مؤتمر الكويت.. توصيات قيد التنفيذ!

بشرى الخزرجي

 ماذا ينتظر العراقيون من جيرانهم وأشقائهم العرب بعد انتهاء أعمال مؤتمر دول الجوار العراقي يوم 22/4/2008 في الكويت؟ الجارة التي نالها ما نالها من النظام البائد من اعتداء عليها وعلى سيادتها عندما قام بغزوها سنة 1990، مخلفاً دماراً وخراباً وشرخا واسعا في العلاقات العربية العربية من حيث التجاذبات التي شهدتها تلك الفترة بين مؤيد ومعارض لهذا الفعل الطائش للنظام الصدامي، وقد زهقت من جراء هذا الاعتداء الكثير من الأرواح البريئة، كان نصيب الشعب العراقي منها الأوفر تماما مثلما حصل في الحرب على الجارة إيران التي سبقت هذا الغزو بسنوات عشر! ويبدو من المواقف العربية والدول الأخرى المجاورة للعراق أن أبناء الشعب العراقي عليهم أن يدفعوا ثمن تلك الحقبة اليوم من دمائهم واستقرارهم!

فلو نظرنا في هذه المواقف نجدها مليئة بالتدخلات السلبية السافرة في الشأن العراقي إن كان سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا، فمنذ السقوط في 9/4/2003م وحتى يوم انعقاد المؤتمر الأخير والذي جاء مكملا لمؤتمرات عدة سابقة، والموقف العربي من العراق الجديد لازال غير مسؤول وغير سليم، كقيام دول بتدريب وإرسال الأجساد المفخخة بالحقد الأسود لقتل المواطن العراقي البريء في كل مكان، وتسريب سياسة التفرقة ما بين العراقيين على أساس مذهبي وعرقي، وغيرها من السياسات الخاطئة المميتة البعيدة عن الروح العربية والإسلامية.

لقد حاولت الدول العربية المحيطة بالعراق وغيرها من دول الجوار أن تظهر اهتماما بالوضع العراقي  من خلال ما خرجت به من توصيات نستطيع أن نعدها مهمة ومنصفة لو فُعّلت حقا على أرض الواقع، ومنها احترام سيادة ووحدة العراق الكاملة ودعم العراق وجهود حكومته المنتخبة في عملية استتباب الأمن، وتشجيع وتوسيع المصالحة الوطنية التي تساعد بدورها على خلق فرص المشاركة الشاملة لكل مكونات الشعب العراقي، وغيرها من النقاط التي تتحدث عن تقوية مؤسسات الدولة ومساعدة اللاجئين العراقيين الممتحنين في ديار الغربة، والمقصود هنا بالطبع لاجئو ما بعد السقوط، وإلاّ فالمبعدون عن أوطانهم قسرا أو المهاجرون بسبب بطش النظام الزائل، والذين يتوزعون المنافي منذ عقود لا أحد يذكرهم لا من قريب ولا من بعيد، و أصبحوا في خبر كان يا مكان في قديم الزمان، يُحكى أن ..!

على أية حال فالمؤتمر يبقى بالرغم من وصفه بالناجح والمميز،  حبرا على ورق إن لم تترجم جميع قراراته وتوصياته إلى واقع ملموس، وعلى رأسها شطب الديون التي ليس للشعب العراقي الذنب فيها، فلو فعلتها الدول العربية وفي مقدمتهم الجارة العزيزة الكويت المستضيفة لهذا الاجتماع وقامت بإسقاط ديونها المنهكة للعراق وشعبه حينها فقط نستطيع الإقرار بنجاح ليس المؤتمر فحسب، بل العرب في موقف تاريخي يحسب لهم لا عليهم  في خضم ما تعيشه المنطقة العربية من تحديات.

 يبقى أن نذكّر الحكومات العربية أن الشعب العراقي شعب مسالم غير عدواني كما يحاولون إظهاره في وسائلهم الإعلامية، وهو شعب متعايش بجميع أطيافه وقومياته فلا تنفع سياسة الفصل بين مكوناته فقد أثبتت فشلها على الرغم من مرور خمس سنوات مليئة بالقتل والدماء النازفة دون وجه حق، وليدرك من يهمه سلامة العراق وأمنه واستقلاله، أن العراقيين ليسوا فقط متعايشين ومتصاهرين مع بعضهم البعض بل أن الكثير منهم اختلطت أنسابهم مع أنساب العديد من أبناء الدول العربية المجاورة لاسيما دولة الكويت التي تضم بين أسرها أمهات وجدات من أصول عراقية وهو الشيء الذي يبين عمق العلاقات بين أبناء المنطقة العربية والإسلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 نيسان/2008 - 20/ربيع الثاني/1429