ملف الاحتباس الحراري: اختلال توازن المناخ بسبب الأنشطة البشرية

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: لا شك في ان قضية تغيرات المناخ الناتجة من ظاهرة الاحتباس الحراري الذي تسببه الانبعاثات الصناعية السامة قد اخذت مديات غاية في الخطورة من حيث تهديدها المباشر للبيئة والمخلوقات عموما على الارض، ولهذا السبب فقد اضحت مدار اهتمام وبحث دوليين لتفادي العديد من انواع المخاطر والكوارث المتوقعة في حال استمرار تجاهل هذه القضية، (شبكة النبأ) عبر تقريرها الدوري تستعرض اخر المستجدات بهذا الشأن الحيوي:

التغير المناخي سيؤثر على الصحة قبل الاقتصاد

قال باحثون ان من المحتمل أن يكون للتغيرات المناخية عواقب مدمرة على صحة البشر وتداعيات اقتصادية عالمية اكبر ودعوا للتحرك العاجل لحماية سكان الارض.

وقال الباحث الاسترالي توني ماك مايكل الذي شارك في اعداد دراسة نشرت بدورية الطب البريطانية "بينما نعمل على الحد من الانبعاثات بسرعة أكبر لتجنب تغير مناخي يتعين علينا مواجهة مخاطر صحية لا يمكن تجنبها ناجمة عن التغير المناخي الحالي والوشيك."

وقال "سيكون لهذا تأثيرات صحية عكسية على كل الشعوب خاصة بالمناطق المعرضة جغرافيا (للانبعاثات) والفقيرة الموارد."بحسب رويترز.

وقال ماك مايكل وهو من مركز مكافحة الامراض والصحة السكانية باستراليا ان زيادة حرائق الغابات والجفاف والفيضانات والامراض الناجمة عن التغير المناخي تفرض تهديدا أكبر على رفاهة البشر اكثر من التأثيرات الاقتصادية.

وذكر تقرير لكبير الاقتصاديين بالبنك الدولي سابقا نيكولاس سترن في عام 2006 انه من المحتمل ان يتسبب التغير المناخي في انكماش الاقتصاد العالمي بين خمسة وبين عشرين في المئة مسببا اثارا مشابهة لفترة الكساد الكبير التي شهدتها أمريكا.

ولكن ماك مايكل قال ان التغير المناخي سيؤدي لتغيرات في نماذج الامراض المعدية وسيؤثر على الانتاج الغذائي والماشية.

ورغم انه من المستبعد ظهور انواع جديدة بالكامل من الامراض الا انها ستؤثر على تواتر وامتداد والنماذج الموسمية للعديد من الامراض الموجودة حاليا في ظل زيادة متوقعة بين عشرين وسبعين مليون شخص بالمناطق المصابة بالملاريا بحلول 2080.وقال الباحثون ان التأثر سيكون اشد في البلدان الفقيرة.

اختلال توازن المناخ بسبب الأنشطة البشرية

ويقول تقرير صادر عن الاتحاد الأمريكي للجيوفيزيائيين إن مناخ الكون يفتقر بالتأكيد إلى التوازن وترتفع حرارته باستمرار. والاتحاد هوأكبر تجمع للعلماء المتخصصين في دراسة الكرة الأرضية والفضاء.

وحذر الاتحاد من أن التغييرات التي تجري على نظام مناخ الأرض "ليست طبيعية". وأضاف التقرير أن أفضل تفسير لما يحدث من تغييرات في مستوى سطح الأرض ومعدل هطول الأمطار هو ازدياد تركيز الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري بسبب أنشطة البشر.

ودعا الاتحاد إلى تخفيض انبعاث الكربون بنسبة 50% بحلول عام 2100.

وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الاتحاد بتحديث سياسته حول التغييرات المناخية منذ عام 2003، حينما دعا إلى إجراء دراسة عالمية مركزة لفهم التغييرات التي ستحدث على الأرض بسبب التبدلات المناخية. بحسب CNN.

فقد أعلن البيان الجديد أن أفضل ما يمكن به تفسير التغييرات التي تحدث للمناخ هو وفرة الغازات المتولدة في الجو عن الأنشطة البشرية في القرن العشرين".

وقال مجلس الاتحاد الذي أقر البيان الجديد إن أبحاثا متواصلة قام بها العديد من أعضائه قد عززت الفهم العلمي لتأثيرات التغييرات المناخية. وحذر المجلس من أن العالم يواجه تحديا كبيرا خلال الأعوام الخمسين المقبلة.

وقال "إنه حتى الحد الأدنى للتغيير المناخي المقبل هو أكبر بكثير من معدل التغيير الذي شهده الكون خلال الألفية الماضية.

وهذا الحد الأدنى هو ارتفاع درجة حرارة الكون بدرجة مئوية واحد عما بلغته في الأعوام العشرة الماضية.

ويقول البيان إن ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها في القرن التاسع عشر يثير الاضطراب، حيث يقلل الانتاجية الزراعية للكرة الأرضية، ويتسبب في الحد من تنوع الكائنات على الأرض، وإذا ما استمر لمئات من السنين فسيذيب معظم الغلاف الجليدي لجزيرة جرينلاند.

ويقول البيان إن تفادي ارتفاع درجة الحرارة بدرجتين مئويتين يتطلب تقليص الغازات المنبعثة بنسبة 50% بنهاية القرن الحالي.

ويقول الاتحاد الذي يبلغ عدد أاعضائه 50 ألف عضو من 137 دولة مختلفة إن تقديم الحلول يتطلب التعاون بين جميع القطاعات، من علمية وتقنية إلى صناعية وحكومية.

الاتحاد الاوروبي يحدد اهدافا لمكافحة التغير المناخي

حددت المفوضية الاوروبية اهدافا يتعين على دول الاتحاد الاوروبي تحقيقها لخفض انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة وسعت الى تهدئة المخاوف بشان تكلفة مكافحة التغير المناخي محذرة من ان تكلفة عدم التحرك لمواجهة هذه الظاهرة ستكون اكبر.

وفي استعراض لاستراتيجية واسعة لمكافحة التغير المناخي دعت المفوضية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى زيادة استخدام الطاقة المتجددة والوقود العضوي كما كشفت عن خطط لاجبار قطاع الصناعة على دفع مبلغ مقابل حق التلويث.

وقال مفوض الاتحاد الاوروبي جوزيه مانويل باروزو ان "مواجهة تحدي التغير المناخي هو اصعب اختبار سياسي يواجه جيلنا". بحسب رويترز.

واضاف "ان استراتيجيتنا لا تواجه هذا التحدي فحسب بل انها تحمل الجواب الصحيح لتحدي امن الطاقة وهي فرصة لانشاء الاف الشركات الجديدة وملايين الوظائف".

واضاف انه رغم ان هذه الاجراءات ستكلف المستهلكين معدل 3 يورو (4,37 دولارات) اسبوعيا الا ان "تكلفة عدم التحرك قد تصل الى عشرة اضعاف ذلك".

وتهدف هذه الاجراءات الى تحقيق الهدف الذي حدده قادة الاتحاد الاوروبي العام الماضي بخفض انبعاث ثاني اوكسيد الكربون بنسبة 20 بالمئة بحلول عام 2020 مقارنة مع مستويات هذه الانبعاثات في عام 1990.

وبحلول ذلك التاريخ من المفترض ان يرتفع استخدام اشكال من الطاقة المتجددة مثل الكتلة الحيوية والرياح والطاقة الشمسية ليشكل نسبة 20 بالمئة من كافة اشكال الوقود المستخدمة. ويجب ان يشكل الوقود العضوي نسبة تصل الى عشرة بالمئة من الوقود المستخدم في وسائل النقل.

واكد قادة الاتحاد الاوروبي في قمة عقدت في اذار/مارس الماضي ان هذه الاهداف ستضع الاتحاد في مقدمة الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي ولكن وبعد نحو عام على ذلك التاريخ بدأ هؤلاء القادة يمارسون الضغوط على المفوضية منذ تسرب الانباء عن خططها.

وقال باروزو "ان اتفاق اليوم يعتبر اضافة الى خارطة الطريق المفصلة لتطبيق الرؤية السياسية التي تم الاتفاق عليها العام الماضي".

ومن المتوقع ان يحدث الاتفاق جدلا كلاسيكيا بين دول الاتحاد الاوروبي حيث انه يتعين ان توافق الدول الاعضاء والبرلمان الاوروبي على الاجراءات قبل تطبيقها.

ورحب بعض انصار البيئة بالاتفاق الا انهم اعربوا كذلك عن مخاوفهم من ان تخفف الاجراءات المطلوبة لاحقا.

وقال كلود تورميس النائب من حزب الخضر في الاتحاد الاوروبي "نرحب بالقانون المقترح حول كيفية تحقيق الاتحاد الاوروبي هدفه باستخدام 20 بالمئة من الطاقة المتجددة بحلول 2020 وهي خطوة باتجاه اقتصاد قائم على الطاقة المتجددة".

واضاف "من الضروري ان لا تقوض الخلافات الداخلية بين الدول الاعضاء حول اهدافها الوطنية لاستخدام الطاقة المتجددة هذا القانون".

وفيما قدر باروزو بان تصل الكلفة الاجمالية للاجراءات الجديدة الى نحو 60 مليار يورو (86,6 مليار دولار) اقر بعض المسؤولين في المفوضية بان الكلفة قد تبلغ ضعف ذلك.

وعلى اي حال فان الكلفة ستكون مرتفعة على الصناعات التي تعتمد على الطاقة بشكل كبير مثل محطات الكهرباء.

وتتسبب انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون من قطاع الصناعة بنحو نصف الغازات المتسببة بالاحتباس الحراري في الاتحاد الاوروبي. وياتي معظم النصف الثاني من قطاعي النقل والزراعة.

خبراء ارصاد: عام 2008 سيكون من اشد عشرة اعوام حرارة

قال خبراء ارصاد بريطانيون ان عام 2008 سيكون ابرد قليلا من الاعوام الماضية على مستوى العالم لكنه سيظل من بين اشد عشرة اعوام ارتفاعا لدرجة الحرارة منذ بدء الاحتفاظ بسجلات لدرجات الحرارة عام 1850 ولا ينبغي اعتباره علامة على ان ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض في تراجع.

وقال مكتب الارصاد الجوية وخبراء في جامعة ايست انجيليا ان متوسط درجات الحرارة على مستوى العالم في العام الحالي سيزيد 0.37 درجة مئوية عن المتوسط طويل الاجل في الفترة بين عامي 1961 و1990 الذي بلغ 14 درجة مئوية لكنه سيكون ابرد عام منذ عام 2000. بحسب رويترز.

وقالوا ان هذه التوقعات اخذت في اعتبارها ظاهرة النينا في المحيط الهادي التي يتوقع ان تكون قوية بشكل خاص هذا العام والتي من شانها ان تحجم اتجاه ارتفاع درجة حرارة الارض.

واخذ ايضا في اعتباره تركيزات ما يسمى بغازات الاحتباس الحراري في طبقات الجو العليا والانحرافات الشمسية والتغييرات الطبيعية للتيارات المائية في المحيطات.

وقال فيل جونز مدير ابحاث المناخ في جامعة ايست انجيليا "حقيقة ان عام 2008 سيكون أبرد من اي من الاعوام السبعة الاخيرة لا يعني ان ارتفاع درجة حرارة الارض اختفى."

واضاف "الشيء المهم هو المعدل الاساسي لارتفاع درجة الحرارة .. كان المتوسط في الفترة بين 2001 و2007 يزيد 0.44 درجة مئوية عن متوسط درجة الحرارة في الفترة بين عامي 1961 و1990 وكان يزيد 0.21 درجة مئوية عن القيم المناظرة في الفترة بين عامي 1991 و 2000."

وقال كريس فولاند من مكتب ارصاد هادلي "ظاهرتا النينو والنينا لهما تأثير كبير على درجة حرارة سطح الكرة الارضية وستعمل ظاهرة النينا القوية الحالية على الحد من ارتفاع درجات الحرارة في عام 2008."

وقالت المنظمة العالمية للارصاد الجوية الشهر الماضي ان هناك دلائل على ان الاعوام العشرة بين عامي 1998 و2007 كانت اشد الاعوام حرارة منذ بدء الاحتفاظ بسجلات لدرجات الحرارة.وقال مركز ارصاد هادلي ان الاعوام الاحد عشرة الاشد حرارة جاءت كلها خلال الثلاث عشرة عاما الاخيرة.

بسبب الاحتباس الحراري: ارتفاع متوسط الحرارة بحدود 5 درجة مئوية

قالت وزارة البيئة إن متوسط درجات الحرارة في اليابان قد يرتفع بما يصل الى 4.7 درجة مئوية في اليابان خلال القرن الحالي الا إذا اتخذت خطوات لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وذكرت الوزارة في تقرير أن اليابان ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد تواجه ارتفاعا في متوسط درجات الحرارة ما بين 1.3 و4.7 درجة مئوية في الفترة من 2070 الى 2099 بالمقارنة بمستويات درجات الحرارة في الفترة بين 1961 و199.

وأوضح التقرير إن ارتفاع درجات الحرارة قد يزيد من سقوط الامطار في البلاد بنسبة تصل الى 16.4 في المئة. بحسب رويترز.

وستقوم لجنة من الخبراء شكلتها الوزارة بتحليل التأثير المحتمل لارتفاع درجات الحرارة واصدار تقرير في مايو آيار بالخطوط العريضة التي يجب أن تتبعها الحكومة لمكافحة الظاهرة.

وتوقع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في فبراير شباط الماضي إن درجات الحرارة في العالم سترتفع ما بين 1.8 و4.0 درجة مئوية خلال القرن الحالي "على أفضل تقدير".

وذكر الفريق الحكومي التابع للامم المتحدة إن ارتفاع درجات الحرارة قد يتسبب أيضا في زيادة الجوع ونقص المياه وانقراض الحيوانات والنباتات بشكل اكبر.

وأضاف إن الناتج الزراعي قد تنخفض بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2020 في بعض الدول وتنبأ بانكماش مستمر لثلوج بحر القطب الشمالي في مواسم الصيف.

اليابان تقدم 10 مليارات دولار لمكافحة الاحتباس الحراري

قالت صحيفة ان اليابان تعتزم تخصيص نحو عشرة مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لمساعدة دول مثل الصين واندونيسيا في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقالت صحيفة نيكي اليومية الاقتصادية ان برنامج المساعدات الياباني سيركز على اجراءات خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والحد من آثار الكوارث التي يسببها ارتفاع درجة حرارة الارض والترويج لاستخدام مصادر الطاقة البديلة.وأضافت ان هذه المساعدة ستأتي في صورة منح أو قروض بالين منخفضة الفائدة. بحسب رويترز.

وتابعت الصحيفة انه بالاضافة الى المساعدة في تحسين كفاءة محطات الطاقة الصينية القديمة التي تعمل بالفحم فانها ستستخدم في مساعدة الدول النامية على حشد ومراقبة بيانات الارصاد الجوية حتى يتسنى لها اتخاذ الاجراءات اللازمة للوقاية من الكوارث الطبيعية.

وأضافت الصحيفة انه من المتوقع ان توافق اليابان رسميا على إمداد اندونيسيا بمساعدة لم يكشف النقاب عنها في مارس اذار. وستقدم طوكيو ايضا مساعدة مالية الى توفالو وهي دولة ذات أراض واطئة تقع في المحيط الهاديء تعاني بالفعل من ارتفاع منسوب البحر والعواصف ذات الصلة بالتغيرات المناخية.ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في الحكومة اليابانية على الفور للتعليق.

شتاء شمال الشرق الأمريكي يدفأ سريعاً

تعزز مظاهر إزهار مبكر للمواسم الزراعية، وتساقط ثلوج أقل ومواسم شتاء دافئة نسبيا، بأن فترة موسم الشتاء في شمال شرقي الولايات المتحدة الأمريكية بدأ يضمحل في السنوات الأخيرة، ما دفع الخبراء إلى التحذير وفق دراسة، بحدوث تغييرات مناخية متسارعة.

ووجدت دراسة استندت إلى بيانات مأخوذة بين 1965 و2005 من أرجاء شمال شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، أن الحرارة بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار ارتفعت بنسبة 2.5 درجة، فيما انخفضت معدلات تساقط الثلوج الإجمالية بمتوسط 8.8 بوصة لنفس الفترة، أما عدد الأيام التي بلغ فيها ارتفاع الثلوج بوصة واحدة، فقد تراجع بمعدل تسعة أيام.

الباحثة آليزابيث بوراكوسكي التي قامت بتحليل البيانات بالتعاون مع معهد نيوهامبشير لدراسة الأرض والمحيطات والفضاء في جامعة الولاية قالت "الشتاء أصبح أدفأ أكثر من أي موسم آخر" وفق وكالة أسوشيتد برس.

ووجدت أن أكبر انخفاض لتساقط ثلوج كان بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط، فيما وجدت مراكز مراقبة المناخ في مقاطعة "نيو إنغلاند" بولاية نيوهمبشير أن أكبر تراجع في تساقط الثلوج بالشتاء بلغ قبل عقد قرابة ثلاث بوصات.

وأرجعت بوراكوسكي سببين على الأرجح لتراجع الأيام المثلجة أي التي يسجل فيها تساقطا للثلوج هي: معدلات ارتفاع الحرارة لدرجة قصوى والطبقة الجليدية الرقيقة التي تمنع اكتساء الأراضي بالثلوج.

يُذكر أن الملاحظات التي تضمنها البحث الذي هو في طريقه للنشر في إحدى المجلات المتخصصة تبدو منسجمة مع أبحاث مماثلة.

كاليفورنيا تقاضي EPA خوفاً من مخاطر تغير المناخ

أقامت سلطات ولاية كاليفورنيا الأمريكية دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس جورج بوش، بسبب رفض الحكومة الاتحادية التشدد في المعايير الخاصة بانبعاث عوادم المركبات في الولاية، التي تعاني من ارتفاع معدلات التلوث بالغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وطلبت ولاية كاليفورنيا من الوكالة الاتحادية لحماية البيئة EPA، بموجب الدعوى القضائية، مراجعة قرارها الذي اتخذته الشهر الماضي، والخاص برفض طلب سلطات الولاية إضافة إلى 16 ولاية أخرى، لتشديد المعايير الخاصة بالانبعاثات الصادرة عن السيارات والشاحنات الجديدة.

من جانبه، أكد مدير وكالة حماية البيئة، ستيفن جونسون، أن الحكومة الاتحادية لديها خطة لرفع معايير اقتصاد الوقود بالنسبة للسيارات الجديدة، رافضاً طلب الولاية بالحصول على استثناء لفرض معايير أكثر تشدداً، بدعوى أن كاليفورنيا تواجه "تهديدات غير تقليدية" بسبب التغيرات المناخية. بحسب CNN.

وأشار جونسون إلى أن قانون "الطاقة الجديدة"، الذي تسعى EPA لإقراره، يقضي برفع معايير اقتصاد الوقود للمركبات، إلى 35 ميلاً للغالون، اي بما يعادل 14 كيلومتر لكل لتر، بحلول العام 2020، مضيفاً أن "قوانين ولاية كاليفورنيا لن تكون ذات جدوى"، في ضوء ذلك القانون.

أما المعايير المشددة التي تسعى حكومة كاليفورنيا لإقرارها، فتتضمن إلزام شركات إنتاج السيارات بخفض معدل انبعاثات العوادم بنحو الثلث بحلول العام 2016، وهو ما يعني زيادة معايير اقتصاد الوقود بالمركبات الجديدة، إلى 36.8 ميلاً للغالون الواحد.

وأضاف مدير الوكالة الاتحادية لحماية البيئة، في تصريحات نقلتها أسوشيتد برس من واشنطن، قوله: "من المهم وضع هذا القانون الجديد موضع التنفيذ في كل الولايات الأمريكية الخمسين"، مشيراً إلى القانون الذي وقعه الرئيس جورج بوش قبل نحو أسبوعين. 

وفي المقابل، قالت مسؤولة إدارة موارد الهواء في وكالة حماية البيئة بولاية كاليفورنيا، ماري نيكولز، في تعليق على القضية: "أعتقد أننا في وضع يجعلنا أقوى من السابق، ليس فقط بسبب تلك القضية، وإنما بسبب المعايير الفنية التي وضعناها."

وكان المحامي العام لولاية كاليفورنيا، جيري براون، قد أعلن عن رفع الدعوى القضائية ضد وكالة حماية البيئة، قائلاً إن الوكالة "لم تفعل شيئا على المستوى الوطني، للحد من انبعاثات غازات المسببة للاحتباس الحراري، والآن قامت بالاعتراض، بصورة خاطئة وغير قانونية، على المعايير الأساسية التي وضعتها الولاية للانبعاثات المنطلقة من أنابيب عوادم السيارات."

وأضاف براون، خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، بمدينة سكرامنتو، أن عدداً من الولايات الأمريكية الأخرى انضمت إلى كاليفورنيا في الدعوى القضائية، التي تأتي بعد أقل من أسبوعين على إعلان EPA قرارها برفض طلب تشديد معايير تلك الانبعاثات في الولاية.

ذوبان الجليد في القطب الجنوبي تسارع في غضون عشر سنوات

ذوبان الجليد تسارع بنسبة 75% في غضون عشر سنوات على طول سواحل القطب الجنوبي وبلغ العام 2006 حوالى 192 مليار متر مكعب وهي كمية كافية لاغراق هولندا تحت 4,6 امتار من المياه على ما اظهرت دراسة نشرتها  مجلة "نيتشور جيوساينس".

وذوبان الجليد هذا يتركز اسفل المجمدات في غرب القطب الجنوبي (132 مليار متر مكعب مع هامش خطأ 60 مليارا تقريبا) وشبه جزيرة القطب الجنوبي (60 مليار متر مكعب مع هامش خطأ 46 مليارا) على ما تبين لاريك رينيو من مختبر "جيت بروبالشن" التابع للناسا وفريقه الذي يضم خبراء دوليين.

اما في شرق القطب الجنوبي فقد بقي وضع الكتل الجليدية مستقرا.

واذا ما وزع على كل المحيطات فان ذوبان 192 مليار متر مكعب من الجليد يتسبب بارتفاع سنوي قدره 0,5 ميلمتر لمستوى البحار يضاف الى الارتفاع العائد الى التمدد الحراري اذ ان كتلة المياه تكون اضخم اذا كانت ساخنة. بحسب CNN.

واعتمد الباحثون في دراستهم قياسات اجريت عبر الاقمار الصناعية وشملت 85% من سواحل القطب الجنوبي.

وكان الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في تقريره الرسمي الاخير العام 2007 تخلى عن تقدير الارتفاع الاقصى لمستوى المحيطات حتى نهاية القرن بسبب الشكوك حول سرعة ذوبان الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي.

وقد قدر الفريق الارتفاع الادنى حتى نهاية القرن ب18 سنتيمترا. واشارت دراسة لمعهد "كلايمت اينستيتيوت" الاسترالي في تشرين الثاني/نوفمبر ان مستوى البحار قد يرتفع في غضون مئة عاما بحدود 401 متر.

وارتفاع حرارة الارض في القطب الشمالي اسرع بمرتين منه في المناطق الاخرى من العالم. وذابت المناطق الجليدية في القطب الشمالي العام الماضي بوتيرة لا سابق لها وهذه الظاهرة يرجح ان تتفاقم مع تراجع انعكاس اشعة الشمس على الثلج والجليد.

منتجعات التزلج بسويسرا تدرس البدائل مع ارتفاع درجات الحرارة

كانت رؤية الجنود في اندرمات وهم يتدربون ويتقنون تقنيات تسلق الجبال استعدادا للدفاع عن قلب سويسرا الذي تغطيه الجبال اذا ما دعت الحاجة امرا معتادا في السابق.

لكن هذه الايام معظم من يتزلجون على المنحدرات التي تحيط بالبلدة من السكان المحليين وأضحت البلدة تكتسب شهرتها من الطبقة المعدنية الرقيقة التي تغلف احد القمم الجليدية لوقف ذوبانها في الصيف ومنتجع عملاق جديد للعطلات يتسم بالفخامة.

وشهد العام الماضي واحدا من اكثر فصول الشتاء دفئا ورغم السقوط المبكر للجليد هذا العام فإن المنتجعات تخطط لايجاد بدائل للتزلج ومن بينها عدة مجمعات ومشروعات طموح كي يستمر تدفق الاموال حتى ان لم يأت الجليد. بحسب رويترز.

وتقول فيرونيك كانل من هيئة السياحة السويسرية "ينبغي ان يجد كل مكان يحتمل ان يعاني من اثار ارتفاع درجة حرارة الارض خلال السنوات المقبلة استراتيجية تتناسب بشكل أفضل مع اصوله وميزانيته."

واجتذب موقع اندرمات المثالي عند سفح اربعة ممرات الملياردير المصري سامح ساويرس الذي ينوي بناء ستة فنادق وملعب جولف وحوض سباحة مغطى وضخم ومنتجع ترفيهي وشاطيء اصطناعي وبحيرات.

ويحدث نفس الشيء في اماكن اخرى في سويسرا اذ تنوي تسرمات بناء فندق على قمة كلاين ماترهورن ليزيد ارتفاعه عن اربعة الاف متر مما اثار صيحات احتجاج من جماعات بيئية وتخطط دافوس لبناء فندق جديد في برج اعلى المنتجع.

وقال ستيوارت هولت المتزلج الذي يقيم في لوسرن قرب منتجعات عديدة بوسط سويسرا "من الواضح انها استراتيجية بقاء. ينبغي ان يؤثر كل منهم نفسه اذا كانت صناعته تعتمد على جذب زبائن."

ويقول هانزرودي مولر رئيس معهد الترفيه والسياحة بجامعة برن ان ثمة منافسة بين المنتجعات لاقامة اماكن اكثر جذبا وهو امر قد يكون خطيرا لتأثيره على المناظر والموارد الطبيعية.

وتقول بتوني جارنر المتحدثة باسم نادي تزلج بريطانيا العظمى ان ثمة زيادة ملحوظة في عدد الزائرين الاغنياء لمنتجعات التزلج في جبال الالب في السنوات الاخيرة وبصفة خاصة من روسيا.

وقالت جارنر "تجتذب المنتجعات الراقية عددا اكبر من السائحين الاغنياء. اعتقد ان المنشآت الجديدة الراقية ستجتذب هؤلاء السائحين."

وكانت اندرمات تعتمد على الجيش السويسري الذي اقام معهدا للتدريب على تسلق الجبال في البلدة. ولكنها تاثرت كثيرا بتخفيض الانفاق عقب الحرب الباردة وباع الجيش 735 الف متر مربع لشركة اوراسكوم للفنادق والتنمية التي يراسها ساويرس مقابل عشرة ملايين فرنك سويسري (8.96 مليون دولار) في اغسطس اب 2006.

زيادة مياه المتوسط تهدد "بعواقب كارثية"

وحذرت دراسة إسبانية من أن مستوى المياه في البحر المتوسط يتزايد باضطراد وأنه قد يؤدي إلى "نتائج" كارثية إذا لم تتوقف تداعيات التغير المناخي في المنطقة.

وقالت دراسة لمعهد جغرافية المحيطات الأسباني إن مستوى المياه في البحر الأبيض المتوسط سيرتفع بمقدار نصف متر خلال الخمسين عاما المقبلة إذا لم يعالج العالم ظاهرة التغير المناخي.

وأشارت الدراسة إلى أن حوض البحر المتوسط قد شهد ارتفاعا في درجة حرارة الماء والهواء منذ بداية السبعينيات ثم طرأ ارتفاع سريع في مستوى سطح البحر خلال التسعينيات".

وكشفت الدراسة عن أن مياه المتوسط قد زادت بمعدل تراوح بين 2.5ميليمتر و11 ميليمتر سنويا منذ عام1990. بحسب رويترز.

وتقول الدراسة إن هذا المعدل لو استمر فمعنى ذلك أن مياه المتوسط ستزداد بمعدل يتراوح بين 12.5 سنتيمتر ونصف متر خلال خمسين عاما.

وحذر المعهد الذي أعد الدراسة، وهو هيئة بحثية تتبع وزارة العلوم الإسبانية، من إن تلك الزيادة "يمكن أن تكون لها آثار كارثية على المناطق التي ينخفض عندها ساحل البحر حتى في حال حدوث زيادة طفيفة في مستوى مياه المتوسط".

كما ذكرت الدراسة أن درجة حرارة مياه المتوسط قد ارتفعت بمعدل يتراوح بين 0.12 درجة ونصف درجة مئوية منذ بداية السبعينيات، وإنه بالرغم من أن هذه الزيادة تبدو طفيفة فإنها تعني أن مياه المتوسط تمتص قدرا أكبر من الحرارة.

منظمة حماية الحياة البرية: لابد من عمل فوري

قالت منظمة (صندوق حماية الحياة البرية) المعنية بالبيئة ان الحد من زيادة الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2015 مازال ممكنا ولكن تحقيقه يتطلب اجراء عاجلا.

وحذرت لجنة من الامم المتحدة في العام الماضي من أن اتخاذ قرارات صارمة لمكافحة تغير المناخ يتطلب أن تنخفض الانبعاثات اعتبارا من عام 2015. وذكرت بالتفصيل مخاطر ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض منها ارتفاع مناسيب مياه البحار والمزيد من الفيضانات وموجات الجفاف.

وقال المدير العام للمنظمة جيم ليبي لرويترز في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس انه "أمر يمثل تحديا هائلا السبيل الوحيد لحقيق هذا لهدف هو أن نبدأ العمل."

وأضاف "يمكننا بالتأكيد تحقيقه. ولكن السؤال هو هل يمكننا أن نحشد انفسنا بجرأة كافية لتحقيقه .. أعتقد أن الامر يزداد خطورة بمرور كل يوم."بحسب رويترز.

وامتدح ليبي الاتحاد الاوروبي الذي حدد هدفا لاستخدام الطاقة المتجددة كجزء من خططه لمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض. ولكنه أوضح أن تحديد نسبة خفض الانبعاثات بعشرين في المئة بحلول عام 2020 لم يكن كافيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16 شباط/2008 - 8/صفر/1429