا خفضت صادرات هذه الدولة بمقدار 200 الف برميل يوميا كما ان هناك تخفيضا بنفس الكمية من صادرات منطقة بحر الشمال.

واضاف معرفي ان هذه الكميات تخصم من العرض العالمي الذي يمر بمرحلة توازن مع الطلب خلال السنوات الخيرة بسبب انخفاض قدرة دول اوبيك على انتاج المزيد من النفط مشيرا الى ان السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على زيادة انتاجها ومن النفط الثقيل فقط وهو نفط اقل جودة وغير مرغوب بشكل كبير في الاسواق.

واوضح ان اساس المشكلة نابع من ضعف المشاريع النفطية الكبرى خلال السنوات الاخيرة حيث ان الشركات العالمية احجمت عن تطوير حقولها او العمل في مشاريع كبرى خلال الفترة التي شهدت تدنيا في اسعار النفط اضافة الى وجود نقص في مصافي التكرير على مستوى العالم.

اوبك "مستعدة للتحرك" عند الحاجة للجم ارتفاع اسعار النفط

من جهة ثانية اعلن الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبدالله البدري ان المنظمة "مستعدة للتحرك اذا تطلبت السوق تدابير اضافية" للجم ارتفاع اسعار النفط.

وقال البدري في بيان ان "المنظمة مستعدة للتحرك اذا تطلبت السوق تدابير اضافية" مكررا ان المنظمة "تسعى الى تأمين الظروف لسوق مستقرة ومتوازنة مع اسعار تعكس الواقع وتلائم المستهلكين والمنتجين".

وردا على القلق الذي يثيره ارتفاع اسعار النفط والتي بلغت الضعف في عام واحد اكد البدري ان "لا نقص بالتأكيد في الاسواق" و"التقلب الاخير للاسعار ناتج عن التطورات التي تشهدها الاسواق المالية وتدفق اموال المضاربة على سوق النفط". بحسب رويترز.

وذكر بازدياد الاحتياطي الاميركي من النفط الخام الاسبوع الفائت مشددا على ان احتياطي منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في مستوى "مريح" ومضيفا ان "العديد من مشاريع اوبك الجديدة بدأت تدخل حيز التطبيق" وان "الانتاج المتوافر وغير المستخدم يزداد باستمرار ويتجاوز حاليا ثلاثة ملايين برميل يوميا".وتؤمن الدول ال13 الاعضاء في اوبك نحو اربعين في المئة من الحاجة العالمية للنفط.

وبلغ سعر برميل النفط لدى المنظمة الاربعاء 116,03 دولارا في حين ناهز سعر البرميل تسليم حزيران/يونيو 121,48 دولارا في لندن قرابة الساعة 16,00 تغ و98,122 دولارا في نيويورك.

 أوبك لا ترى نقصا في النفط

من جهته قال الأمين العام لمنظمة أوبك إن أسواق النفط العالمية بها معروض كاف الآن لكن المنظمة مستعدة لضخ المزيد اذا دعت الحاجة من أجل مواكبة الطلب.

وأضاف عبد الله البدري في بيان أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتي تضم 13 عضوا تحتفظ بطاقة انتاجية فائضة تتجاوز الثلاثة ملايين برميل يوميا للاستخدام عند الضرورة.ونسب اليه البيان قوله "من الواضح أنه لا يوجد نقص من النفط في السوق."ومضى يقول "المنظمة مستعدة للتدخل اذا أظهرت السوق حاجة الى أي اجراءات اضافية."بحسب رويترز.

ويأتي البيان بعد يوم من صعود أسعار النفط الخام الى مستوى قياسي بلغ 123.93 دولار للبرميل وتجدد الدعوة من الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم من أجل زيادة انتاج أوبك لكبح موجة صعود الاسعار.

وتراجعت أسعار النفط نحو دولارين بعد صدور البيان رغم تأكيده على وجهة نظر أوبك بأن عوامل خارج نطاق العرض والطلب هي التي ترفع الاسعار وأنه لا حاجة الى تعزيز فوري للمعروض.

وقال البدري "الاضطراب في بعض أسواق الاسهم العالمية والتراجع الكبير في الدولار الامريكي شجعا المستثمرين على البحث عن عوائد أفضل في السلع الاولية ولاسيما في سوق العقود الآجلة للنفط الخام .. هذا قاد الاسعار للارتفاع.

"ستواصل المنظمة بذل قصارى جهدها لتحقيق استقرار وتوازن السوق من خلال أسعار تعكس العوامل الاساسية وتناسب كلا من المنتجين والمستهلكين."

ويثير ارتفاع سعر النفط الى مستويات قياسية والذي يتوقع محللون مثل جولدمان ساكس استمراره قلق الدول المستهلكة بشأن تأثير ذلك على اقتصاداتها.

وكان مسؤول رفيع بالبيت الابيض قال يوم الاربعاء ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيطلب مجددا من منظمة أوبك زيادة انتاجها من النفط وذلك في أثناء زيارته المزمعة الى السعودية الاسبوع القادم.

والسعودية هي العضو الوحيد في منظمة أوبك القادر على إجراء زيادة كبيرة في الانتاج خلال وقت قصير. لكن البدري قال ان بعض دول أوبك لا يجد طلبا على كميات اضافية.

وقال "تشير تحركات النفط الخام الى أن بعض الدول الاعضاء غير قادرة على ايجاد مشترين لمعروضها الاضافي."

مسؤول إيراني: الدولار وليس المعروض سبب أسعار النفط القياسية

وقال مسؤول بوزارة النفط الإيرانية إن الدولار الضعيف هو السبب الرئيسي وراء صعود أسعار النفط إلى مستويات قياسية وليس الطلب أو العرض.

وقال محمد علي خطيبي نائب مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الايرانية "يجب ان ندرك ان سعر النفط ليس هو الذي زاد لكن قيمة الدولار هي التي انخفضت."

ونقل موقع وزارة النفط الايرانية على الانترنت عنه قوله "اسعار النفط في الوقت الراهن لا تتبع العرض والطلب وستعتدل حال تحسن (قيمة) الدولار."

وكان خطيبي يتحدث بعد يوم من صعود سعر الخام الامريكي في العقود الاجلة الى مستوى قياسي فوق 126 دولارا للبرميل ليرفع مكاسبه الى اكثر من 11 في المئة منذ بداية الشهر وسط مخاوف بشان معروض الوقود وموجة من مشتريات المضاربين. بحسب رويترز.

وسلطت الزيادة المستمرة في اسعار النفط الخام الضوء على منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك التي تصر منذ اشهر على انه ليس لها سيطرة على العوامل المسؤولة عن دفع الاسعار صعودا بما فيها عمليات المضاربة والدولار الامريكي الضعيف.وايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم وثاني اكبر مصدر في اوبك.

وقال خطيبي "اعتقد ان هناك علاقة مباشرة بين التراجع في قيمة الدولار والصعود في اسعار النفط" مضيفا ان اسعار النفط زادت ثمانية في المئة في الربع الاول من العام الحالي بعد تراجع الدولار بنفس قدر هبوطه في الربع السابق.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن مسؤول إيراني قوله ان إيران تستخدم اليورو والين بدلا من الدولار الأمريكي في تجارة النفط الخام.

وإيران هي رابع أكبر منتج للنفط في العالم وتسعى للحد من معاملاتها بالدولار مع تشديد الولايات المتحدة عقوباتها على طهران بسبب برنامجها النووي.وفي ديسمبر كانون الاول قال مسؤول ان 90 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية تتم بعملات غير الدولار.

وقال حجة الله غانمي فرد مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الإيرانية الوطنية للوكالة "كل تجارة النفط الإيرانية تجرى باليورو والين."

وأضاف قائلا "اتفقنا مع كل مشتري النفط الإيراني على تجارة النفط بعملات غير الدولار. في أوروبا يباع النفط الإيراني الخام باليورو وفي آسيا باليورو والين. والتعامل بالين لا يقتصر فقط على اليابان."ولم يتسن الاتصال على الفور بغانمي فرد لتأكيد النبأ.

وفي الماضي قال مسؤولون إيرانيون ان تسعير النفط لا يزال يتم بالدولار الأمريكي ولكن المدفوعات الفعلية تتم بعملات اخرى.

وذكرت إيران انها حصلت على 70 مليار دولار من صادرات النفط خلال عام حتى مارس آذار وذلك بفضل ارتفاع أسعار النفط الخام.

وبلغت أسعار النفط العالمية مؤخرا نحو 120 دولارا للبرميل في حين قالت وسائل إعلام إيرانية ان سعر الخام الإيراني تجاوز 102 دولار للبرميل.

الدول النفطية خارج اوبك عاجزة عن زيادة كميات انتاجها

وقال محللون ان الدول المنتجة للنفط غير الاعضاء في اوبك مثل روسيا والولايات المتحدة غير قادرة على زيادة حجم عرضها بشكل يكفي لخفض اسعار النفط الخام وذلك بسبب حركة طلب داخلية قوية واستثمارات ضعيفة جدا وحقول تنضب. بحسب فرانس برس.

وقال مدير تحرير مجلة "نفط وغاز عربي" فرنسيس بيران انه على المدى القصير "ليس في وسع اي دولة خارج اوبك ان تنتج اكثر. انها تبيع كل النفط التي يمكنها بيعه".

وعلى العكس فان منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) تملك احتياطي انتاج يبلغ حوالى مليوني برميل يوميا موجود خصوصا لدى المملكة حتى اذا رفض الكارتل النفطي في الوقت الحاضر ان يضخ كمية اضافية.

واوضح مايك ويتنر من بنك سوسيتيه جنرال "اننا نتوقع في فترة قريبة زيادة انتاج الدول خارج اوبك لكن الجميع يعيد النظر في توقعاته ويرى انها الى انخفاض بسبب خيبات امل هذه السنة في المكسيك وروسيا والبرازيل".

واضاف ديفيد فايف من وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مصالح الدول الصناعية في مجال الطاقة "نتوقع انتاجا مستقرا في 2011-2012". وقال بيران "هناك بعض المصادر لزيادة العرض على المدى الطويل مثل كازاخستان والبرازيل او كندا لكن يصعب عليها التعويض عن تدهور انتاج الحقول" البريطانية والنروجية في بحر الشمال.

وفي الولايات المتحدة ايضا "لا يكفي تطوير الحقول البحرية في خليج المكسيك للتعويض عن تدهور انتاج حقول اخرى اكثر قدما" كما قال.

وتعاني بعض الدول من نقص الاستثمارات مثل المكسيك حيث تدفع الشركة الوطنية "بيمكس" كل ارباحها للدولة الامر الذي يحرمها من وسائل التنقيب. وتعاني حقول اخرى تتمتع بامكانيات عالية من ظروف استغلال صعبة مثل حقل كاشاغان في كازاخستان (عمق كبير وكمية كبريت عالية وغير ذلك).

وحقل كاشاغان الذي شكل اكبر اكتشاف نفطي في العالم منذ نهاية الستينات سينتج لاحقا قرابة 1,5 مليون برميل في اليوم لكن استغلاله يتاخر باستمرار ولن يبدأ العمل قبل نهاية 2011.

وتشكل كندا مع رمالها القارية اهم احتياطي مثبت للذهب الاسود في العالم بعد السعودية لكن استغلال هذا النفط الثقيل جدا يطرح مشاكل تقنية يتاخر حلها.

اوابك: ثلث الزيادة المحققة من عوائد النفط ذهبت لدول مستهلكة

وقالت منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط (اوابك) ان نحو ثلث الزيادة المحققة من العوائد المحققة في عام 2007 ذهبت الى الدول المستهلكة للنفط على هيئة زيادة في تكلفة الاستيراد نتيجة انخفاض سعر صرف الدولار.

واوضحت المنظمة في افتتاحية نشرتها الشهرية الصادرة اليوم ان الحديث الشائع عن تزايد العوائد المالية لدى الاقطار الاعضاء نتيجة لزيادة اسعار النفط امر بحاجة الى مزيد من الايضاح.

واضاف التقرير انه "على الرغم من ارتفاع اسعار النفط في عام 2007 بنسبة 13 في المئة مقارنة بعام 2006 فان انخفاض سعر صرف الدولار مقابل اليورو والجنيه الاسترليني بنسبة 8 في المئة ادى الى ارتفاع تكاليف الاستيراد لدى الاقطار الاعضاء". بحسب كونا.

وذكر ان انخفاض سعر صرف الدولار ساهم كذلك من ضمن جملة عوامل في تراجع القوة الشرائية للدول المنتجة للنفط وانخفاض قيمة الاستثمارات العربية في الاسواق الامريكية التي تمثل حوالي 70 في المئة من اجمالي الاستثمارات العربية.

وقالت المنظمة انه مع بلوغ اسعار النفط الاسمية مستويات قياسية وهبوط سعر صرف الدولار الذي يمثل العملة الرئيسية لتسعير النفط مقابل العملات الرئيسية الاخرى عاد الحديث مجددا لدى بعض الجهات عن سلبيات تسعير النفط بالدولار في الاسواق العالمية ومطالبة بعض الدول المنتجة باستحداث نظام جديد للتسعير الامر الذي جعل السوق النفطية في حالة ترقب لما ستؤول اليه التطورات تجاه تلك المسالة.

ودعت الى التمييز بين نوعين من الانخفاض في قيمة الدولار يتمثل اولهما في الانخفاض الاسمي الناجم عن ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة نسبة الى الدول الاخرى التي تتعامل معها تجاريا والثاني في الانخفاض في القيمة الحقيقية للدولار والذي لايمكن تبريره بالفروق في معدلات التضخم. وقالت انه على صعيد الاقطار الاعضاء في المنظمة التي شكلت وارداتها من منطقة اليورو نسبة 29 في المئة من اجمالي وارداتها العالمية خلال السنوات الاخيرة فلا ريب ان انخفاض قيمة الدولار مقابل اليورو اثر بدرجات متفاوتة على الاقطار الاعضاء بناء على درجة ارتباطها التجاري ببلدان تلك المنطقة.

بيريس: تقليص الاعتماد على النفط يقلل من دعم أعداء اسرائيل

من جهة ثانية أشاد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بالسيارة الكهربائية.. السلاح الجديد الذي ابتكرته بلاده لمحاربة تهديد "الارهاب" من جيرانها في الشرق الاوسط.

وقال بيريس (84 عاما) الذي كان يحدد أولويات التنمية في اسرائيل في كلمة أمام الصحفيين الاجانب بمناسبة احتفال اسرائيل هذا الاسبوع بذكرى مرور 60 عاما على قيامها ان تقليل الاعتماد العالمي على النفط سيحد من قدرة الدول المنتجة للنفظ على تمويل أعداء اسرائيل. بحسب فرانس برس.

وقال بيريس الحاصل على جائزة نوبل للسلام والذي يشجع منذ فترة طويلة الصناعات المتقدمة تقنيا القوية الان في اسرائيل "النفط... لا يلوث الهواء وحسب وانما يشجع الارهاب كذلك."

وقال بيريس ان الزيادات المتعددة في أسعار النفط في السنوات الاخيرة ساهمت في زيادة تمويل الارهاب في الشرق الاوسط وأضاف أن مشروعا اسرائيليا لتصميم سيارة صديقة للبيئة تدار بالبطاريات فقط وكذلك خططها لتطوير الطاقة الشمسية من شأنها الاضرار بميزانيات الدول المنتجة للنفط.وقال "لن نحارب منتجي النفط... لكننا سنقدم بدائل."

واستهدف بريس ايران بشكل خاص مكررا تصريحات أدلى بها مؤخرا بأن برنامج طهران النووي وخطابها المعادي لاسرائيل قد يوجهان تهديدا لاسرائيل يفوق تهديد النازي في الثلاثينات والاربعينات.

وتتهم اسرائيل ايران وهي منتج كبير للنفط والغاز بتمويل جماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وهما عدوان لدودان لاسرائيل. وعلاقات اسرائيل بمعظم الدول العربية الكبرى المنتجة للنفط متوترة.

اندونيسيا تفكر في الانسحاب من اوبك

 واعلن الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية انتارا ان اندونيسيا يمكن ان تنسحب من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وتزيد انتاجها.

وقال يودويونو "خلال الاجتماع الاخير لحكومتنا فكرنا في مسألة البقاء في اوبك او الانسحاب منها وزيادة انتاجنا". بحسب رويترز.

وتراجع الانتاج النفطي لاندونيسيا في السنوات الاخيرة من 1,5 مليون برميل يوميا الى اقل من مليون برميل السقف الذي حددته اوبك لاندونيسيا. ويمكن ان يسمح استخراج النفط من حقول جديدة للارخبيل بانتاج اكبر من الحصة المحددة في السنوات الثلاث المقبلة حسبما اوضح الرئيس الاندونيسي.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثلاثاء 13 أيار/2008 - 6/جماد الاول/1429