الشيعة رائعة بمراجعها

بقلم : سامي جواد كاظم

هل الشخصية الشيعية لغز حتى يكون محط اهتمام كتّاب كتابة المقالات والتحليلات؟

لو قمنا بالتمحيص والتفحيص لكل قلم كتب او ناقد شجب فهذا يؤلب واخر يحارب والجامع المشترك بينهما العلاقة بين الشيعي ومرجعه التي باتت تسبب لهم الارق وتصب من جباههم العرق، فادّعوا انهم من الناصحين وذلك بعد ما ايقنوا انهم من الخائبين في انتقادهم لمراجع الشيعة المقدسين لدى كل المقلدين، فكيف السبيل الى قطع السبيل بين المرجع ومن اليه يميل؟

قبل البدء بالكلام احب ان اذكر مانشرته وسائل الاعلام لتقرير مهم وهام حتى يساعد على الافهام.

التقرير كان عن كتاب بعنوان ( مؤامرة التفريق بين الأديان الإلهية ـ اسم المؤلف: الدكتور مايكل برانت ) فحوى الكتاب هو دراسة الوضع الشيعي المؤثر على السياسة الامريكية وكيفية القضاء على الشيعة، المؤلف هو نائب رئيس السي آي أيه الامريكية والتي فُصل من منصبه بسبب فساده ورشاويه وبسبب هذا الفصل الف هذا الكتاب حتى يفضح من فصلوه وينتقم منهم.

في الكتاب فصول عديدة وكلها مهمة وان كان الذي قاله لم يكن بجديد على الشيعة وعلمائهم لانهم ادرى بمثل هكذا مؤامرات ولهم باع طويل مع الاستعمار البريطاني سابقا والامريكي حاليا.

اهم فصل هو الذي كتب فيه عن العلاقة بين الشيعي ومرجعيته فقد قال (بعد جمع المعلومات من مختلف مناطق العالم، و بعد البحث و أخذ و جهات النظر حصلنا على النتائج مهمة للغاية.

فقد عرفنا أن قدرة المذهب الشيعي و قوته في يد المراجع و علماء الدين، و أنهم يتولون حفظ هذا المذهب و حراسته ).

هذا التشخيص يحتم عليهم ايجاد الحلول فكانت الحلول كما ذكر في الكتاب هي (إن تحقيقاتنا في هذا المجال أوصلتنا إلى نتيجة :

و هي أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مواجهة المذهب الشيعي و محاربته بصورة مباشرة، وإن هزيمته أمر في غاية الصعوبة، وأنه لابد من العمل خلف الستار. نحن نأخذ و نعمل طبق المثل القائل : (فرق و أبد) بدلا من المثل الانجليزي (فرق تسد ).

من أجل ذلك خططنا ووضعنا برامج دقيقة و شاملة للمدى البعيد، من ذلك رعاية الشخصيات المخالفة للشيعة، و الترويج لمقولة كفر الشيعة بنحو يفتى بالجهاد ضدهم من قبل المذاهب الأخرى في الوقت المناسب.

ومن ذلك تشويه سمعة المراجع و علماء الدين عبر الشائعات و نحوها كي يفقدوا مكانتهم عند الناس و يزول تأثيرهم ).

ونتيجة لذلك من الطبيعي ان تكون افرازات هذا التحليل هو من ينتقد العلاقة بين الشيعي ومرجعيته وعلى اسس واهية غايتها نسف الوصال.

هنالك ثلاثة اساليب في معاداة الشيعة الاسلوب الاول هو الهجوم على المراجع وقد جاء الرد عنيف لكل من اتخذ هذا الاسلوب ولعل الكل يذكر اللاستنكار والتنديد لقناة الجزيرة عندما سمحت لحثالة من حثالاتها بالتهجم على مرجعية النجف الاشرف، والاسلوب الثاني هو معاداة الشيعة انفسهم وقد ثبت فشل هذا الاسلوب بالرغم من استخدام اقسى واقصى  وسائل التنكيل والابادة بل نجد ان هذه الوسائل زادت من التشيع وعزيمة الشيعة ونظرة واحدة لكربلاء في المناسبات الدينية تغني المقال، والاسلوب الثالث هو الاخطر والاغبى وهو من باب الطعن بالشيعة مع الامتداح من جانب ثاني والادعاء اني لكم من الناصحين وهذا ما تستخدمه المخابرات الامريكية والبريطانية والفشل هو نتيجة هذا الاسلوب.

لنضع جانبا الاضطرابات النفسية التي يعاني منها من كتب عن شخصية الشيعي ونحاول توضيح الصورة لمن قد تنطلي عليه هذه السفاسف.

اولا : نحن الشيعة لا نتبع المرجع اتباع اعمى والا لما كان هنالك كما ذكر احد الاخوة المنتقدين للشخصية الشيعية من على موقع المثقف ان هنالك الشيرازية والخوئية والفضلية والصدرية والان السيستانية وهكذا فان دل هذا على شيء فانما يدل على الحرية والتفكير في اختيار من يجدوه اهلا لان يجنبهم الاشكالات الشرعية التي قد تعترضهم في مجريات حياتهم التي يختارونها بملئ ارادتهم من غير العودة الى المرجع.

ثانيا : الامام الصادق عليه السلام وفي زمانه كان زرارة يفتي الناس وهشام يفتي الناس وابان يفتي الناس والثقفي يفتي الناس فهل سنسمي الجماعات التي افتتهم باسمائهم ام ان الكل اغترف من منهل الامام الصادق عليه السلام، وهذا طبق الاصل ما يحدث في زمان الغيبة الكبرى فالكل تفتي طبقا لما جاء به محمد (ص) واهل بيته الاطهار عليهم السلام كل حسب اجتهاده ويختم فتواه بالله العالم.

هنالك الكثير من الشيعة الباكستانيين يقلدون الامام السيستاني فماذا سنسميهم وما اختلافهم عن شيعة العراق الذين يقلدون السيستاني، فالعادات والتقاليد شيء والالتزام بما يجنبهم الاشكالات الشرعية في حياتهم بفتاوى المرجع شيء اخر، فلا خلاف بين شيعة كل العالم في شريعتهم اما ثقافاتهم وعلومهم فلكل شيعي له الحق في ان  يسلك فن من فنون الحياة.

يقول هذا الكاتب الجهبذ (الشخصية الشيعية تخشى التفكير وتحبذ الطاعة العمياء. لذلك فأمور الجماعة الشيعية مرهونة بقياداتها. الإنسان الشيعي لا يحزم ويحسم امره بدون أمر وتوجيه من الأعلى، من المرجع والفقيه والملا وإمام المسجد.وهذا المرض الشنيع يغتال العقل الشيعي بمباركة شيوخ الدين ).

لااعلم ما هو المجال الذي يخشى التفكير فيه فهل هو العمل ام الرغبات ام اسلوب الحياة ام بمن يريد الزواج فلو اراد شخص ان يطلع على علوم مادية او فكرية للجانب الاخر فهل انه سيذهب الى رجل الدين لكي يسترخص منه بالعمل اوالزواج، لقد ذكر هذا الكاتب بعض الشخصيات الشيعية التي يشار لها بالبنان من باب انه لا ينكر ان هنالك فطاحل في الشيعة وقد اجتازت الجمود الفكري ولا اعلم هل قصدهم حالة شاذة ام امر معتاد؟ فلو كان امر معتاد فيكفي الجواب وان كانت حالة شاذة فاعلموا ان الذين عددهم الكاتب هم قطرة من غيث.

وهنا لابد من وقفة مع هذه الفقرة التي ادعاها كاتب المقال (فسلطة رجل الدين الشيعي مؤسسه على تنمية وترسيخ رهاب التفكير. لذلك نرى الصغار قبل الكبار في الجماعة الشيعية يرددون : (الراد عليهم كالراد علينا والراد علينا كالراد على النبي والراد على النبي كالراد على الله والراد على الله كحد الشرك به).

الجواب عدة اسئلة مع توضيح الاستغباء في فهم الحديث:

اقول للكاتب ولكل من يردد ما قاله الكاتب هل قراتم هذا الحديث في الرسائل العملية للمراجع؟ هل لديكم ورقة مكتوبة بخط اليد للمراجع تحذر الناس من مخالفتهم؟ الا يوجد بين الشيعة من خالفهم او رد عليهم؟ ان قلت لا يوجد تكون قد اضفت موهبة اخرى الى مواهبك في جهل تفسير الحديث وان قلت يوجد اقول فهل صدرت فتوى من المراجع بتكفيره؟

والان حتى نوضح ما جهلتموه او تجاهلتموه ففسرت وفسرتم الحديث بسفاسف اقل من التافهة ولا تستحق الرد فعليه ساوضح معنى الحديث ولا ارد على التفاهات ,

اصل الحديث هو للامام الصادق عليه السلام ساله احد تلامذته وهو ابو بصير بان الذي لا يصدق بهم في حال روايتهم لاحاديث الائمة (ع) فقال له الصادق (ع ) ان الراد عليكم كالراد علينا فتعجب ابو بصير من ذلك فقال له الامام الصادق عليه السلام أي والله الراد عليكم كالراد علينا والراد علينا كالراد على رسول الله والراد على رسول الله كالراد على الله عز وجل وهذا هو الشرك.

والان اقول للعقول الضيقة لو قراتم سورة التوحيد لشخص وكذّب السورة هذا الشخص اليس تكذيبه لها هو تكذيب لله عز و جل؟ ولو بعثتم بخبر او امر لاحد عن طريق ولدكم وقام الطرف الثاني بتكذيب مبعوثكم الا يعني انه كذبكم، ولو قرا مذيع خبر كاذب الا تقولون ان القناة الفضائية والعاملين عليها كاذبين ولن تقولوا ان المذيع كاذب بالرغم من انه هو الذي اذاع الخبر الكاذب، فعندما تكون سلسلة النقل صحيحة وصادقة يكون تكذيب أي شخص هو قطع السلسلة وتكذيب الكل، اعتقد انه احسن جواب لاصحاب الالباب.

انتهت الغيبة الصغرى جلس الشيخ المفيد في داره يدرس وذهب الى اصحاب العلم يتعلم، جاءه الناس وقبلهم  السلاطين يستمتعون بغزارة علمه، من المخطيء هل الشيخ المفيد لانه تعلم ام ان الذي يساله لكي يتعلم؟

لماذا تنتقل المرجعية بين المدن الشيعية الا هذا يعني ان الشيعة تنظر الى من هو الاعلم وايا كان وفي أي مكان سامراء الحلة الكاظمية النجف كربلاء وحتى لو كان في قندهار فسيتبعه الشيعة.وهذا نابع مما يتمتع به المرجع من علم غزير مع مؤهلات ربانية او ملكة خاصة تجعله ذو اهلية في استنباط الحكم الشرعي وهذه العملية تاتي من العلم ومن التسديد الالهي.

الامر المهم الذي يجب ان يلتفت اليه ممن يجهل او يتجاهل الشيعة ومفاهيمهم فيما يخص الجماعات والتيارات الدينية التي تنادي باسم هذا المرجع او ذاك الفقيه ان هذا الامر له سلبياته وايجابياته وهو دليل على حرية التفكير وقد يظهر من يستغل اسم المرجع لاغراضه الشخصية وهذا وارد ولا يتحمل وزره المرجع فلماذا يكون الفرد البسيط دقيق في اختيار مكاسبه واعمى في اتباع هذه التيارات الفارغة من المبادئ.

واما الحديث عن الكتل الانتخابية التي استخدمت المرجعية في الانتخابات العراقية الاخيرة  فيكون هذا له مقال خاص في تشخيص المفروض والمرفوض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3 آذار/2008 - 24/صفر/1429