مصر: عيد ميلاد رئاسي على أنقاض الاستبداد والتضخم والجوع

شبكة النبأ: كعادتهم ونمط معيشتهم البعيد عن الهم اليومي لشعوبهم، الرؤساء والحكام في الشرق وخصوصا العرب منهم، يحتفلون بأعياد ميلادهم رغم قساوة الحياة التي تقع على عاتق المواطن، غير آبهين لما تؤول إليه أحوال الشعب من تردي وحرمان وفقر وتراجع على جميع الأصعدة والمجالات كافة، وما يجره ذهولهم هذا وأنخراطهم في طغيانهم وملذاتهم من ويلات أقتصادية وأجتماعية تقع عواقبها على كاهل الفرد مباشرة مسببة له كل أزمة من شأنها أن تفتكت بمصيره الاجتماعي.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تلقي الضوء على الملف المصري وما يتحمله كاهل المواطن من تبعات اقتصادية ثقيلة لأعنف فترة تضخم تمر بها البلاد هناك:

مبارك يحتفل بعيد ميلاده وسط احتجاجات تعصف بالبلاد

يحتفل الرئيس المصري حسني مبارك بعيد ميلاده الثمانين وسط موجة من الاحتجاج الشعبي ودعوة وجهت على الانترنت للمصريين للبقاء في منازلهم للاعتراض على ارتفاع الاسعار.

واجمعت الصحف المصرية الرسمية على مديح مبارك فعنونت صحيفة اخبار اليوم: ليه نحن نحبك يا ريس. فيما اعتبرت صحيفة الجمهورية ان مبارك: بطل العدالة الاجتماعية. مذكرة باعلانه الأخير انه طلب من الحكومة العمل على رفع الرواتب بنسبة 30% لمواجهة ارتفاع الاسعار.

لكن اعلانه هذا لم يوقف سيل الرسائل النصية والرسائل الالكترونية التي تدعو الى يوم احتجاج بمناسبة عيد ميلاد مبارك الذي يحكم مصر منذ العام 1981.

ودعت مجموعة على موقع "فيس بوك" اجتذبت نحو 75 الف عضو المصريين الى ارتداء الملابس السوداء، والى ان يحاول الجميع بقدر استطاعتهم البقاء في المنازل وتعليق علم مصر ورايات سوداء. اضافة الى مقاطعة شراء اي سلع ومقاطعة الجرائد الحكومية المضللة والكاذبة. بحسب فرانس برس.

وكان محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين حركة المعارضة الرئيسية في مصر اكد ان الجماعة تؤيد يوم الاحتجاج الشعبي على ارتفاع اسعار المواد الغذائية الذي يتزامن مع ذكرى ميلاد الرئيس حسني مبارك الثمانين.

وكانت الشرطة اوقفت اسراء عبد الفتاح (27 عاما) التي دعت في السادس من نيسان/ابريل الى اضراب عام احتجاجا على غلاء المعيشة في مصر عبر موقع فيس بوك ثم افرجت عنها بعد ثلاثة اسابيع.

وولد مبارك في 4 ايار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة المتوسطة الريفية في دلتا مصر. وتدرج في الرتب العسكرية في الجيش حتى اصبح قائدا للقوات الجوية ابان حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973 التي يعتبر رسميا احد "ابطالها".

من جانبه وفي وقت سابق تعهد الرئيس المصري حسني مبارك برفع رواتب موظفي القطاع العام بنسبة 30% لمواجهة الارتفاع في اسعار المواد الغذائية وسط حالة من السخط الشعبي حيال الاوضاع الاقتصادية الصعبة بالبلاد.

وقال في خطاب متلفز، بمناسبة عيد العمال الذي يوافق الاول من مايو/ ايار كل عام، انه طلب من الحكومة ضمان ان تكون زيادرات الرواتب بنسبة 30 في المئة العام الحالي وليس 15 في المئة كما هو معتاد.

واضاف مبارك، الامر المهم هو العمل على توازن الاجور وارتفاع الاسعار. ولهذا الغرض طلبت من الحكومة تطبيق زيادة في الاجور قدرها 30 %".

يذكر ان مصر شهدت في الشهور الاخيرة عددا من الاضرابات والاحتجاجات ضد تدني الاجور والارتفاع الكبير في الاسعار، حيث ارتفعت اسعار بعض المواد الغذائية حوالي 50% خلال العام الماضي.

كما تعاني مصر من ازمة حادة في الخبز جراء ارتفاع تكلفة القمح في الاسواق العالمية والارتفاع الصاروخي في نسب التضخم.

وتضاعفت اسعار الخبز في المخابز الخاصة في الشهور الاخيرة فيما شهدت المحافظات المصرية، مصادمات ومشاجرات عنيفة بسبب التزاحم للحصول على الخبز في العديد من المخابز الواقعة في المناطق التي يقطنها مواطنون من ذوي الدخل المحدود ونجم عنها مقتل نحو 10 اشخاص على الاقل وإصابة العشرات بجروح.

وقد شكل الغلاء وتدني الاجور دافعا رئيسيا وراء تحرك الداعين لاضراب 6 ابريل حيث طالب هؤلاء بتحسين الاجور بما يتناسب مع تضخم الاسعار، ووضع اجراءات لمكافحة ارتفاع الاسعار.

وقد دعت قوى معارضة ونشطاء سياسيون غالبيتهم من الليبراليين واليساريين الى اضراب آخر في الـ4 من مايو/ ايار المقبل، والذي يوافق عيد الميلاد الثمانين للرئيس المصري حسني مبارك.

جمال خليفة لمبارك والاحزاب تتنافس على السلطة

يحكم الرئيس حسني مبارك الذي يحتفل بعيد ميلاده الثمانين مصر وهي أكثر البلاد العربية سكانا منذ 27 عاما ولا خلفا واضحا في الأُفق.

ومبارك واحد من أقدم قادة الدول في العالم ولم يشهد أكثر من 60 في المئة من سكان بلاده رئيسا لها غيره.

ويأتي عيد ميلاد مبارك الثمانين فيما تقف حكومته للإصلاح الاقتصادي في موقف دفاعي بعد اتهامها بالفشل في السيطرة على الأسعار وقمع المعارضة الشرعية وزيادة الأغنياء ثراء على حساب الفقراء.

ومن الصعاب الرئيسية التي تواجه الرئيس مبارك في ولايته الرئاسية الخامسة البالغ مدتها ستة أعوام هي ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الحضر 14.4 في المئة خلال عام حتى نهاية مارس اذار وهو أعلى معدل تضخم في ثلاث سنوات. بحسب رويترز.

وارتفعت أسعار السلع الغذائية بما يصل الى 50 في المئة في ضربة قوية للفقراء الذين ينفقون جزءا كبيرا من مدخولهم على الطعام. ورد مبارك على ذلك باقتراح زيادة نسبتها 30 في المئة في مرتبات موظفي الحكومة والقطاع العام الذين يبلغ الحد الأدنى لأجورهم حوالي 300 جنيه في الشهر (56 دولارا). وطلب من حكومته تدبير الموارد اللازمة لهذه الزيادة في المرتبات.

من جانبها ألتزمت الحكومة المصرية بتوفير الخبز للفقراء بأسعار مدعمة تبدأ من خمسة قروش (سنت أمريكي واحد) للرغيف الصغير. لكن حدثت أزمة في الخبز الرخيص في الشهور الأخيرة حيث زاد الطب عليه مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاخرى ولان الفروق السعرية الكبيرة مع أسعار القمح في السوق الحرة شجعت على تحويل الدقيق المدعم لاستعماله في منتجات أخرى وتحقيق ربح من فروق الأسعار.

وكانت الحكومة بطيئة في توقع الأزمة لكنها عملت لاحقا بنشاط لزيادة الانتاج ووقف تهريب الدقيق كما أقامت مراكز توزيع.

وفي هذه الأثناء لم يعين مبارك مطلقا نائبا للرئيس كما يجيز الدستور ولم يعلن عن أي شخصية مفضلة لخلافته. ويرجح المصريون أن المرشح المفضل لدى مبارك هو ابنه جمال (44 عاما) المصرفي السابق والعضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

لكن اذا توفي مبارك وهو في الحكم على غير توقع فان مرشحين منافسين يمكن أن يظهروا لتحدي مسعى جمال للخلافة. وموقف الجيش الذي جاء منه كل رؤساء مصر ليس معروفا.

وعانى مبارك بعض المشاكل الصحية البسيطة على مر السنوات أهمها كان مشاكل في الظهر عام 2004 لكن صحيفة البديل اليسارية قالت انه ظل واقفا لمدة 44 دقيقة متصلة خلال الاحتفال بعيد العمال مؤخرا.

وعلى مر أكثر من عام نظم العمال اضرابات في عشرات المصانع في مختلف أنحاء البلاد مطالبين بأجور أعلى لموجهة تكاليف المعيشة المرتفعة. وكانت مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل وهي مركز لصناعة النسيج في البلاد احدى بواتق الاضطرابات العمالية حيث شارك ألوف في احتجاجات مناوئة للحكومة يومي السادس والسابع من أبريل نيسان.

وفي مشهد مصور ويشاهد كثيرا على موقع يوتيوب YouTube على الانترنت أسقط محتجون في الميدان الرئيسي في المحلة الكبرى صورة كبيرة لمبارك ومزقوها. وقتل ثلاثة أشخاص وأُصيب أكثر من 150 خلال اشتباكات مع الشرطة.

اما الجانب الآخر غير العمالي يظهر في مواجهة حركة اسلامية قوية معارضة فشل مبارك في اجتثاثها بالقمع وفي دمجها داخل نظام سياسي مفتوح. وبدلا من ذلك جعلها تقف على شفا الشرعية فأعطاها بعض حرية الحركة لكنه يقمعها كلما شعر بتهديد. وكانت نتيجة ذلك توترا مستمرا وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان وتلاعبا منهجيا في الانتخابات وتقلصا لدور القانون. والمُرجح أن خليفة مبارك سيرث هذا المستنقع.

وفي ظل الحكومة التي تشكلت عام 2004 ينمو الاقتصاد بمعدل يصل الى سبعة في المئة سنويا. لكن كثيرا من المصريين يقولون انهم لا يشعرون بآثار ذلك وقالت الأمم المتحدة ان نسبة المصريين الذين يعيشون في فقر مدقع زادت في السنوات الخمس الاولى من العقد الحالي. وكما هو الحال في دول نامية كثيرة فان التفاوت كبير بين الأغلبية الفقيرة والصفوة الثرية التي بدات في الانتقال من القاهرة الى مجتمعات مغلقة تضم القصور والحدائق. وتقول الحكومة ان ثمار النمو لن يشعر بها الفقراء قبل مرور سنوات.

وعلى الصعيد الخارجي للعلاقات المصرية الدولية وفي ظل الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة ينظر مبارك بعين القلق الى ما يجري على حدود مصر مع القطاع قلقا من أن يعاود مئات الالوف من الفلسطينيين التدفق على مصر كما فعلوا في يناير كانون الثاني.

وتحاول حكومته التوسط في هدنة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لكن نفوذه محدود وفرص تحقيق نجاح طويل الاجل وصفت بانها ضئيلة.

وسياسة مبارك القاضية بالابقاء على الحدود مغلقة لا تحظى بشعبية في الداخل وتعزز وجهة النظر التي تقول انه متساهل بدرجة كبيرة مع اسرائيل والولايات المتحدة.

ومبارك واقع أيضا تحت ضغط مستمر من اسرائيل وواشنطن لمنع تهريب أسلحة ومتفجرات من مصر لغزة وهو شئ تقول حكومته انها تفعل كل ما بوسعها لوقفه.

مجلس الشعب يوافق بالاغلبية على زيادة في أسعار الوقود

وافق مجلس الشعب المصري على زيادات حادة في أسعار الوقود والسجائر ورسوم تراخيص السيارات اقترحها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لتدبير اعتمادات لزيادة في مرتبات العمال والموظفين أعلنها الرئيس حسني مبارك مؤخرا.

وقال فتحي سرور رئيس المجلس بعد اقتراع أجري نداء بالاسم عقب مناقشات حامية ان 297 نائبا وافقوا بينما اعترض 76 في مذكرة مكتوبة قدموها اليه.

ويتمتع الحزب الوطني الذي يرأسه مبارك بأغلبية كبيرة في مجلس الشعب الذي يتكون من 454 مقعدا منها عشرة تشغل بالتعيين. وتشغل جماعة الاخوان المسلمين التي تمثل اكبر كتلة معارضة 87 مقعدا.

وقال خبراء ان بعض الاجراءات مثل زيادة أسعار الوقود ستزيد التضخم المرتفع بالفعل وستمحو بعض تأثيرات الزيادة في الاجور التي قررها مبارك بنسبة 30 في المئة من أساس الاجر.

وكانت لجنة الخطة والموازنة بالمجلس التي يهيمن عليها الحزب الوطني وزعت على نحو مفاجئ في بداية جلسة تقريرا يقول ان سعر البنزين درجة 90 أوكتين سيزيد بنسبة 35 في المئة ليصل الى 1.75 جنيه مصري (33 سنتا أمريكيا) للتر.

وكان مبارك أعلن زيادة الراتب الاساسي للعاملين في القطاع العام بنسبة 30 في المئة بشرط توفير التمويل اللازم وألا تؤدي الزيادة الى تفاقم عجز الموازنة. وجاء الاعلان في خطابه بمناسبة عيد العمال وسط موجة من السخط الشعبي على ارتفاع الاسعار.

وقال أحمد عز مسؤول التنظيم في الحزب الوطني الديمقراطي ورئيس لجنة الخطة والموازنة ان الحكومة تتقدم بحزمة اجراءات تستهدف زيادة الايرادات ليتسني زيادة أجور العاملين في القطاع العام.

وأضاف ان الحكومة تنفق الان 111 جنيها شهريا على دعم صاحب السيارة المتوسطة الذي يستهلك 100 لتر بنزين شهريا.

وجاءت أكبر زيادات في رسوم استخراج تراخيص السيارات الفاخرة. وسيدفع صاحب السيارة التي تزيد سعة محركها عن 2030 سي.سي رسما سنويا يعادل اثنين بالمئة من قيمة السيارة ارتفاعا من 500 جنيه في الوقت الحالي.

وسيزيد سعر البنزين عالي الاوكتين بمعدل أكبر من الانواع الاخرى حيث سيرتفع سعر البنزين درجة 95 أوكتين بنسبة 57 بالمئة الى 2.75 جنيه للتر. كما سيزيد سعر وقود الديزل (السولار) والكيروسين 47 بالمئة الى 1.10 جنيه للتر.

وسيرتفع سعر السجائر الاجنبية بما يصل الى 20 بالمئة مقارنة مع زيادة تبلغ نحو 10 في المئة في أسعار الانواع المحلية. بحسب رويترز.

واقترح التقرير زيادات تصل الى 57 بالمئة في سعر الغاز الطبيعي الذي تدفعه الصناعات التي تعتمد بشدة على الطاقة وفرض رسم استخراج يبلغ 27 جنيها على طن الطفلة المستخرجة من المحاجر والغاء الاعفاءات الضريبية على بعض الصناعات.

وقال رئيس الوزراء احمد نظيف في مؤتمر صحفي ان زيادات الاسعار ستحقق 12 مليار جنيه للميزانية لسداد زيادات الاجور المتوقعة والمساعدة في معالجة ارتفاع تكاليف الطاقة العالمية.

ولدى سؤاله عما اذا كانت زيادات الاجور ورفع الاسعار سيؤثر على التضخم قال نظيف ان ذلك لن يترك اي اثر سلبي على التضخم لان الاموال اللازمة لتمويل الاجور تأتي من موارد حقيقية.

وكان نظيف قال في كلمة في جلسة المجلس: التأثير لن يزيد على عشرة في المئة مما سيحصل عليه محدودو الدخل (من علاوة المرتبات).

وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية نقلت عن نظيف في وقت سابق قوله اثناء زيارة لمحطة سكك حديد مصر بالقاهرة انه: لا يوجد هناك اي خطة لزيادة الاسعار ولكن هناك خطة لاحتواء زيادة الاسعار من خلال الاجراءات التي تتخذها الحكومة.

وكان وزير المالية يوسف بطرس غالي قد ابلغ رويترز الشهر الماضي أن زيادة الرواتب لن يكون لها تأثير تضخمي اذا تمكنت الحكومة من ايجاد مصادر اضافية لتمويلها.

وسيوفر رفع أسعار الوقود للحكومة مليارات الجنيهات التي تنفقها الان على دعم الوقود الذي ينتظر أن تصل كلفته الى 57 مليار جنيه في السنة المالية التي تنتهي في 30 يونيو حزيران.

وتريد الحكومة رفع أسعار البنزين منذ أعوام قائلة ان المستفيد الرئيسي من الدعم هم الاغنياء من أصحاب السيارات الفارهة.

من جانبه قال أنجوس بلير رئيس الابحاث في بيلتون فاينانشال: من الواضح أنه عند رفع أسعار المنتجات الاساسية سيكون هناك تأثير مباشر على التضخم. وربما يدفع قطاعات اخرى الى رفع أسعارها لانه عند ارتفاع التضخم يصبح من الصعب خفضه.

وقال هاني الحسيني وهو خبير ضرائب وعضو كبير بحزب التجمع اليساري المعارض انه ينبغي للحكومة بدلا من رفع الاسعار أن تزيد الضرائب على الشركات وتفرض ضرائب "استثنائية ومؤقتة" على الارباح الهائلة في القطاع العقاري المزدهر.

وجاء اقتراح مبارك بزيادة أجور القطاع العام ردا على ارتفاع اسعار الغذاء العالمية وهو ظاهرة مدفوعة في أغلبها بأوضاع السوق العالمية وليس بعوامل محلية.

وبلغ التضخم الشهري في المدن في مصر 14.4 بالمئة في مارس اذار مسجلا أعلى مستوى في ثلاث سنوات.

وقال نواب مصريون معارضون ان الفقراء سيتحملون أعباء الزيادة في الاسعار محذرين من امكانية حدوث اضطرابات اجتماعية.

وحذر عضو مجلس الشعب حمدين صباحي من ان اقرار الزيادات: معناه اشعال نار الاسعار في الشارع المصري.

وأضاف للصحفيين على رصيف الشارع أمام أحد أبواب المجلس: الفقير في مصر سيدفع فاتورة مضاعفة لوعد الرئيس مبارك بعلاوة (في مرتبات الموظفين والعمال بنسبة) 30 في المئة. أعطيت (العلاوة) بالشمال والحكومة الان تأخذ أضعافها باليمين. هذه الحكومة تضع الكبريت بجوار البنزين وتهيء مصر لانفجار اجتماعي بسبب الفقر والاحباط.

وصباحي وكيل لمؤسسي حزب الكرامة العربية وهو حزب ناصري فشل لسنوات في الحصول على ترخيص بالنشاط من لجنة شؤون الاحزاب التي يهيمن عليها الحزب الوطني.

وقال النائب المستقل جمال زهران: عندما يقتربون من أسعار البنزين والسولار والكيروسين ترتفع جميع الاسعار.

وأضاف، هذا الوضع يذكرني بما حدث ليلة 18 و19 يناير (كانون الثاني) سنة 1977. زادت الاسعار بالليل حتى فوجئ الجميع بمظاهرات عارمة من الشعب المصري نتيجة رفع الاسعار.

وقتل وأصيب المئات في اضطرابات الطعام عام 1977 وتراجعت الحكومة عن الزيادات المفاجئة في الاسعار. وارتفاع أسعار السلع الاساسية مشكلة كبيرة للمصريين الفقراء لانهم ينفقون نسبة أكبر من دخولهم على الطعام.

وقال النواب المعارضون ان الحزب الوطني ارتكب مخالفة بعرض تقرير لجنة الخطة والموازنة في جلسة مجلس الشعب. وأضافوا، أن اللجنة أعدت تقريرها دون حضور أعضائها من المعارضة كما عرض التقرير على المجلس دون المهلة التي لا تقل عن 48 ساعة قبل مناقشته ليتاح للاعضاء الاطلاع عليه.

وقال عضو اللجنة أشرف بدر الدين الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين: هناك أربعة أعضاء من المعارضة لم يدع أي منهم من أجل اخراج هذا المشروع المعروض على المجلس اليوم.

لكن رئيس المجلس فتحي سرور قال ان الضرورة تبيح عرض تقرير على المجلس بشكل مفاجئ. وطلب من أعضاء المجلس الموافقة على عرض التقرير فوافقت الاغلبية.

وقال بدر الدين: الحكومة تحابي الاغنياء والمستثمرين وكبار رجال الاعمال من خلال هذه الاقتراحات.

ووصف محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الاخوان المسلمين الذي تحدث الى الصحفيين خارج المجلس خلال انعقاد الجلسة اقتراحات زيادة الاسعار بأنها: مؤامرة على الفقراء. وقال: هذا يوم عصيب. يوم أسود في تاريخ الشعب المصري لانه تزاد فيه الاسعار.

فشل الدعوة لاضراب عام في يوم ميلاد مبارك

اعترف مصريون دعوا لإضراب عام يوافق عيد ميلاد الرئيس حسني مبارك بالفشل وقالوا انهم سيبحثون عن بدائل للفترة المقبلة بينما قال محللون ان الاستجابة الضعيفة للإضراب دليل جديد على فشل المعارضة في تعبئة الشارع.

وفتحت المدارس والجامعات في القاهرة أبوابها من ساعات الصباح الأولى وازدحمت الشوارع بالسيارات لكن الشرطة تحسبت لاحتمال تنظيم احتجاجات فانتشرت بأعداد كبيرة في وسط المدينة.

ووجه الدعوة للاضراب قبل حوالي أسبوعين أفراد يقولون انهم شبان مصريون في موقع (فيس بوك) Facebook على الانترنت وطالبوا المصريين بالبقاء في بيوتهم وارتداء ملابس أو شارات سوداء. وأيَدت الدعوة جماعة الاخوان المسلمين أقوى جماعات المعارضة في مصر وجماعات معارضة أخرى صغيرة.

وكتب أحد الداعين للإضراب في موقع فيس بوك أنه يرى أن الإضراب لم يحقق النجاح الذي كان يتوقعه. بحسب رويترز.

وقال: ان الاضرابات فقدت التجاوب من المواطنين. مضيفا، لن نسكت وهنشوف بدائل للإضراب. سننزل إلى الشارع ونعمل اعتصامات ومظاهرات سلمية لازم العالم كله يشوفنا.

لكن داعية آخر للاضراب قال ان الدعوة حققت نجاحا مسبقا معتبرا أنها كانت وسيلة ضغط جعلت مبارك يقرر زيادة مرتبات الموظفين والعمال بنسبة 30 في المئة بالمقارنة مع زيادة تتراوح بين عشرة في المئة و15 في المئة كل عام.

ويظهر على الموقع أن أعضاء المجموعة التي دعت للاضراب تجاوز 74 ألف مشترك لكن يُرَجح أن كثيرين منهم اشتركوا فيها بدافع الفضول أو المتابعة أو إحباط الدعوة.

وقال محللون ان سنوات من الحكم الاستبدادي أضعفت مختلف جماعات المعارضة وأسهمت في شعور بالعزوف السياسي في مصر التي يرأسها مبارك منذ عام 1981.

وقال عمرو الشوبكي وهو محلل سياسي ان فشل الدعوة للاضراب بينت أن الإخوان المسلمين أيضا ليس لهم تأثير على "الأغلبية الصامتة" من المصريين الذين ليس لهم انتماء سياسي.

واهتزت هيبة المؤسسة الحاكمة في مصر في العام المنصرم من خلال عدد غير مسبوق من الاضرابات العمالية المطالبة بأجور أعلى لمواجهة التضخم الذي بلغت نسبته 14.4 في المئة في العام الذي انتهى بشهر مارس اذار.

وقالت نعيمة عبد الحميد (50 عاما) وتعمل موظفة في مدينة الاسماعيلية احدى مدن قناة السويس: حذرونا منذ الاسبوع الماضي بعدم الغياب والا نتعرض لتحقيق. وأضافت، الادارة فيها 15 موظفا لم يتغيب أحد منهم.

وعلق أعضاء في مجلسي الشعب والشورى ومجالس محلية في مدينة الاسكندرية الساحلية ينتمون للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لافتات تأييد لمبارك في الشوارع وكانت هناك كثافة في الاجراءات الامنية في الميادين والشوارع الرئيسية بالمدينة كباقي المدن المصرية تقريبا.

ووجه داعون للاضراب اللوم الى جماعة الاخوان المسلمين لما قالوا انه اشتراك شكلي من جانبها في الاضراب.

وقال مشترك: هم فين يا عم الاخوان؟ النهارده خمس ساعات فاتوا ولا حس ولا خبر ولا شفنا جنس مخلوق أضرب. وتساءل، هل هم أضربوا لكن عددهم موش باين فى الزحمة؟

وانضمت جماعة الاخوان المسلمين الى الدعوة للاضراب العام التي بدأها يساريون وليبراليون. وقال المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف في بيان: يرى الاخوان المسلمون أنهم مع حركة الاحتجاج السلمي التي تطالب بحل الازمات ومواجهة الاوضاع المتردية التي يعاني منها الشعب.

وقال محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الاخوان ان المصريين لا اعتياد لهم على الاعمال الجماعية. وأضاف، رأينا احتجاجات اجتماعية بين الاطباء والعمال والمدرسين. نريد أن تتوحد هذه الحركات لا أن تتفرق.

وقال شهود عيان ان المحلة الكبرى خلت تقريبا من المارة في ساعات الصباح الاولى بعد أن تحولت الى ما يشبه ثكنة عسكرية لانتشار قوات الأمن فيها بأعداد تبدو غير مسبوقة.

وقال الشهود ان متاجر كثيرة في المدينة التي يصل عدد سكانها الى مليون ونصف المليون نسمة فتحت أبوابها في وقت متأخر.

وقال شاهد: كل 50 مترا تجد سيارات محملة بقوات مكافحة الشغب وعددا من الضباط يجلسون الى جوارها في وضع استعداد (لاحتمال تجدد المصادمات).

وقال مدير مكتب قناة الجزيرة في القاهرة حسين عبد الغني: ان قوات الامن منعت طاقمين تابعين للقناة من دخول المحلة الكبرى ليومين.

وقال سكان ان قوات الامن تقوم منذ يومين بعمليات احتجاز عشوائية في المدينة وان عدد من ألقت القبض عليهم يصل الى 200 شخص. لكن متحدثا باسم وزارة الداخلية قال انه لا علم له بالقبض على أشخاص. لكن مصادر أمنية قالت ان السلطات تنفذ منذ أيام حملة لالقاء القبض على هاربين من تنفيذ أحكام قضائية.

وقال السكان ان قوات الأمن فتشت متاجر في المحلة الكبرى وصادرت القمصان السوداء فيها.

ونقلا عن أحد السكان قوله ان القوات حذرت أصحاب المصانع من وضع أي شارات سوداء على مصانعهم.

ونظم حوالي 20 نشطا من أعضاء الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" والحزب العربي الديمقراطي الناصري مظاهرة أمام مبنى نقابة المحامين بالقاهرة رددوا خلالها هتافات من بينها (الاضراب مشروع مشروع ضد الظلم وضد الجوع).

وفي مدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية في دلتا النيل شارك النشط في حركة كفاية ممدوح النظامي في الاضراب بتعليق لافتة سوداء على متجر جلود صغير يمتلكه وعليها عبارة (معا ضد الفساد والاستبداد والغلاء) كما وضع شارة سوداء على سيارته التي وقفت أمام المتجر المغلق. وكان باديا أنه المضرب الوحيد في المدينة.

عائدات السياحة المصرية تصل الى 12 مليار دولار

تسعى مصر الى زيادة عائداتها السياحية بنسبة 26% في غضون ثلاثة اعوام لرفعها من 9,5 مليارات دولار في 2007 الى 12 مليارا في 2011 بحسب مشروع وضعه وزير السياحة زهير جرانة واوردته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية السبت.

والمشروع الذي يدعو الى تشجيع قدرات القطاع السياحي يحدد هدفا يتمثل في تحقيق الظروف المؤاتية لاستقبال 14 مليون سائح من الان وحتى 2011 مقابل 11 مليون سائح العام الماضي وهو ما يفترض قدرة استيعاب فندقية من 240 الف غرفة.

وينص المشروع ايضا على زيادة عدد الليالي في غضون ثلاثة اعوام الى 140 مليون ليلة مقابل 112 مليونا في العام 2007. بحسب فرانس برس.

وفي مصر تسهم السياحة بما يصل الى 11,3% من اجمالي الناتج الداخلي وتمثل 3,19% من العائدات بالعملات الصعبة. ولجمع الاموال الضرورية لتحقيق هذا الهدف الطموح تعتزم الحكومة اخيرا ان توجه دعوة الى المستثمرين في القطاع الخاص وتحد من دور الدولة في الاشراف والتخطيط.

وتعتزم مصر ايضا تنويع منتجاتها عبر جذب نوع جديد من الزبائن المهتمين خصوصا بسياحة تحترم البيئة او السياحة الطبية.

مصر تطالب شركات المحمول بتسجيل المشتركين لديها

قال مسؤولون مصريون وشركات للهاتف المحمول إن السلطات المصرية طلبت من شركات المحمول منع تزويد الخدمة لمشتركين مجهولين كاجراء أمني عام وبدأت شركتان على الاقل جهودا للالتزام بذلك الطلب.

يأتي ذلك التحرك فيما تحاول مصر مكافحة موجة من السخط العام بشأن زياة الاسعار وتدني الاجور اثارت سلسلة من الاضرابات العمالية والمناهضة للحكومة والتي نظمت الى حد كبير بواسطة الهاتف المحمول والانترنت.

ومن المتوقع ان يؤثر التحرك على عدة مئات ألوف من العملاء الذين لم يسجلوا اسماءهم وعناوينهم عند شراء خطوط الهاتف المحمول وهم حصة لا تزال صغيرة من اجمالي المشتركين في اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.

وقال وزير التجارة الخارجية والصناعة رشيد محمد رشيد في مؤتمر صحفي إن جميع من يستخدمون الهاتف المحمول يجب ان يكونوا معروفين مضيفا ان ذلك التحرك ضروري "للامن العام". بحسب رويترز.

وقال متحدث باسم فودافون مصر احدى ثلاث شركات لتشغيل المحمول في البلاد ان الشركة بدأت وقف خدمة الرسائل النصية للمشتركين المجهولين وطلبت منهم التقدم ببياناتهم.

وربطت منافستها موبينيل ذلك التحرك بخطط الحكومة الرامية للاحتفاظ بأرقام الهاتف المحمول والتي ستمكن المشتركين من تغيير شركات توفير الخدمة مع الاحتفاظ بأرقامهم الاصلية.

وقال مسؤول علاقات المستثمرين بموبينيل ان الشركة تتصل بمشتركيها لتحديث بياناتهم لكي يتجنبوا مزيدا من تعليق الخدمة او وقفها تماما في المستقبل.

وقالت الشركتان انهما تعملان بناء على طلب من الحكومة المصرية. ولم يتسن الحصول على رد من "اتصالات" ثالث شركة لتشغيل المحمول في مصر.

من جانبه قال المحلل السياسي اليجاه زروان المقيم في القاهرة ان هناك: اسباب امنية مشروعة وراء التحرك اجهزة تنظيم الاتصالات لكنه عبر عن تشككه بشأن التوقيت.

وتابع زروان، يثير التوقيت الشكوك لانه يتزامن مع الدعوات للاضراب. اعتقد انه مقلق.

وقال في اشارة الى اضراب السادس من ابريل نيسان: في الاضراب الاخير اشترى منظموه هواتف خلوية جديدة لهذه المناسبة خصيصا وكانوا حريصين للغاية على عدم التحدث من هواتفهم الخاصة بافتراض انها مراقبة بالفعل.

وربطت صحيفة المال المصرية المعنية بشؤون المال والاعمال التحرك بشأن المشتركين بمخاوف من اساءة استخدام الخطوط مجهولة الصاحب في "اعمال ارهابية". ولم يصدر تعليق فوري عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي قدم الطلب.

ونفذ متشددون اسلاميون هجمات بالقنابل على مناطق سياحية في شبه جزيرة سيناء بين عامي 2004 و 2006 مما ادى الى اعتقالات جماعية وحملة امنية. ولم تتكرر الهجمات.

كما حاولت مصر قمع الاعتراض السياسي السلمي في السنوات الاخيرة مطلقة موجات من الاعتقالات التي استهدفت في الاساس جماعة الاخوان المسلمين المعارضة لكنها شملت ايضا المدونين والناشطين المعارضين للحكومة.

شم النسيم في الحدائق العامة والتقليد الفرعوني القديم

خرج ملايين المصريين الى المتنزهات والحدائق العامة وشواطيء النيل للاحتفال بعيد شم النسيم.

والاحتفال بشم النسيم تقليد فرعوني قديم يعود تاريخه الى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد لكنه ظل مستمرا على مر العصور واكتسب تقاليد من الثقافة المصرية على مر الزمن.

واعتاد المصريون مسيحيون ومسلمون تناول أغذية تميز هذا العيد مثل الأسماك المملحة والبيض المسلوق والبصل الأخضر والخس وهي أصناف يعتقد ان قدماء المصريين كانوا يقدمونها الى آلهتهم رمزا للخصوبة والميلاد من جديد.

وقبل شم النسيم تشهد متاجر بيع الأسماك المملحة طفرة في حركة البيع مع الإقبال الكبير عليها. لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدل التضخم وأسعار المواد الأغذية يشكو بعض التجار من ركود السوق. بحسب رويترز.

وكما يحدث كل عام تسود مخاوف بشأن مدى الأمان والفائدة الصحية لتناول الأسماك المملحة ومنها "الفسيخ" الذي يقول أطباء انه قد يؤدي الى تسمم.

وتلقت أقسام الطواريء في مستشفيات القاهرة مكالمات هاتفية عن حالات تسمم وحذرت وزارة الصحة المصرية المواطنين من الافراط في تناول الاسماك المملحة.

وصادرت الشرطة في الايام القليلة السابقة على شم النسيم 25 طنا من الاسماك قالت انها غير صالحة للاستهلاك البشري.

لكن رغم المخاوف يواصل المصريون الاحتفال بهذه المناسبة التي تتخذ طابعا اجتماعيا مثل رأفت كامل الذي جاء الى حديقة اغا خان في شبرا للتنزه بصحبة الأسرة والأصدقاء.

وقالت السلطات ان خمسة ملايين مصري تقريبا يتوجهوا الى المتنزهات العامة في هذا اليوم.

وذكر محمود عبد الأعلى الذي اصطحب أسرته الى حديقة عامة صباح يوم شم النسيم ان المناسبة فرصة لنسيان الهموم.

ويعتقد ان قدماء المصريين هم أول من لونوا البيض المسلوق لاستخدامه في الاحتفالات الدينية وهو تقليد أصبح يتمسك به كثير من المسيحيين في الاحتفال بعيد القيامة.

وينتهز بعض المصريين فرصة عطلة شم النسيم للخروج من المدينة الى منطقة حدائق القناطر في شمال القاهرة في رحلات نهرية جميلة.

احتجاجات مصرية على اقامة مصنع للسماد

قال شهود عيان إن سكان محافظة دمياط الساحلية رفعوا لافتات سوداء بأعداد كبيرة على البيوت والسيارات احتجاجا على اقامة مصنع للسماد على جزيرة بالمحافظة يقولون إنه يلوث البيئة. واشترك ألوف السكان في احتجاج أمام ديوان عام المحافظة مطالبين بوقف انشاء المصنع.

وقال المحافظ محمد فتحي البرادعي للمتظاهرين بعد حوالي ساعة من تجمعهم ان قرارا بنقل المصنع الى منطقة صحراوية سيعلن قريبا.

ويجري انشاء المصنع الذي ستملك شركة أجريوم الكندية أغلب أسهمه على جزيرة رأس البر التي تبعد عن مدينة دمياط عاصمة المحافظة حوالي ستة كيلومترات كما تبعد عن مصيف رأس البر القريب حوالي ثلاثة كيلومترات. بحسب رويترز.

ومنذ أسابيع ينظم سكان بمحافظة دمياط حملة لوقف بناء المصنع قائلين ان الابخرة والعوادم الناتجة عن تشغيله ستمثل خطرا على الصحة والبيئة في المنطقة.

وقال شاهد ان اللافتات السوداء كتبت عليها عبارات منها (لا لدمار الانسان الدمياطي) و(لا لمصانع الموت).

ويقول مراقبون ان المصنع يقام على الجزيرة للاستفادة فيما يبدو من ميزات تتمثل في قرب الموقع من ميناء دمياط وحقول للغاز الطبيعي ومياه نهر النيل.

وكان الرئيس حسني مبارك ناقش اعتراضات سكان المنطقة مع عدد من مسؤولي الحكومة وطلب منهم بحث الاعتراضات.

ويوجد في الجزيرة مصنع سماد حكومي. ويقول مراقبون ان السكان يستعدون لحملة احتجاج لنقل المصنع الحكومي أيضا اذا نجحت حملتهم الحالية.

رغم فايروس انفلونزا الطيور مازالوا يحتفظون بتربية الطيور

أظهر استطلاع حكومي بمصر نشر مؤخرا أن ما يزيد على ربع المصريين الذين عرفوا بالفيروس اتش5 ان1 المسبب لمرض أنفلونزا الطيور ما زالوا يربون الطيور في بيوتهم برغم أن ذلك يمكن ان ينشر المرض القاتل.

ومصر التي أصيب فيها خمسون شخصا بالفيروس المسبب للمرض منذ ظهوره فيها أوائل 2006 هي أكثر الدول تضررا من حيث عدد الإصابات خارج قارة اسيا. ومات 22 من المصابين في مصر.

وجاء في ملخص منشور للاستطلاع أن: التربية المنزلية تعد المصدر الاول لانتقال المرض. وأضاف الملخص أن كثيرا من المصريين ما زالوا يربون الطيور.

وجاء في الاستطلاع الذي يلقي ضوءا نادرا على اتجاهات المصريين نحو المرض أن 48 في المئة من المصريين الذين كانوا يربون الطيور في بيوتهم قبل ظهور المرض منذ عامين توقفوا عن تربيتها. لكن 28 في المئة قالوا انهم ما زالوا يحتفظون بطيور في البيوت.

وبالاضافة الى ذلك أشار أكثر من ثلاثة أرباع الذين سمعوا عن مرض انفلونزا الطيور ويستهلكون الطيور الى أنهم يقومون باستهلاك الطيور الطازجة.

كما قال ثلاثة أرباع المبحوثين ان الطيور الطازجة متوافرة في كل وقت على الرغم من جهود الحكومة الهادفة لجعل الناس يتحولون الى الطيور المجمدة. بحسب رويترز.

وورد في الاستطلاع قول رجل عمره 50 عاما من محافظة سوهاج بجنوب البلاد: لا أثق في الدواجن المجمدة التي تباع وأقوم بتربية الدواجن لانها تكون امنة وسليمة.

وقالت سيدة عمرها 51 عاما من دلتا النيل شاركت برأيها في الاستطلاع: كل سكان البلد يقومون بتربية الدواجن في المنازل ولم يتوقفوا عن التربية في أي وقت.

لكن الاستطلاع أشار الى أن 40 في المئة ممن شملهم الاستطلاع خفضوا استهلاكهم من الطيور بينما توقف 16 في المئة عن تناولها منذ ظهور المرض في أكثر الدول العربية سكانا.

ومن بين من خفضوا استهلاكهم من الطيور قال 89 في المئة انهم خافوا من أن ينتقل المرض اليهم. لكن 41 في المئة قالوا انهم لم يغيروا استهلاكهم من الطيور على الرغم من أنهم علموا بالمرض.

وتعتمد حوالي خمسة ملايين أسرة مصرية على الطيور كمصدر أساسي للطعام والدخل مما جعل الحكومة تقول انها تستبعد القضاء التام على المرض برغم حملة التطعيم الواسعة التي تقوم بها.

وأظهر الاستطلاع أن 89 في المئة ممن شملهم الاستطلاع قالوا انهم مستعدون لابلاغ السلطات عن الطيور المصابة لكن 99 في المئة منهم قالوا انهم لا يعرفون رقم هاتف يتصلون به للابلاغ.

وبالاضافة الى ذلك تفاوتت ردود من شملهم الاستطلاع عن سؤال حول ما يفعلونه بطائر مريض أو ميت يصادفهم. وقال 31 في المئة منهم انهم يدفنونه بينما قال 20 في المئة انهم يحرقونه وقال 20 في المئة انهم يلقونه في سلة مهملات ولم يحدد 19 في المئة اختيارا.

ووصل عدد المتوفين بمرض انفلونزا الطيور الى 230 في العالم منذ عام 2003 وأشارت تقارير الى اصابات بالمرض في عدة دول اسيوية وأفريقية.

وأجري الاستطلاع المصري على عينة مكونة من 1100 شخص في فبراير شباط وأجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. وتبلغ نسبة هامش الخطأ في الاستطلاع 2.6 في المئة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8 أيار/2008 - 1/جماد الاول/1429