لا تكرروا تجربة لبنان!

عباس النوري

لكل مخلص سياسي أو كاتب ناقد أو حامد…لكل عراقي غيور لا تكرروا تربة لبنان في العراق.

أي حدث له تأثيره الإقليمي والدولي سلباً أو إيجاباً، لكن القادة المخلصين يضعون خطط سياسية لتفادي خطر الحدث، ويمارسون العمل الوطني للاستفادة من إيجابيات الحدث…وأما أصحاب المصالح الضيقة لا يهمهم هذا ولا ذاك…وهؤلاء هم أخطر من أي شيء يهدد أمن العراق وسلامة شعبه.

أن القوى العراقية المخلصة يجب أن تكون على قدر تام لتحمل المسؤولية، وما جرى من ويلات وكوارث على الأبرياء من أبناء الشعب العراقي يجب أن يتحملوا مسئوليته، فليس هناك منزه وبريء طالما هم في سدة الحكم وشاركوا في الأزمة…لكنهم وبإمكانهم نزع فتيل الفتنة الكبرى لو توجهوا لمصلحة الوطن قبل مصلحة أحزابهم، ومصلحة الشعب العراقي قبل مصلحة أعراقهم ومذاهبهم.

أنني أحمل جميع الكتل النيابية والأحزاب الوطنية داخل العملية السياسية مسؤولية المرحلة المقبلة…أنهم جميعاً أمام تجربة في غاية الأهمية أما أن يتوصلوا للعمل كفريق وطني واحد يدافع عن مصالح العراق والعراقيين ضد جميع التدخلات الأجنبية وحلفائهم من الداخل والخارج…وأما أن ينقسموا لفريقين مؤيد للعملية السياسية وفق الثوابت الوطنية واحترام حقوق الإنسان وفريق يعارض وفق ثوابت الدستور وبقوة لكن بدون استخدام السلاح وأي نوع من أنواع العنف.

لقد جرب القادة السياسيون أسلوبهم في السيطرة على أفضل وأهم مفاصل المراكز الريادية لغايات في أنفسهم، وتسابقوا من أجل الحصة الدسمة لملء خزائن أحزابهم…وتسابقوا ليثبت البعض الولاء القومي والمذهبي والأجنبي وغيره…الآن حان الوقت لكي يتطلعوا لولاء الوطن قبل كل شيء آخر. من يحتمل دماء الأبرياء، ومن له الضمير القادر على المضي في الحياة والشعب يقتل ويهجر ويشرد…والفقر يعم الكثيرين منهم. لكن الخوف كل الخوف أن تتكرر تجربة لبنان اليوم والأمس… والخوف أن يتجزأ العراق بل ويتمزق. فالأمر ليس بيد الدول الشقيقة والصديقة والتدخلات الأجنبية مما هو بيد العراقيين وإصرارهم للمضي في بناء العراق وتطوره.

هل بين القادة السياسيين المخلصين أصحاب عقل وذكاء ليكونوا فريقاً عراقياً يميل للوطن وشعبه أكثر مما يميل لميول جانبيه...؟

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 11 أيار/2008 - 4/جماد الاول/1429