أمم على الإنترنت.. تأملات في الاستخدام

إعداد:علي الطالقاني*

 شبكة النبأ: تعرف الأمم والشعوب المتقدمة من خلال نتاجاتها وإبداعاتها وثقافتها، وما لهذه  العوامل من تأثير بالأمم والشعوب الأخرى من خلال التواصل بينها، وطالما أعتبر الإنترنت من بين هذه العوامل كوسيلة تسمو نحو فضاء غير محدود من المعرفة وتبادل المنفعة.

فقد شهدت الأعوام الأخيرة تطورا ملحوظا في استخدامات الإنترنت عالميا على اعتبارات عديدة منها اختصارا للمسافات والوقت وجعل العالم قرية صغيرة بإمكان أي فرد أن يغوص في بحر المنفعة من هذا الاستخدام وبالإمكان أيضا أن يكون هذا الاستخدام عاملا يطيح بالأفراد من خلال الاستخدامات الغير صحيحة.

و مصطلح "إنترنت" (Internet) هو إختصار لتعبير Interconnected network و يعني الشبكة ألمترابطة.

 و من الجدير ملاحظة أن خطأ شائعا يتمثل في المرادفة بين مصطلحات "إنترنت" و "الشبكة العنكبوتية العالمية" (World Wide Web) ، و من هنا جاءت عبارة www التي نكتبها قبل كل موقع او قبل كل عنوان لصفحة ويب ما ،إذ أن اﻷولى تعني الشبكة "الفيزيائية" المكونة من أجهزة حاسوب مرتبطة فيما بينها سلكيا (كالتي تستعمل الألياف بصرية) أو لاسلكيا (Wireless) (كالتي تستعمل الساتل) ، فيما تمثل الثانية و المعروفة إختصارا بالـ"ويب" شبكة البيانات و الموارد اﻷخرى الافتراضية المرتبطة بوصلات (Hyperlinks) أو عناوين (URL). و بعبارة أوضح فإن الويب ليس إلا أحد الخدمات التي توفرها الإنترنت مثل البريد اﻷلكتروني و نقل الملفات و التخاطب الآني.

نبذة تاريخية

الانترنت كان نتيجة لمشروع Arpanet اللذي اطلق عام 1969 ، وهو مشروع من وزارة دفاع الولايات المتحدة. أنشئ هذا المشروع من أجل ربط الجامعات ومؤسسات الابحاث لاستغلال أمثل للقدرات الحسابية للكومبيوترات المتوفرة.

وفي الأول من يناير 1983 استبدلت وزارة دفاع الولايات المتحدة البروتوكول NCP المعمول به في الشبكة واستعاضت عنه ببروتوكول TCP/IP. من الأمور التي أسهمت في نمو الشبكة هو ربط "المؤسسة الوطنية للعلوم" جامعات الولايات المتحدة ألامريكية بعضها ببعض مما سهّل عملية الإتّصال بين طلبة الجامعات وتبادل الرسائل الإلكترونية و المعلومات ، بدخول الجامعات إلى الشبكة ، أخذت الشبكة في التوسع والتّقدم وأخد طلبة الجامعات يسهمون بمعلوماتهم ورأى النور المتصفح "موزاييك"، والباحث "جوفر" و "آرشي" بل إن الشركة العملاقة "نتسكيب" هي في الأصل من جهود طلبة الجامعة قبل أن يتبنّاها العقل التجاري و يوصلها إلى ما آلت إليه فيما بعد.

لم يجري استخدام الانترنت بشكل واسع حتى أوائل التسعينات من القرن العشرين وبالرغم من توفرالتطبيقات الاساسية والمبادئ التوجيهيه التي تجعل من استخدام الانترنت ممكن و موجود منذ ما يقرب من عقد. وفي 6 آب / اغسطس ، 1991 ، وفي المختبر الاوروبي للفيزياء والجزيئات CERN ، والذي يقع على الحدود بين فرنسا وسويسرا ، نشر مشروع الشبكه العالميةالويب واللتي تم اختراعها من قبل العالم الانجليزي تيم بيرنرز لي في عام 1989.

الإنترنت في الأتحاد الأوروبي

و أشارت دراسة للاتحاد الأوروبي ، إلى أن نحو 80% من متصفحي الإنترنت بالاتحاد الأوروبي لديهم الآن نظام "الاتصال السريع واسع النطاق" لكن نحو 40% من مواطني الاتحاد الأوروبي ما زالوا لا يستخدمون الإنترنت على الإطلاق.

وطبقا لأحدث تقرير أداء لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمفوضية الأوروبية، فإن استخدام الإنترنت ينتشر بسرعة في مختلف أنحاء القارة، حيث يتصفح نحو 250 مليون مواطن بالاتحاد الأوروبي أو أكثر من نصف إجمالي السكان مواقع الشبكة العالمية."بحسب د ب ا".

ومن بين هؤلاء نحو 80% لديهم اتصال واسع النطاق بالإنترنت بارتفاع من أقل من 50% في عام 2005.

لكن لا يرسل نحو 40% من المواطنين الأوروبيين رسائل بالبريد الإلكتروني أو لا يعرفون كيفية استخدام موقع "غوغل". وتتراوح نسبة من يجهلون الإنترنت من 69% في رومانيا إلى 13% في الدنمارك وهولندا.

وتحرص اللجنة على نشر استخدام الإنترنت في جميع الدول الأعضاء، وتشير إلى أن 60% من الخدمات العامة في الاتحاد الأوروبي ليست متاحة بشكل كامل على الإنترنت.

وقالت فيفيان ريدينج مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المعلومات والإعلام، إن "بعض مناطق الاتحاد الأوروبي ما زالت متأخرة وليست متصلة بالإنترنت بشكل كامل". وأضافت "بالتالي يجب أن تعمل دول الاتحاد الأوروبي بشكل أقوى لسد الفجوات ودعم خدمات الاتصال عبر الحدود بالإضافة إلى الخدمات التي تصل أيضا إلى المناطق الريفية والنائية".

الصين تتصدر في استخدام الإنترنت

كما أفادت تقارير بأن الصين باتت الآن تحتل رأس قائمة دول العالم في مجال عدد مستخدمي الإنترنت الذين بلغ عددهم فيها 221 مليون شخص في شهر فبرابر/شباط الماضي.

وقال مسؤولون صينيون عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية في البلاد فاق الرقم المسجل في الولايات المتحدة في نفس الفترة. بحسب وكالة الأنباء "شينخوا".

وقال المسؤولون إن عدد مستخدمي الإنترنت في الصين بلغ 210 مليون شخص نهاية العام الماضي، وكان يقل بخمسة ملايين عن الرقم المسجل في الولايات المتحدة في تلك الفترة.

و "رغم التزايد السريع في عدد مستخدمي الإنترنت، إلا أن نسبة المستخدمين بالنسبة إلى العدد الإجمالي للسكان ما زال أدنى من المعدل العالمي في هذا المجال."

 يُذكر أن المعدل المسجل لمستخدمي الإنترنت في الصين قياسا بالرقم الإجمالي للسكان بلغ 16 بالمائة نهاية العام الماضي، مقارنة بالمعدل العالمي الذي سجل نسبة 19.1 بالمائة خلال نفس الفترة.

قواعد وضوابط

وكانت الصين قد وضعت عام 2002 مجموعة قواعد وضوابط صارمة تنظم عمل الشبكة، ومنها عدم السماح بفتح مقاه للإنترنت إلا على بعد 200 متر من أي مدرسة إبتدائية أو إعدادية.

كما شملت القواعد التحكم بعدد الساعات التي يمكن للطالب أن يقضيها أمام الإنترنت يوميا.

وأقدمت الحكومة خلال السنوات الماضية على إغلاق آلاف مقاهي الإنترنت في مناطق مختلفة من البلاد، وألقت القبض على مئات الأشخاص بتهم الإطلاع على مواد محظورة على الشبكة.

واحد من كل 13 يستخدم الانترنت 

وفي تقارير أشارت الى ان واحدا من كل 13 صينيا يستخدم الانترنت  قبل عشر سنين, كان الرقم لا يتعدى 50 الفا فى الصين.  واظهر استطلاع شمل نحو 2400 شخص فى خمس مدن صينية ان  متصفح الانترنت ينفق بالمعدل 2.73 ساعة على الانترنت  يوميا, يطالع الاخبار ويرسل او يستقبل رسائل البريد  الالكترونى, يمارس الالعاب, يستمع الى الموسيقى, يجمع  مواد, يجرى محادثات.

ماو وى .. مدير مركز المعلومات لشبكة الانترنت الصينية  يصف رقم مستخدمى الانترنت ال103 ملايين على انه "رقم معلم " يمثل زيادة 100 ضعف فى سبع سنين.  

بالعلاقة مع ذلك.. تم ربط 45.6 مليون جهاز كمبيوتر فى  عموم الصين بالانترنت حتى نهاية يونيو 2005 - بزيادة 25.6 بالمئة عن العام السابق.  

الاكثر اهمية.. يقول ماو ان مستخدمى شبكة الاتصالات  العريضة النطاق يشكلون نصف عدد متصفحى الانترنت -53  مليونا.  

قال وانغ ان هاى - مسؤول بمركز المعلومات لشبكة  الانترنت الصينية: " النطاق الواسع جعل الامور مريحة اكثر لمستخدمى الانترنت مع تقديم المزيد من الخدمات اليهم".  

القوة الدافعة الرئيسية لهذا التطور الانترنتى  المتسارع فى الصين بالعقد الماضى يعود الى التحفيز  الحكومى. فمنذ الاندماج الرسمى مع الشبكات العلمية فى 20  ابريل 1994 اصبح هناك مشاريع " طريق سريع للمعلومات" فى  اواخر تسعينات القرن الماضى كى تدفع الدوائر الحكومية على مختلف المستويات الى التوجه الى "اون لاين" مما ساعد  اتصال حتى الحكومات بالمناطق القصية على هضبة تشينغهاى -  التبت بالانترنت.

التجارة هى الاخرى قوة دافعة. فمع انشاء اربع شبكات  فقرية من 1994-1996 انتشرت مواقع عنكبوتية عديدة ثم حدث  فى اواخر تسعينات القرن العشرين ان ظهرت الصفحة  العنكبوتية المبهرة للشركات كى تتواصل مع مستخدمى  الانترنت كما يقول هوانغ تشنغ تشينغ السكرتير العام  لجمعية الانترنت الصينية.  

الإنترنت في العالم العربي

 الدولة    العدد التقريبي     نسبة عدد المستخدمين للسكان

مصر           6.9 ملايين           8.8%

المغرب        4.6 مليون             15.1%

السودان       6.9 ملايين               8.8%

السعودية     2.54 مليون            10.6%

العراق        2.53 مليون              10%

الجزائر           1.92 مليون        5.7%

الإمارات         1.39 مليون       35.1%

سورية             1.1 مليون          5.6%

تونس             953 ألف            9.2%

الكويت            700 ألف          25.6%

الأردن                2 مليون           52%

لبنان              600 ألف          15.4%

اليمن             330 ألف               1%

عمان              285 ألف            10%

فلسطين          243 ألف            7.9%

قطر              219 ألف          26.6%

ليبيا              205 ألاف           3.3%

البحرين          155 ألف         20.7%

الصومال          90 ألف            0.7%

موريتانيا           20 ألف           0.5%

جيبوتي            10 ألاف          1.1%

........................................................................................................

*المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية التي تتضمن موضوعات مختلفة  من دراسات وبحوث وملفات متخصصة. للاشتراك والاتصال:www.annabaa.org /// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 نيسان/2008 - 20/ربيع الثاني/1429