ثورة الرُز تعصف بالفلبين

شبكة النبأ: إذا لم يمتلكوا الخبز أعطوهم شطائر، هذه الكلمات لماري إنطوانيت قبيل ثورة الخبز في فرنسا، وقبيل الإطاحة بالعرش الفرنسي إثر الفساد الإقتصادي الذي وصلت إليه آنذاك. ولعل هذه المقولة موجودة على لسان كل حاكم أو سياسي في اغلب دول العالم، فبالقدر الذي هم فيه بعيدين عن الشعب ومعاناته، تجدهم يصدرون أوامر أو ينصحون بأشياء منها، إقتَصد في أكلك او إقتَصد في الإنجاب، وغير ذلك كثير.

الفلبين تعد من بين أكثر الدول في آسيا التي تسجل زيادة في عدد المواليد، وهي تعتمد على الأرز بشكل مباشر في الغذاء اليومي الدارج للعامة والخاصة. وإلى جانب زيادة نمو السكان فإنها بذلك تسجل إرتفاعا ملحوظا في كميات الأرز المستهلك.

اليوم وبعد محاولة الحكومة في الفلبين من تقليل كميات الارز المدعوم، وطرحها في الاسواق هل ستعصف بالفلبين ثورة تنادي بالأرز كشبيهتها التي انفجرت في فرنسا قبيل ثلاث قرون؟

(شبكة النبأ) في التقرير التالي تعرض لكم الارتفاع الحاصل في أسعار المواد الغذائية والرز يتصدر القائمة خاصة بعد التضخم الذي قضى على الفوائد في أسواق الفلبين:

الارز موضوع سياسي ساخن

أسعار الأرز يمكن ان تؤثر على المستقبل السياسي لرئيسة الفلبين جلوريا ارويو التي تخوض بالفعل معركة في مواجهة فضيحة فساد.

والأرز أكثر من مجرد سلعة غذائية في الفلبين. يأكله الفلبينيون في وجبات الافطار والغداء والعشاء واحيانا يتناولونه على حدة.

ويستهلك سكان الفلبين البالغ تعدادهم 90 مليون نسمة 33 الف طن يوميا وتحاول الحكومة احتواء ارتفاع اسعار هذه السلعة الرئيسية من خلال توفير امدادات مضمونة.

وارتفعت تكلفة بعض الحبوب المحلية بأكثر من 30 في المئة عما كانت عليه قبل عام وبينما لا توجد علامة تذكر على غضب شعبي فان الذعر بدأ ينتشر.

وقال روني تيسون وهو أب لاربعة وهو ينظر الى اكياس الارز التايلاندي والارز المحلي في واحد من أكبر أسواق السلع الغذائية في مانيلا: انه أمر مرعب ومرعب جدا.

وبالقرب منه كان باعة متجولون في سوق نيبا-كيو يستخدمون علامات يمكن محوها لكتابة الاسعار على لوحة. والكتابة بأنواع لا يمكن محوها لا معنى له اذا كانت الاسعار تقفز في أغلب الاحيان. بحسب رويترز.

وقالت اني برناردو التي تعمل مديرة متجر وهي تصف توسلات لخفض الاسعار: بعض الزبائن يقولون .. ساعدينا. واضافت: واذا قلت لا يغضبون ويسألون أي نوع من البشر انا.

وتشعر ارويو بالقلق من انه اذا قفزت الاسعار فجأة أو حدث نقص في الارز فان الناس سينزلون الى الشوارع. وتتحرك حكومتها لتأمين المخزونات الآن قبل فترة نقص تقليدية للارز المحلي تستمر من يوليو تموز الى سبتمبر ايلول.

وقال ايرل بارينو وهو محلل بمعهد الاصلاحات السياسية والانتخابية: الارز سلعة سياسية هنا. ومضيفا، اذا حدث نقص فانه سيزيد غضب الشعب حقا ضد الحكومة.

والفلبين من اكثر الدول التي تشتري الارز في العالم ودفعت نحو 708 دولارات للطن في مناقصة هذا الشهر لشراء ارز مستورد وهو أكثر من مثلي السعر الذي دفعته منذ ستة اشهر.

ورغم الاسعار العالمية المتزايدة اشترت الحكومة نحو 1.2 مليون طن من الارز من بين 1.8 مليون طن تقول انها تحتاج الى استيرادها لتلبية احتياجات عام 2008 .

والهيئة القومية للغذاء وهي المؤسسة التابعة للحكومة التي تتولى انفاق مليارات البيزو كل عام لدعم الارز للجمهور أصبحت الان واحدة من أكثر الهيئات التي تمثل عبئا على المالية العامة وبلغت الاموال التي سحبتها في عام 2006 نحو 43 مليار بيزو (مليار دولار).

وفي نهاية الشهر الماضي كان المخزون لدى الحكومة يكفي تسعة ايام فقط وهو أقل من المستوى المطلوب عند 15 يوما. وخلال يوليو تموز واغسطس اب تهدف الدولة الى توفير مخزون يكفي 30 يوما.

وطمأنت ارويو الفلبينيين الى انه لا توجد مخاطر نقص الارز لكن طلبها من رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تان دونج في الشهر الماضي ان يبحث ما اذا كان يمكنه تصدير ما يصل الى 1.5 مليون طن من الارز لمانيلا مسألة غير معتادة ويسلط الضوء على القلق الرسمي.

وقالت الحكومة انها ستطلب من مطاعم الوجبات السريعة ان تبدأ في تقديم نصف وجبة من الارز لاثناء الناس عن المبالغة في الشراء.

وقال اكيلينو بيمنتال عضو مجلس الشيوخ عن المعارضة بشأن الاجراء الذي اتخذته الحكومة: انه يذكرني بماري انطوانيت التي قالت قبل تفجر الثورة الفرنسية بقليل عبارتها الشهيرة انه اذا لم يجد الناس الخبز فانه يمكنهم اكل الشطائر.

وتدهورت صورة ارويو بسبب فضيحة الرشاوى ورغم ان التأييد الذي تتمتع به من الجيش ومن الحلفاء في مجلس النواب يسمح لها بالبقاء بقية فترة ولايتها حتى عام 2010 فان ازمة الغذاء يمكن ان تغير الموقف.

وأطاح الفلبينيون برئيسين منذ عام 1986 من خلال الثورات الشعبية. وستسارع جماعات المعارضة التي تطالب ارويو بالرحيل منذ عام 2005 الى انتهاز فرصة نقص الارز في حشد الحلفاء.

وترمي الفلبين التي تهدف الى انتاج 17 مليون طن من الارز غير المضروب هذا العام الى تحقيق اكتفاء ذاتي لكن الحصاد المتزايد لا يمكنه مواكبة أسرع نمو سكاني في اسيا.

ويولد ثلاثة اطفال كل دقيقة في هذا البلد الذي يغلب على سكانه الكاثوليك لكن من غير المرجح ان تغير ارويو معارضتها القوية لتحديد النسل في وقت ترى فيه ان التأييد السياسي القوي من جانب الاساقفة مسألة مهمة.

وخبيرة الاقتصاد السابقة فخورة بسجلها المالي حيث قفز معدل النو الاقتصادي الى اعلى معدل في 31 عاما وبلغ 7.3 في المئة في عام 2007 . لكن معدل التضخم في الاونة الاخيرة يقفز ويمحو بعض الفوائد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 27 آذار/2008 - 19/ربيع الاول/1429