ملف الاحتباس الحراري: مطالبة بـ ثورة مناخيّة عالمية

17-3-2008

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: فيما يُحذر تقرير التنمية البشرية الاخير الصادر عن الأمم المتحدة من تفاقم ازمة تغير المناخ تتصاعد من جهة اخرى جهود دولية لأجل تقنين وتنظيم الانبعاثات السامّة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والذي يؤدي بدوره لتغيرات حادة تتسبب بكوارث على الانسان والبيئة والمخلوقات الاخرى.

(شبكة النبأ) في تقريرها الدوري تستعرض لقراءها الكرام اخر المستجدات بهذا الشأن الحيوي والخطير:

الأقليات الأكثر عرضة للتهديدات المرتبطة بالتغير المناخي

تهدد التغيرات المناخية اقليات عرقية ومجموعات من السكان الأصليين بالاندثار او الرحيل عن مناطق عيشهم والتحول الى مهاجرين وفق تقرير نشرته المجموعة الدولية لحقوق الأقليات الثلاثاء.

ودعت المنظمة غير الحكومية في تقريرها حول وضع الأقليات في العالم المسؤولين السياسيين الى معالجة آثار ارتفاع حرارة الارض على الاقليات الفقيرة غير القادرة على تأمين سبل بقائها.

وبينت دراسة تناولت عدة كوارث بيئية حديثة في العالم ان الاقليات والسكان الاصليين هم الاكثر تضررا بسبب التغيرات المناخية عندما تحصل الكوارث الطبيعية لانهم آخر من تصلهم المساعدات.

واشارت المجموعة الى سكان ولاية بيهار شمال الهند حيث تباينت اثار فيضانات 2007 على افراد الطبقة المنبوذة الذين تاخرت المساعدات في الوصول اليهم كثيرا وكان الاكثر عوزا منهم ضحية للتفرقة.

ولكن يعتقد ان القارة الافريقية هي التي ستكون الاكثر تاثرا بالتغيرات المناخية. فالجفاف سيكون له تاثير كبير على سكان الارياف كما يقول ايشبل ماتيسون المسؤول عن السياسة والاتصالات في المجموعة الدولية لحقوق الاقليات. بحسب ا ف ب.

ويقول ديفيد بولكول ممثل جماعة كاراماجونغ التي تعد 900 الف نسمة في اوغندا ان شعبه يعاني بصورة كبيرة من التغيرات المناخية.

ويشرح ان "ظهور الاوبئة يتكرر بصورة اكبر والموارد الغذائية تتراجع نحن نلاحظ ذلك لم يحدث هذا من قبل".

وقال "كنا نشهد ستة اشهر من المطر ويستمر موسم الجفاف ستة اشهر اما اليوم فلم تعد الامطار تستمر سوى لأربعة اشهر".

كما ان اعتماد السكان الاصليين والمجموعات الاقلية بصورة كبيرة على المحيط الذي يعيشون فيه يجعلها اكثر عرضة للتهديد.

ويقول ديفيد بولكول "في مجتمعنا يعتمد كبار السن على بعض مظاهر الطبيعة ليعرفوا متى يزرعون محصولهم او متى يبدأ موسم الصيد. ولكن مع التغير المناخي بات مستحيلا بالنسبة لهم توقع ذلك".

واضاف التقرير ان مجموعات السكان الاصليين مهددة كذلك بسبب زيادة مساحات زراعات محاصيل الوقود الحيوي التي يتم تقديمها بوصفها حلا في مواجهت التغير المناخي.

وقالت المجموعة ان زراعة هذه المحاصيل تسببت بطرد مجموعات كبيرة من السكان من اماكن عيشها كما حدث في كولومبيا والبرازيل والارجنتين.

وفي القطب المتجمد الشمالي يواجه السكان الذين يعيشون على تربية حيوان الرنة مشكلة ارتفاع حرارة المناخ وزيادة الامطار التي تقضي على النباتات التي تعيش عليها تلك القطعان.

المناطق المتجمدة تتقلص بوتيرة قياسية

حذّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن جبال الجليد والمحيطات المتجمدة تتقلص بمعدلات قياسية، وأن العديد منها قد يذوب ويتبخر خلال عقود.

ووفق الوكالة الأممية فأن العلماء الذين يقيسون وضع 30 منطقة جليدية حول العالم، وجدوا أن ذوبان هذه المناطق بلغت مستويات قياسية عام 2006.

وحذّر البرنامج أن مزيدا من ذوبان الجليد قد يكون له تداعيات خطيرة خصوصاً في الهند، التي تتغذى بحيراتها بجبال الهملايا الجليدية الشاهقة، وفق أسوشيتد برس.

وأضاف أن الساحل الغربي لأمريكا الشمالية الذي يتغذى من مياه جليد جبال "الروكيز" و"سييرا نيفادا" قد يتأثر بدوره جراء هذه الظاهرة.

وقال اتشيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "من الضروري أن يجلس الجميع والتنبه لما يحدث."

وحث المسؤول الدولي الحكومات على الموافقة خلال اجتماع كوبنهاغن العام المقبل، على وضع أهداف مشددة لتقليص الانبعاثات الحرارية المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.

وبلغ متوسط انكماش المناطق الجليدية بقرابة 4.9 أقدام عام 2006، وهي البيانات الأحدث المتوفرة مؤخراً.

أما التقلص الأكبر فحاصل في منطقة "بريدالبليكبريا" الجليدية في النرويج حيث تقلصت 10.2 أقدام عام 2006، تبعتها منطقة "إيشورين نورتي" الجليدية في شيلي.

وقال مدير خدمة مراقبة الجليد حول العالم ويلفريد هايبريل إن "البيانات الأخيرة هي جزء مما يبدو كتوجه متسارع لا يبدو في الأفق أي نهاية له."

في الغضون، هدد قادة الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة والصين بعقوبات تجارية محتملة قد يفرضها التكتل الأوروبي ما لم تعمل الدولتان، الأكبر في نفث الغازات الملوثة، على وضع خطة طموحة لخفض الانبعاثات الحرارية المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية. التفاصيل.

وفي أواخر عام 2006، كشف علماء من الصين والهند، عزمهم القيام برحلات بحث ميدانية على المنحدرات الجليدية لجبال الهملايا، والتي يخشى أن تكون قد تأثرت بظاهرة الاحتباس الحراري، الأمر الذي، إذا تأكد حصوله، سيكون من شأنه تهديد مجمل نظام الأنهر التي تغذي المناطق الزراعية الخصبة أسفل الجبل.

ذوبان انهار الجليد في العالم يسارع الى رقم قياسي جديد

قال برنامج الامم المتحدة للبيئة ان ذوبان الانهار الجليدية في العالم يسارع الى رقم قياسي جديد بحدوث بعض اكبر فقد للجليد في اوروبا في اشارة مزعجة الى تغير المناخ.

وقال البرنامج في بيان "الذوبان في الجبال" موضحا ان تراجع الانهار الجليدية من الانديز الى القطب الشمالي يتعين ان يزيد من درجة الحاح مفاوضات الامم المتحدة بشأن التوصل لاتفاقية جديدة بحلول نهاية 2009 لمكافحة ارتفاع حرارة الارض. بحسب رويترز.

وقال "المعلومات من ما يقرب من 30 نهرا جليديا قياسيا في تسع سلاسل جبال تشير الى انه بين اعوام 2004-2005 و 2005-2006 بلغ متوسط معدل الذوبان وتراجع السمك الى اكثر من الضعف".

وتشير ادارة مراقبة الانهار الجليدية في العالم التي يدعمها برنامج الامم المتحدة للبيئة في جامعة زوريخ في سويسرا الى ان بعض اكبر فقدان للجليد في اوروبا كان في جبال الالب والبرانس والمنطقة الاسكندنافية.

وقال مدير الادارة ولفريد هابيرلي في بيان "الارقام الاخيرة هي جزء مما يبدو أنه اتجاه يسير بشكل عاجل مع عدم وجود نهاية واضحة في الافق".

واشارت هذه التقديرات التي تستند الى قياس كثافة الجليد بالانهار الجليدية الى فقد 1.5 متر في 2006 بارتفاع عن اكثر من مجرد نحو نصف متر في عام 2005. وقال برنامج الامم المتحدة للبيئة ان تراجع سمك الانهار الجليدية كان الاسرع منذ بدء المراقبة.

ومنذ 1980 قل سمك الانهار الجليدية بحوالي 11.5 مترا في تراجع وجهت لجنة الامم المتحدة للمناخ اللوم بشكل رئيسي بالمسؤولية عنه الى الاستخدام البشري للوقود الاحفوري.

ويمكن ان يؤدي هذا الذوبان الى احداث اضطراب في اي شىء ابتداء من الزراعة حيث يعتمد ملايين الاشخاص في اسيا على مياه الذوبان الموسمية من الهيمالايا - وجيل الطاقة الى الرياضات الشتوية. ويمكن ان يؤدي الذوبان ايضا الى ارتفاع مستويات البحر في العالم.

مجموعة العشرين تساند محاربة التغير المناخي

ساندت مجموعة من أكثر دول العالم انتاجا للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الجهود التي تقودها الامم المتحدة للتوصل لاتفاق مناخي لمحاربة التغيرات المناخية الا أن الدول اختلفت بشأن تحديد سقف للانبعاثات من صناعات بعينها.

وأجرت مجموعة العشرين التي تضم دولا من كبار الملوثين مثل الولايات المتحدة والصين الى دول مثل البرازيل واندونيسيا وجنوب افريقيا ثلاثة أيام من المحادثات قرب طوكيو لمناقشة سبل معالجة الانبعاثات التي تتزايد بشكل سريع. بحسب رويترز.

ويطالب العالم النامي الدول الغنية ببذل المزيد من الجهود لكبح انبعاثات الغازات ومساعدة الدول الافقر في تمويل تكنولوجيا نظيفة.

وتمكن الجانبان من تضييق هوة الخلافات في بالي في ديسمبر كانون الاول لاطلاق عامين من المحادثات بشأن اتفاق يحل محل بروتوكول كيوتو ويلزم كل الدول بكبح الانبعاثات.

وقال هالدور ثورجيرسون من الامانة العامة للتغيرات المناخية التابعة للامم المتحدة لرويترز "المحادثات بشأن التغيرات المناخية تتحرك بعيدا عن كونها مجرد قضية لوضع أهداف الى كونها قضية متعلقة بكيفية خفض الانبعاثات."

وتابع "هذه علامة جيدة للغاية تشير الى أن الروح الطيبة التي سادت في بالي ستسود في بانكوك أيضا" في اشارة الى الاجتماع الذي سيعقد في العاصمة التايلاندية في الفترة من 31 مارس اذار الى الرابع من ابريل نيسان وسيكون أول اجتماع مناخي بقيادة الامم المتحدة للدول التي تساند "خارطة بالي للطريق".

ولكن بعض الدول الاعضاء في مجموعة العشرين والمبعوثين أبدوا قلقهم بشأن اقتراح اليابان بتحديد سقف للانبعاثات الناجمة عن صناعات بعينها.

وقالت الدول النامية ان هذا الاقتراح يجب أن يضع في الحسبان أوضاعها الفردية.

وقال وزير البيئة الجنوب افريقي مارتينوس فان شولكويك لرويترز "من الواضح أن الدول المتقدمة والدول النامية ما زالت مختلفة بشأن تحديد سقف للانبعاثات الناجمة عن صناعات بعينها."

ودعت اندونيسيا لمزيد من التمويل والتحول الى تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

الحكومات والمنظمات المحلية تتعهد بتقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون

اختُتم مؤتمر واشنطن الدولي حول الطاقة المتجددة (وايريك) وعاد الستة آلاف شخص الذين حضروه من حيث أتوا، ولكن أكثر من مئة دولة وكيان محلي تعهدوا فيه بالاستمرار في نشاطاتهم ودفع عجلة ما تحقق فيه. وقد تعهدت خلاله حكومات ومدن وجامعات ومؤسسات أعمال باتخاذ إجراءات محددة لتقليص ما ينبعث منها من غازات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من خلال تبني الطاقة المتجددة.

وقال مساعد وزير الطاقة الأميركي، ألكزاندر كارسنر للصحفيين إن الحكومة الأميركية الفدرالية، "أكبر مستهلك للطاقة في العالم،" ستضمن كون 7,5 بالمئة مما تستهلكه من طاقة كهربائية سيكون من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2013. بحسب يو اس انفو.

وأشادت وكيلة وزارة الخارجية للديمقراطية والشؤون العالمية، بولا دوبريانسكي، بجمهورية الرأس الأخضر المؤلفة من عدة جزر، لتعهدها بزيادة اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 50 بالمئة بحلول العام 2020. وتجدر الإشارة إلى أن الدول المنخفضة هي الأكثر تأثراً بظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم (الاحترار العالمي)، التي تسبب ارتفاعاً لا يستهان به في مستوى البحر.

وقد ألزمت نيوزيلاندا نفسها في المؤتمر بتوليد 90 بالمئة من الطاقة الكهربائية التي تستخدمها من مصادر متجددة بحلول العام 2025؛ في حين التزمت مدغشقر بإنتاج نسبة 54 بالمئة منها بحلول العام 2020. وقال مجلس الاتحاد الأوروبي أنه سيحث على تقليص كمية الغازات المنبعثة المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 20 بالمئة على الأقل بحلول العام 2020. وكانت حكومات بنغلادش وباكستان واليابان وتنزانيا من الحكومات التي ألزمت نفسها بإدخال تعديلات على سياساتها تشجع استخدام الطاقة المتجددة.

كما تعهدت منظمات صغيرة بأمور مماثلة هي أيضا: فقد تعهدت جامعات ومؤسسات أعمال ومدن مثل بلنغهام وواشنطن، بأن تستمد كل ما تستهلكه من طاقة كهربائية من المصادر المتجددة.

وقالت دوبريانسكي إن إحدى "ركائز" المؤتمر الأساسية كانت أن "الطاقة المتجددة هي جزء أساسي في استراتيجيتنا الأوسع لمعالجة تحديات أمن الطاقة وتغير المناخ." وأضافت أن الطاقة المتجددة لم تعد سلعة مقتصرة على فئة محدودة في السوق، بل أصبحت "جزءاً لا يتجزأ من سياستنا العامة في مجال تغير المناخ."

ناقش مندوبون يمثلون 119 دولة، في مؤتمر عقد على هامش الاجتماعات الوزارية وفي معرض تجاري تزامن معه، مشاكل الطاقة والحلول المحتملة لها.

وأوضحت مندوبة إحدى الدول الإفريقية لموقع أميركا دوت غوف أن إفريقيا غنية بمصادر الطاقة المتجددة ولكن "تسخير الطاقة يشكل مشكلة في غاية الأهمية."

وزير مصري: الخطر على دلتا النيل يبدأ عام 2020

قال وزير الدولة للبيئة في مصر ماجد جورج إن ارتفاع منسوب مياه البحر سيهدد بحلول عام 2020 ما نسبته 15 في المئة من دلتا النيل وهي الأراضي الخصبة التي يسكنها حوالي نصف المصريين.

وقال أمام لجنة في مجلس الشعب "العديد من المدن والمناطق الحضرية في شمال الدلتا ستعاني ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط وحوالي 15 في المئة من أراضي الدلتا مهددة بارتفاع هذا المنسوب وتسربه إلى المياه الجوفية."بحسب رويترز.

وقال الوزير إن الخطر على دلتا النيل أثبتته دراسات فنية قامت بها وزارته بالتعاون مع الأمم المتحدة وان الوزارة خاطبت وزارة الخارجية لتبدأ حملة عالمية لوضع حلول عاجلة لقضية التغيرات المناخية.

ونشرت الصحف المصرية تقارير أجنبية حول الخطر الذي تتعرض له الدلتا التي ترتفع بضعة أمتار عن مستوى سطح البحر لكن الحكومة لم تنبه الناس للخطر الذي تتعرض له هذه الأراضي المنبسطة.

وتقول دراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إن ارتفاعا في مستوى سطح البحر بمعدل نصف متر سيتسبب في تشريد 3.8 مليون مصري ويصيب بالضرر 1800 كيلومتر مربع من الدلتا.

وأضافت الدراسة أن ارتفاعا بمعدل متر سيشرد 6.1 مليون نسمة ويصيب بالضرر 4500 كيلومتر مربع من الأرض الزراعية.

تقرير التنمية البشرية الاخير يحذر من تفاقم ازمة تغير المناخ في العالم 

اكد تقرير اقتصادي دولي ان تغير المناخ لايشكل احد السيناريوهات الممكنة للمستقبل فقط بل سيؤدي الى ازدياد انعدام المساواة بسبب ازدياد حالات الجفاف والفيضانات والعواصف.

وقال تقرير التنمية البشرية 2007-2008 الصادر حديثا عن برنامج الامم المتحدة الانمائي التابع للامم المتحدة انه ثبت ايضا ان العالم يتجه الى مرحلة حرجة هي المرحلة التي ستشهد كارثة بيئية لايمكن تفاديها او عكس مجراها. بحسب كونا.

وذكر التقرير الذي خص اصداره لهذا العام لقضية تغير المناخ تحت شعار ( محاربة تغير المناخ ) ان الاستمرار في اهمال قضية تغير المناخ لن يؤدي الا الى نتيجة واحدة وواضحة هي تراجع التنمية البشرية مع زيادة حادة في المخاطر التي يتعرض لها اطفال العالم والاجيال القادمة.

وطرح التقرير رؤيته الخاصة عن انقسام العالم بشان تغير المناخ مبينا ان تغير المناخ يفرض على البشرية التامل والتفكير في سبل رعاية بيئة ما يجمع البشرية وهو كوكب الارض .

واضاف ان هذا التحدي يفرض علينا التفكير في قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان في جميع دول العالم ولكل الاجيال .

واكد اهمية ان يجابه القادة السياسيون والشعوب في الدول الغنية بمسالة ادراكهم لمسؤوليتهم التاريخية في هذه المسالة وبقضية ضرورة اخذ المبادرة في تخفيض كبير ومبكر لانبعاثات غازات الدفيئة .

وتطرق التقرير الى قضية تعايش الدول النامية والتكيف مع قضية تغير المناخ وقال ان هذه الدول ستتحمل العبء الاكبر من حيث الاثار الضارة على مستوى المعيشة والنمو الاقتصادي وحجم التعرض للمخاطر .

واوضح انه سيتوجب على سكان البلدان الاكثر فقرا التعامل مع عواقب تغير المناخ لاسيما الدول الواقعة في المناطق المدارية وشبه الاستوائية التي ستتاثر بالمتغيرات المناخية.

وقال التقرير ان التنمية البشرية تعد الاساس الاكثر امانا للتكيف والتاقلم مع تغير المناخ حيث تعزز السياسات التي من شانها ان تدفع بالنمو المتساوي والتنوع المعيشي.

بلير يطالب بـ "ثورة مناخية"

دعا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إلى ما أطلق عليه "ثورة مناخية" لمواجهة التغير في المناخ.

ويقوم بلير حاليا بزيارة إلى اليابان لبحث موضوع التحكم في الغازات الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأكد بلير في كلمة وجهها في اجتماع قمة وزراء الدول الصناعية الكبرى الثماني ضرورة التوصل إلى "صفقة مناخية". بحسب بي بي سي.

واقترح أن يتم ذلك بقيادة الأمم المتحدة، وقال إن الفشل في مواجهة التغير المناخي "سيكون موقفا غير مسؤول على نحو لا يغتفر".

وخلال الزيارة التي نظمتها "جماعة المناخ" يتوقع أن يلتقي بلير خبراء في موضوع التغيرات المناخية من الصين واليابان واوروبا والولايات المتحدة.

وهو يسعى إلى تشجيع محاولات التوصل إلى اتفاق يشمل الصين والولايات المتحدة لخفض انبعاث الغازات بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 خلال القسم الأول من الزيارة التي ستشمل زيارته إلى الصين والهند.

وقال بلير: "لسوء الحظ فإن مصدر الانبعاثات غير مهم. فالمهم هو وجود هذه الغازات في حد ذاته وكميتها".

ومضى قائلا: "إن الأمم المتحدة تكافح من أجل التوصل إلى صيغة لهذا الاتفاق. إن الأمم المتحدة وحدها هي الوعاء الصحيح للتوصل إلى اتفاق عالمي".

الاحتباس الحراري سيؤثر على المواصلات

كشفت دراسة نشرت مؤخراً أن الطرق والأنفاق المغمورة بالمياه، والسكك الحديدية المشوهة والجسور الضعيفة قد تشكل "الموجة المستقبلية" لازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم.

فقد قال مجلس الأبحاث الوطني، إن التغييرات المناخية ستؤثر على كل أنواع المواصلات من خلال ارتفاع مستوى البحر، وازدياد تساقط الأمطار والأمواج الناجمة عن العواصف القوية.

أشار التقرير إلى أن الأمر يزداد تعقيداً، بسبب متابعة الناس الانتقال إلى الأماكن الساحلية، مما يؤدي إلى الحاجة لبناء طرق وخدمات أكثر في أكثر الأماكن ضعفاً. بحسب  CNN

وقال هنري شفارتز جونيور، رئيس اللجنة التي وضعت التقرير "حان الوقت ليعترف خبراء المواصلات ويواجهوا التحديات الناجمة عن التغيير المناخي، ويوظفوا أحدث المعلومات العلمية في تخطيط أنظمة المواصلات."

ويذكر التقرير خمسة مجالات ذات خطر متزايد:

المجال الأول يتمثل في ازدياد موجات الحر، التي تتطلب الحد من الانتقال في الجو الحار أو المطارات ذات الارتفاع العالي، والتي تتسبب بتمدد مفاصل الجسور، والتواء السكك الحديدية بفعل ارتفاع الحرارة.

ارتفاع مستويات البحار وازدياد العواصف التي ستغمر الطرق الساحلية، مؤدية إلى إخلاء المناطق المنخفضة، إغراق المطارات وخطوط السكك، وغمر الأنفاق، وإلى تآكل قواعد الجسور.

زيادة العواصف الماطرة، لتزيد من أزمة السير البري والجوي، وتغمر الأنفاق وسكك الحديدية، وتتسبب في تآكل قوام الطرق والجسور والأنفاق.

ازدياد نسبة حدوث الأعاصير القوية، لتعطل بذلك خدمات النقل الجوي والبحري، تدفع بالحطام إلى الطرق وإلحاق الأضرار بالمباني.

يشار أن الأمم المتحدة كانت قد أطلقت في منتصف فبراير/شباط الماضي تحذيراً من خطر تراجع مخزون الثروات السمكية حول العالم خلال العقود القليلة المقبلة، جراء تهديدات الاحتباس الحراري والصيد الجائر.

وكشف البحث الجديد الذي أجراه "برنامج البيئة للأمم المتحدة" الخطر المتمثل في ارتفاع درجات حرارة أسطح المحيطات، بجانب التغيرات المناخية الأخرى، وتأثيره على قطاع على الصناعة السمكية، نقلاً عن الاسوشتيد برس.

اليابان تسعى لاتفاق للاتجار في حصص الانبعاثات الواردة في كيوتو

قال ايتشيرو كاموشيتا وزير البيئة الياباني إن بلاده تسعى لوضع خطة لتنظيم بيع وشراء حصص الانبعاثات الغازية المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض المعروفة باسم الاحتباس الحراري او ظاهرة البيوت الزجاجية.

وصرح كاموشيتا بأن بلاده وهي خامس أكبر دولة مسببة لهذه الانبعاثات في العالم ستفكر في تطبيق المزيد من الخطوات التنظيمية مثل فرض ضرائب بيئية اذا شعرت انها لن تحقق هدف كيوتو وهو قطع الانبعاثات الغازية بنسبة ستة في المئة عن مستويات عام 1990 وذلك في فترة لا تتجاوز عام 2012 .

وقال كاموشيتا لرويترز في مقابلة "نود ان نضع نظاما يابانيا لبيع وشراء حصص الانبعاثات.. نظاما يضع سقفا ويسمح بالاتجار وذلك في أقرب وقت ممكن.

"لكن توقيت تنفيذنا لذلك يعتمد على عوامل استراتيجية مثل تأييد الرأي العام والاقتصاد والعلاقات مع دول أخرى."

وفي مسعى لتعزيز مسوغاتها لاستضافة قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى هذا العام بدأت اليابان محادثات لطرح النسخة اليابانية من نظام السقف ومبادلة حصص الانبعاثات الغازية الذي يفرض حدودا اجبارية على الانبعاثات وهو نظام مطبق بالفعل في أوروبا.

وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تغيير كبير في سياسة المناخ اليابانية التي اعتبرت طويلا سياسة متهاونة لأنها تعتمد على التعهدات التطوعية لخفض الانبعاثات من جانب الصناعات الكبرى ولا تفرض أهدافا ملزمة.

وصرح كاموشيتا بأن بلاده تعتزم الوفاء باهداف كيوتو طبقا للخطط القائمة لكنها ستكون مستعدة لفرض مزيد من الاجراءات اذا ثبت ان هذا الهدف يصعب تحقيقه بموجب النظام الحالي.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 18 آذار/2008 - 10/ربيع الاول/1429