التعليم بنصف ذاكرة

برير السادة

تزدحم كتب الحديث والرواية بالكثير من الروايات التي تتحدث عن اهمية وفضيلة العلم والتعليم وتضيق الموسوعات الحديثية بالكم الهائل … والذي يشكل صورة واضحة عن اهمية العلم والتعليم والاثر الذي يتركة على حياة الانسان في التعاطي اليومي مع مختلف القضايا. وتبدو المفارقة كبيرة بين هذا الكم المتراكم من الروايات والواقع الفعلي الحقيقي من حياتنا الفردية و الاجتماعية و…..

ويظهر ان هذه الروايات والاحاديث رغم كثرتها وتنوعها لم تؤثر في مستوى تفكيرنا وادراكنا لاهمية العلم والتعلم.. ويانه حجر الزاوية في امتلاك اسباب القوة بسبب الفهم الضيق لمفهوم العبادة وهو ما ينطوي على خلل عميق في طريقة ادراكنا واسقاطنا لهذا الفهم على الواقع اليومي.

 فمفهموم العبادة كمفاهيم كثيرة تبرز تجلياته فقط في الشكل العام المقتصر على الخشوع والطاعة كالصلاة …. وهو ما يبعد الكثير من المواضيع عن الهم الفردي والاجتماعي.

فعملية التعليم والتعلم لا تتعدى اسوار المدرسة والجامعة الا ما ندر, فالتعليم والتثقيف الذاتي يكاد يتلاشى من حياتنا وتغيب ملامحة عن اهتمامنا بالكامل, بل ربما صوره البعض بانه ارهاق لذهنية الابناء والطلاب واغراق في رهبنة العلم خصوصا وان المناهج الدراسية تنطوي على الكثير من الجفاف الذهني والملل النفسي ..الامر الذي يدعو الافراد والاسر للتركيز على المراحل الدراسية الرسمية فقط وذلك لارتباطها الوثيق بالامن الوظيفي وللمعاناة المستمره للحصول على المتطلبات الاساسية للحياة الكريمة.

الامر الذي من شانه ان تكون كل اسقاطاتنا ونقدنا على المناهج الدراسية التي تعاني من اشكال حقيقي, وقصور وظيفي في رفع المستوى العلمي والثقافي, كما انها تزيد من حالة التبلد والكسل الذهني فنصفها الاول مواد دينية بعيدة كل البعد عن مجريات الحياة اليومية, واما النصف الاخر فهو مواد شبه علميه لا تنسجم مع التغيرات السريعة في العلوم والتكنولوجيا وتشبه لحد ما العمل في الدوائر الرسمية التي تعنى بالانضباط واوقات الحضور والانصراف.

فما يؤسف له في ظل هذه التحديات الكبيرة ان يغيب دور الاسرة, ودور المختصين ودور رجال الدين في دفع عملية التعليم والتثقيف الذاتي, وفي تكريس وترسيخ مفهوم عبادي يشكل العلم والتعلم الجزء الاكبر فيه, فالعلم والمعرفة تشكل محورا للحركة الصحيحة خصوصا ونحن ندرك بان التعليم بنصف ذاكرة (التعليم المدرسي) يبني ثقافة ضعيفة وحائره ,  ويكرس الازدواجية في الفهم والفعل.

فالتعليم والتثقف الذاتي ليس بالضروره ان يكون حبيس المجالس والجدران, فهناك الكثير من الادوات التي تتيح التعلم مع الترفية والترويح..

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8 نيسان/2008 - 1/ربيع الثاني/1429