مجلس النواب العراقي يصوّت على عودة المفخخات

شوقي العيسى

 كثيرة هي الاشكاليات التي تلوح في أفق مجلس النواب واداؤه المخزي طيلة انتخابه للدخول بهذه البقعة التي تشرّع القوانين المنهكة للشعب العراقي ولو استرجعنا وعدنا بذاكرتنا  الى الوراء لرؤية القوانين التي ناقشها مجلس النواب والتي تخص الشعب العراقي منذ خمس سنوات لنجدها لا تتعدى أصابع اليد قياساً بالقوانين التي شرعت لضمان حقوقهم.

الغريب بالأمر أن مجلسنا الموقر ولضعف أدائه قد صوت باقرار ثلاث قوانين وقرارات منها العفو العام لأخراج المجرمين والارهابيين من المعتقلات والتي وضعوا فيها لجرمهم المشهود بمفخخاتهم التي دسّت للشعب العراقي ،،، ولأجل أبو عيون جريئة طارق الهاشمي وابو سدارة صاحب السيارات المفخخة تم تصويت المجلس لذلك ،، وحتى نضمن عودتهم وعودة مفخخاتهم .

منذ أن تسلـّم المالكي رئاسة الوزراء قد أطلق مبادرة لأطلاق سراح المعتقليين في السجون وبعد أن أطلقت الوجبة الأولى عادوا الى ما كانوا عليه من المفخخات وذلك بعد اسبوع من اطلاق سراحهم وباعتراف المالكي نفسه حيث قال " لا ننكر أن من بين أولئك الذين تم أطلاق سراحهم عادوا الى عملياتهم المسلحة والمفخخات داخل بغداد".

والآن وبعد الجهد الوافي لتنظيف معظم مناطق العراق وبغداد بالخصوص من  المجاميع الارهابية  يتم التصويت على قانون العفو العام لتعود الفوضى والمفخخات الى شوارع بغداد بعد أن تم إدخال الارهابيين دورات مكثفة في المعتقلات حول كيفية القتل والتفخيخ والارهاب ،،، وهناك من يبرر هذا القانون ويقول" إن قانون العفو العام لا يشمل الذين تلطخت أيدهم بدماء العراقيين" قد يكون هذا التبرير منطقياً لعدم أصحاب العقول ولكن ماذا يعني أعتقال أكثر من 27000 سبعة وعشرون ألف إرهابي بين المعتقلات العراقية والامريكية،،، هل هؤلاء كانت جريمتهم سطو او سرقة او نشل او اعتداء على الآخرين ؟؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا يسعى الدليمي بطرحه " إن هناك دعوة للحكومة ضمن أحد بنود قانون العفو العام بنقل المعتقلين من السجون الأميركية إلى السجون العراقية حتى يجري شمولهم بهذا القانون.

كنا نتمنى على مجلس النواب أن لا ينصاع الى هكذا قوانين تضر بمصلحة الشعب العراقي مهما كانت الضروف ومهما أختلفت الرؤيا لا أن تكون هناك مساومة على مبدأ (( مشيلي وامشيلك )) بهذا الحال لم نبصر حكومة وبرلمان وانما نبصر الى سوق يتصدره الباعه والعربنجية. ما بال مجلس النواب العراقي عندما ينظر اليهم شهداء العراق الذين قضوا بمفخخات الارهابيين الذين يتم العفو العام عنهم هل دماؤهم ذهب سدى الريح وادراج المكاتب الخاصة بنواب المجلس ،،، ليس غريباً عليهم ذلك وبالأمس ذهب دماء شهداء العراق كافة عندما تسلق القادة السياسيين أكتافهم واعتلوا منصات المواجهه امام الفضائيات وذهبت أمهات الشهداء تستجدي عطفهم بالتقاط رغيفٍ من الخبز يسد رمقهم ،، كيف لا وراح قادتنا وساستنا الاجلاء يعيدوا البعثيين والمرتزقة بنفس الحجة الواهية وهي ممن لم تتلطخ ايدهم بدماء العراقيين عادوهم الى وظائفهم وراح ابطال الانتفاضة يتسكعون امام مكاتب الاحزاب لكسب تأييد لغرض توظيفهم ولم يحصلوا عليه.

أهكذا::: مجلس النواب يأتينا كل يوم بجديد وكل ماهو مفخخ ومريب وينصف نفسه بالعديد من المكافآة والإجازات ،، وها نحن نرى وننتظر والعالم أجمع لعودة المفخخات من جديد أرض العراق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16 شباط/2008 - 8/صفر/1429