فيروسات في صالات الافراح

برير السادة

 ما ان يطل علينا شهر ربيع حتى تنهال علينا حفلات  الافراح والمسرات وتتنوع تعابير الفرح بين شريحة اجتماعية واخرى..

فالتغير السريع والمتلاحق الذي يطال كل نقاط الحياة قد ترك بصماته على نمط وشكل وكيفية الزواج, فمن ركوب الخيل الى السيارات الفخمة ومن الحسينيات الصغيرة الى الصالات الواسعة والكبيرة والملونة والاسعار المرتفعة ....

فالصالات اضحت ظاهرة اجتماعية تشير لطبيعة الافراد والشريحة التي ينتمي اليها كل فرد حتى قيل " قل لي اي صالة تحجز اقول لك من انت", فالتهافت على حجز صالات وقاعات معينة هو نوع من انواع التفاخر والتباهي, والذي تصحبة الوان عدة من الاسراف والتبذير, فصاحبة الجلالة تطل على المدعوين بعد منتصف الليل, وتاذن بفتح البوفية لما تبقى من الضيوف, الذين  يتصارع في رؤوسهم الجوع والنعاس.

يعتقد البعض بان هذه الصور هي تعبير عميق عن الفرح والسرور, ويتدرعون بهذه الحجة لنسف الكثير من القيم, وكان التعبير عن الفرح يسمح بتجاوز القيم, وتعدي الخطوط الحمراء للعادات الحسنة التي نمت بذورها في ربوع مجتمعنا, فهذا اللون من الفرح ليس محل بركة الله عز وجل مادام يتعدى الحدود ولو اقيم في ارقى الصالات وسطعت منه ابهى الالوان, بل ان فيروسات الشياطين تسرح فوق كراسي وطاولات هذه الصالات, وتملئى كل اركانها وزوايها, يقول تعالى في قصة قارون "ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوا بالعصبة اولي القوة اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين" لهذا من المهم ان تكون الافراح متماشية مع القيم والسلوكيات الاخلاقية , وان لا تخرج من اطار العادات الحسنة حتى تكون محل بركة الله ومهبط ملائكته. فالافراح التي تنسى الله هي لهو لانها مسرح لشياطين الجن والانس.

فاين هي العفة حين تكون الصالات ملتقى العريس وعريسته في وسط نسائي؟؟,

 واين هي العفة حين تلتقط الصور مع افراد العائلة بين صفوف النساء؟؟؟؟,

 واية ذكرى تلك التي تلعب فيها الفيروسات والشياطين!!؟؟

فالصالات التي كانت نموذجا جميلا, وحلا سحريا للكثير من العائلات متوسطة الدخل, اصبحت غولا يلتهم المتزوجين, واخطبوط يتهجم على القيم والعادات الحسنة, تنمو بين ريوعها انماط جديدة من الاستهلاك الثقافي والاجتماعي الغربي.

فالمطلوب اليوم مراعاة القيم والعادات الحسنة, والعمل على الاستفادة من توجيهات الاسلام في بناء صرح وكيان الاسرة لما لها من دور مهم في استمرار واستقرار هذا الاكيان ولما لها من اثر في تربية الابناء.  

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 26 آذار/2008 - 18/ربيع الاول/1429