أساتذة إرهابيون

عبدالامير علي الهماشي

  مهلا فأنا لا أشتم أحدا وليس من طبيعتي أن اكيل التهم لأحد ،فبعد أن تناول الاعلام جانبا من شريحة في مجتمعنا تعتبر من أهم شرائح المجتمع التي يعول عليها إدارة دفة البلد ثقافيا وعلميا من خلال تأهليهم لكوادر المستقبل في الجامعات العراقية وما تتعرض له هذه الشريحة منذ التغيير وحتى يومنا هذا.

وصور لنا الاعلام هذه الشريحة التي هجرت العراق نتيجة تعرضها للتهديدات بالقتل او بعد تعرض الكثير من ألاساتذة للقتل اضطر الناجون الى المغادرة خارج العراق.

وفي الحقيقية فقد تم تصفية خيرة الاساتذة الجامعيين في مجالات تخصصية عديدة ولاسباب متنوعة تحدث الاعلام العربي عن جانب منها فيما يتعلق بتأزيم الاوضاع في العراق بما يخدم توجهات المؤسسات الحكومية العربية.

لقد وقفت وراء هذه التصفيات أجهزة مخابرات دولية واقليمية وبعضها كان وراءها عصابات الجريمة المنظمة او نتيجة حوادث عرضية كالسرقة والاختطاف.

وكان هذا الملف ومايزال يمثل قلقا كبيرا للمجتمع لما يمثله الاستاذ من معين تربوي وعلمي لرفده بكوادر المستقبل ومما يزيد الامر خطورة أن هذا الملف مازال دون مستوى الطموح من قبل الاجهزة الامنية وكانت الاحصاءات التي دونها مرصد الحريات في العراق قد أشار الى عدد القتلى من الجامعيين قد بلغ 250 عقل عراقي منهم 168 استاذ و75 محاضر حتى نهاية تموز سنة 2006 ولم أطلع على أي من الاحصاءات الاخرى لسنة 2007.

هذا الجانب الاول الذي صور لنا الاساتذة الضحايا أو التي صورها الاعلام وبعض المؤسسات الدولية تاركا الجانب الاخر أو الصورة السوداء المتمثلة بجرائم من يحمل صفة استاذ جامعي وهوما أحاول تسليط بعض الضوء عليه.

فكلنا يعلم خطط النظام بزج المئات ممن يعمل في أجهزة مخابراته في الجامعات العراقية وذلك للسيطرةعلى المرفق الحيوي في جسد المجتمع العراقي إضافة لدعمه لمنتسبي حزبه المنحل من الوصول الى المراتب العلمية التي تؤهلهم الى ملئ المقاعد والزمالات الدراسية وهنا لا اريد أن أتحدث عن الالية في التعامل او اجتثاثهم وما الى ذلك وما يهمنا هو بقاء هذه المجموعات تمارس نفس الدور الارهابي الخطير الذي كانت تمارسه ضد زملائها المستقلين أبان النظام السابق.

وهناك الكثير من الشواهد والممارسات التعسفية ضد اساتذة جامعيين صدرت من زملاء لهم وذكرها بعض السياسيين بعد السقوط للتندر وللتاريخ لكي تبقى في ذاكرة العراقيين بعد أن جلس الجاني والمجني عليه  جنبا الى جنب بعد التغيير.

وقد مارس بعض هؤلاء الاساتذة نفس الجرائم السابقة ضد (زملائهم) ولكن تحت مسميات كثيرة أو بصورة سرية والغريب أن بعض الاحزاب السياسية سرعان ما تحاول تسيس المسألة لمجرد انتماء هذا الجامعي الى حزبها وتحاول تبرأته والدفاع عنه.

وربما كشفت قضية اغتيال الدكتور منذرمرهج راضي احدى القضايا التي تسلط الضوء على اساتذة ارهابين متورطين بعالم الجريمة المنظمة من خلال دنائتها رغم حصولها على شهادت جامعية وهو ما حاول النظام البائد زرعه في جامعاتنا وقد نجح في ذلك حيث وَرث لنا أساتذة ارهابيون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5 آذار/2008 - 26/صفر/1429