مجالس المحافظات وحكومة المالكي

 سعد البغدادي

مجالس المحافظات هي  الحكومات المحلية التي تدير شؤونها بنفسها وهي تعمل ذلك تراعي مصالح شعبها الذي انتخبهاوصوت لها والذي لم يصوت لها باعتبار الانتساب الى تلك المنطقة او المحافظة.

قرار  تاسيس نظام مجالس المحافظات هو من اجل المسارعة في اعمار تلك المناطق  التي رزحت تحت الظلم لسنوات طويلة. الا ان الامر مع الحكومات المحلية كان مختلفا الى حد لايصدق. تحولت مجالس المحافظات الى محاصصة حزبية وفئوية وتداخلت فيها الامور الى حد عطل جميع المشاريع التنموية والاعمارية ويشترك في هذا الامر جميع مجالسنا في الجنوب والوسط والشمال.

مجالس المحافظات اصبحت دعوة للحزبية. فبعد اربع سنوات على تحرير العراق من براثن الفاشية لم نشهد اي اعمار حقيقي لم يلمس المواطن مشاريع ستراتيجية باستثناء تبليط الارصفة واكسائها بالحجر وكان هذا الاكساء امر مشترك بين جميع المحافظات.

 اما ما يقال عن الاعمار فهو  كما يقال هواء في شبك فمطار النجف الذي نسمع عنه كثيرا في الاعلام المحلي والصحافة ليس له اثر  بل ان الارض التي يفترض ان يشيد عليهاهذا المطار غير متوفرة لحد الان؟ فعن اي مطار يتحدثون؟؟

اما برج البصرة العملاق او ميناء البصرة الكبير فهي مشاريع وهمية لا توجد الا في مخيلة اعضاء المجالس بل ان محافظ البصرة لايعرف هل حقا توجد مثل هذه المشاريع في محافظته.

وفي الرمادي اختفت اموال الاعمار واختفت معها فرصة اعادة الروح للمدينة حتى ضج اهلها بالصراخ والعجيج وليس من مستغيث وقس على ذلك في كركوك والموصل وباقي المحافظات العراقية.

اذن اين تكمن المشكلة؟

 في المحاصصة الحزبية ام في حكومة المالكي التي غضت الطرف عن حجم السرقات الكبيرة في هذه المجالس والدور الحزبي والفئوي في تشكيلتها.

 ولماذا لم يسارع المالكي لاخماد الفتنة ويعزل جميع هولاء المحافظين عن طريق الاسراع بانتخابات جديدة تضمن وصول الكفءات العراقية من اهل تلك المحافظة خاصة بعد عودة الوعي الشعبي وانحسار الخوف من العصابات الاجرامية والارهابية.ولماذا لم يسن قانون يمنع بموجبه ترشيح الاحزاب السياسية لتلك المجالس لمنح الفرصة الحقيقية لابناء تلك المحافظات العمل على اعمار مدنهم.

 فتشكيل مجالس المحافظات الراهنة تمنع من توجيه اي نقد اليهم باعتبار الائتلاف الحكومي فلايستطيع الكردي ان ينتقد الشيعي ولا الشيعي ان ينتقد الكردي وهكذا ليصار الامر الى دائرة اضيق هي الدائرة الحزبية؟ ومن ثم يتم التكتم على الاداء السئ للجميع.

احسب ان حكومة المالكي هي المسؤولة عن تنظيف هذه المجالس واعطاء الفرصة الجدية لاعمار محافظتناباسلوب حضاري  تفتقده الاحزاب التي تعلمت اساليب اخرى.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأثنين 24 كانون الاول/2007 - 13/ذو الحجة/1428