مسيحيو العراق يحتفلون بأعياد الميلاد وسط تفاؤل حذر

شبكة النبأ: رغم ان أعدادهم كانت تزيد على المليون في العراق إلا ان الأوضاع الأمنية اجبرت قرابة نصف المسيحيين على المغادرة الى الخارج او النزوح لمناطق اكثر أمنا داخل العراق ولاسيما محافظات كردستان التي تشهد استقرارا نسبيا، ومع اجواء التفاؤل الحذر يحيي مسيحيو العراق هذه الأيام احتفالات رأس السنة الميلادية متأملين عودة الأمان والتعايش السلمي مع جيرانهم المسلمين كما كانت الأوضاع في السابق.

في كنيسة مريم العذراء الصغيرة في قلب بغداد تغلبت ايفون جادو مع قلة من المسيحيين على خوفها الذي يلازمها في كل مكان وذلك في سبيل احياء اعياد الميلاد حتى وان فقد هذا الاحتفال القه في المدينة التي دمرها العنف.

وقالت ايفون جادو ان لا شيء مثل الماضي وحتى زغاريد النساء التي استقبلت بطريرك الكلدان في العراق الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي لدى دخوله الكنيسة "لم يعد لها الوقع ذاته في اذنيها". بحسب فرانس برس.

واضافت السيدة التي وضعت وشاحا ابيض على رأسها وهي تشير الى المقاعد المتناثرة لهذه الكنيسة الكلدانية التابعة لاحدى اقدم الطوائف المسيحية في العالم والمرتبطة بالفاتيكان، لم تعد احتفالات اعياد الميلاد كما كانت في السابق. قبل 2003 كانت الكنيسة تمتلىء في مثل هذه المناسبات. الناس كانوا يفرحون ويغنون لقد كانوا سعداء.

وتتابع هذه السيدة وهي ربة بيت يعمل زوجها في احد فنادق المدينة، اما اليوم فالناس لم يعودوا يغادرون منازلهم انهم خائفون. وهذا الخوف في كل مكان. لكن اذا كان يجب ان اموت فاني افضل الموت هنا.

وبسبب المخاوف الامنية لم يعد قداس منتصف الليل سوى ذكرى بالنسبة الى المسيحيين منذ الغزو الاميركي للعراق في آذار/مارس 2003. ويتم احياء قداس عند الشفق بعد مغيب الشمس عشية اعياد الميلاد وقداس ثان صباح اليوم التالي.

ووقفت عربات للشرطة امام الكنيسة في حي الكرادة الشيعي. غير ان المراقبة عند مدخل الكنيسة تكاد تكون منعدمة.

ولم تستثن الصراعات المذهبية بين الشيعة والسنة خصوصا منذ الاعتداء على مرقد الامامين العسكريين في سامراء في شباط/فبراير 2006 المسيحيين. فقد هوجمت كنائس وتم خطف كهنة وبعضهم قتل كما حدث في الموصل شمال البلاد في حزيران/يونيو الماضي.

وبحسب تقديرات شبه رسمية فان الاقلية المسيحية في العراق تقدر اليوم بما بين 400 الف و 600 الف نسمة مقابل 800 الف في تسعينات القرن الماضي.

وقال صباح منصور (67 عاما) الذي غادرت ابنته بغداد الى اربيل وقد علت وجهه ضحكة شاحبة، الحياة بالغة القسوة اليوم حتى ان الجميع يحلم بالرحيل.

وغادر منصور وابنته خالدة (55 عاما) حي الجامعة الذي تسيطر عليه عصابات ارهابية مسلحة،  للاستقرار في الكرادة.

واضاف، ان المسيحيين واقعون بين نارين بين السنة والشيعة. وحين ينهمكون في الاقتتال بينهم فانهم ينسوننا. لكننا لا نعرف متى تنقلب الامور ضدنا.

وقال، لكن الوضع الاصعب يهم الشبان سواء من المسلمين او المسيحيين (..) اذ لا مستقبل لهم في هذه البلاد. فهم اما ينتهي بهم الامر الى حمل السلاح او المغادرة.

وعند مدخل الكنيسة يطلب رامي موفق (18 عاما) وصديقه وسيم طاهر (16 عاما) من الداخلين غلق هواتفهم النقالة. والشابان لم يعودا يذهبان الى المدرسة.

وقال رامي، انقطعت قبل اربع سنوات بعيد الغزو الاميركي. علي مساعدة اسرتي. وانا اعمل مع وسيم في شركة لاستيراد الادوية. من جانبه قال طاهر، لا يوجد فرق بين المسيحيين والمسلمين، حتى وان كان افضل اصدقائه من المسيحيين. غير ان رامي راى انه من الاصعب ان تكون مسيحيا. مضيفا، المسلمون يريدون ادخالنا الى الاسلام.

ويحلم رامي بالالتحاق بخالتيه في الولايات المتحدة وهو يؤكد ان الاميركيين يقولون انهم جاءوا لمساعدتنا وانا اصدقهم.

مسيحيو العراق يكرسون احتفال عيد الميلاد بالدعوة للتسامح والمحبة 

وفي سياق متصل قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن مسيحيي العراق كرسوا احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة بالدعوة إلى التسامح واشاعة السلام في البلد.

ونقلت الصحيفة عن ابرش كنيسة القلب الاقدس في احد احياء بغداد الامنة، يوسف حنا، قوله إن الكنيسة كانت تمتلئ بالمصلين في العام الماضي، الا ان غالبيتهم غادروا أما إلى شمالي العراق أو خارج البلد.

وأشارت الصحيفة إلى كنيسة القلب الاقدس ليست هي الاكبر في بغداد، بل هي كنيسة عادية تقع في احد اكثر احياء بغداد امنا، والى جوارها مدرسة صغيرة.

ووصفت الصحيفة المصلين بانهم كانوا يشعرون بالحزن بدلا عن البهجة، على الرغم من التحسن الأمني الذي رأى فيه بعض القساوسة املا يفتح نافذته على العراق، وكرسوا خطبهم على مواصلة النضال من اجل الحياة.

وأضافت الصحيفة أن مسيحيي العراق واجهوا ظروفا سيئة منذ سقوط نظام الدكتاتور صدام، اذ كثيرا ما تعرضت بيوتهم واعمالهم التجارية إلى هجمات. ويخمّن بعض الكهنة ان حوالي ثلثي المسيحيين العراقيين، أو حوالي مليون شخص هربوا من العراق، ويستشهدون برواد كنيسة القلب الاقدس كمثال على ذلك. لكن على الرغم من هذا الحال، كما تقول الصحيفة، عادت مجموعة صغيرة منهم الى البلد، فقد حضر احتفالات الاعياد في هذه الكنيسة 120 شخص فقط مقارنة بعددهم قبل سنتين الذي كان يصل إلى 400 شخص.

وذكرت الصحيفة ان خطبة الاحتفال ركزت على موضوعات محلية، فقد تحدث الكاهن ثائر الشيخ عن الاثر النفسي الذي يخلفه العنف والخطف والعوز الى العمل، لاقيا باللوم على الكراهية التي تسببت بهذا الوضع في العراق، وداعيا جميع العراقيين الى التخلي عن الاعمال الثارية.

وقال، علينا ان نتعامل مع بعضنا البعض على اساس اننا جميعا بشر. ثم تساءل، لو جاء الملاك جبريل اليوم وقال ان المسيح سيولد ثانية، فماذا سنفعل؟ انصفق او ننشد؟ فقالت امراة تتشح بالسواد "نطلب منه المغفرة"، وقالت امراة اخرى نطلب منه ان يعم السلام.

واختتم الأب خطبته بدعوة العراقيين جميعا الى ان يحبوا بعضهم بعضا، واضاف، ندعو الله ان يمنحنا المساواة والحرية وان ينهي هذه الحرب والجوع. ندعو الله ان يمنحنا السلام جميعا.

المسيحيون النازحون الى كردستان يتحدون غلاء المعيشة ويحتفلون بأعياد الميلاد

واستثمر المسيحيون النازحون إلى مدن كردستان، وبالتحديد في مدينتي اربيل ودهوك، فرصة العيش وسط الاجواء الامنة التي حرموا منها في العاصمة بغداد منذ سنوات مضت، ليقيموا احتفالاتهم باعياد الميلاد التي تصادف ذكرى مولد السيد المسيح في 25 كانون الاول ديسمبر، وراس السنة الميلادية في اخر يوم من كل عام، متجاوزين الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها جراء هجرتهم القسرية من مدنهم ومناطقهم، وشبح الغلاء الفاحش الذي حاصرهم في المدن التي لجأوا اليها. 

تقول فلورنس، ربة بيت في عقدها الرابع، العيد هنا جميل ونشعر بأجواء العيد التي حرمنا منها في بغداد بسبب الأوضاع الأمنية، كتزيين مداخل البيوت بالنشرات الضوئية ووضع شجرة الكريسماس، وتحضير الكليجة (كعك العيد المحلى).

 لكن التمتع بالأمان كان على حساب الوضع المعيشي وإشكالاته، كما تقول فلورنس، الغلاء هنا فاحش، ونتوق لأقربائنا وجيراننا والذين كانوا يشاركوننا فرحة العيد.

وتتابع، اضطررنا لترك بيتنا في السيدية، بعد مهاجمة مسلحين لزوجي وابني أثناء خروجهما من شركة أجنبية كانا يعملان فيها، واستيلائهم على المبلغ الذي كان معهما، وخوفا من استمرار الملاحقة أو القتل  قررنا النزوح إلى هنا.

وهنا يتدخل ابنها العشريني ليقول، رغم أن المنطقة التي نسكن فيها الآن ذات غالبية مسيحية، إلا أننا نشعر بالغربة، ففي السيدية كان جيراننا المسلمون يشاركوننا الأفراح والأعياد، ولم نشعر يوما بالتمييز أو الغربة، ويتابع عمار وليد وعلامات الحزن بادية على وجهه، هنا يسموننا بالنازحين، وبمجرد أن ندخل محلا للتسوق حتى نراهم قد رفعوا علينا الأسعار، ويتساءل، ألا يشعر المرء بالحزن عندما يسمونه في وطنه بهذه التسمية؟. 

وعن خططه للعيد قال سأذهب مع أصدقائي لحفلة تقام بمناسبة العيد، رغم ذلك أحن لأصدقائي في بغداد.

وتشتهر ناحية عنكاوة ذات الغالبية المسيحية والتي تبعد 5 كم شمال مركز مدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان، وتقع على مسافة 364 كم شمال بغداد )، حيث فضل غالبية المسيحيين النازحين من بغداد الإقامة فيها ولأسباب غير واضحة قد تتعلق بالانتماء الديني والقومي، بإقامة الحفلات في أعياد الميلاد ورأس السنة مقارنة مع أربيل، ففي عنكاوة نفسها تجري التحضيرات لاقامة اكثر من ثمانية حفلات، ويقول ابرم سياوش(كاسب -30 سنة)، هناك منافسة بين  النوادي والقاعات لإقامة حفلات خاصة وعامة ، ستقام حفلات في النوادي الاجتماعية وهي المعلمين ، والشباب ، والمتقاعدين ، وأكد، وجمعية الثقافة الكلدانية، كما ستشهد القاعات المنتشرة في بلدتنا العديد من الحفلات كقاعة عنكاوة ،وحدياب ، وفينوس، وبابل ، وكلها ستكون في ليلة العيد، كما هناك حفلات لمناسبة رأس السنة، حيث سينظم  اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري حفلة، والعديد من الأحزاب والتجمعات ستنظم حفلات خاصة.

يذكر أن العديد من الأحزاب والمنظمات التي تمثل الكلدان الآشوريين السريان والمسيحيين تتخذ من عنكاوة مقرا لها ومنها، الحركة الديمقراطية الآشورية، وحزب بيت نهرين ، والاتحاد الكلداني , والمنبر الكلداني ، والمجلس القومي الكلداني ، الحزب الوطني الآشوري ، وجمعية الثقافة الكلدانية.

نينوس وليم، شاب اضطر إلى ترك بغداد والبحث عن فرصة عمل في أربيل، واختار عنكاوة لوجود العديد من أقربائه الذين سبقوه من بغداد فيها، يقول، بالرغم من أننا هنا نستطيع التمتع بمظاهر العيد ، حيث نذهب بكل حرية إلى الكنيسة، ولا نخاف من ارتداء الملابس الحديثة الغربية كبناطيل الجينس والقمصان المرزكشة التي كانت محظورة علينا من قبل بعض الجماعات المتطرفة، وكذلك عمل قصات الشعر الحديثة والتي كنا قد نقتل في بغداد لمجرد التزين بها، إلا أن الوضع المادي هنا صعب جدا، وهناك غلاء غير طبيعي في الأسعار.

نينوس، الشاب الذي تخرج في معهد التكنولوجيا ليجد نفسه أخيرا عامل بلدية في أربيل، يقول انه اضطر إلى "شد الحزام " والاقتصاد في المأكل والملبس والمعيشة ليتمكن من توفير مبلغ يرسل قسما منه لعائلته ويدخر قسما آخر منه لنفسه، ويضيف، لكني لن احرم نفسي من التمتع بالعيد ، وسأذهب إلى إحدى الحفلات التي ستقام بالمناسبة.

ومن الجدير بالذكر أن أسعار تذاكر الدخول للحفلات يتراوح من 7500 دينار عراقي (6 $) إلى 35 ألف دينار عراقي (إي قرابة 30 $) للفرد الواحد بحسب نينوس، ويضيف، يعتمد ذلك على درجة النادي أو المطعم، وإذا كان من الدرجة الأولى أو الخامسة، وكذلك على الفرق التي ستحيي الحفلات، على الرغم من أن جميع الحفلات سيحييها مطربون مسيحيون محليون أو فرق محلية.

مجموعة من الفتيات اللواتي كن يرافقنا والدتهن في الطريق، وبدا واضحا من الأكياس التي كن يحملنها انهن عائدات من التسوق، أبدين انزعاجهن من غلاء الأسعار، وقالت الأم وهي معلمة، اضطررنا إلى ترك بغداد ، على الرغم من أن أوضاعنا المادية كانت جيدة، وكنا نملك منزلا، لكني خفت على بناتي الخمس من حالات الاختطاف التي انتشرت في بغداد، وجئنا هنا ونحن ندفع 400 دولار إيجار مسكن قديم وصغير. وتابعت أمل نوري، طبعا هنا تمكنا من تزيين البيت ووضع الشجرة وعمل الكليجة، لكن احتفالنا بالعيد بحرية جاء على حساب الوضع المادي.

في حين قالت إحدى بناتها، ليس من المعقول أن نحرم من كل شيء ، لذا قررنا أنا وأخواتي أن نذهب للحفلة ، فقد مللنا من أجواء الاحتفال البيتي التي أجبرنا عليها منذ أربع سنوات مضت.

يذكر أن عدد المسيحيين في العراق قبيل عام 2003 كان مليون ومائتي ألف بحسب الإحصاءات الكنسية. لكن وبسبب تردي الوضع الأمني غادر نحو نصفهم العراق , في حين اضطر آخرون إلى هجرة العاصمة بغداد والموصل والانبار والبصرة والتوجه إلى مناطق إقليم كردستان الآمنة؛ إلى محافظتي اربيل ودهوك تحديدا.

ويستقبل المسيحيون النازحون في دهوك عيد الميلاد ، كما في أربيل، وسط أجواء أمنية مستقرة، إلا أنهم يعانون من  الغلاء وقلة  أماكن الترفيه والاستراحة.

 وقال رامي عمانوئيل (22 سنة ، نازح من بغداد) لـ (أصوات العراق)، رغم تمتع المنطقة بالأمان والسلام  إلا أن العيد هنا يختلف عن بغداد من حيث المكان والناس والأصدقاء وحتى مراسم الاحتفال.

واضاف، المشكلة التي يعاني منها معظم النازحين في منطقة دهوك هي غلاء الأسعار وارتفاع أجور السكن ، وهذه تشكل عبئا ثقيلا على العائلات ذات الدخل المحدود.

 وأشار إلى انه لم يكن باستطاعته شراء شجرة عيد الميلاد بسبب ارتفاع أسعارها التي تصل بين(100ـــ 150) ألف دينار وكل عائلة في هذه المناسبة تحتاج إلى (1000) دولار لتسديد احتياجات العيد، والحصول على هذا المبلغ ليس بالأمر السهل. 

وأوضح رامي الذي يعمل مذيعا في إذاعة هيزل التي تبث برامجها من زاخو باللغات السريانية والكردية والعربية أن، على الرغم من تعيين العديد من النازحين في  المؤسسات الحكومية والثقافية والتجارية في دهوك فأن فرص العمل في المنطقة ما تزال محدودة وخصوصا أن عدد العائلات النازحة في تزايد.

سوزان مروكي (21 سنة)  نزحت مع عائلتها من الموصل إلى منطقة دهوك قبل أكثر من عامين قالت إن أسباب الأمن متوفرة هنا، لكن معظم النازحين يعانون من غلاء المعيشة. وأضافت، نعمل أنا وزوجي و نستلم (500) دولار شهريا فقط وهذا لا يكفي لسد احتياجاتنا حيث ندفع 300 دولارا ايجار المنزل، ونعتمد على الـ (200) دولار المتبقية للمعيشة طوال الشهر.

وقالت وردة ميخا (44 سنة نازحة من الموصل وتسكن دهوك)، إذا استقرت الأوضاع الأمنية في منطقتنا سأرجع أنا وسترجع العديد من العائلات إلى بيوتها. وتمنت ميخا أن تعم السلام  ربوع العراق ليعود النازحون إلى مناطقهم .

يذكر أن مدينة الموصل تشهد منذ نيسان ابريل 2003 ، اغتيالات ومضايقات ضد المسحيين راح ضحيتها عدد من القساوسة والمدنيين، ما اضطر العديد من العائلات المسحية إلى ترك المدينة إلى أربيل أو دهوك خوفا على حياتها.

وتقع مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، على مسافة (405) كم شمال بغداد. بينما تقع مدينة دهوك ، مركز محافظة دهوك على 460 كم شمال بغداد

وتوجد في العراق أربع طوائف مسيحية رئيسة وهي الكلدانية ( أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة) االسريانية الأرذثوكسية، والسريانية الكاثوليكية والآشورية (أتباع الكنيسة الشرقية – النسطورية سابقا)، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27 كانون الاول/2007 - 16/ذو الحجة/1428