الانتخابات الكويتية: طموح المرأة وحماس الشباب

شبكة النبأ: الانتخابات الخاصة بمجلس الامة الكويتي لهذا العام، بين التعديلات الخاصة بالمرشحين، في عملية دعائية واسعة لجذب الناخب وبكل الطرق والاساليب المتاحة، وبين الناخبين الجدد والذي يسمح لهم التصويت لأول مرة.

كيف سيستثمر المرشح الكويتي أصوات الشباب، وعلى ماذا سيتعمد وأي وعود سيجذبهم بها، خاصة وان الشباب الكويتي متمحس لخوض تجربته الأولى في الانتخابات.

(شبكة النبأ) في هذا التقرير الذي أعدته لكم عن سير انتخابات مجلس الأمة الكويتي، وبتفاصيل مهمة عن السبل الإعلانية والدعائية للمرشحين، مع عرض لآراء الناخب الكويتي، وعدد من الأساتذة والأكاديميين المتخصصين في المجال الإجتماعي والإداري:

متخصص يرى فرصة حقيقية لوصول المرأة في الانتخابات

كشف متخصص كويتي في شؤون الاستطلاعات الانتخابية وجود فرصة حقيقية لوصول المرأة الى مجلس الامة من خلال الانتخابات المقبلة التي ستجرى في ال 17 من الشهر المقبل.

وقال صلاح الجاسم مدير عام مؤسسة انظمة صلاح الجاسم للكمبيوتر ان هناك مرشحة لديها فرصة حقيقية للفوز بمقعد في البرلمان المقبل عن الدائرة الثالثة مؤكدا انها المرة الاولى التي تظهر الاستطلاعات التي يجريها في كل انتخابات وجود فرصة حقيقية لامرأة للوصول الى البرلمان. بحسب كونا.

واضاف، ان هناك مؤشرات معينة نستطيع من خلالها التأكيد على نجاح مرشح معين او منافسة حقيقية له او سقوطه وعدم وجود فرصة نجاح، مشيرا الى انه بارك في الانتخابات الماضية لاحد المرشحين الذين نجحوا قبل الانتخابات باسبوعين.

واكد الجاسم انه وفقا للمؤشرات والاستطلاعات التي يجريها حاليا فان هناك 30 مرشحا تقريبا حجزوا مقاعدهم في البرلمان وفوزهم محسوم من الان موضحا ان الدوائر الاولى والثانية والخامسة حسمت فيها 6 مقاعد لكل واحدة منها اما الثالثة فقد حسمت 8 مقاعد فيما الدائرة الرابعة 5 مقاعد.

وحول العينات التي يقوم باختيارها لاستطلاع ارائها قال الجاسم انه يراعي طبيعة الدائرة في اختيار العينة بحيث تشمل أطياف المجتمع الكويتي والتيارات السياسية وكذلك التقسيمات المناطقية وفقا لاعداد ناخبيها بالنسبة للدائرة موضحا ان العينات يتم استطلاع ارائها من خلال الاتصال الهاتفي المباشر مع الناخب.

وعن مدى تطابق نتائج الاستطلاعات السابقة مع نتائج الانتخابات قال الجاسم ان النتائج في انتخابات 2003 و 2006 كانت دقيقة الى حد كبير فيما كانت في انتخابات 1999 غير دقيقة في دائرتين فقط موضحا ان سبب ذلك يرجع الى عمليات شراء اصوات على حد قوله تمت في هاتين الدائرتين اثرت على النتائج حينذاك .

وفيما يخص مدى تاثير النتائج على اتجاهات الناخبين واختياراتهم اوضح ان النتائج تنشر على الموقع فقط وهو موجه بالدرجة الاولى الى المرشحين الذين يريدون معرفة قوتهم في دوائرهم وبالتالي فان تاثير النتائج على الجمهور بسيط جدا لانها لاتنشر.

واكد الجاسم ان بعض المرشحين يعرضون اموالا كبيرة للانظمة من اجل التلاعب بنتائج الاستطلاعات لصالحهم مشددا على رفضه لتلك الممارسات غير النزيهة.

وقال: الحمد لله استطعنا خلال العشرين سنة الماضية كسب ثقة كثير من الشخصيات والناس عامة، مشيرا الى وجود مرشحين اقرباء له كانوا يحصلون على نتائج متدنية في الاستطلاعات ولم يحاول التدخل لتغيير تلك النتائج.

المناعة والضغوطات النفسية التي تواجه المرشح 

اكد استشاري الامراض النفسية الدكتور ابراهيم العلي ان المرشحين القدامي الذي مروا بتجربة الانتخابات سابقا يمتلكون مناعة ضد الضغوط النفسية والمتاعب الذهنية التي تواجه المرشحين الجدد .

وقال العلي: ان المرشح الذي يخوض معترك الانتخابات لاول مرة يعاني ضغوطا قوية وقاسية لانه لم يمر بتجربة سابقة ناهيك عن ضيق الوقت وكثرة عدد الناخبين الذين يتوجب عليه توجيه رسالته لهم . بحسب كونا.

واضاف ان المرشحين بشكل عام ليس لديهم الوقت الكافي للظهور سواء في الاعلام المرئي اوالمقروء كما ان كثرة عددهم تسبب بعض المخاوف لدى البعض من عدم الفوز لاشتداد المنافسة في الدائرة الواحدة .

واوضح ان ظهور قوانين جديدة تمنع وضع اللافتات في الشوارع العامة وغيرها تؤدي الى مايسمى ب"الاحباط النفسي" لدى المرشح الذي يصيب كثيرا منهم منذ بداية قرار الترشيح فيشعر بالحزن وخيبة الامل نتيجة لاحباط فعلي وواقعي.

واكد العلي ان هناك نوع اخر من الاحباط ويسمى "الاحباط الوهمي" والذي يقوم على توهم حدوث عوائق ليس لها وجود ما يدخل الياس في نفسه فيدفعه في بعض الاحيان الى الانسحاب قبل يوم الانتخابات مبينا ان هؤلاء اعدادهم كبيرة .

وتطرق الى عدم مقدرة المرشح على تحقيق اهدافه التي رشح نفسه من اجلها لعدم قدرته على توزيع جهده وطاقته النفسية ما بين ثلاثة الاف ديوانية و100 الف ناخب فالامكانيات الفردية والقدرات الذاتية مهمة جدا لتحقيق الاهداف .

البرامج الانتخابية والطموح بالتحول الى واقع ملموس 

عندما شارك النائب السابق الراحل الدكتور احمد الربعي في مناظرة انتخابية نظمتها جامعة الكويت عام 1992 حول البرامج الانتاخبية للمرشحين قال حينها ان: ما لدي ليس برنامجا انتخابيا وانما...حلم اسعى الى تحقيقه.

لم يكن الربعي في حينه بعيدا عن الواقع السياسي عندما طرح برنامجه الانتخابي وهو يقول "انا احلم" خاصة في ظل نزول اغلب المرشحين للانتخابات بشكل فردي ومستقل ما يعني استحالة تنفيذ البرامج الانتخابية مهما كانت القدرات الذاتية لذلك المرشح.

فتنفيذ البرامج الانتخابية كما قال بعض المراقبين لمسيرة العمل السياسي في الكويت يحتاج اما الى عمل جماعي منظم من النواب يشكلون من خلاله غالبية برلمانية وكتلة مؤثرة في اتخاذ القرارت وهو عمليا من الصعب تحقيقه او ان تتشكل حكومة برلمانية تعكس توجهات النواب واطروحاتهم الانتخابية من خلال برنامجها. بحسب كونا.

ولا يشترط الدستور الكويتي بالضرورة تشكيل حكومة برلمانية لانه يجيز تعيين وزراء فيها من خارج مجلس الامة فالمادة 80 منه تعتبر الوزراء غير المنتخبين بمجلس الأمة اعضاء في المجلس بحكم وظائفهم وبالتالي بالامكان ان تشكل اعضاءها من خارج البرلمان وان تعين عضوا واحدا فقط من المجلس.

كما ان الحكومة دستوريا هي المسؤولة عن تقديم البرنامج وليس الاعضاء حيث تنص المادة 98 من الدستور على ان تتقدم كل وزارة فور تشكيلها ببرنامجها الى مجلس الأمة وللمجلس ان يبدي ما يراه من ملاحظات بصدد هذا البرنامج.

واتفق مراقبو الشأن السياسي المحلي على ان البرامج الانتخابية لا يمكن ان يحاسب عليها النائب لاعتبارات عدة من اهمها غياب النظام الحزبي في العملية السياسية والانتخابية وطغيان الجانب الفردي على عمل المرشحين في فترة الانتخابات.

واكدوا ان البرامج الانتخابية التي تطرح في الحملات في الكويت تختلف عن البرامج التي تطرحها الاحزاب في الدول التي تتشكل حكوماتها من الغالبية النيابية التي تحتوي برامجها على تفاصيل ومضامين مباشرة وواضحة قابلة للقياس من قبل الناخبين.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور غانم النجار ان عدم امكانية تطبيق البرنامج الانتخابي للمرشح لايعني ان طرحه غير مهم، موضحا ان البرنامج يمنح الناخب فرصة للتعرف على امكانيات المرشح والاولويات التي سيتبناها في حال نجاحه.

الشعارات الخاصة بالمرشحين لجذب الناخبين 

تنوعت شعارات المرشحين الرنانة التي اطلقوها على حملاتهم الانتخابية الحالية فمنها ما تؤكد على الاصلاح الاقتصادي وتنمية البلاد وتطوير التعليم في محاولة لجذب الناخبين في دوائرهم للتصويت لهم .

فمن الشعارات التي اطقلها المرشحين "إياك واليأس من وطنك" و"بسم الله نبدأ ولأنها أمانة " و"التجديد للاصلاح" و"للكويت شبابها" و "بالمعرفة والعمل والتعاون نقدر" "ماضون في الإصلاح وهدفنا التنمية" و"راح تنجح الكويت وتفوز فيكم" التي تتربع على عرش الحملات الإنتخابية التيقد تحقق للهم الغرض بالتواصل مع ناخبيهم.

ومن خلال هذه الشعارات يعتقد المرشحين انهم قد يعبرون عن توجههم السياسي والإجتماعي بشكل مختصر حيث وتعتبر الشعارات وسيلة المرشح لجذب الناخب وكسب التأييد لذا يحرصون أن تحتوي على قضايا تهم المجتمع فكلما إقتربوا من قضايا المجتمع ومشكلاته زادهم قربا من الناخبين لان التركيز على المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتي يتفاعل معها الجمهور . بحسب كونا.

وعن ما يتضمنه الشعار من كلمات قال أستاذ مقرر الاتصالات الإدارية بكلية الدراسات التجارية الدكتور عادل العوضي أن كلمة "شعار المرشح" تخلو من الدقة فمن الأفضل تسميتها "بالرسالة الانتخابية" فهي عبارة عن رسالة إنتخابية بصياغة لفظية تتضمن إعلان المرشح لرؤيته وفلسفته وأهدافه .

وعن كيفية صياغة المرشح لرسالته الانتخابية اشار الى أن هناك شروطا منها ضرور توضيح الرسالة للغرض الأساسي للمرشح ومراعاة المصلحة العامة للأفراد والمجتمع وان تكون معبرة وغير قابلة للتأويل وان تصاغ بأسلوب بسيط ومختصر .

وحول كيفية جذب الرسالة الانتخابية للناخب قال العوضي أنه لابد لها تكون جاذبة من حيث الكلمات المختارة والتعبير عن المعنى واستخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بشرط أن تطرح في الاوقات والامكان والاشكال المناسبة .

وعن التأثير النفسي لشعار المرشح على الناخب قال استاذ علم النفس بكلية التربية الأساسية الدكتور فريح العنزي أن الشعارات تأثر في سلوك الناخب في عملية اختيار المرشحين موضحا أن عملية صياغة الشعار تأتي بعد تقصي مشكلات وقضايا المجتمع فكلما ارتبط بقضايا وهموم المجتمع زاد التأثير على سلوك الناخبين.

وحول مدى تأثير شعارات المرشحين على الناخبين قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبدالله العنزي أن الناخبين نوعان النوع الأول لا يتأثر بالشعارات لأنه حدد المرشح الذي سينتخبه مسبقا .

الناخبون الجدد وعملية اختيار المرشح وفق تصوراتهم 

سن الرشد هو مصطلح يعبر عن التكليف والمسؤولية الكاملة عن الفعل وليس فقط بلوغ سن الواحد والعشرين وأيضا يعني الحصول على حق الانتخاب وممارسة الحقوق الديمقراطية التي كفلها الدستور لكل ذكر أو أنثى كويتي الجنيسية .

ومنذ الانتخابات السابقة التي أجريت في عام 2006 الى الآن هناك أعداد كبيرة من الذكور والاناث أصبحوا مؤهلين اليوم للانتخاب وهم يمثلون شريحة الشباب المتحمس المليء بالآمال في ولادة مجلس أمة جديد ناضج واع وبالغ سن الرشد السياسي .

حيث قالت الناخبة آمنة العبد الجليل انها المرة الأولى التي ستقوم بالادلاء بصوتها في الانتخابات لذلك فانها حريصة كل الحرص على اختيار المرشح الذي سيمثل دائرتها في مجلس الأمة القادم.

وتضيف العبد الجليل انه اذا كان المرشح الحالي نائبا سابقا فستهتم بمعرفة ماذا حقق في المجلس السابق وما هي انجازاته بالنسبة للقضايا التي تهمها وتؤثر عليها مثل قضايا التعليم والصحة وزيادة الرواتب والقروض وغيرها من القضايا التي تمس وتؤثر على كل مواطن كويتي .

وفي الاطار ذاته يقول الناخب حمد الزمامي ان مشاركته في الانتخابات القادمة لمجلس الأمة هي فرصة له ليعبر عن رأيه وأن يكون له دور في اختيار المرشح الذي سيمثل دائرته في المجلس القادم .

ويضيف الزمامي انه يقوم يوميا بزيارة المقار الانتخابية لمرشحي دائرته والدواووين للتعرف على المرشحين عن قرب لمعرفة برامجهم الانتخابية وخططهم المستقبلية للكويت وأهلها .

وفي السياق نفسه قالت الناخبة منى أبو الحسن ان صوتها أمانة لذلك فانها ستكون حذرة في اختيارها للمرشح الذي يستحق أن يحصل على صوتها وعلى هذا الأساس فانها تحاول قدرالمستطاع أن تتواصل مع معظم المرشحين وحضور ندواتهم .

وتضيف انها لاتمانع أن تصوت لمرشحة ان كانت ذات شخصية قوية ومثقفة ومحاورة جيدة فلم لا نعطي المرأة فرصة لتثبت نفسها .

وتقول لادن العبد الرزاق انها ستعتمد بشكل رئيس في اختيارها للمرشح على زيارتها للمقار الانتخابية وحضور الندوات لتسمع ما يناقشه المرشحون فيها والقضايا التي يركزون عليها .

المضامين المختلفة للدعايات الانتخابية

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الأمة تتسارع إيقاعات حركة الحملات الانتخابية بين المرشحين لكسب التأييد من الناخبين وتنتشر معها الدعاية الانتخابية الخاصة بالمرشحين .

وتتنوع هذه الدعايات وتأخذ اشكالا مختلفة بين مرشح واخر ومن بين اشكال الدعاية وضع شعارات وصور وملصقات للمرشحين على سيارات المواطنين لجذب الانتباه حيث تعد ظاهرة مبتكرة وجديدة رغم مخالفتها لنصوص قانون المرور .

وتنتشرالعديد من الشعارات والعبارات المختلفة التي حرص المرشحون على إبرازها في هذه الحملات الانتخابية على السيارات باشكال مختلفة لتشكل مع شعارات اخرى كوضع وتوزيع ملصقات في الشوارع أو بالقرب من المقار الانتخابية اسلوبا للتسويق والدعاية للحملات الانتخابية للمرشحين وتلفت اليها أنظار الناخبين. بحسب كونا.

ويرى صالح الهرشاني ان مثل هذه الممارسات الدعائية تشكل اضافة جديدة للتعريف بالمرشح وما يملكه من خبرات ومؤهلات عملية وعلمية .

واكد الهرشاني اهمية التزام المرشح وتقيده قبل غيره بالقوانين والالتزام بالتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية او بلدية الكويت بحظر استعمال وسائل النقل بقصد الدعاية الانتخابية للمرشحين اثناء العملية الانتخابية او حظر اقامة الاعلانات او اللافتات او صور المرشحين في الاماكن المخالفة .

وتتنوع مضامين واحجام اللوحات والملصقات التي امتلأت بها مختلف شوارع وأرصفة الكويت بشكل ملفت للنظر وبعضها يتضمن لمحة عن المرشح وصورته بينما اكتفى مرشحين اخرهم بوضع اسماءهم فقط لقناعتهم أن العمل البرلماني لا يتطلب وجود مثل هذه الشعارات.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين 12 أيار/2008 - 5/جماد الاول/1429