كلية الإمام الحسين للخطابة تقيم مهرجانا للشعر العربي

عدسة وتحقيق:عصام حاكم

شبكة النبأ: على وقع صهوة الكلمة وسحر الدلالة في المعنى وجعجعة الاوزان ما بين البحر والقافية شهدت مدينة كربلاء المقدسة في يوم الجمعة وللفترة من  14 الى 15 اذار الجاري، مهرجان الامام الحسين(ع) الاول للشعر العربي، تحت شعار "الامام الحسين(ع) سراج الاحرار ونبراس الابرار". والذي تنظمه كلية الامام الحسين(ع) للخطابة على قاعة البيت الثقافي في كربلاء المقدسة.

وقد ابتدأ الحفل بكلمة للاستاذ محمد عبد فيحان رئيس قسم الاعلام في جامعة اهل البيت، حيا فيها الحاضرين واعلن عن انطلاق المهرجان عبر ايات من الذكر الحكيم القاها القارىء الشاب اسامة عبد الحمزة، ومن ثم وقف الحاضرون دقيقة لقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء ثم دُعي السيد مرتضى القزويني لقطع الشريط امام المنصة ايذانا  ببدء المهرجان.

وتخلل حفلة الافتتاح توزيع الجوائز والدروع على القصائد الفائزة، وقد حصل على الجائزة الاولى حيدر النجم من البحرين، وهناك عدد من الفائزين من محافظات العراق، حيث كانت حصة كربلاء ثلاثة شعراء وهم هادي الربيعي والشاعر المبدع حيدر السلامي والاستاذ كفاح وتوت.

ومن اجل الاطلاع على ابعاد هذا المهرجان كان لمراسل (شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الوقفة مع عدد من الشخصيات فكانت الحصيلة ما يلي:

كانت محطتنا الاولى مع الاستاذ  الشاعر هادي الربيعي المسؤول الاعلامي عن المهرجان، ليحدثنا قائلا: في البدء هذا المهرجان يحمل دلالة صادقة على بث روح التسامح والمحبة وهو تجربة اولى وربما يصار الى جعله تقليدا سنويا.

 وقد دعي الى هذا المهرجان قرابة 54 شاعرا من مختلف محافظات قطرنا العزيز فضلا عن مشاركة شعراء من مملكة البحرين، وفي النية دعوة شعراء اخرين في السنوات اللاحقة من مختلف الدول العربية والعالمية، وربما يكاد ان يكون هذا المهرجان هو اللبنة الاولى وسوف تتبعه خطوات اخرى نحو انجاح تلك التظاهرة الشعرية والادبية، وهي تكاد ان تصب في بث روح القيم الانسانية السامية التي جسدها ابى الاحرار عبر مواقفه المشرفة التي سطرت على سفر  الوجود ملامح التضحية والفداء من اجل نصرة الحق والخروج على الباطل.

ومن ثم انتقلنا الى السيد العلامة الخطيب مرتضى القزويني ليحدثنا عن دور الشعر واهميتة، فقال لـ شبكة النبأ: من المؤكد ان صفحات التاريخ وهي تذكر لنا ذهاب دعبل الخزاعي رضوان الله عليه الى خراسان ليلتقي هناك بالإمام علي ابن موسى الرضى سلام الله عليه لهي اطلالة مهمة ودلالة اكيدة تظفر بالكثير من المعاني والدلالات الانسانية العالية، والا ما هي الحكمة ان يتحمل دعبل كل هذه المسافات من اجل ان يلقي على مسامع إمامنا تلك القصيدة الميمية القائلة:

 منازل آيات خَلت من تلاوة ومهبط وحي مُقفر العرصاتِ، ومن خلال هذا السلوك وتحت راية التأسي بأهل البيت كان لزاما علينا ان نثمن دور الشعر والشعراء وهم يرفدون مناحي التضحية والفداء من اجل نصرة الدين بعناوين الشموخ والازدهار، ومن هنا نجد بان الكلمة لها دورها وجذوتها في ايقاظ حالة الشعور الانسانية لقضايا الاسلام والمسلمين، ونحن نبارك هذا المهرجان وندعو الى تطويره.

اما وقفتنا التالية فكانت مع الاستاذ صادق القزويني عميد كلية الامام الحسين(ع) للخطابة ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، قال: في البدء لا يسعني الا ان اقدم شكري الجزيل لكل الحاضرين من الحوزات الدينية والعلمية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والاخوة الشعراء والى كافة الاخوة الذين تجشموا عناء المجيء الى هذا المهرجان الذي دعت لاقامته كلية الامام الحسين عليه السلام للخطابة، الكلية التي تم تاسيسها ورعايتها من قبل العلامة الشيخ عبد الحميد المهاجر.

واضاف القزويني، ان هذه التجربة الشعرية هي مهاد مشروع لإيقاد حالة التواصل الانساني من خلال رفض حالة التشرذم والالتصاق بالمعاني الانسانية السامية التي سطرها ابى الاحرار عبر واقعة الطف، ولسنا هنا بصدد تخليد معاني ضيقة او هامشية بل على العكس نحن نثمن المواقف الانسانية والدينية على حد سواء لاننا اليوم في امس الحاجة الى استذكار تلك الاضاءات الايمانية التي ما انفكت الا ان تسطر ملامح الخلود على ذاكرة التاريخ المضرج بالكثير من المواقف البائسة التي استلت من اروقة المساحات الغافية في نفوس وضمائر الكثير من دعاة الانسانية والاسلام.

ويختتم القزويني حديثه مستنتجا، لذا نحن نجد في تلك البادرة محطة يجب الوقوف عندها لنستلهم من شذى عطرها تاريخنا المعطر بالتضحيات من اجل  ان يسمو ذلك الانسان.

ومن ثم اتجهنا صوب الشاعر والإعلامي( حيدر السلامي)، احد الفائزين في هذا المهرجان، لنسأله حول علامات الضعف في الشعر العربي وهل يمر في حالة احتضار، فاجابنا مشكورا: لا ينبغي ان نصف حالة الشعر اليوم بالاحتظار بل ربما هو يعيش حالة ولادة جديدة، وما يعزز قولنا هذا هو وجودنا في هذا المحفل الشعري، فالشعر له حضور كبير في نفوس الناس وانت تدرك حقيقة مفادها باننا الى اليوم نردد تلك الابيات التي جاءت على لسان المتنبي على سبيل المثال، ونستذكر تلك الصور والمعاني الشعرية العالية.

يضيف السلامي لـ شبكة النبأ، الشعر يعاد نتاجه من جديد وفق قراءات جديدة لها القدرة على استيعاب رغبة المتلقي اليوم، وما احوجنا في هذه الظروف الى استعادة ذلك العبق والاريج الفواح من شذى تلك المفردات التي استطاعت ان تقهر مساحات الزمان والمكان لتجد لها مساحة لا يُستهان بها في ذاكرة التاريخ والمؤرخين على حد سواء.

محطتنا التالية فكانت مع الشاعر الشعبي (نوفل الصافي) ليقول: لا يسعني الا ان اشد على ايادي المنظمين لهذا المهرجان وهو بمثابة تجربة رائدة ربما تكلل بالكثير من النجاحات في المحطات القادمة، وهي تكاد ان تعيد امجاد النص الشعري العربي من خلال توظيف المفردة في تعزيز واقعنا الغني بالكثير من الجوانب المشرقة والتي تتمثل بشخص ابى الاحرار الحسين (ع) ومواقفه الوضاءه التي لا يمكن الاستغناء عنها كونها النبع الصافي والمعين الذي لا ينضب في انضاج التجربة الانسانية بمساحاتها المشرقة، فشكرا لكم وشكرا لكل القائمين على هذه التظاهرة الادبية الشعرية.

وقد حضر افتتاح المهرجان كلا من العلامة الخطيب مرتضى القزويني والعلامة السيد عباس المدرّسي والسيد عبد العال الياسري رئيس مجلس محافظة كربلاء والاستاذ حميد الطرفي نائب رئيس مجلس المحافظة والاستاذ محسن القزويني رئيس جامعة اهل البيت والاستاذ المساعد لجامعة كربلاء وشخصيات اخرى دينية وسياسية وعشائرية من خارج وداخل محافظة كربلاء، وجمع غفير من وجوه ومواطني المحافظة.  

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 16 آذار/2008 - 8/ربيع الاول/1429